رسالة إلى سندباد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • علي المتقي
    عضو الملتقى
    • 10-01-2009
    • 602

    رسالة إلى سندباد



    تتراقصُ أجنحَةُ الحُلْمِ
    على نغماتِ الموجِ
    يَجتاحُنِي إعصارُ الهدْمِ

    فأنْصِبُ مِحرقَةً للأَمْسِ
    أنسج من خيوط رمادٍ
    آمالاً تطوي المسافاتِ

    نحو الآتِي

    ضوءٌ بلا قمَرٍ
    ظلٌّ بلا شجًرٍ
    غاباتُ نخيلٍ
    خارجَ الواحاتِ

    لازمت حلَقاتِ الراوي
    يحكي عن السفينه
    ترسم خارطة الغيبِ
    تعيد ترتيب حروف الألم
    فيلوح في الأفق بصيص من الأمل
    كضوء شاحنة تحمل أخبار الغائبين

    يحكي عن طائر
    بحجم الميراج
    يحمل سندباد من جزيرة الرمل
    إلى جزيرة القطر

    وفي غفلة من دائرة الضوء
    تخلصت من ريح الأهل والصحب
    تلفحت بظلمة الليل
    فعانقت البحر
    بلا بوصلة تتكلم لغة الموج
    أجدف طول الليل
    بحثا عن جزيرة الفجر
    أنيسي أظافر الرعب
    وضجيج الصمت

    لليل في التيه طعم الموت
    إذا لم تفهم لغة الموج
    انتظرت الرخ طويلا
    لا يبين في الأفق
    سوى جند الأسر
    تلألأت حولي أنياب الحيتان

    قُلتُ : لعلَّهَا سفينَةُ النجاةْ
    أشرقَتْ في بطنِهَا الحياةْ
    شجرةُ اليقطينِ تبسطُ ظلَّهَا
    على الرمالْ
    تتأرجحُ السفينَهْ
    بينَ بطنِ الحوتِ والأسر

    ناديت سندباد
    يا سندبادْ
    أركبتَ الموجَ حقَّا
    وعبرتَ البحارْ
    أ هنالكَ وراءَ البحارْ
    جزائرُ الأمطارْ
    رِحْلاتُكَ سبعٌ خُضْرٌ
    ورِحْلاتِي يابساتْ
    كيف يكون لك البحرُ كنْزا
    ويكون لي مواتْ

    يا سندباد

    كف عن السرد
    في زمن السراب
    [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
    مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
    http://moutaki.jeeran.com/
  • نادين عبد الله
    أديب وكاتب
    • 11-04-2009
    • 131

    #2
    أستاذي الفاضل: علي المتقي

    لوحتك استثنائية في عالم الكلمات
    ترسم الحوادث في زمان غير مقيد
    ينتشل العقل ليسبح في كثافة الصور..
    بعضها يمسك بتلابيب بعض

    الفاضل علي المتقي كنت رائعا

    تقديري واحترامي
    التعديل الأخير تم بواسطة نادين عبد الله; الساعة 03-05-2009, 22:08.

    تعليق

    • أسماء مطر
      عضو أساسي
      • 12-01-2009
      • 987

      #3
      انتهيت من مسح الجزر...
      تأهب العمر لينفض الموج...
      و الملح يذوي...
      و الذي عاد ..
      يرسم للغيب دربا..
      تعبرني البحار..
      بلا شاطىء أنا..
      و الصبح يغرقني..
      و متاهة الركض...
      تسبقني بتيه..
      و على عجل الامتلاء..
      سندباد يغادر...
      سراب تحت السراب..
      ما وضع البحر في طريقي..

      أستاذي الفاضل علي...رحلاتك خضراء يانعة...
      أتحفتنا برقة،و عذوبة الحرف...

      دمت قديرا...

      كل الاحترام..
      [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

      تعليق

      • على جاسم
        أديب وكاتب
        • 05-06-2007
        • 3216

        #4
        [align=center]السلام عليكم

        أكثر ما يشدني في النص هو أن يحمل العنوان روح النص

        لذا فهو سيكون دلالة عن النص وماهيته

        يسعدني أن أكون هنا

        فأنا أتابع لك وأنتظر كل جديد لك

        فغايتنا التعلم

        وأنت هنا الأستاذ وأنا التلميذ

        حقاً وبدون مجاملة أنا أتعلم منك الكثير

        تقديري أيها الأخ [/align]
        عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
        يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
        فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
        فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

        تعليق

        • علي المتقي
          عضو الملتقى
          • 10-01-2009
          • 602

          #5
          الفاضلة نادين : حضورك الدائم والمتميز يضيء المنتدى ويجعله أروع وأجمل، كلماتك اللطيفة زادت النص جمالا . لك كل التقدير والاحترام .
          [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
          مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
          http://moutaki.jeeran.com/

          تعليق

          • علي المتقي
            عضو الملتقى
            • 10-01-2009
            • 602

            #6
            المبدعة أسماء : لن تكون كلماتي أعذب من كلماتك التي أتمت القصيدة . دمت رائعة كما عهدتك .
            [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
            مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
            http://moutaki.jeeran.com/

            تعليق

            • علي المتقي
              عضو الملتقى
              • 10-01-2009
              • 602

              #7
              الأستاذ الجليل على جاسم : العفو ياسيدي ، فكل منا يتعلم من الآخرين وينتظر جديدهم . شكرا ياسيدي على كلماتك الجميلة التي تَشِمُ القلب فلا ينسى أبدا أخا كريما اسمه علي جاسم.
              التعديل الأخير تم بواسطة علي المتقي; الساعة 01-05-2009, 18:48.
              [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
              مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
              http://moutaki.jeeran.com/

              تعليق

              • حبيبة زوكي
                عضو الملتقى
                • 15-08-2007
                • 94

                #8
                [align=center]أستاذ علي المتقي،

                شدني اشتغالك على حكاية سندباد و على نسج الشعر باستعمال نول الحكي.

                تحيتي الشاسعة[/align]
                [CENTER][SIGPIC][/SIGPIC][/CENTER]


                [CENTER][SIZE="5"]من لي بعمر أبدل به العمر[/SIZE][/CENTER]

                تعليق

                • علي المتقي
                  عضو الملتقى
                  • 10-01-2009
                  • 602

                  #9
                  الأستاذة الجليلة حبيبة : التفتِّ إلى مكون أساس من مكونات النثر وظف في هذا النص قلما يلتفت إليه في الردود . كل تقديري واحترامي لك سيدتي .
                  [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                  مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                  http://moutaki.jeeran.com/

                  تعليق

                  • محمد القاضي
                    أديب وكاتب
                    • 17-10-2008
                    • 505

                    #10
                    [align=center]
                    "آمالاً تطوي المسافاتِ

                    نحو الآتِي :

                    ضوءٌ بلا قمَرٍ

                    ظلٌّ بلا شجًرٍ

                    غاباتُ نخيلٍ

                    خارجَ الواحاتِ "
                    ....

                    انها رحلة البحث عن السراب ، فأين يجد ظلا بلا شجر؟ أو ضوء بلا قمر،

                    أو حتى غابات نخيل لا ترافقها الواحات ...

                    يتألق شاعرنا وأديبنا الكبير الأستاذ علي في هذا

                    النص النثري البديع ،

                    فيعتمد أسلوب المحكي موشحا بالذاكرة الثقافية لحلم متمثل في

                    دائرة خارج الزمن ،

                    باحث عن رحلة ومغامرة مجهولة ، متناسيا أن زمان

                    رحلات السندباد للأدغال والبحار البعيدة قد عفى عليها الزمن وأن

                    المعجزات لم يعد لها وجود ليفيق هذا الحالم على حقيقة النهاية...


                    شكرا أستاذ علي

                    متمنيا لك دوام التألق والعطاء


                    " للتثبيت "

                    ..............[/align]
                    البـنـدقيـة لا تَـقـتـل ، بل العقـل الذي أمرهـا !!







                    "محمد القاضي"

                    تعليق

                    • عبد الحفيظ بن جلولي
                      أديب وكاتب
                      • 23-01-2009
                      • 304

                      #11
                      دكتور علي المتقي المحترم:
                      تحية طيبة وبعد،،
                      إبهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــار...

                      هجرة المعنى وجمالية الأسطوري في نص
                      "رسالة الى سندباد"

                      ان النص الحالي "رسالة إلى سندباد" يحوز امتلاكا جماليا/معرفيا لاشتغاله على الأسطورة ولتوظيف سندباد في سبر أغوار بحر النص الذي يعتبر فضاء المغامرة بالنسبة للشاعر، كما يعتبر بحر الموج فضاء بالنسبة لسندباد.
                      يترتب النص زمنيا وفق إوالية ابتعاثية تنتقل من الماضي الى الحاضر، الذي يمثل حاضر النص وهو ما يتوافق مع هجرة المعنى من السردي الى الشعري، بدلالة ما انغلق عليه النص في نهايته:
                      "يا سندباد / كف عن السرد / في زمن السراب".
                      ينطلق الشاعر من الماضي:
                      "فأنْصِبُ مِحرقَةً للأَمْسِ"
                      وما يعطي للحرق معنى، هو استفادة الشاعر المتمثلة في الانجاز النصي:
                      "أنسج من خيوط رمادٍ / آمالاً تطوي المسافاتِ".
                      وفعل "أنسج" ينطبق على حالة النص، ويُتم ذلك مفهوم "آمالا" التي تعمِّر مسافات الفراغ النصي، إنطلاقا من توظيف اسطورة سندباد.
                      وتَحقُّق الفعل النصي يستفاد من الجملة الشعرية التالية:
                      "آمالاً تطوي المسافاتِ/ نحو الآتِي :"
                      والاعتماد على الاسطورة يتطلب ترتيب مفردات الفضاء الشعري طبقا لما يتوافق وطبيعة المعطى الاسطوري، لذلك انتقى الشاعر بنيات يؤسس التقابل فيها لصراعية تحيل على الفضاء الأسطوري بكل سحريته:
                      "ضوءٌ بلا قمَرٍ/ظلٌّ بلا شجًرٍ/غاباتُ نخيلٍ/خارجَ الواحاتِ".
                      ولتركيب الاطار النصي داخل محيط الأسطورة، يعمد الشاعر الى تقريب المعاني بما يحقق موقف التلقي الخبير، القادر على التقاط المؤشرات الدلالية والجمع فيما بينها ضمن رؤية ترميمية تهدف الى الإحاطة بكامل المشهد.
                      فعملية المزج بين الاسطورة والواقع ليست بتلك السهولة التي نتوقعها من الناص، الا ان المشهدية الشعرية التالية تمنح التقاط الصورة قبولا تخييليا:
                      "كضوء شاحنة تحمل أخبار الغائبين/يحكي عن طائر/بحجم الميراج".
                      فالتقابل بين الشاحنة والطائر، يحرر ذهنيا التضاد الوظيفي لكلا المفهومين، منتجا في ذات الوقت القصدية الشعرية في تقريب المعاني، فالشاحنة مفهوم واقعي، والطائر بحجم الميراج، يحيل على طائر الرخ وهو اسطوري، ويساهم هذا التقريب في تداول المعنى الاسطوري واقعيا عبر وسائط النص، وهو ما يستفاد من تجسير المعنى بين الصور الشعرية، بما يخلق حوارية عبر نصية، فأسطورة سندباد هي بحث بصورة ما عن بر الامان:
                      "يحمل سندباد من جزيرة الرمل /إلى جزيرة القطر".
                      ولتواصل المعنى بين الاسطوري والواقعي، ينتج الشاعر بحرا ذو طبيعة خاصة تتوافق مع طبيعته:
                      "فعانقت البحر/ بلا بوصلة تتكلم لغة الموج".
                      والدلالة الاحتمالية القريبة من مضمر المقطع الشعري تتبئر حول القصيدة، فلغة الموج هي القصيدة التي يعانقها الشاعر دون سابق ترتيب، وينبه الى ذلك مفهوم "بلا بوصلة"، والوحدة الدلالية التي تجمع تجربة الشاعر بتجربة سندباد هو انعدام المؤشر الدال في الرحلة، رحلة النص، ورحلة الجغرافيا(الاسطورية)، بدلالة "بلا بوصلة"، اي دون موجه، وبذلك تترتب الوحدة الدلالية الثانية التي تجمع الرحلتين، والتي تتمثل في المغامرة، فالنص اكبر مغامرة، وكذلك رحلة سندباد.
                      ان الانتقال من جزيرة الرمل الى جزيرة القطر بالنسبة الى سندباد هو ابتعاث من موات، وكذلك رحلة الشاعر هي ابتعاث للاسطورة على واقع النص.
                      وعند الحد النصي المحيل على الابتعاث، يوظف الشاعر تناصا مع النص القرآني ذو علاقة مع موضوعة البحر، وهو ما ينقل اسطورية بحر سندباد الى واقعية البحر القرآني عبر قصة سيدنا يونس عليه السلام، من خلال الدلالات الشفافة التالية:
                      "تلألأت حولي أنياب الحيتان/قُلتُ: لعلَّهَا سفينَةُ النجاةْ/أشرقَتْ في بطنِهَا الحياةْ"
                      يمثل المقطع دلالة سطحية على الاحالة لعالم النبي يونس عليه السلام، تنكشف من خلال بطن الحوت، يعمقها الجملة الشعرية التالية:
                      "شجرةُ اليقطينِ تبسطُ ظلَّهَا "
                      والاشراق يدل على اجواء التسبيح اليونسي، بما شكل للنبي يونس سفينة للنجاة، وهو ما يحتمل قصديته بالنسبة للشاعر من خلال البحث السندبادي الاسطوري عن النجاة، والذي يقدم بحث الانسان الدائم عنها، وهو ما يشرعنه المعطى القرآني عبر قصة يونس عليه السلام، وبالتالي بحث الشاعر ذاته عن امان ما قد يتمحور حول جدوى النص في محيط اللاجدوى، ويركز هذا الاحتمال القرينة النصية التالية:
                      "شجرةُ اليقطينِ تبسطُ ظلَّهَا /على الرمالْ".
                      وشجرة اليقطين هو كل ما وجده سيدنا يونس بعدما لفظه الحوت في عراء اليابسة، وكان له بمثابة العامل المساعد على النجاة، وكذلك بالإحالة على النص، فان بحث الشاعر متواصل عن جدوى للشعر داخل عراء اللاجدوى المحيط به.
                      لذلك فالشاعر قد يكون احتمالا اقتص من السرد الذي غالب الشعر لديه بالتساؤل عن جدوى البحر(بحر النص السردي) بالنسبة لسندباد، ولا جدواه (بحر النص الشعري)، بالنسبة للشاعر، ومطالبته بالكف عن السرد في زمن السراب (الشعري).
                      "كيف يكون لك البحرُ كنْزا/ويكون لي مواتْ/ويكون لي مواتْ /كيف يكون لك البحرُ كنْزا/.ويكون لي مواتْ"
                      الا انه يبدو لي ان دعوى الشاعر تركز من فرضية الاقتصاص لأن سندباد منحه هجرة للمعنى لذيذة من الاسطوري الى الواقعي.
                      دمت مميزا دكتور علي ودامت لكم الافراح والمسرات.
                      نص رائع بامتياز.
                      تلميذك عبد الحفيظ.

                      تعليق

                      • محمد سلطان
                        أديب وكاتب
                        • 18-01-2009
                        • 4442

                        #12
                        أستاذعبد الحفيظ اسمح لى أن أسرق نسخة من نقدك الرائع و قراءتك المثمرة البناءة لنص الدكتور على ...
                        تحية طيبة لألقٍ زخم .
                        و تحياتى لك دكتور على متقى على هذا الإبداع الراقى لنص متخم بعلمت إستفهام
                        ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                        ودى لك
                        صفحتي على فيس بوك
                        https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                        تعليق

                        • علي المتقي
                          عضو الملتقى
                          • 10-01-2009
                          • 602

                          #13
                          الأستاذ الجليل : محمد القاضي : شكري وامتناني لكم على كلمتكم الطيبة .
                          ليس أمام الراوي أخي سوى أن يبحر في اتجاه الضياع الضياع الضياع مادام الامس قد احترق ، والحاضر جحيم لا يطاق . صحيح إن آمال الغد سراب يتلاشى كلما اقتربنا منه، إذ لا وجود له أصلا ، فالشجر وحده من يمنحنا الظل في الصحراء، وغيابه غياب للظل ، ومع ذلك نبحث عن ظل بلا شجر ، و القمر وحده يضيء ليلنا المعتم ، وعلى الرغم من غيابه نرسم آمالا مضيئة ، وفي غياب الواحات لن ننعم بغابات النخيل ، أليست آمالنا سرابا في سراب؟ و نسجنا عبث في عبث ؟ ومع ذلك ليس للراوي خيار آخر إلا هذه الآمال اليائسة فيصر على الإبحار .
                          ومنذ البداية يدخل البحر في غفلة من الضوء حتى لا يعيده إلى وعيه، ويكتشف سراب آماله ، وقد جعل من الضوء دائرة مغلقة لا شعاعا ، حتى لا يلاحقه ، فالضوء جزء من الأمس المحترق. وكذلك بلا بوصلة ترسم طريقه ، وذلك هو الضياع بعينه ، لا أنيس له إلا الرعب .
                          و إذا كان الليل في قصور الجنوب سمرا فوق الرمال ، له طعم الحب والحياة ، فقد صار له في البحر طعم الموت.
                          وفي أوج الضياع و الغربة والمغامرة و السراب الذي انطفأ يستحضر الراوي ثقافة الأمس ناسيا أنه اشعل فيها النار وأحرق تفاصيلها ، ينتظر الرخ ناسيا أن جده سندباد قد كسر البيضة ولم تنجب رخا لعصره ، ناسيا أن زمن الأسطورة ليس زمن الواقع ، ناسيا أن زمن المعجزات قد ولى ، ناسيا أن أُولِيسْ كان معشوقا لأثينا ابنة الآلهة ، وسندباد كان ابن بغداد العامرة ، ويونس ترعاه عين الله الساهرة.
                          لقد أدرك الراوي المفارقة متأخرا ، لكن ومع ذلك ليس له إلا أن يبحر في اتجاه الضياع الضياع الضياع ...
                          تحياتي الصادقة
                          [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                          مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                          http://moutaki.jeeran.com/

                          تعليق

                          • علي المتقي
                            عضو الملتقى
                            • 10-01-2009
                            • 602

                            #14
                            الأستاذ الجليل و الأخ الكريم عبد الحفيظ : كتاباتك وردودك على كل النصوص متميزة بجديتها ،إذ تقارب هذه النصوص وتنتج معرفة بها . وما كتبته حول هذا النص لن يكتبه إلا ناقد فذ يكتشف النص و بتذوقه ويبني معرفة به .
                            دمت أخي مميزا دائما .
                            [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                            مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                            http://moutaki.jeeran.com/

                            تعليق

                            • علي المتقي
                              عضو الملتقى
                              • 10-01-2009
                              • 602

                              #15
                              أخي الكريم محمد ابراهيم سلطان : شكرا على مرورك من هنا ، وشكرا على نشاطك المتواصل من أجل الارتقاء بالمنتدى . ودي وتقديري .
                              [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                              مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                              http://moutaki.jeeran.com/

                              تعليق

                              يعمل...
                              X