سيرة سهلة وبسيطة.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرؤوف النويهى
    أديب وكاتب
    • 12-10-2007
    • 2218

    سيرة سهلة وبسيطة.

    لأول مرة أجد نفسى مغرماً بالحديث عن حياتى ،تصورت أننى سأكتب سيرة الإسكندر الأكبر أو سيرة يوليوس قيصر أو سيرة سبارتاكوس أو مينا موحد القطرين أو رمسيس الثانى ولكن إن طال بى العمر سأكتب عن (إخناتون ونفرتيتى ) ،بى رغبة شديدة للكتابة عنهما .

    من هو عبدالرؤوف النويهى ؟

    سؤال مطروح بأعماقى منذ وعيتُ الدنيا وأنا جادُ فى الإجابة عليه.

    فى صباح يوم 25مارس (آذار )سنة 1955م وقد تم حسم الصراع بين قادة ثورة يوليو1952م واعتقال اللواء محمد نجيب وإعلان الجمهورية بزعامة البكباشى /جمال عبدالناصر ، أطلقت أمى صرخة قاسية مرعبة ،خرجت على إثرها لترانى الدنيا قطعة لحم حمراء ،كانت أمى (فوزية أحمد عبد المجيد وهبة ) لم تتجاوز حينئذ ستة عشر سنة ميلادية، خرجت أصرخ أنا الآخر ،كانتا صرختان متقابلتين فى آن واحد .

    تقول جدتى (عائشة حجازى خلاف )... أم أبى( محمد على فرج النويهى )رحمهما الله وأسكنهما الجنة :
    كان يوماً جميلاً وانتظاراً طال حتى نراك ،خفت عليك من الحسد ،لأن أمك صغيرة وأنت ذكر ،زوجة عمك(ابن عم أبيك) أنجبت أنثى ،وعاملها الجميع معاملة سيئة .
    طار الجميع بك فرحاً وزهواً ،كنت وسيماً وبصحة جيدة ، حافظنا عليك وأعز الولد ولد الولد ،أحبك كل من يراك ،دعوت لك فى الليل والنهار وحرصنا كل الحرص على راحتك رغم وجود أبناء أعمامك , أمك صغيرة لم تعرف بعد معنى الأمومة ،عاونتها فى رعايتك ،إلا انك معظم الوقت فى حضنى وكثيرا ماتنام بجوارى .
    ولما كبرت وكان لديك ثلاث سنوات ،ذهبت بك إلى الكُتاب للتعلم القرآن والقراءة والكتابة والحساب ،وحفظت القرآن صغيراً وأشاد بك الأهل والأقارب ،ثم دخلت المدرسة الإبتدائية وقرر المدرسون أنك تميل إلى القراءة
    .

    تقول أمى :اعتبرتك أخويا الصغير ،فرق السن مش كتير 15سنة وشهور ،كنت باخاف عليك قوى وكتبك وكراستك ,ولما تبعد عنى أنشغل بك ، فاكرة كويس إنك كنت طيب وهادى ومش بتاع مشاكل ،الكتاب فى إيديك وفى الجامع يابتصلى أو بتقرا ، لما لقيتك بتحب القراية خليت أبوك يجيبلك الكتب إللى أنت بتحبها والجرانين والمجلات.

    ويستكمل والدى ويقول : حصلت على الشهادة الإبتدائية ثم دخلت المدرسة الإعدادى بطنطا (مدرسة محمد فريد الإعدادية ) ولغتك الأجنبية الفرنسية،ولكنك أثبت تفوقاً فيها وصرت فى نهاية التعليم الإعدادى تتحدث بها ثم دخلت التعليم الثانوى (مدرسة الأقباط الثانوية ) وكنت ومن أول سنة مقرر اللجنة الثقافية بها وتعتبر السنوات الثلاث أكثر سنوات عمرك تحصيلا وقراءةً واطلعت على الكثير مما فى مكتبتى وكتب الدكتور رشاد النويهى (اسم الشهرة للدكتورمحمد النويهى تلميذ الدكتور طه حسين ) ثقافة الناقد الأدبى وشخصية بشار ونفسية أبى نواس ومقالاته فى جرية الجمهورية (المصرية) والأهرام ،كنت تقرأ بنهم وشراهة لكل ما تقع عليه عيناك .

    وأقول انا : حصلت على الثانوية العامة والتحقت وبدون تفكير بكلية الحقوق جامعة القاهرة ،سنوات التكوين والثقافة والتحصيل والمشاركة فى الجماعات السياسية ،همتُ فى القاهرة بحثاً عن الماضى والحاضر والمستقبل ،وعانيت الأمرين سياسياً ،لم أترك كتاباً يقع تحت عينى إلا وقرأته وصاحبت الشعراء والكتاب وساعدتنى لغتى الفرنسية فى قراءة فيكتور هوجو وسارتر ولامرتين وكامو ورامبو وفولتير وفرانسو ساجان
    والأدب العربى من شعر وقصة ودراسات نقدية وفلسفية ،تخصصت فى عدم التخصص ،بجانب الدراسات القانونية ...كنتُ أكتب فى مجلات الحائط والنشرات الثقافية وأحضر الندوات الأدبية والشعرية ،الحياة تأخذنى بين أحضانها وتشدنى لأعماقها وأنا أرتمى بشوق واندفاع محموم.
    السعى نحو التكوين الثقافى ،الهدف والمصير .
    السعى نحو الإحساس بالذات والقدرة على التنظير والمقارنة بين الثقافات ،الطموح الجارف .
    السعى نحو السياسة ونظم الحكم والنقاش حول الهزيمة والانتصار ، بيت القصيد.
    حصلت على الليسانس وزاد طموحى لاستنكمال الدراسات العليا ، ثم قيدت اسمى فى النقابة العامة للمحامين بمصر ، وشاركت فى العمل السياسى بعض الوقت ،وساهمت فى كل الجمعيات الأدبية ،ولم أنشغل وقتئذ إلا بدراسة القانون ،القراءة حتى هذه اللحظة (21أكتوبر 2007م) هى الهدف الوحيد الذى أحرص عليه كل الحرص .
    تزوجت من نوال عبدالنبى محمد يوسف من المنصورة)ليسانس آداب المنصورة قسم تاريخ ودبلوم دراسات عليا فى علم النفس التربوى ، ورزقتُ منها (بسمة ،ليسانس الحقوق ) ويوسف (الثانوية العامة ).

    افتتحت مكنباً للمحاماة والإستشارات القانونية
    اشتركت فى إصدار بعض مجلات الماستر الأدبية ،أكتب فى النقد الأدبى والتذوق الفنى والموسيقى .
    أصبحت عضواً فى مجلس إدارة مجلة الرافعى الأدبية التى تصدر عن الشباب والرياضة .
    ساهمت فى الكتابة بها ،وأخيراً وفى سنة 2003م المستشار الأدبى عن المجلة بل أصبحتُ مسؤلاً عنها .
    كتبتُ فى الجرائد السيارة وجريدة أخبار الأدب المصرية .

    الآن ..رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية المجتمع بميت حبيش البحرية _طنطا .
    وعضو مجلس أمناء التعليم الابتدائى والإعدادى والثانوى بكافة فروعه) بمحافظة الغربية .
    وعضو بنادى طنطا الرياضى .


    هل نسيتُ شيئاً؟؟
    ربما ...لكن لن أنسى أبداً عضويتى فى (ملتقى الأدباء والمبدعين العرب).برئاسة الدكتور/ جمال مرسى .

    هل نسيتُ شيئاً آخر؟؟
    نعم ..إنها سيرة سهلة وبسيطة تستمد بساطتها وسهولتها من صاحبها الإنسان وأؤكد الإنسان /عبدالرؤوف النويهى المحامى بالنقض.
  • سلوى فريمان
    محظور
    • 18-10-2007
    • 864

    #2
    إنها سيرة سهلة وبسيطة تستمد بساطتها وسهولتها من صاحبها الإنسان وأؤكد الإنسان /عبدالرؤوف النويهى المحامى بالنقض.


    جـاء مـن الغيـب قمـر منسكـب
    فـي يـده كتـاب خيـرة النسـب
    و زغـردت جـدة الـرؤوف واعـدة
    شهُبـاً يُعلـم الأجيـال الأدب


    دائمـاً نقـرأ سِيَـر مـن "كـان" ، إنـه لجميـل أن نقـرأ سيـرة مـن هـو بيننـا . نريـد المزيـد مـن هـذه السيـرة المشـوقة ...

    تعليق

    • عبلة محمد زقزوق
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 1819

      #3
      أخي الفاضل عبدالرؤف النويهى
      سيرة نفتخر بها ونعتز إيما اعزاز بصاحبها
      بأبن بلدنا وشقيقنا بحق ماء النيل.. والدين والسنة قبلهما.
      بارك الله في عمرك يا أخي وزادك من نعيم السيرة وعطرها.

      تعليق

      • عبدالرؤوف النويهى
        أديب وكاتب
        • 12-10-2007
        • 2218

        #4
        وقال له صاحبه وهو يحاوره : لقد نسيت أهم ما يمكن الحديث عنه وهى المرأة أقصد أمك (الأم الصغيرة ) فماذا عنها ؟

        أقول أنا عبدالرؤوف النويهى :المرأة ...حتى هذه اللحظة وأنا فى الثالثة والخمسين من عمرى ، أحاول فهمها واشتبك دوماً مع أحلامها وأغوص فى مشكلاتها ، ولم أصل بعد إلى االقناعة الكاملة بأننى فهمت المرأة أو على الأقل كونت فكرة قاطعة حاسمة عنها .

        الطريق طويل ..طويل وشاق وعنيف ،والعمر يجرى بأسرع ما يمكن أن تكون هناك سرعة ..ربما أصل ، أو لا أصل .
        منذ نعومة أظافرى _كما يقول الأدباء _وأنا مغروس فى حياة المرأة 00خرجت إلى الحياة ، وجدت أما صغيرة تزوجت وهى فى الخامسة عشر من عمرها ، دخلت الحياة وهى تحمل هموم العالم ومشكلات التعامل مع الناس والأهل والأقارب 0
        تحكى لى أمى عن حياتها تقول :

        ولدت وقبل أن أبلغ السنتين من عمرى انتقل أبى إلى رحمة الله تعالى ، تاركا إياى وحيدة ، صغيرة ، غضة لا أعى من أمر الدنيا شيئا ...أمى صمدت معى قليلا ، تحاول الثبات على المبدأ أن تربى وترعى إبنتها الوحيدة اليتيمة ، التى لاحول لها ولاقوة 0وتحت ضغط أسرتها تزوجت 0
        وأصبحت أدور بين أعمامى وعماتى وأهل والدى وأيضا أسرة والداتى 000ذهبت إلى إلى المدرسة الإبتدائية بالقرية ، ولكن عدم الرعاية والمتابعة لم أحصل على شهادة الإبتدائية _البنت للبيت _ هذا هو الشعار فى الأربعينيات _ ربما ولازال فى أيامنا الحالية ، وصرت دمية تتحرك بين الأهل ، وفجأة أجد نفسى مخطوبة لرجل يكبرنى بستة عشر عاما ، هو أبوك ، الذى أحجم عن الزواج مدة طويلة وتزوج أشقاؤه الأصغر منه وأنجبوا الذكور والإناث وهو مصمم على العزوبية 0
        لم أعترض على شىء ، ربما كان الزواج خيراً لى وحلاً حاسماً وقاطعاً لحياة اليتم 0
        تصمت أمى 0000ثم تواصل حديثها ضاحكة وتقول :
        كنت صغيرة جدا ، لم يكن لى صدرناهد ، وتغلبوا على المشكلة بأن حشوا السوتيان قطنا حتى يصير لى صدرا ، لم أعرف ولم يصل بعد إلى علمى ماهى الحياة الزوجية ??وكيف اعيشها وأتعامل معها 0000???
        تقول أمى وعيناها تغيم بالدموع : كان والدك يرحمه الله ، رجلا عاقلاً ، متفهمأً، ساعدنى بكل ما يستطيع على إدراك الكثير من الأمور ، أخذ بيدى ، لم يتركنى وحيدة ، ملأ حياتى ، عشت فى وسط أسرة كبيرة العدد ، متعددة الإتجاهات ، أصحاب مجد ، وعائلة مشهورة ، وقوية ، هم أصحاب البلد ،العمودية منهم ومشيخة القرية وأصحاب كلمة وسيطرة ، فيهم الرعونة ، وفيهم العقل، ومنهم الكثير من المتعلمين 0
        تقول أمى : أحببت هذا الرجل وشعرت مع بالأمان ، كان أبا وصديقا وأخا ، تقول أمى : ألف رحمة عليه 0

        ولما أدركت أنا (عبدالرؤوف ) الحياة ووعيتها ، وجدت أمى الصغيرة ، مثابةً وأمناً وطمأنينة وهدؤًا، شعرت معها وبوجودها فى حياتى ، أنها صديقة وزميلة ، أخت ، تعاملت معى معاملة الكبار ، وجدت نفسى كبيرا وأعتقد أن الطفولة كانت شيئا منسيا ، وأتذكر قول تشيكوف "الطفولة 000أنا ليس لى طفولة " 000حملت الهم مع أمى ، والتى ترعى أطفالا صغارا هم أشقائى ، مشفقا عليها ، حنونا بها ، حاولت صغيرا وكبيرا العطف عليها واحترامها وتقديرها وتوقيرها ، مدافعا عنها ، ومكبرا لرأيها ، وسعيدا بحديثها ، ومؤيدا لتصرفاتها ، حتى أن والدى يرحمه الله كان إذا اشتد به الضيق وحاول أن يبيع أرضاً أو يعمل عملاً قد يضر بالعائلة (بيع بهائم أو بيع محاصيل) البيت فى حاجة اليها ، تقف أمى أمامه وتعترض ، وينظر أبى ويجدنى فى وجهه فيضحك ويقول : خلاص ابن أمه قاعد معانا وحيدافع عنها .

        ساعدتنى على الإنكباب على القراءة، تقر أ معى الكتب المدرسية ، تسَمع لى ما أحفظه من القرآن ، عبثت بمكتبة والدى ، يوجد فيها كتب قيمة ، تفاسير ، كتب فقه الإمام الشافعى وأبى حنيفة ، مجلة الرسالة للزيات ، دواوين شعر المتنبى والمعرى كتب طه حسين والعقاد ومجلات لا حصر لها 0واصلت االقراءة بنهم والتنقيب فى بطون الكتب( الأغانى وابن إياس والجبرتى )0

        صغيرا كنت وأمى تتهجى مع الكلمات ، تحافظ على كتبى ومجلاتى ، ولن أنسى ما حييت أن مكتبتى قد إمتلأت ، والكتب متناثرة هنا وهناك ، فلم أجد سوى دولاب الملابس ، واحتلت الكتب جميع الضلف، وخرجت الملابس مطرودة تجرجر أذيال الخيبة ،منكسة الرأس مهزومة شر هزيمة ، غضبت أمى فى بادىء الأمر ثم وجدت أن الغضب لن يجدى فتيلا ،وأصبح الدولاب هو المكتبة لكل جديد اشتريه 0

        احتلت أمى من نفسى وروحى وكيانى مكانة سامقة ودرجة رفيعة وقدرا كبيرا .

        لم تبخل بخيرات البيت على الفقراء والمعوزين سرا ، تمد يد العون وبقوة ، حريصة على الكرامة ، فأحبها الجميع بلا إستثناء ، وأكرموا سيرتها وأكبروا إسمها ، وقدروا أفعالها الخيرة وعطفها وصدقها وكلمتها القاطعة والتى لاتخشى فى الله لومة لائم .

        زرعت فى نفسى الحب والحنان والإهتمام بالناس والترحيب بهم والتعامل الإنسانى معهم .
        أثرت أمى فىَ تأثيرا لايمكن أن ينسى ، وكثيرا وكثيرا جدا أختلف معها فى موضوع ما ، وأخشى أن أخدش رأيها أو تشعر برفضى له ،فيكون الصمت ملاذا لى وملجأً.

        عظيم الشكر للأم العجوز من ابنها العجوز أيضا ، والتى تحب مناداته (رؤوف أو رأفت )0

        تعليق

        • عبدالرؤوف النويهى
          أديب وكاتب
          • 12-10-2007
          • 2218

          #5
          الأستاذتان الكريمتان والأختان الجليلتان/جيهان فيومى وعبلة محمد زقزوق .
          كثيرُ علىّ هذا الإطراء ،فما أنا إلا سيرة سهلة وميسورة وبسيطة .
          كثيرُ علىّ هذا النبع الصافى الذى يتدفق عذباً زلالاً من بين سطوركما .
          شكراً موصولاً وتحية طيبة
          .
          عبدالرؤوف النويهى
          المحامى بالنقض

          تعليق

          • عبدالرحمن السليمان
            مستشار أدبي
            • 23-05-2007
            • 5434

            #6
            [align=justify]أستاذي الفاضل المحامي عبدالرؤوف النويهي،

            سيرة انسانية عطرة وسيرة علمية طيبة. ومما يزيد في الجمال بهاءً هو طريقتك الفريدة في عرض السيرة الشخصية العطرة.

            فإلى المزيد من البوح الجميل!

            مع أطيب التحايا العطرة.[/align]
            عبدالرحمن السليمان
            الجمعية الدولية لمترجمي العربية
            www.atinternational.org

            تعليق

            • عبدالرؤوف النويهى
              أديب وكاتب
              • 12-10-2007
              • 2218

              #7
              سألت (أنا عبدالرؤوف النويهى ) أمى ذات يوم وهى اليتيمة والتى مات والدها وهى دون السنتين ، وتزوجت أمها برجل آخر وتربت فى غربة الأحضان ،والأيدى الحانية والقاسية،والعيون الدامعة والغادرة ،والقلوب المرحبة والمنفرة 0
              كيف تغلبتى على كل الصعاب التى قابلتكى فى حياتك ????


              تقول أمى وقد اشتعل الرأس شيبا :

              أأقول00 كنت واثقة من نفسى قوى وافتكر وأنا صغيرة إن الدنيا صعب العيش فيها وأنا وحدانية لا حول لى ولا قوة ، وقلت لنفسى لابد من الصمود ومقابلة الخطر 0
              كنت أشعر إنى غريبة والعيون التى تنظرلى أشعر فيها بالخوف والشفقة والرعب 0
              كنت أشعر إن الناس بتقول بنت صغيرة ووحيدة ويتيمة ومقصوصة الجناح لا أخ ولاأخت ولاأم إزاى ح تقدر تواصل حياتها فى الدنيا دى 0
              صحيح أمى كانت موجودة فى حياتى بس أنشغلت ببيتها وجوزها وطبعا الرعاية مش كاملة ، ولحد ما ولدت أخويا الغير شقيق ، كان عمرى تقريبا عشر سنين أو يزيد سنة ، كنت تايهة وتعبانة وحاسة إن أنا جيت الدنيا زيادة على الموجودين فيها ، وخلصت التعليم الإبتدائى وعايزة أكمل تعليمى لكن مين ح يصرف علىَ ومين يساعدنى على إستكمال دراستى والكل مشغول بنفسه وولاده وحياته ، ورغما عن أهلى وقرايبى ، كنت بأدرس للكبار فى القسم الليلى (تعليم الكبار ) وشوية أروح الغيط وأزرع مع أعمامى وبناتى أعمامى ، وكنت بيضا ووشى أحمر وحلوة وجميلة وفرحانة بنفسى وشعرى الحرير ، وفى يوم لقيت قريبة لى وبنتها زميلتى وبتروح المدرسة الإعدادى وأنا أشطر منها بس ظروفى منعتنى000 ربطت المنديل أبو أوية على راسها وأمها زحلقت المنديل من على راسها شوية وبان شوية شعر ، فأنا دخلت ووقفت أمام المراية وزحلقت المنديل وبينت جزء من شعرى ، وشعرى كان ناعم وحرير ، وفجأة أمى شافتنى والقيامة قامت إزاى أبين شعرى وأكشفه 0
              فأنا قلت لها : أنا عملت زى فلانة 00
              قالت لى : أبوها عايش وتعمل إللى هية عايزاه 0

              تقول أمى وهى تستعيد هذه اللحظة ، أنا حسيت بس فى الوقت ده باليتم 0

              كان عندى خمستشر سنة تقريبا ، وأبوك الله يرحمه شافنى وأنا عارفاه كويس وأكبر منى بحوالى خمستشر سنة وأكتر ، وطلبنى للجواز عن طريق والدته وأهلى وافقوا وأنا وافقت بدون كلام ولا نقاش ، قلت لنفسى الجواز أحسن من البهدلة وفعلا كان الجواز لى مصلحة كبيرة وأبوك راجل عاقل ومحترم ساعدنى وكان مطلع وزميل الدكتور رشاد وإخوته الدكتور عبدالسلام وأحمد وفتحى وعبدالفتاح
              ولقيت عنده مكتبة فيها كتب كتيرة ومجلات وقريت فيها ألف ليلةو وليلةو قصة شجرة الدر وكتب كتير وحاولت أنسى اليتم وانشغلت مع العيلة بتاعتكو فى الزراعة وتربية المواشى والبط والفراخ ، وبعد تلت شهور من جوازى حبلت فيك وجيت للدنيا وساعدتنى على الإستقرار وبقى لى أهل واعتبرتك أخويا وأبويا وزميلى 00
              وضحكت لى الدنيا ونسيت إنى يتيمة 00

              على فكرة أمى لازالت جميلة وهى فى الثامنة والستين 0
              وأنا طبعا شعرى شايب وفى الثالثة والخمسين 0
              الدكتور / رشاد هو إسم الشهرة للدكتور / محمدالنويهى 0وسابق الإشارة إليه وهو ابن عم والدى يرحمهما الله ،وللدكتور رشاد دور فى حياتى لايُنسى .

              تعليق

              • د. جمال مرسي
                شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                • 16-05-2007
                • 4938

                #8
                ما شاء الله ما شاء الله
                أستاذنا القدير عبد الرؤوف النويهي
                و الله إنه لقمة الفخر لنا أن تكون شخصية مرموقة كأنت بيننا
                إنسان راق و في غاية البسيطة و سيرة ذاتية تنم عن شخصية نقدرها و نحترمها بفكرها و قلمها و وجودها بيننا
                أما هذه :
                هل نسيتُ شيئاً؟؟
                ربما ...لكن لن أنسى أبداً عضويتى فى (ملتقى الأدباء والمبدعين العرب).برئاسة الدكتور/ جمال مرسى .


                فدعني أقول لك إنك أسعدتنا بوجودك معنا و جميعنا لن ننسى أيضا هذا الرجل البسيط و المتواضع و هو الكبير ( مقاما طبعا ) .. أما السن .. فخليها على الله كلنا في الهم شرق ههههه
                أسعدك الله يا أبا بسمة و حفظ لك بسمة و أخيها و أهلك جميعا .. و قبلة ابن حانيى على يد الأم الرؤوم .. تلك المدرسة التي تخرج فيها و منها عبد الرؤوف النويهي

                محبتي و تقديري
                sigpic

                تعليق

                • سلوى فريمان
                  محظور
                  • 18-10-2007
                  • 864

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرؤوف النويهى مشاهدة المشاركة
                  الأستاذتان الكريمتان والأختان الجليلتان/جيهان فيومى وعبلة محمد زقزوق .
                  كثيرُ علىّ هذا الإطراء ،فما أنا إلا سيرة سهلة وميسورة وبسيطة .
                  كثيرُ علىّ هذا النبع الصافى الذى يتدفق عذباً زلالاً من بين سطوركما .
                  شكراً موصولاً وتحية طيبة
                  .
                  عبدالرؤوف النويهى
                  المحامى بالنقض

                  [align=center]هذا ما يقال عن بحر "السهل" الممتنع و البحر "البسيط" ..

                  تجذبنا سلاسة "اليسر" في الإنسياب و نفيق لنجد أن النبع الذي تتكلم عنه ليس سوى نقاط بلورية في "زلال" زمـزم .. حفظ اللـه عائلتك
                  [/align]

                  تعليق

                  • عبدالرؤوف النويهى
                    أديب وكاتب
                    • 12-10-2007
                    • 2218

                    #10
                    قال له صاحبه وهويحاوره : كان طلبى هو الحديث عن المرأة ،ولكنك تكلمت فقط عن الأم ،فأين الزوجة؟أ

                    قول أنا (عبدالرؤوف النويهى ):

                    فى يوم من الأيام الجريحة والمجروحة ،ثرت على نفسى وأهلى والدنيا ومن فيها ،ضاقت علىَ الأرض بما رحبت ،وبلغت الروح الحلقوم واسودت الحياة فلم أعد أرى إلا ظلاما يتكاثف وليلا يترامى وينوء بكلكله على بصرى وبصيرتى ،وفى لحظة غاشمة عرضت مكتبتى التى تحوى أكثر من عشرة آلاف كتاب ومئات الأعداد من الدوريات الأدبية والسياسية والثقافية_ كان ذلك فى عام 1995م_ هزائم تلو الهزائم ومصائب تتوالى على الوطن والأمة والنفس مدمرة تدميرا لابرء منه .
                    وقيض الله لى زوجة عطوفة(نوال عبدالنبى محمد يوسف) تركتنى أقوم بتربيط الكتب فى مجموعات تمهيدا لبيعها وأتصلت بمن يحضر لنقلها ، كل ذلك وهى ترانى فى هذه الحالة السيئة جدا جدا جدا

                    ،ثم جلست بجوارى وقالت :
                    ستبيع المكتبة كلها ?????????
                    قلت :نعم
                    قالت :وهل وجدت من يشتريها ?????
                    قلت :نعم
                    قالت :بكم ستبيعها ???
                    قلت: أى مبلغ أنا قرفت من القراية والكتابة ويئست من نفسى والدنيا ، ولازم أبيع القرف إللى وجع دماغى وقرفنى طول السنين الغم المقرفة 0
                    قالت :أى حد ممكن يشتريها ?????????
                    قلت :نعم .
                    قالت :أنا عندى مشترى ويدفع أى مبلغ تقول عليه .
                    قلت :أهم حاجة يشيريها ويريحنى منها ومن قرفها
                    قالت :ممكن يدفع عشرة آلاف جنيه .
                    قلت : موافق هو مين وفين ???
                    قالت :الفلوس موجودة ومش مهم هو مين .
                    قلت :موافق .
                    قالت :خلاص بكرة أجيب الفلوس وسيارة نقل تشيل الكتب
                    قلت :موافق .

                    بعد مرور يوم أو إتنين ، أحضرت الفلوس وأنا استلمتهم .
                    وأنتظرت عدة أيام للسيارة التى ستنقل الكتب والمجلات ،ولم تأت
                    .

                    فقلت لها :فين العربية عشان تشيل القرف إللى مالى الشقة ?
                    قالت :أنا المشترى والمكتبة بكل إللى فيها بتاعتى 0
                    قلت :ليه عملتى كده????
                    قالت :حالتك النفسية إللى فى النازل وهى حالة أنا عارفة إنها بتسيطر عليك وبتخليك محبط وزهقان من كل شيىء ،رحت جبت الفلوس من البنك وسلمتها لك، أنا عارفة إن المكتبة روحك وحياتك ووجودك وعمرك فأنا قلت أزمة وتفوت والراجل إللى إتفق معاك على شرائها إتصل بالتليفون وأنا قلت له المكتبة واحد إشتراها عشان يصرف نظر عنها0

                    حقيقة.... ممكن الإنسان فى لحظة يأس يبيع عمره ومجده وحضارته وكيانه ووجوده ........لكن وجود إنسان عاقل بجانبه فى هذه اللحظة المدمرة ينقذ الموقف ويحافظ على هذا الوجود والكيان من الضياع والزوال والتلاشى.

                    تعليق

                    • عبدالرؤوف النويهى
                      أديب وكاتب
                      • 12-10-2007
                      • 2218

                      #11
                      الأخ العزيز الدكتور /عبدالرحمن السليمان .

                      كم أدين لك بحب وافر العطاء سخى عظيم السخاء .
                      كم اود أن أشد على يدك ،مهئناً سماحة الوجه ودماثة الأخلاق وذكاء الكلمات.



                      الأخ العزيز الدكتور / جمال مرسى .

                      ملتقى الأدباء والمبدعين العرب ،زاده الله جمالاً برئاستكم له ،وكلماتكم المشرقة الرقيقة .
                      لقد أسرنى هذا الملتقى وصار (مرسى) الضال الشريد .
                      وهاأنا أُلقى بأثقالى الجسام فى بحركم العذب ،وأخشى أن تُغير (أملاحى )طعمه المميز والفريد.

                      تعليق

                      • عبدالرؤوف النويهى
                        أديب وكاتب
                        • 12-10-2007
                        • 2218

                        #12
                        كتاباتى فى المواقع المختلفة

                        p://www.mrafee.com/vb/index.php

                        google البحث عن /عبدالرؤوف النويهى

                        تعليق

                        يعمل...
                        X