لقد كانت لحظة (3)
بقلم سيد يوسف مرسى
وضعته بين رحى كفيها ؛كف يسند عوده ؛ وكف يجول
حول أضلعه وجانبيه ؛كي يمحو العالق بالجلد البليد ؛يوحي لمن يراه ؛بالطلاء الداكن ؛الذي تمازج بالتراب والغراء ؛ فاشتدت صلابته وتماسكه بالجلد ؛فصار كثوب على جدران منزل متهالك ؛
الماء المسكوب وحده لا يكفي لإزاحة العالق الملتصق ؛
يحتاج يداً ماهرة ً؛لها درايةً في دبغ الجلود .ومن غيرها
تصلح لذلك ؟
كانت تصب الماء بيد على رأسه وجسمه ؛واليد الأخري قابضة علي حجر به بروز (خُرفُشَةً )يستعملها أهل الريف ؛في إزاله العالق من الأوساخ بكعوبهن ؛بعض الناس يسمونها حَكَاكَةً ؛فما الذي يجلو هذا الطلاء غير هذه الأداة ؟ ؛ آه لو ألقيت نظرة للماء المستعمل في هذه العملية ؛لرآيت صورتين مغايرتين ؛صورة للماء المسكوب على الرأس ؛فهو رائق أبيض ؛لا يعكره شئ
؛وصورة للماء المحتجز تحت قدميه ومقعدته الشمطاء؛
لقلت سبحان الله ؛زبد من طين مزج بالماء فتماسك قوامه؛وتغير حاله ؛فصار له لون ؛وصارت له رائحة
نفاذة ؛(كريهة )
الحق يقال :إنها ماهرة جلدة ذات قوة وصبر ؛داعية للدهشة ؛في الوفاء والنفس الطيبة ؛
لقد اعتبرت ما بين يديها ما هو جلد شاة يعد للدبغ ؛
ليكون قربة للماء ؛أو لحفظ اللبن ؛وها هي تنظفه من الدهون وما تبقي به من وبر؛
******
كانت قد انتهت من غسله ؛فألقت عليه بملاءة قطنية ؛تلفه
وتستره بها وتدثره ؛لقد أحكمت لفه وتدثيره جيدا ؛وخطت تصاحبه وهى تسند عوده الرخو ؛لتلبسه ملابسه التي ظلت حبيسة صرة وصندوق خشبي ؛أكل الجفاء جوانبهما ؛
هنا حدثت فرجة للحياة وهي تسري سرى الحسيس ؛بهذا الجسد الواهن ؛فراح الدم يتدفق في العروق الضامرة ؛ويسلك طريقه في جسده ؛كأنها أنزلت غيثا بأرض جفاءا ؛فتفتحت مسامها ؛وتبسم وجهها ؛فلما سقط عليها الماء ؛اهتزت وربت ؛وبدأ الجلد يسترجع لونه ؛والصورة تبوح للناظر بقرب الظهور ؛
******
كانت ذات بديهة وعقل ؛صنعت له طعام ترد به خواه ؛
وهيأته له ليمثل أمامه وبين يديه ؛ما أن رآها ونظرت عيناه الطعام ؛حتي انتابته العجلة واللهف ؛فلم يستطع الانتظار ؛فقد راحت أحشاءه تصرخ ؛وأمعاءه تتلوي في بطنه الضامر ؛فوضعت مائدتها أمامه وأمسكت بديك الدجاج ؛
الجالس وسط المائدة وراحت تفصد عظامه وتناوله ؛لقد كان لفرفقعة العظام صدى فى رأسه ؛
وكأنها تقول له ألم يوحشك فرقعة العظام من يدي ؟ ؛ألم تطربك موسيقاها ؛بالهناء والشفاء ؛كُل حتى تسترد عافيتك ؛فنحن في حاجة إليك !!
بقلم سيد يوسف مرسى
وضعته بين رحى كفيها ؛كف يسند عوده ؛ وكف يجول
حول أضلعه وجانبيه ؛كي يمحو العالق بالجلد البليد ؛يوحي لمن يراه ؛بالطلاء الداكن ؛الذي تمازج بالتراب والغراء ؛ فاشتدت صلابته وتماسكه بالجلد ؛فصار كثوب على جدران منزل متهالك ؛
الماء المسكوب وحده لا يكفي لإزاحة العالق الملتصق ؛
يحتاج يداً ماهرة ً؛لها درايةً في دبغ الجلود .ومن غيرها
تصلح لذلك ؟
كانت تصب الماء بيد على رأسه وجسمه ؛واليد الأخري قابضة علي حجر به بروز (خُرفُشَةً )يستعملها أهل الريف ؛في إزاله العالق من الأوساخ بكعوبهن ؛بعض الناس يسمونها حَكَاكَةً ؛فما الذي يجلو هذا الطلاء غير هذه الأداة ؟ ؛ آه لو ألقيت نظرة للماء المستعمل في هذه العملية ؛لرآيت صورتين مغايرتين ؛صورة للماء المسكوب على الرأس ؛فهو رائق أبيض ؛لا يعكره شئ
؛وصورة للماء المحتجز تحت قدميه ومقعدته الشمطاء؛
لقلت سبحان الله ؛زبد من طين مزج بالماء فتماسك قوامه؛وتغير حاله ؛فصار له لون ؛وصارت له رائحة
نفاذة ؛(كريهة )
الحق يقال :إنها ماهرة جلدة ذات قوة وصبر ؛داعية للدهشة ؛في الوفاء والنفس الطيبة ؛
لقد اعتبرت ما بين يديها ما هو جلد شاة يعد للدبغ ؛
ليكون قربة للماء ؛أو لحفظ اللبن ؛وها هي تنظفه من الدهون وما تبقي به من وبر؛
******
كانت قد انتهت من غسله ؛فألقت عليه بملاءة قطنية ؛تلفه
وتستره بها وتدثره ؛لقد أحكمت لفه وتدثيره جيدا ؛وخطت تصاحبه وهى تسند عوده الرخو ؛لتلبسه ملابسه التي ظلت حبيسة صرة وصندوق خشبي ؛أكل الجفاء جوانبهما ؛
هنا حدثت فرجة للحياة وهي تسري سرى الحسيس ؛بهذا الجسد الواهن ؛فراح الدم يتدفق في العروق الضامرة ؛ويسلك طريقه في جسده ؛كأنها أنزلت غيثا بأرض جفاءا ؛فتفتحت مسامها ؛وتبسم وجهها ؛فلما سقط عليها الماء ؛اهتزت وربت ؛وبدأ الجلد يسترجع لونه ؛والصورة تبوح للناظر بقرب الظهور ؛
******
كانت ذات بديهة وعقل ؛صنعت له طعام ترد به خواه ؛
وهيأته له ليمثل أمامه وبين يديه ؛ما أن رآها ونظرت عيناه الطعام ؛حتي انتابته العجلة واللهف ؛فلم يستطع الانتظار ؛فقد راحت أحشاءه تصرخ ؛وأمعاءه تتلوي في بطنه الضامر ؛فوضعت مائدتها أمامه وأمسكت بديك الدجاج ؛
الجالس وسط المائدة وراحت تفصد عظامه وتناوله ؛لقد كان لفرفقعة العظام صدى فى رأسه ؛
وكأنها تقول له ألم يوحشك فرقعة العظام من يدي ؟ ؛ألم تطربك موسيقاها ؛بالهناء والشفاء ؛كُل حتى تسترد عافيتك ؛فنحن في حاجة إليك !!
تعليق