هندسة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سمير الفيل
    عضو الملتقى
    • 30-06-2007
    • 46

    هندسة

    هندسة

    بقلم : سمير الفيل

    جاءت أوراق الأسئلة ، وتم توزيعها على الطلاب والطالبات. مر الملاحظون على الممتحنين في مقاعدهم ، فيما كان الملاحظ (س) يتأمل الغيطان الفسيحة بلونها الأخضر الزاهي من خلف شباك بلا ألواح زجاجية .
    جاء عصفور صغير من فصيلة السنونو ، وقف على عصا بارزة أعلى البناية المواجهة للجنة الامتحانات. راح يشقشق بصوت واهن ثم حط على سلك كهرباء . ظل يتأرجح فوقه بثبات . مع خروج (س) من مكانه واقترابه من السور طار العصفور بعيدا حتى بدا مثل نقطة ذابت في الفضاء.
    امرأة بنقاب ظهرت في الطرقة ، وبيدها ورقة الغياب . التفتت حولها قبل أن تدخل اللجنة الثانية وتمد يدها بورقة فيها حل السؤال الأول لمادة الهندسة.
    انسحبت قبل أن يصعد رئيس اللجنة بكرشه المتهدل وسيجارته المشتعلة . في الأسفل لافتة تحرم التدخين في دور العلم . مشى في الطرقة خارقا القوانين واللوائح ونهر ملاحظا وجده ممسكا بكوب شاي : " ماذا يا أستاذ ؟ أهي فوضى؟!"
    انسل المدرس وقذف بالكوب بما تبقى فيه عبر النافذة وكانت قطة تتمطى فوق سقف حجرة " مناهل المعرفة " المغلقة بالترباس ، فذعرت حين خبطها الكوب بشايه الساخن . انطلقت تعدو كالمجنونة . أوشكت سيارة المدير العام أن تدهسها ، ولكن السائق الماهر تفاداها مستخدما الفرامل ، وتوقف في اللحظة المناسبة.
    يتقدم المدير العام مرافقان يمسحان له الجوخ ويتباسطان معه بحساب : " من هنا سيادتك". وقع في دفتر الأمن وهو يشيح بيده : " أطرد الذباب يا بني " . فرك الموظف عينيه وهو يلمح التوقيع بالساعة والدقيقة : 9,45 دقيقة " . سطر في خانة الملاحظات تشريف المدير العام مع مرافقيه .
    القطة عادت لمكانها ، وتمددت في شمس مايو الكسولة. غراب وقف في هدوء على طرف الطبق الفضائي الكبير ، ونعق كأنه يؤدي واجبا ثقيلا. نعيق بلا حماس . خرج المراقب الأول ورماه بطوبة وجدها في الطرقة . في تلك اللحظة بالضبط رفع رأسه فوجد نفسه وجها لوجه أمام المدير العام . تنحنح ، وأسعفته الحيلة بجملة نطقها كي يخلص نفسه من سؤال لم يطرحه المدير : " الغربان يأتون بالشؤم . سيادتك من واجبنا توفير مناخ صحي كي يجيب خلاله أبناؤنا الطلاب " . حرك المدير رأسه ولمح خيط دخان في آخر الطرقة . حرك بقدمه عقب السيجارة ، وسأل بصوت مختنق بالغضب : " من المغفل الذي كان يدخن؟ "
    استقبل المغفل ورتبته رئيس اللجنة اللطمة على وجهه بصدر رحب ، وقال بأريحية متجاهلا شتيمته : " شرفت اللجنة يا أفندم .. نور على نور" .
    الملاحظ (ص) كان جالسا آخر اللجنة يتصفح جريدة " المصري اليوم " ولم يسعفه الوقت كي يخفي الجريدة في درج المقعد الذي أمامه . أمسك بها المدير العام ، وهو يزوم . طواها وسلمها لواحد من مرافقيه . هو الطويل الأحول الذي لا يضع علي عينيه نظارة. طلب من مرافقه الثاني القصير المربع كتابة اسم الملاحظ (ص) في دفتر الملاحظات. لم يكن مع المرافق الثاني قلما . بدون إحم ولا دستور نزع قلما من يد طالب تبدو عليه سمات التفوق ، ودوّن المطلوب . نسى أن القلم للطالب فوضعه في جيب سترته ومضى خلف المدير للجنة المجاورة . طلب الطالب من الملاحظ الذي ضُـبط يقرأ الجريدة قلمه فاختنق الملاحظ من شدة الغضب ، وقال له : " أسكت يا ابن الكلب" .
    بلع الطالب عبراته وجلس شاردا يفكر في رد الشتيمة . لاحظ ( س) أن العصفور قد عاد للعصا . إنه غير متأكد من كونه نفس العصفور أو أنه عصفور آخر . فمن الصعب فعلا التفرقة بين العصافير وكلها متشابهة. قفز إلى ذهنه خاطر إنها طريقة تؤدي إلى الخلط والفوضى الجنسية في عالم يفترض فيه الطهارة حيث تحلق الطيور في سموات صافية.
    خرج المدير العام من اللجنة الثانية وعدل ياقة قميصه . تقدمه رئيس اللجنة ، وبيده مسطرة أخذها بدون استئذان من الطالب الذي يجلس في أول صف يسار . لم يلتفت لنظرية إقليدس التي كتبت على ظهر المسطرة بخط دقيق وصغير جدا لا يكاد يرى . ابتسم المدير العام وهو يدخل اللجنة الثالثة المخصصة للطالبات . قال وهو يصطنع ابتسامة واسعة : " من غشنا فليس منا " . همهمت بنات : " منا " ، وجلست الطالبة " ع " على "برشامة " تتضمن نظرية فيثاغورث بنتائجها الكاملة فيما تململت الطالبة ( ظ) في مقعدها لأنها طلبت النزول لدورة المياه ولم يسمح لها . قالت بصوت متحشرج : " أريد أن أعمل مثل الناس " . طلب المدير العام من الملاحظ سحب ورقتي الأسئلة والإجابة والسماح لها بالهبوط للدور الأرضي حيث دورة المياه . فيما هو يقوم بعملية السحب وقعت ورقة بحجم الكف فيها نظريات هندسية على بلاط الحجرة فداس عليها بقدمه ولم يتحرك إلا بعد خروج المدير العام وخلفه المرافقان.
    سأل رئيس اللجنة عن موعد استلام العلاوة الدورية ليصنع جسرا من الحميمية مع السيد المدير الذي قال على الفور : " بعد أن تنتهي زيارة الرئيس أوباما " . وأضاف حزينا : " ظهرت أول حالة انفلونزا خنازير في مصر لطفلة قادمة من الولايات المتحدة الأمريكية" . قال المرافق الأحول وهو يدعك عينه اليمنى : " جائحة عمت العالم " . أضاف المرافق الثاني القصير المربع بصلعته البهية التي تعكس الشمس : " ذكرنا الوباء بمرضي الكوليرا والطاعون " .
    مرت بهم المرأة المنقبة وبيدها ورقة الغياب ، وما لبثت أن تأخرت خطوتين. قالت في نفسها : "من أعمالهم سلط عليهم ".تمتمت وهي تسعل سعالا جافا : " ربنا يمسحهم مسحا" . ظل المفعول المطلق معلقا في فضاء اللجنة دون أن يحدد أين موقع " هم " بالضبط .
    كانت الزائرة الصحية بملاحتها الريفية قد أتت متأخرة . علمت بسقوط طالبة مغشيا عليها فصعدت ومعها البرشام وحقنة المسكن . صحبت البنت إلى حجرتها ذات الستائر البيضاء المدلاة ، وسقتها ماء طهورا فأفاقت . عضدت الزائرة موقفها بحل المسألة رقم 2 ، والمسألة رقم 3 فصعدت وصحتها حديد وإن كان شحوب وجهها ما زال ملحوظا.
    حين هبط المدير العام سلالم المدرسة وجد نفسه مقابل لجنة رقم 4 . كانت في غاية الانضباط ، لا همسة ولا لمسة . مال بجسده البدين وسأل البنت عن اسمها فنطقت على الفور " عفاف " قلب ورقة الإجابة فوجد عليها اسم " محاسن " . قال في نفسه : " إن هي إلا أسماء سميتموها " ، وتقدم خطوة للطالبة الجالسة خلفها . نزع ورقتها وقرأ اسم " عفاف " ففهم " الملعوب " ، ربت على كتفها " شاطرة يا محاسن " . فيما حدج الملاحظين بنظرة غاضبة يشوبها عتاب صامت . لم ينبس بكلمة فقد احترم الصمت الذي كان يغشى اللجنة . نهر الملاحظ الذي كان يمضغ اللبان وأبان له خطأ أن يفعل ذلك في لجنة محترمة تابعة لوزارة ترفع شعار التربية قبل التعليم. وأمن المرافق القصير المربع ذي الصلعة على كلامه قائلا إن اللبان مضر للفم والأسنان . أما المرافق الطويل فقد نظر في الناحية البعيدة وقال موجها حديثه للحائط : " لا لبان في اللجان " .
    سمع رئيس اللجنة طرفا من الحوار فتدخل وقال أنه نقص في التربية فلا يصح تناول أية أطعمة أثناء سير اللجنة ، وأن من يفعل ذلك سوف يعرض نفسه للمساءلة القانونية.
    فور أن هبط المدير العام السلالم متجها لحجرة رئيس اللجنة أخرج الملاحظ ( ن) سندويش الفول والتهمه بعد أن عزم على زميله عزومة مراكبية ، وما لبث أن التهم السندويتش الثاني وكان مشحونا بأقراص الطعمية . تحركت المنقبة ومدت يدها بأوراق صغيرة للطالبات ، وفيما هي تخرج ورقة أخرى من بين طيات ثيابها السوداء وجدت ورقة بعشر جنيهات فتذكرت أن تشتري في العودة باذنجان وأرغفة بلدية لزوم طعام الغذاء لها ولأولادها ، ولزوجها المتعطل الذي يعاني مرض السل .
    لم تتمكن القطة من العودة للاسترخاء فتخلصت من كسلها ، وقفزت قفزتين حتى صارت في الدور الثالث ، فوق السقف المتعرج . وجدت مبتغاها حيث تتمدد براحتها غير أن قطا خسيسا كان يتلصص عليها حاول أن يمارس معها فعلا قبيحا فعضته في رقبته ، واندفعت تعدو في اتجاه مضاد.
    كان المراقب ( ط) يشهد عبورها كطلقة خرجت من فوهة بندقية فخمن أنها قطة ملموسة وقد ركبها الجن غير أن تتبع القط الذكر لها جعله يستبعد هذا الخاطر. اقترب برأسه من اللجنة الأولى وقال بصوت يحمل جدية العالم : " باقي من الزمن نصف ساعة " .
    وضع يده أسفل ذقنه ولم يجد غرابة في أن يشاهد حدأة تحط على عامود التليفون في البناية المواجهة التي كانت مبنية بالطوب الأحمر. ظن أن الحدأة ترمقه بفضول غريب . تلفت حوله فوجد كل شيء في محله . الهدوء يحيط جو اللجنة وخارجها حتى أن سيارة المدير العام كانت تمضي في طريقها للجنة أخرى كأنها تسير على بساط من سندس أخضر . سمع صوت رئيس اللجنة يقول لموظف الأمن : " الباشا المدير العام مبسوط من اللجنة . ويكاد يطير من الفرح لانضباطها " .
    طارت الحدأة مبتعدة ، مرق سرب عصافير ، وتهادت سحب رمادية خفيفة في السماء . مضى الطلاب يجيبون على الأسئلة كل حسب اجتهاده وقدراته . كانت المرأة المنقبة قد انتهت تماما من مهمتها فجلست تحت شجرة جازورينا ضخمة تقرأ ما تيسر من سورة الفتح.

    سميرالفيل
    3/6/2009
    [CENTER][COLOR="Blue"][SIZE="2"]
    سمير الفيل
    كاتب مصري
    [email]Samir_feel@yahoo.com[/email]
    مدونتي :
    [url]http://samir-feel.maktoobblog.com/[/url] [/SIZE][/COLOR][/CENTER]
  • ربيع عقب الباب
    مستشار أدبي
    طائر النورس
    • 29-07-2008
    • 25792

    #2
    قص عال ، وتتبع لكاميرا ، تذهب فى كل الزوايا ، و تلتقط ما شاء لها من صور ، تحمل دلالات ، و بصمات سمير الفيل ، و بهاء قلمه ، و فكره ، الذى تتلمذ على يديه الكثير و الكثير !
    كنت معك سيدى ، و أنت تقدم هذه المهزلة السنوية ، و طبعا المسكوت عنه أعظم و أكبر .. هزنى هذا التناقض الصارخ لهذه المنقبة ، فكثيرا ما رأيت الصورة بنفس الوضوح ، و بنفس التردى ، و التناقض ، بين القول و الفعل المذموم !!
    كما لم تفتك هذه اللمحة مع القطة التى تتمدد ، سعيا وراء الدفء ، حتى هاجمها القط الخسيس !
    و هذا مدير عام .. صورة دامغة ، و مكررة ، و كأنك تعطى أنموذجا فريدا لكل مديرى التربية و التعليم .. التى كانت آخر القلاع فى وطن مستباح !!
    اللغة أستاذى كانت رائعة ، تتمدد على الرقعة فى انسياب و سلاسة ضافية ، و كانت تحدث بين الفينة و الأخرى دهشتها !!

    سررت بالقراءة لك سمير الحبيب
    فلا تطل الغياب ، و كن معا

    خالص محبتى و احترامى
    sigpic

    تعليق

    • مها راجح
      حرف عميق من فم الصمت
      • 22-10-2008
      • 10970

      #3
      الأديب الكبير الاستاذ سمير الفيل غني عن التعريف بابداعه المتألق في الساحة العربية
      تفاصيله المدهشة لكل شيء الانسان /الطير/حتى الجماد
      من يرصدها يجد مغزى ورسم ساخر لرموز هادفة

      طاب فكرك وجبرك سيدي الفاضل
      رحمك الله يا أمي الغالية

      تعليق

      • ربيع عقب الباب
        مستشار أدبي
        طائر النورس
        • 29-07-2008
        • 25792

        #4
        أحببتك هنا سمير كثيرا كثيرا
        كنت أستاذا بحق فى هذه القصيرة


        محبتى
        sigpic

        تعليق

        • محمد الطيب يوسف
          أديب وكاتب
          • 29-08-2008
          • 235

          #5
          تداعي ممتع أستاذي الفيل قرأتها في غير هذا المكان وأعدتها هنا ولي اليها عودة ,سلاسة وقلم لاذع ولغة متوثبة
          أ الفيل

          شكرا لكل هذا الجمال
          صفحتي الخاصة

          http://www.facebook.com/group.php?gid=500474340299

          تعليق

          • رشا عبادة
            عضـو الملتقى
            • 08-03-2009
            • 3346

            #6
            [align=center]نعم وهل يكفي توقيع الشكر خلف هذا الجمال
            تتابع الصور
            بكل تناقضها
            وهوسها
            وتلك العيون التي تراقب لتكتشف فجأة انها هي الأخرى مراقبة
            وفى لجنة للمراقبة كل شيء تحت سيطرة الرقابة
            ولكن.. بلا رقيب!
            فالغراب ينعق بلا حماس
            والسجائر تمارس نفس عادتها فى أفواه الملل
            والعصفور يعتلي سلوك الكهرباء وهو يزهو بنفسه انه قادر على الطيران والهروب قبل ان تصيبه "لسعة" من الجزء العاري
            والقطة تمارس الدلال وتمزجه بخوف من عدو خائف بالأصل
            كل السطور كانت تجري وتلهث
            وكأنها تحمل خوف ورجفة تلك اللحظة التي تملأ قلوب الطلاب أثناء توزيع ورقة الأسئلة
            تختلط بتلك الثواني بأذهاننا كل التوقعات اليائسة بأمل وثقة مكتومة
            كانت هندسة بالفعل يا سيدي
            من إقليدس .. لفيثا غورث وتخطيط جيد لمعادلات س المعلومة ون المجهولة
            لكن رغم هذا حملت بعض لمحات الهندسة الوراثية
            فلم تنس إدماج بعض الجينات الوراثية بورقة الإجابة
            أستاذنا.. تشرفت منذ سنوات طوال بك كأستاذ ومعلم"بقصر الثقافة"
            وسعدت جدا حينما وجدت إسمك بهذا البيت يشرق كالعادة
            دام إشراقك يا طيب
            ولا تطل الغيبة
            تحياتي[/align]
            " أعترف بأني لا أمتلك كل الجمال، ولكني أكره كل القبح"
            كلــنــا مــيـــدان التــحــريـــر

            تعليق

            • مجدي السماك
              أديب وقاص
              • 23-10-2007
              • 600

              #7
              تحياتي

              اخي سمير الفيل..تحياتي
              قص من راق جدا..قصة رائعة من الوزن المحترم جدا. تستحق التقدير بجدارة عظمى.
              مودتي
              عرفت شيئا وغابت عنك اشياء

              تعليق

              • محمد سلطان
                أديب وكاتب
                • 18-01-2009
                • 4442

                #8
                كلما وجدتها في مكان لا أملها أبداً

                دهشة .. دهشة

                و أسلوب لمن أراد التعلم

                وصف و تعمق في الفكرة بدون أن يشعر القارئ

                لا أخيفك سراً .. قلمك من أقلام كثيرة علمتني ,,

                و كما قال أستاذنا ربيع

                ليت معنا ..

                سلمت يدك قصة من العيار الثقيل ,, و درس للتعلم ..

                محبتي
                صفحتي على فيس بوك
                https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                تعليق

                • عائده محمد نادر
                  عضو الملتقى
                  • 18-10-2008
                  • 12843

                  #9
                  الزميل القدير
                  سمير الفيل
                  بعد التحية زميلي
                  أرى أنك تترك مداخلات الزملاء بلا رد فترة طويلة
                  أتصور أن من حق الزملاء عليك أن ترد على مداخلاتهم على الأقل كي يحسوا أنك مهتم .
                  أرجو أن لاتزعجك ملاحظتي زميل سمير كما أتمنى عليك أن تتفاعل مع نصوص الزملاء وتقرأ لهم مثلما يقرأون لك كي يستفاد الزملاء من رأيك وتستفيد أنت من خلال تعدد نوع وطريقة الكتابة.. أشكرك
                  مع تحياتي وودي
                  الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                  تعليق

                  يعمل...
                  X