القاتل المجهول

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • هادي زاهر
    أديب وكاتب
    • 30-08-2008
    • 824

    القاتل المجهول

    القاتل المجهول

    وقف أبو طليع في المكان الذي عُثِرَ فيه على جثة ولده.. راح يتفرس في أشجار الحرش من حوله.. ينكش بنظراته الأرض من حوله.. أحاط بقعة الدم بنظرات اخترقت التربة من تحتها..

    إنه يعلم جيداً بأن رجال المخابرات العسكرية والعامة الذين حضروا إلى المكان في الأمس، قد نبشوا الأرض بحثاً عن دليل قد يعطيهم طرف خيط يقودهم إلى الفاعل.. ولكن الصريع، ولده البكر.. إنه ليس ولد أي واحد منهم.. وعليه الآن أن يعصر تجربتـه التي اكتسبها خلال ربع قرن أمضاها في البحث الجنائي والتحقيق، للإمساك بطرف خيط..

    بالأمس رفضوا أن يتركوا له فرصة لمشاركتهم في البحث.. طلبوا منه مغادرة المكان.. لقد كانت حجتهم بأنه متقاعد منذ أكثر من عام، وأن الأمر يتعلق به شخصياً، فهو والحالة هذه، لن يكون محايداً.. وقد تؤثر وجهات نظره الخاصة على مسار التحقيق مما قد يربكه أو يفسده..

    كانت الأسئلة الأولى التي تبادرت إلى ذهنه: أين اغتيل ولدي؟ أهو اغتيل هنا حيث وجد ملقى على وجهه فوق أديم الأرض.. أم أنه اغتيل

    في مكان آخر ومن ثم تم نقله إلى هنا؟

    بقعة الدم الكبيرة، التي حاولوا العبث بمعالمها، تؤكد أنه قد اغتيل هنا.. لا يوجد أي آثر للجر حول مكان الجثة.. ولا يوجد أي أثر للدم في غير هذا المكان.. ودم المغدور يتجمع عادة في المكان الذي تغتصب فيه الحياة منه، حيث يكون كثيفاً وغزيراً.. لو أنه اغتيل في أي مكان آخر لما بلغت بقعة الدم هذا الحجم.. والرصاصة الخاشمة، جاءت من الخلف.. فهو لا يعتقد بأن القاتل كان يبعد عن ولده أكثر من أربعة إلى خمسة أمتار فقط.. صحيح أن التقرير الطبي الذي يعتمد على تشريح الجثة لم يعلن بعد، ولكن خبرته الطويلة مع عشرات الأحداث المشابهة، أعطته القدرة على أن تكون تقديراته قطعية وحاسمة في معظم الحالات..

    لم يكد يمض اليوم الأول على اكتشاف الجثة حتى أمست المخابرات العسكرية والمخابرات العامة تجزمان على أن الجريمة قد تمت على يد الإرهابيين.. فلقد تأكدوا من عدم وجود أعداء له أو لأهله، وأنه من الشباب المستقيمين، وأن لا علاقة له بالعالم السفلي الذي له بعض الأوكار في تلك المنطقة، ولهذا لم يبق أمامهم إلا احتمال عمل إرهابي.. إذ من المستحيل أن يكون انتحاراً، لأن الرصاصة أطلقت من الخلف.. وعند الإعلان عن ذلك الاستنتاج، أسرعت أحدى التنظيمات الفلسطينية في بيروت تعلن مسؤوليتها عن ذلك.. جاء ذلك الإعلان، ليريح أعصاب المحققين.. ولكن الأب لم يقتنع به.. فقَّرر التحرك من جهته في صمت..

    أخـذ الأب يمرر أنامل يده اليمنى على جبهته.. في البداية كانت

    بالكاد أنامله تلامس جبهته، ولكن تدريجياً بدأت تدعك جبهته.. كانت تلك عادة لديه، مارسها منذ بدأ عمله في البحث الجنائي.. وعندما تبدأ أنامله تدعك جبهته، فإن هذا مؤشر بأن ذهنه قد بدأ يعمل باتجاه ما.. وفجأة، ثار السؤال في رأسه: كيف والمجني عليه لم يفقد شيئاً من ممتلكاته الخاصة.. لا محفظته التي كانت تعمر براتبه، ولا سلاحه الذي قد يكون أكثر أهمية للإرهابيين؟! ومكان الجثة الذي كان على بعد يزيد عن مئتي متر من الشارع العام.. ما الذي دفعه إلى المجيء إلى هنا؟ أكان مسحوباً وهو على قيد الحياة إلى هنا؟

    إن هذا الموقع المقطوع، يعتبر في نصف المسافة بين معسكره على الحدود وبين أقرب بلدة إليه.. أيكون قد هبط من السيارة التي كانت تقله ليقضي حاجته الطبيعية؟ ولكن أين السيارة؟ لماذا تركته ورحلت؟ لماذا لم تبلغ عن اختفائه؟ ما الذي يجبره على هذا التعمق في الحرش؟ كان يمكن، أن يقضي حاجته خلف أول شجرة بعد الشارع المعبد، ولن يجد من يعبأ له، لأن حركة السير على هذا الشارع القريب من الحدود قليلة أصلاً، فلا تمر به إلا السيارات العسكرية، وقليل من المركبات، التي تقل عدداً من السائحين، الذين يأتون إلى هذه المنطقة في العادة بواسطة تصاريح خاصة.. أو من تلك الفئة القليلة الذين كانوا يقصدون بعض البغايا اللواتي جعلن من هذه المنطقة المهجورة مسرحاً رائجاً لعملهن.. فهل يكون ولده قد جاء إلى المنطقة لقضاء وتره قبل أن يعود إلى البيت؟!

    ولده لا يملك سيارة خاصة ليتنقل بها كيفما شاء، وإلى حيث يرغب أو يريد..وإذا كان قد حضر إلى هذا المكان بقصد قضاء الوتر، فكان، لا بد من أن يكون برفقة شخص ما.. لقد كان ولده طليع يطمح أن يصبح ضابطاً لأنه تربى وسط جو عام يؤكد له بأن المواطن في هذه البلاد لا يستطيع أن ينطلق في حياته المدنية دون أن يكون قد نال رتبة عسكرية حتى ولو كانت صغيرة. فهذه حقيقة واقعة راسخة في المجتمع الصغير الذي يعيش فيه.. فلقد بات على قناعة بأن السلطات تسهل إيجاد فرص عمل للمواطنيين من ذوي الرتب العسكرية، في العديد من المرافق الهامة برواتب جيدة، وأنها تفتح الباب على مصراعيه أمام حملة الرتب العالية، بعد التقاعد، برواتب مغرية..

    كان طليع يمتاز بابتسامته الحانية، وطبعه الهادئ، وبخفة ظل كان يحسد عليها.. كان دائماً مبتهجاً منشرحاً.. فلقد حرص والداه على تربيته خير تربية، وكانت أمه دائماً تحاول أن تقدم له أباه كنموذج عليه أن يحتذى به لرسم خطوط مستقبلة.. كان ولدها البكر، وربما لقي عناية منها أكثر مما لقيه باقي إخوته، إذ كانت على قناعة تامة من أنه إذا ما نجح فإن النجاح سوف يكون حليفاً لإخوته من بعده.. وهي دائماً لا تكف عن الترديد له: أنظر إلى مركز أبيك.. يجب أن تصل إلى أبعد مما وصل إليه.. كن دائماً متيقظاً فطناً نشيطاً.. وكانت لا تفتأ تردد له"لا تحمل هم شيء.. سوف أزوجك بعد أن تنهي الخدمة الإلزامية، من أجمل البنات، وأعرقهن نسباً وأكثرهن خُلقاً، ثم تلتحق بعد ذلك بالجيش أو بالشرطة كما فعل أبوك.. لا تفكر بشيء غير هذا..".

    وها هي تربيتها تؤتي أكلها في اجتذاب الآخرين نحوه. لقد كان موقفاً في اختياره لأصدقائه.. فليس كل من يتقرب منه يضمه إلى قائمة الأصدقاء.. فلقد كان أي شاب، سواء أكان قريباً أو بعيداً عن أسرته، يبدأ بالتودد إليه، كان لا بد من أن يمر على الفرازة، ليقرر أمره.. تذكر الأب أصدقاء ولده.. فراح يستعرض من يعرفهم منهم واحداً واحداً.. ركز على أصدقائه الذين يخدمون معه في الجيش.. إلا أنه وجد أن أقربهم إليه، وأكثرهم انسجاماً معه هو "يؤيل شالوم"، الذي بات يبادله الزيارات البيتية حتى أصبح أهل طليع يعاملونه كواحد من أبناء الأسرة..

    طفرت دمعة حرَّى من عيني الأب، سالت على خده فألهبته، عندما استعادت ذاكرته كيف أعدت الأسرة العدة للاحتفال بعيد ميلاده العشرين، لقد كان كل شيء جاهزاً، وجلس الكل في انتظار طليع الذي لم يحضر.. لم يتوقع أحد بأن يداً غادرة قد اختطفته وهو في الطريق إلى الاحتفال مع أسرته بعيد ميلاده.. توقعوا كل شيء إلا هذا.. لقد كان كل شيء معداً، وجلس الكل في الانتظار.. ولكنه لم يأت.. وعندما بدأ الوقت يتسرب من بين أيديهم، بدأ القلق يتسرب إلى قلوبهم ونفوسهم.. فلم يطق الأب صبراً، فقام واتصل بقيادة المعسكر، فأبلغوه بأنه قد غادر المعسكر قبل أكثر من أربع ساعات، فازداد قلقه.. وعاد يسأل عن العمل، فطمأنه المسؤول، ووعده بالقيام بكل ما يلزم في مثل تلك الحالات.. وخلال أقل من ساعة كان قد عُمِّم عنه في كافة أقسام الشرطة في البلاد، وأبلغت كافة وحدات الجيش في المنطقة الشمالية، عن فقد المجند طليع..

    في البداية، بدأت عملية البحث عنه في صمت.. ولكن شيئاً كهذا لا يمكن أن يخبأ في بلدته، فما أن علم أول شخص، حتى بدأ الخبر بالانتشار فعمَّ البلدة من أولها إلى آخرهـا.. ومع ساعات المغيب بدأ الأهل والمعارف والأصدقاء من سكان البلدة يتقاطرون إلى منزل الأسرة ليستفسروا عن الأمر، وبدأت بذلك رقعة القلق والتوتر بالانتشار، حتى شملت معارف الأسرة خارج البلدة، وبدأت الاتصالات تنهال للاستفسار عنه .. وكلما رن جرس الهاتف، التقط الأب سماعته بسرعة على أمل أن تحمل أسلاكه أية أخبار سعيدة، ولكن لا خبر ولا أثر.. فكانت كلها اتصالات للاستفسار عمَّا آلت إليه الأمور..

    وفي ضحى اليوم التالي، بعد أن أمضت الأسرة ومعارفها ساعات عصيبة طويلة، دقت آذانهم الفاجعة.. فلقد حضر إلى المنزل ثلاثة ضباط من ذوي الرتب العالية، ونعوا إليهم طليعاً الذي تم العثور على جثته بواسطة أحد السياح كان يتجول في الحرش القريب من الحدود.. وهنا بدأ مشوار التحقيق الذي لم يستمر أكثر من يوم واحد..

    استعاد الأب كل ذلك في ذاكرته، ثم رفع رأسه المثقلة بالآسى والحزن، فبدت عيناه مغرورقتين بالدموع.. لم يُبلغ أحداً بقدومه إلى مكان الحادث.. كان الجميع يعتقدون بأنه قد توجه إلى المشرحة حيث يرقد ابنـه، وربمـا لإجراء بعض ترتيبات الجنازة الرسمية التي سوف قد جري له.. إلا أن إبا طليع قرر أن يستأنف نشاطه الذي توقف مع تقاعده عن العمل، في البحث في قضية مصرع ولده.. يريد أن يتأكد من أن كل شيء يجري حسب الأصول، دون ترك ثغرات هنا أو هناك.. وها هو قد بدأ فجأة يتحرك على شكل دوامة اعتمد مكان الجثة مركزاً لها. كان يتحرك وعيناه المخضلتان بالدموع تحاولان البحث حول خطواته.. هنا آثار عجلات سيارة الإسعاف.. وهذه آثار عجلات جبات عسكرية.. وبدأت حلقة الدوامة تتسع.. وفجأة، التقطت عيناه آثار عجلات سيارة صغيرة.. توقف عن حركة الدوامة، وبدأ السير مع آثار عجلات السيارة الصغيرة التي قادته إلى مكان دخولها من الشارع إلى الحرش.. زاوية الدخول تؤكد بأنها كانت قادمة من جهة المعسكر.. إنه ليس المكان الذي عبرت منه الجبات العسكرية وسيارة الإسعاف.. عاد مع آثار العجلات.. فوجد آثار استدارة عجلات السيارة الصغيرة على بعد لا يزيد عن عشرين متراً من مكان الجثة، وإن كانت آثار عجلات الجبات العسكرية قد طمست معظمه..

    توقف للحظات، ثم عاود البحث بتركيز أكثر، حتى اهتدى إلى آثار خروج تلك العجلات.. لم تكن في خروجها بعيدة عن مكان دخولها وإن كانت زاوية الخروج تؤكد بأنها قد اتجهت صوب المعسكر.. صمت.. تقلصت عيناه.. عاد ووضع بعض الإشارات التي قد تساعده إن هو فكر في العودة إلى المكان لإعادة النظر في بعض الأمور..

    لم يشأ إضاعة الوقت.. أخرج دفتر تلفونات صغير من جيبه. قلب فيه حتى وصل إلى رقم سيلكوم أحد أصدقاء ولده من أبناء بلدته، وقد كان مجنداً معه في نفس المعسكر.. اتصل به.. لم يضع الوقت في البكاء والنحيب.. استطاع أن يعلم منه بأن طليعاً قد غادر المعسكر برفقة " يؤيل شالوم " الذي تطوع لإيصاله بسيارته إلى موقف تجمع للسيارات بالقرب من إحدى محطات الوقود على الطريق.. وأن المسكين يؤيل قد أُعطي إجازة بعد انهياره عندما سمع الخبر.. لم يتردد أبو طليع.. يجب عليه أن يدق الحديد وهو حام..

    اتصل بيؤيل.. الذي ما أن عرف صوته حتى ابتدره بالعزاء والمواساة، إلا أن إبا طليع قطع حبل المجاملة وسأله فجأة عن المكان الذي ترك ولده عنده. بدا على صوت يؤيل عبر الجهاز المحمول بعض الارتباك.. في البداية لم يقو على تحديد مكان تركه له.. وعندما ضغط عليه باسئلته المتلاحقة التي كان يجيدها.. قال بأنه اضطر لتركه قبل الموقف بكيلومتر تقريباً لأنه تذكر أمراً مهما في المعسكر، كان يجب عليه العودة سريعاً لقضائه.. وعندما سأله عن هذا الأمر الهام الذي دفعه لأن يترك ولده على قارعه الطريق، اكتفى بأن قال بأنه أمر خاص.. فأثار رده شكوك الأب المفجوع، الذي راح يضغط بقوة دون فائدة..

    إن أحداً لم يسأل يؤيل في التحقيق الرسمي.. لقد تجاهل التحقيق وسيلة النقل التي أقلت ولده عند خروجه من المعسكر.. قد تكون هذه ثغرة كبيرة في التحقيق.. فما أن أعلن ذلك التنظيم الذي لا يعرف أحد عنه شيئاً، مسؤوليته عن الحادث، حتى توقف المحققون عن متابعة عملهم، إذ ركنوا إليه.. عشرات الحوادث في الفترة الأخيرة، كان يتوقف فيها التحقيق عندما تتجه كل الشكوك إلى أعمال إرهابية، وكانت تحال ملفات تلك القضايا بعد ذلك إلى جهات متخصصة بأمن الدولة.. وكثيراً ما كانت تتضح الأمور في النهاية بأن الجريمة إنما هي عمل جنائي، فتحال إلى المحاكم المختصة، وإن كانت معظم تلك الجرائم تبقى عالقة بأذهان الناس على أنها أعمال إرهابية، لأن الناس لا يريدون أن يرهقوا أنفسهم بمتابعة تلك القضايا.. فقط، ذوو الشأن وحدهم الذين كانوا يتابعون الأمر، ليقفوا على الحقيقة..

    إن ما تأكد لأبي طليع الآن، أمر في غايـة الخطورة.. ووجد نفسه يعود إلى سيارته بسرعة، لينطلق باتجاه مركز التحقيق.. وهناك عرض على المسؤول نتيجة بحثه بإسهاب.. كان العرق يتفصد عن جبينه، وهو يروي وجهة نظره، التي أنهاها بمطالبة المسؤول بالتحقيق مع يؤيل شالوم.. صحيح أن يؤيل هو أقرب أصدقاء ولده إلى نفسه، ولكن هذا لا يمنع من حدوث شيء ما، هو يجهله الآن، ولكن التحقيق قد يتوصل إليه، وتمنى في النهاية أن تكون كل شكوكه باطلة..

    هز المسؤول رأسه واعداً إياه خيراً، ثم طلب إليه أن يذهب إلى منزله للإعداد لجنازة تليق بإبنه، وعليه أن يترك هذا الأمر لذوي الاختصاص..

    اعتقد الأب بأن إثارته لبعض الأمور قد تحرك الموضوع من جديد.. واعتماداً على ذلك، ترك الأمر لذوي الاختصاص، وانشغل هو بالجنازة، وبيت العزاء.. وبعد أسبوعين، عندما حاول الاتصال بمسؤول التحقيق، طلب منه المسؤول صراحة بأن لا يتدخل في الموضوع، لأن جهات مسؤولة عليا قد تولت التحقيق، إلا أنه علم بأن يؤيل قد نقل إلى وحدة أخرى في جنوب البلاد بناء على طلبه، ودرءً للمخاطر التي قد يتعرض لها نظراً لإثارة الشكوك من حوله.. ولكن الناس في المنطقة بدأوا يستعيدون الأحداث السابقة المشابهة لها.. وبدأوا ينسجون القصص والحكايات، حتى طفت على السطح، العديد من علامات الاستفهام، أثارت الكثير من الشكوك حول ما يجري، ولكن رسمياُ طوي الموضوع، ولا أحد يستطيع أن يتوقع متى يمكن أن يعاد فتحة..
    " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    الله .. الله .. الله
    هنا كانت الأنفاس تتقطع ، و تكاد تصرع كلماتك ، و تسابقها ، و تلهث بشكل عجيب .. هنا كانت المتعة و الدهشة ، التى فرضتها لغة حية ، تنساب فى قوة ، و تحكم ، وصولا إلى للجديد فى كشف اللثام عن ماتم هنا !!
    هادى صديقى الرائع .. أشد على يدك ، كثيرا كثيرا .. و أقول لك هذا السرد لا يتأتى إلا للعمالقة من الكتاب .. و قد رأيت هنا عملاقا .. فهم قضته ، و حين تحولت بين كفيه إلى ماء أو مادة طعية ، راح ينسجها مخلوطة بالدهشة !

    الحديث طويل هادى حبيبى .. و ليس هذا جديدا عليك .ز فأنت من الكتاب المميزين ، الذين يلفتون الأنظار
    أهنئك و أهنىء نفسى على قراءة هذا العمل
    و أقول لك استمر أيها المبدع الجميل ، خض فى سكتك التى لا ينازعك فيها أحد

    هه جديرة بأن نطلق عليها القصة الذهبية !!

    تحيتى و تقديرى
    sigpic

    تعليق

    • خالد أبجيك
      أديب وكاتب
      • 26-05-2009
      • 284

      #3
      أحداث متتابعة متلاحقة، جعلت أنفاسي تلهث وأنا أتابعها..

      استمتعت كثيرا بقراءتها أخي الكريم، ولو أن النهاية جاءت مخيبة لي.. أم أن هناك جزء ثان؟؟

      في المجمل، القصة رائعة بحبكتها وتسارع أحداثها، لكن بعض الأخطاء الإملائية أنقصت من جمالية العمل..

      في انتظار جديدك، ودي واحترامي..
      الصحبة الطيبة مفتاح لكل خير

      http://sohba-liberter.blogspot.com/

      تعليق

      • مصلح أبو حسنين
        عضو أساسي
        • 14-06-2008
        • 1187

        #4
        قص جميل ماتع

        جذبنا للمتابعة حتى النهاية

        تمتلك أسلوبا جذابا

        تقديري واحترامي يا أخ هادي زاهر

        ولكن هل هذه قصة قصيرة
        [align=center][SIGPIC][/SIGPIC][SIZE=4][FONT=Arial][COLOR=#0000ff]هذا أنا . . سرقت شبابي غربتي[/COLOR][/FONT][/SIZE]
        [SIZE=4][FONT=Arial][COLOR=#0000ff]وتنكـرت لي . . أعـين ٌ وبيــوتُ[/COLOR][/FONT][/SIZE]
        [SIZE=4][FONT=Arial][COLOR=#0000ff]* *[/COLOR][/FONT][/SIZE][/align]

        زورونا على هذا الرابط
        [URL]http://almoslih.net[/URL]

        تعليق

        • هدير الجميلي
          صرخة العراق
          • 22-05-2009
          • 1276

          #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          ما أروع الذي كتبته كاد يكون في ذهني حقيقة.... والشخصيات شعرت بانها فعلاً موجودة ؟
          بوركت وبورك قلمك الساحر....
          بحثت عنك في عيون الناس
          في أوجه القمر
          في موج البحر
          فوجدتك بين خافقي أقرب من كل الذين أبحث فيهم
          ياموطني الحبيب...


          هدير الجميلي(هدير نزف النواعير)

          تعليق

          • عائده محمد نادر
            عضو الملتقى
            • 18-10-2008
            • 12843

            #6
            الزميل القدير
            هادي زاهر
            وقفت طويلا أمام عملك هذا
            رائعععععععععععععععععععععععععع
            أجدت تصويرالمقاطع بحبكة بوليسية قديرة
            وعقلية إستخباراتية منظمة
            تابعت الخيط الرفيع وآثار العجلات كانت ركيزة مهمة
            أحسنت زميلي
            والسؤال الآن

            لمَ يبقى الفاعل مجهلاّّ ؟؟؟
            تستحق النجوم الخمسة التي منحها إياك الزميل ربيع
            عمل محبوك جدا بقدرة عالية
            كل الود لك
            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

            تعليق

            • هادي زاهر
              أديب وكاتب
              • 30-08-2008
              • 824

              #7
              رد

              أخي العزيز ربيع عقب الباب
              لقد كان تعليقك بالغ الأثر على نفسي، تذكرت ان عملية الابداع في الادب بحاجة إلى المزيج بين العقل والوجدان وربما السذاجة بمعني ان يكون الكاتب صادقأ إلى أبعد حدود وأغفر لي سذاجتي، لقد اخترت رسالتي في الحياة وهي محاربة تجنيد الشباب العرب في جيش الاحتلال فاصدرت كتاب المغلوبون على امرهم " وهو كتاب ( تحريضي ) على السلطات الاسرائيلية وثقت ممارسات سلطات الغدر والقهرحتى ضد المجندين انفسهن وقد كلفني هذا غالياً حيث طردت من كل مكان عمل عملت به ، من مصنع للنسيج يدعى" نليت" ومن مصنع للكرتون يدعى " مخلي كرمل" حيث كنت اعمل على مطبعة هناك وعندها افتتحت محمصاً ولكن أخترعوا ثغرة في حساباتي بمبلغ 6 شاقل أي ما يعادل - دولار ونصف - وعندها غرمت بدفع- 18 الف شاقل- لضريبة الدخل وحدها وتوالت علي المؤسسات الضريبية فكان ان سجلت الخسائر الكبيرة ادت إلى افلاسي ولكني رضيت بقدري مردداً مع الشاعر التركي العظيم:
              " اذا لم تحترق أنت ولم يحترق هو ولم احترق أنا فمن اين يخرج النور"
              محبتي
              هادي زاهر
              " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

              تعليق

              • ربيع عقب الباب
                مستشار أدبي
                طائر النورس
                • 29-07-2008
                • 25792

                #8
                اذا لم تحترق أنت ولم يحترق هو ولم احترق أنا فمن اين يخرج النور؟!

                الله عليك
                أحب احتراقك .. لأنى أحب أن احترق حتى الموت تحت قدميها و ترابها
                وغيطانها و نيلها العظيم


                معك تكتمل المتعة هادى
                sigpic

                تعليق

                • هادي زاهر
                  أديب وكاتب
                  • 30-08-2008
                  • 824

                  #9
                  رد

                  صديقي الجديد الكاتب خالد أبجيك
                  سررت جداً بتواجدك .. بملاحظاتك
                  بالنسبة للنهاية انا مع النهايات المفتوحة
                  أترك العقدة الاساسية بدون حل في الكثير من قصصي لاني أعتقد بان هذا الترك يجعل القصة تعيش وتتفاعل في ذهن القارىء فترة زمنية أطول ، تجعلة يفكر بعمق أكثر في كيف سيكون الحل اوالنتيجة

                  محبتي
                  هادي زاهر
                  " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

                  تعليق

                  • رشا عبادة
                    عضـو الملتقى
                    • 08-03-2009
                    • 3346

                    #10
                    [align=center] القاتل المجهول...!!
                    الأغرب أني لم أشعر انه مجهولا يا سيدي
                    منذ بدأت أسمع أنفاس هذا الصديق المرتبك وهو يخبر الأب ويجب تساؤلاته عن آخر لحظات إبنه... ثم هذا الأمر الخاص الذي أخبره عنه..
                    وعقلي يعبث كفأر بقلبي
                    ويشعرني ان هناك تواطؤ ما...!! اول خيط فيه هو الصديق وربما كان الخيط الأخير والأصلى هم قادة المعكسر أنفسهم!؟
                    تتابع الأحداث والصور برغم طول القصة ..لم يفقدني حالة الشغف والترقب والشك والغضب وحب الإستطلاع التى إحتلت تفاصيلي من رأسي حتى قدمي ....
                    كنت رائعا بالسرد
                    منذ لمحت عبارة احدى المنظمات الفلسطينيه وبيروت
                    أدركت حينها ان المقتول تابع لجيش الإحتلال
                    ولا أخفيك سرا .. إمتعضت وإنزعجت وكأن بركان كراهيتي لهم ولسيرتهم بدأ يثور!! لكني أدركت المغزى بالنهاية وبتوضيحك القوى الجميل لأستاذنا الأجمل"ربيع عقب الباب"
                    لكن ما حيرني هناك هو إستسلام الأب بالنهاية
                    توقعت نوع من المطاردة لهذا الصديق المرتبك..
                    توقعت خيط آخر وآخر يؤكد إحساسي انه يخفي أشياء كثيرة
                    وان هؤلاء الخونة بلا قلب جبناء ربمايأكلون بعضهم ايضا !!
                    صورة الأب وحركاته وتفكيره وإصراره وذكاءة
                    لم تتناسب فى ذهني مع صمته الأخير
                    برغم اني أظنه مع تلك النهاية المفتوحة... لن يصمت أبداوربما بالنهاية
                    أصبح هو نفسه قتيل... لقاتل مجهول!!

                    أعذر خربشاتي وثرثرتي هنا يا سيدي
                    فقصتك وطريقة سردك جعلت الهواء حولي يتفاعل مع السطور
                    تحياتي وتقديري
                    دام إبداعك وإحتراقك فى سبيل الحق لا اراه نار إنما هو فيض من نور[/align]
                    " أعترف بأني لا أمتلك كل الجمال، ولكني أكره كل القبح"
                    كلــنــا مــيـــدان التــحــريـــر

                    تعليق

                    • هادي زاهر
                      أديب وكاتب
                      • 30-08-2008
                      • 824

                      #11
                      هادي زاهر

                      أخي الكاتب العزيز مصلح ابو حسنين
                      لقد سرني جداً ان قصتي جذبتك حتى النهاية وهذا هو المهم .
                      بالنسبة لكونها قصة قصيرة فاني أعتقد جازما بانها كذلك لانها تحمل عناصر القصة القصيرة فهي تعالج قضية واحدة ضمن فترة زمنية قصيرة، فيها صرخة ألم قوية، اضافة إلى عناصر أخرى تتطلبها القصة القصيرة، كعنصر التشويق والخ..
                      كما انها لا تتعدى الخمس صفحات .
                      محبتي
                      هادي زاهر
                      " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

                      تعليق

                      • محمد مطيع صادق
                        السيد سين
                        • 29-04-2009
                        • 179

                        #12
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                        لو قيل لي أن هذه نسخة معربة لإحدى رويات الكاتبة العالمية أجاثا كريستي لصدقت ..
                        أخي الكريم أمتعتني كتابتك وأبحرت في هذه العمل الفريد...وأتمنى أن تصدر لنا رواية بأجزاء نعيش فيها مع التحليل والشك والتحقيق ثم في النهاية إلى الحل

                        واقبل مني خالص تقديري

                        تعليق

                        • هادي زاهر
                          أديب وكاتب
                          • 30-08-2008
                          • 824

                          #13
                          رد

                          أختي الكاتبة هدير الجميلي
                          لم أكن ادري بان لقصتي هذا ال - هدير
                          لم اكن أعلم بان لها هذه الحبكة - الجميلة
                          أنا أستمد مواضيع قصصي من الواقع المعاش، واعتقد ان الواقع أغرب من الخيال
                          لقد صدق حدسك
                          لقد أصاب بدقة متناهية؟!!
                          وتشأ (الصدف) ان تحمل الضحية الحقيقية اسم " طليع "
                          محبتي
                          هادي زاهر
                          " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

                          تعليق

                          • هادي زاهر
                            أديب وكاتب
                            • 30-08-2008
                            • 824

                            #14
                            رد

                            أختي العزيزة عائده نادر
                            ان القاتل ليس مجهولاً
                            ولكني أعتقد ان الحبكة الفنية للقصة تتطلب ان لا يشار إليه بشكل مباشر
                            محبتي
                            هادي زاهر
                            " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

                            تعليق

                            • هادي زاهر
                              أديب وكاتب
                              • 30-08-2008
                              • 824

                              #15
                              هادي زاهر

                              أخي الكاتب العزيز ربيع عقب الباب
                              أرجو ان لا تبخل علينا بارشاداتكم
                              محبتي
                              هادي زاهر
                              " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

                              تعليق

                              يعمل...
                              X