تويت
أكد أن الصوت الضعيف لا يجد أذناً تسمعه
الدكتور محمد شادي كسكين الرئيس العام لاتحاد المدونين العرب
يتحدث لــ"البيادر السياسي" حول واقع الإعلام العربي
وعوامل النهوض بالرسالة الإعلامية العربية
حاوره من غزة/ محمد المدهون
* لم يعد مجدياً أن يستمر الإعلام العربي بذات أساليبه التقليدية في عالم القرية العالمية الصغيرة
* الخطاب الإعلامي الموجّه يلعب الدور الأكبر في رسم الرأي العام الشعبي
* البرامج الإعلامية العربية تركز على جوانب توعية معينة في مجال الوقاية وتتجاهل التعاطي مع قضايا الهوية والثقافات الوافدة
خاص بـ"البيادر السياسي":ـ
لم يعد خافياً الأهمية الكبرى التي تلعبها المدونات الشخصية في ظل تطور وسائل الاتصال والإعلام ضمن ثورة تكنولوجيا المعلومات التي شهدت نهضة لم يسبق لها مثيل خلال العقد الأخير، فكل إنسان باستطاعته إنشاء مدونته الشخصية يعبر من خلالها عمّا يجول بخاطره، وينشر بداخلها إبداعاته ومواهبه وإنتاجه الفكري والعلمي والأدبي وغير ذلك، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل استطاع المدونون العرب توظيف هذه المساحة المتاحة لهم في خدمة قضايا أمتهم ونقل الصورة الحقيقية التي شوهها الإعلام الغربي والأمريكي؟ وما هو الدور الذي يلعبه اتحاد المدونين العرب ؟ وهل هناك اتصال مع المدونين الغربيين ؟ وكيف يمكن توظيف المدونات الشخصية بما يخدم قضايا الأمة ؟
هذه الأسئلة وأخرى طرحتها "البيادر السياسي" على الدكتور محمد شادي كسكين الرئيس العام لاتحاد المدونين العرب ضمن الحوار التالي.
تجربة شخصية
* تركتم بصمات واضحة في مختلف المجالات العلمية والفكرية والإعلامية.. هل لك أن تطلعنا على تجربتكم الشخصية في المجال الإعلامي؟
- كانت بداياتي مع الصحافة المطبوعة من صحف ومجلات، وأذكر منها على سبيل المثال جريدة " المحرر" الباريسية و" المستقلة " اللندنية و" شبابيك" من مالطا إضافة إلى الصحف والمجلات السورية، وكانت بدايات هذا النشر منذ ما يزيد عن 14 عاماً. مع دخول العالم الإفتراضي والشبكة العنكبوتية إلى الساحة العربية تحولت إلى المواقع الإلكترونية والمنتديات، وسرعان ما انتقلت إلى عالم المدونات دون أن أفقد صلتي بكل ما سبق وأتمنى أن أكون مساهماً بقليل القليل من المميز والمفيد.
* بصفتكم الرئيس العام لاتحاد المدونين العرب.. ما أهمية هذا الاتحاد والدور الذي يضطلع به في الوسط الإعلامي العربي؟
- اتحاد المدونين العرب هو أول وأكبر اتحاد للمدونين العرب في العالم، وتكمن أهمية هذا الإتحاد في رؤيته وجهوده التي يبذلها لتحويل ظاهرة التدوين العربي إلى قوة إيجابية مؤثرة على الصعيد الإعلامي والاجتماعي والفكري العربي، وفي مراحل لاحقة في العمل لإيصال هذا الصوت العربي الايجابي القوي إلى العالم.. كما تعلم فإنه لا يمكن تجاهل تأثير عشرات الألاف من المدونات العربية التي تُحدّث يومياً وتنشر مئات الآلاف من الإدراجات الإعلامية على كافة الصعد بغض النظر عن قوة بعضها، وضعف بعضها الأخر وهي في النهاية وسائل إعلامية ذات نطاق انتشار وتأثير متباين.
* كم يبلغ عدد الأعضاء في الاتحاد، وهل يشكلون مختلف الأقطار العربية ؟ وما هي الشروط الواجبة توفرها للانضمام إلى عضوية الاتحاد؟
- نعتز في اتحاد المدونين العرب بعضوية حوالي 600 مدون يغطون كل الدول العربية وعدداً من دول المهجر في قارات العالم الخمس، أما شروط العضوية في اتحاد المدونين العرب التي يجب أن تتوافر في طالب العضوية فهي أن تكون أصوله أو جنسيته أو لغته عربية، أو يدون باللغة العربية، وأن لا يقل إنتاجه الشخصي في المدونة عن عشرة مواضيع وأن يلتزم بالمبادئ العامة لحرية التعبير والنشر، وعدم التعرض للدين الإسلامي أو الأديان الأخرى بأي مس أو تحقير، وعدم الخروج عن ضوابط الأدب والأخلاق، وأن لا يقل عمر العضو عن 18 سنة، وأن يكون متمتعاً بالأهلية الكاملة، وأن يملأ استمارة طلب العضوية ليصار إلى منحه عضوية الاتحاد والرقم التدويني.
الانفتاح على الغرب
* هل أنتم على تواصل مع مدونين أوروبيين، وما هي أوجه العلاقة بينكم؟
- اتحاد المدونين العرب اتحاد حديث التأسيس، لم يمض على تأسيسه أكثر من عام ونصف العام، ومع ذلك فقضية التواصل والحوار مع مدوني العالم تشغلنا وتحتل حيزاً كبيراً من أولوياتنا، وقد تم في الأيام القليلة الماضية تأسيس "لجنة العمل العربي والإسلامي" ومن أولى مهامها فتح باب الحوار مع المدونين الغربيين حول القضايا الكبرى للأمة والعالم، كما أن "لجنة الإعلام " في الإتحاد برئاسة الزميل الصحفي الاستاذ أحمد التابعي تكثف جهدها لإنشاء وحدات اتصال وتواصل مع هؤلاء المدونين غير الناطقين باللغة العربية، كما أن الاتحاد بدأ في الأونة الأخيرة بتكليف بعض من السادة أعضاء الاتحاد بمهام الاتحاد في دول المهجر ومن أولى اهتماماتهم العمل على خلق هذا التواصل.
* ما أهمية الانفتاح على العالم الغربي من خلال التدوين؟ وهل من شأنه المساهمة في نشر القيم والثقافات العربية في الأوساط الأوروبية؟
- من خلال معايشتنا وقراءتنا للواقع الغربي، يلعب الخطاب الإعلامي الموجّه الدور الأكبر في رسم الرأي العام الشعبي، وبالتالي التوجه السياسي الرسمي، وبالطبع يمكن للمدونات العربية باعتبارها نوعاً هاماً من الخطاب الإعلامي - في ظل شروط معينة - أن تكون جزءاً من هذا الخطاب الإعلامي المؤثر، لكن بطبيعة الحال علينا أن نعترف حالياً أن قلة من المدونين العرب يمتلكون مزاوجة اللغة العربية مع لغات عالمية حية أخرى، وقلة من هذه القلة تمتلك الوعي والفكر والمقدرة والإرادة لنقل القيم والثقافة العربية إلى الطرف الأخر على وجه صحيح وناجع.
* هل الانفتاح على الغرب يساهم في نقل الرواية العربية حول مختلف قضايا الأمة، لا سيما في ظل التضليل الذي يمارسه الإعلام الغربي والأمريكي؟
- هذا شيء مؤكد بالنظر إلى تطور تقنية الحياة الإعلامية الافتراضية الغربية، إضافة لمفاهيم حرية الفكر والتعبير شبه المطلقة في أوروبا.. السؤال الأهم في هذه النقطة هل يدرك المدونون العرب أن على عواتقهم أمانة غالية ورسالة عالمية يقع على عواتقهم لعب دور ما في تبليغها؟
الإعلام البديل
* المدونات أصبحت تلقى رواجاً عالمياً وهناك من أطلق عليها اسم الإعلام البديل.. ما أهمية الدور الذي تلعبه هذه المدونات ؟ وكيف يمكن استثمارها بما يخدم قضايا الأمة العربية؟
- كانت الصحافة المطبوعة إضافة للمذياع والتلفاز الرسميين هي وسائل الإعلام المتوفرة عالمياً وعربياً، ولنتكلم على المستوى العربي على الأقل فالوصول إلى أعمدة الصحافة أو أثير الإذاعة أو شاشة التلفاز أمر أكثر من حلم مستحيل، والوصول لهذا الحلم المستحيل يتطلب مشواراً وعراً طويلاً ومغامرة قد تنتهي بالنجاح أو الفشل، ومابين هذين الاحتمالين تضيع آلاف المواهب والأفكار والحقائق، ناهيك عن العوامل الاقتصادية التي تلعب دوراً كبيراً في مجتمعاتنا العربية في إبراز الموهبة أو اندثارها.. اليوم تمثل كل مدونة شخصية صحيفة ومذياعاً وتلفازاً شخصياً خاصاً يتحكم المدون وحده في سياسة إدارتها وطبيعة موادها، سواء أكانت هذه المواد ذات ارتباط شخصي أو عام – سياسي أو اجتماعي أو فكري أو إبداعي، وما إلى ذلك، وامتلاك كل هذه الوسائل يستغرق أقل من خمس دقائق!. إذن نحن أمام " وسائل إعلامية شعبية مفتوحة" تمثل مرحلة جديدة من تاريخ التطور الإعلامي والاتصالي العالمي دون أن تلغي ما قبلها بالتأكيد.
استثمار هذه المنظومة الواسعة يعتمد على نجاحنا أو فشلنا في تطوير هذه الظاهرة ايجابياً، لا سيما ونحن نتحدث عن عشرات ومئات الألاف المدونين القادمين من بيئات اجتماعية واقتصادية وفكرية ومستويات تعليمية وأعمار مختلفة، المهمة صعبة ووجود اتحاد يجمع المدونين العرب يسهل المهمة ويساهم في تحقيقها.
الإعلام العربي
* بحكم موقعكم.. ما هي قراءتكم لواقع الإعلام العربي ؟ وأين تكمن مواطن الضعف والخلل فيه؟
- واقع الإعلام لأي أمة أو دولة لا يخرج أبداً عن سياق واقعها السياسي والاجتماعي والفكري والاقتصادي والنهضوي، وبما أننا نقر أن الواقع العربي ليس على ما يرام، فإن علينا الإقرار بأن الواقع الإعلامي العربي هو بذات درجة التقييم.. اليوم في عالم القرية العالمية الصغيرة وثورة التكنولوجيا والاتصال لم يعد مجدياً أن يستمر الإعلام العربي بذات أساليبه التقليدية. في العالم الإعلامي اليوم عليك أن تقدم الجديد والمتميز وتنافس في وقت أقصر وبتقنية أفضل.. اليوم عليك أن تقدم للمتلقي مادة تحوز ثقته ومصداقيته واحترامه في ذات الوقت الذي يجب أن تكون هذه المادة الإعلامية تلامس مواطن احتياجاته ومواضع تساؤله، وتتمكن من جذب انتباهه وإثارة إهتمامه.
* هناك اتهام للإعلام العربي بأنه قصر في مواجهة الثقافات الوافدة من الغرب إلى مجتمعاتنا العربية.. كيف تردون على ذلك؟
- البرامج الإعلامية العربية تركز على جوانب توعية معينة في مجال الوقاية والمعالجة، لكنها من جهة أخرى تغفل أو تتجاهل التعاطي مع قضايا الهوية والثقافات الوافدة سواء الإيجابية منها أم السلبية، بمعنى ما كان منها في إطار التواصل الحضاري الطبيعي بين الثقافات والحضارات والأمم، أو ما يدخل منها في نطاق الغزو الثقافي وغسل الأدمغة، لكننا نعود لأصل المشكلة وهي ضعف واقع الأمة التي تنهض بنهوض إعلامها، وينهض إعلامها بنهوضها.. دعونا نكرر دائماً أن: الصوت الضعيف لا يجد أذناً تسمعه!
* كيف يمكن النهوض بواقع الإعلام العربي إلى الأفضل بما يساهم في نقل الرسالة العربية بشكل أفضل، ويخدم الأمة العربية؟
- قضية النهوض بواقع الإعلام العربي قضية ليست بالسهلة، لأننا نتحدث عن منظومة ضخمة في أكثر من 22 دولة عربية، وإذا كانت مسؤولية هذا النهوض تقع على عاتق وزراء الإعلام العرب، فإن جزءاً من هذه المسؤولية يقع على عاتق الإعلاميين في وسائل الإعلام، إذ هم أداة هذا الإعلام ونتاجهم الفكري والإبداعي هو مادته والوعي الشامل والإرادة الصادقة والوسائل الصحيحة هي السبيل إلى تحريك الإعلام العربي باتجاه مواكبة إعلام أمم القرن الحادي والعشرين.. الأمم التي لا يهدأ هدير إعلامها ولا يتوقف دوي سجالها وتنافسها !.
الدكتور محمد شادي كسكين الرئيس العام لاتحاد المدونين العرب
يتحدث لــ"البيادر السياسي" حول واقع الإعلام العربي
وعوامل النهوض بالرسالة الإعلامية العربية
حاوره من غزة/ محمد المدهون
* لم يعد مجدياً أن يستمر الإعلام العربي بذات أساليبه التقليدية في عالم القرية العالمية الصغيرة
* الخطاب الإعلامي الموجّه يلعب الدور الأكبر في رسم الرأي العام الشعبي
* البرامج الإعلامية العربية تركز على جوانب توعية معينة في مجال الوقاية وتتجاهل التعاطي مع قضايا الهوية والثقافات الوافدة
خاص بـ"البيادر السياسي":ـ
لم يعد خافياً الأهمية الكبرى التي تلعبها المدونات الشخصية في ظل تطور وسائل الاتصال والإعلام ضمن ثورة تكنولوجيا المعلومات التي شهدت نهضة لم يسبق لها مثيل خلال العقد الأخير، فكل إنسان باستطاعته إنشاء مدونته الشخصية يعبر من خلالها عمّا يجول بخاطره، وينشر بداخلها إبداعاته ومواهبه وإنتاجه الفكري والعلمي والأدبي وغير ذلك، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل استطاع المدونون العرب توظيف هذه المساحة المتاحة لهم في خدمة قضايا أمتهم ونقل الصورة الحقيقية التي شوهها الإعلام الغربي والأمريكي؟ وما هو الدور الذي يلعبه اتحاد المدونين العرب ؟ وهل هناك اتصال مع المدونين الغربيين ؟ وكيف يمكن توظيف المدونات الشخصية بما يخدم قضايا الأمة ؟
هذه الأسئلة وأخرى طرحتها "البيادر السياسي" على الدكتور محمد شادي كسكين الرئيس العام لاتحاد المدونين العرب ضمن الحوار التالي.
تجربة شخصية
* تركتم بصمات واضحة في مختلف المجالات العلمية والفكرية والإعلامية.. هل لك أن تطلعنا على تجربتكم الشخصية في المجال الإعلامي؟
- كانت بداياتي مع الصحافة المطبوعة من صحف ومجلات، وأذكر منها على سبيل المثال جريدة " المحرر" الباريسية و" المستقلة " اللندنية و" شبابيك" من مالطا إضافة إلى الصحف والمجلات السورية، وكانت بدايات هذا النشر منذ ما يزيد عن 14 عاماً. مع دخول العالم الإفتراضي والشبكة العنكبوتية إلى الساحة العربية تحولت إلى المواقع الإلكترونية والمنتديات، وسرعان ما انتقلت إلى عالم المدونات دون أن أفقد صلتي بكل ما سبق وأتمنى أن أكون مساهماً بقليل القليل من المميز والمفيد.
* بصفتكم الرئيس العام لاتحاد المدونين العرب.. ما أهمية هذا الاتحاد والدور الذي يضطلع به في الوسط الإعلامي العربي؟
- اتحاد المدونين العرب هو أول وأكبر اتحاد للمدونين العرب في العالم، وتكمن أهمية هذا الإتحاد في رؤيته وجهوده التي يبذلها لتحويل ظاهرة التدوين العربي إلى قوة إيجابية مؤثرة على الصعيد الإعلامي والاجتماعي والفكري العربي، وفي مراحل لاحقة في العمل لإيصال هذا الصوت العربي الايجابي القوي إلى العالم.. كما تعلم فإنه لا يمكن تجاهل تأثير عشرات الألاف من المدونات العربية التي تُحدّث يومياً وتنشر مئات الآلاف من الإدراجات الإعلامية على كافة الصعد بغض النظر عن قوة بعضها، وضعف بعضها الأخر وهي في النهاية وسائل إعلامية ذات نطاق انتشار وتأثير متباين.
* كم يبلغ عدد الأعضاء في الاتحاد، وهل يشكلون مختلف الأقطار العربية ؟ وما هي الشروط الواجبة توفرها للانضمام إلى عضوية الاتحاد؟
- نعتز في اتحاد المدونين العرب بعضوية حوالي 600 مدون يغطون كل الدول العربية وعدداً من دول المهجر في قارات العالم الخمس، أما شروط العضوية في اتحاد المدونين العرب التي يجب أن تتوافر في طالب العضوية فهي أن تكون أصوله أو جنسيته أو لغته عربية، أو يدون باللغة العربية، وأن لا يقل إنتاجه الشخصي في المدونة عن عشرة مواضيع وأن يلتزم بالمبادئ العامة لحرية التعبير والنشر، وعدم التعرض للدين الإسلامي أو الأديان الأخرى بأي مس أو تحقير، وعدم الخروج عن ضوابط الأدب والأخلاق، وأن لا يقل عمر العضو عن 18 سنة، وأن يكون متمتعاً بالأهلية الكاملة، وأن يملأ استمارة طلب العضوية ليصار إلى منحه عضوية الاتحاد والرقم التدويني.
الانفتاح على الغرب
* هل أنتم على تواصل مع مدونين أوروبيين، وما هي أوجه العلاقة بينكم؟
- اتحاد المدونين العرب اتحاد حديث التأسيس، لم يمض على تأسيسه أكثر من عام ونصف العام، ومع ذلك فقضية التواصل والحوار مع مدوني العالم تشغلنا وتحتل حيزاً كبيراً من أولوياتنا، وقد تم في الأيام القليلة الماضية تأسيس "لجنة العمل العربي والإسلامي" ومن أولى مهامها فتح باب الحوار مع المدونين الغربيين حول القضايا الكبرى للأمة والعالم، كما أن "لجنة الإعلام " في الإتحاد برئاسة الزميل الصحفي الاستاذ أحمد التابعي تكثف جهدها لإنشاء وحدات اتصال وتواصل مع هؤلاء المدونين غير الناطقين باللغة العربية، كما أن الاتحاد بدأ في الأونة الأخيرة بتكليف بعض من السادة أعضاء الاتحاد بمهام الاتحاد في دول المهجر ومن أولى اهتماماتهم العمل على خلق هذا التواصل.
* ما أهمية الانفتاح على العالم الغربي من خلال التدوين؟ وهل من شأنه المساهمة في نشر القيم والثقافات العربية في الأوساط الأوروبية؟
- من خلال معايشتنا وقراءتنا للواقع الغربي، يلعب الخطاب الإعلامي الموجّه الدور الأكبر في رسم الرأي العام الشعبي، وبالتالي التوجه السياسي الرسمي، وبالطبع يمكن للمدونات العربية باعتبارها نوعاً هاماً من الخطاب الإعلامي - في ظل شروط معينة - أن تكون جزءاً من هذا الخطاب الإعلامي المؤثر، لكن بطبيعة الحال علينا أن نعترف حالياً أن قلة من المدونين العرب يمتلكون مزاوجة اللغة العربية مع لغات عالمية حية أخرى، وقلة من هذه القلة تمتلك الوعي والفكر والمقدرة والإرادة لنقل القيم والثقافة العربية إلى الطرف الأخر على وجه صحيح وناجع.
* هل الانفتاح على الغرب يساهم في نقل الرواية العربية حول مختلف قضايا الأمة، لا سيما في ظل التضليل الذي يمارسه الإعلام الغربي والأمريكي؟
- هذا شيء مؤكد بالنظر إلى تطور تقنية الحياة الإعلامية الافتراضية الغربية، إضافة لمفاهيم حرية الفكر والتعبير شبه المطلقة في أوروبا.. السؤال الأهم في هذه النقطة هل يدرك المدونون العرب أن على عواتقهم أمانة غالية ورسالة عالمية يقع على عواتقهم لعب دور ما في تبليغها؟
الإعلام البديل
* المدونات أصبحت تلقى رواجاً عالمياً وهناك من أطلق عليها اسم الإعلام البديل.. ما أهمية الدور الذي تلعبه هذه المدونات ؟ وكيف يمكن استثمارها بما يخدم قضايا الأمة العربية؟
- كانت الصحافة المطبوعة إضافة للمذياع والتلفاز الرسميين هي وسائل الإعلام المتوفرة عالمياً وعربياً، ولنتكلم على المستوى العربي على الأقل فالوصول إلى أعمدة الصحافة أو أثير الإذاعة أو شاشة التلفاز أمر أكثر من حلم مستحيل، والوصول لهذا الحلم المستحيل يتطلب مشواراً وعراً طويلاً ومغامرة قد تنتهي بالنجاح أو الفشل، ومابين هذين الاحتمالين تضيع آلاف المواهب والأفكار والحقائق، ناهيك عن العوامل الاقتصادية التي تلعب دوراً كبيراً في مجتمعاتنا العربية في إبراز الموهبة أو اندثارها.. اليوم تمثل كل مدونة شخصية صحيفة ومذياعاً وتلفازاً شخصياً خاصاً يتحكم المدون وحده في سياسة إدارتها وطبيعة موادها، سواء أكانت هذه المواد ذات ارتباط شخصي أو عام – سياسي أو اجتماعي أو فكري أو إبداعي، وما إلى ذلك، وامتلاك كل هذه الوسائل يستغرق أقل من خمس دقائق!. إذن نحن أمام " وسائل إعلامية شعبية مفتوحة" تمثل مرحلة جديدة من تاريخ التطور الإعلامي والاتصالي العالمي دون أن تلغي ما قبلها بالتأكيد.
استثمار هذه المنظومة الواسعة يعتمد على نجاحنا أو فشلنا في تطوير هذه الظاهرة ايجابياً، لا سيما ونحن نتحدث عن عشرات ومئات الألاف المدونين القادمين من بيئات اجتماعية واقتصادية وفكرية ومستويات تعليمية وأعمار مختلفة، المهمة صعبة ووجود اتحاد يجمع المدونين العرب يسهل المهمة ويساهم في تحقيقها.
الإعلام العربي
* بحكم موقعكم.. ما هي قراءتكم لواقع الإعلام العربي ؟ وأين تكمن مواطن الضعف والخلل فيه؟
- واقع الإعلام لأي أمة أو دولة لا يخرج أبداً عن سياق واقعها السياسي والاجتماعي والفكري والاقتصادي والنهضوي، وبما أننا نقر أن الواقع العربي ليس على ما يرام، فإن علينا الإقرار بأن الواقع الإعلامي العربي هو بذات درجة التقييم.. اليوم في عالم القرية العالمية الصغيرة وثورة التكنولوجيا والاتصال لم يعد مجدياً أن يستمر الإعلام العربي بذات أساليبه التقليدية. في العالم الإعلامي اليوم عليك أن تقدم الجديد والمتميز وتنافس في وقت أقصر وبتقنية أفضل.. اليوم عليك أن تقدم للمتلقي مادة تحوز ثقته ومصداقيته واحترامه في ذات الوقت الذي يجب أن تكون هذه المادة الإعلامية تلامس مواطن احتياجاته ومواضع تساؤله، وتتمكن من جذب انتباهه وإثارة إهتمامه.
* هناك اتهام للإعلام العربي بأنه قصر في مواجهة الثقافات الوافدة من الغرب إلى مجتمعاتنا العربية.. كيف تردون على ذلك؟
- البرامج الإعلامية العربية تركز على جوانب توعية معينة في مجال الوقاية والمعالجة، لكنها من جهة أخرى تغفل أو تتجاهل التعاطي مع قضايا الهوية والثقافات الوافدة سواء الإيجابية منها أم السلبية، بمعنى ما كان منها في إطار التواصل الحضاري الطبيعي بين الثقافات والحضارات والأمم، أو ما يدخل منها في نطاق الغزو الثقافي وغسل الأدمغة، لكننا نعود لأصل المشكلة وهي ضعف واقع الأمة التي تنهض بنهوض إعلامها، وينهض إعلامها بنهوضها.. دعونا نكرر دائماً أن: الصوت الضعيف لا يجد أذناً تسمعه!
* كيف يمكن النهوض بواقع الإعلام العربي إلى الأفضل بما يساهم في نقل الرسالة العربية بشكل أفضل، ويخدم الأمة العربية؟
- قضية النهوض بواقع الإعلام العربي قضية ليست بالسهلة، لأننا نتحدث عن منظومة ضخمة في أكثر من 22 دولة عربية، وإذا كانت مسؤولية هذا النهوض تقع على عاتق وزراء الإعلام العرب، فإن جزءاً من هذه المسؤولية يقع على عاتق الإعلاميين في وسائل الإعلام، إذ هم أداة هذا الإعلام ونتاجهم الفكري والإبداعي هو مادته والوعي الشامل والإرادة الصادقة والوسائل الصحيحة هي السبيل إلى تحريك الإعلام العربي باتجاه مواكبة إعلام أمم القرن الحادي والعشرين.. الأمم التي لا يهدأ هدير إعلامها ولا يتوقف دوي سجالها وتنافسها !.
تعليق