قراءة في قصيدة سكون فيجاي ايسواران ( القصيدة الميِّتة) للشاعرة نجلاء الرسول

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جوتيار تمر
    شاعر وناقد
    • 24-06-2007
    • 1374

    قراءة في قصيدة سكون فيجاي ايسواران ( القصيدة الميِّتة) للشاعرة نجلاء الرسول

    القصيدة
    سكون فيجاي اسواران ( القصيدة الميِّتة)

    كوجعٍ يلبسُ دقات صمتهِ
    يحملُ حقيبةَ شفتيها
    لتحطَّ أوزارهُ أرضَ القراءاتْ
    يتمتمُ عينيها
    في صورِ الفراشاتِ المحترقةْ
    ويسكن قميصَ الشجرْ

    يقلِّبُ نفسهُ في صفحاتِ اسوارانْ
    ويقول للمعاولِ الداكنةْ
    سأغربُ عن وجهي
    كي لا أصفعني
    سأفتحُ باباً لبابي .....
    وأكنس أحداقَ الريحْ
    أو أنسخ بصمةَ الكتابِ
    أعمِّمها قتيلاً لي

    كحطيمِ القمر ِ في نهرِ يديها
    ونسغِ الضياعِ في الموانئ البعيدة
    ما عادَ يبقيني غير جثةٍ
    تتأمَّلُ دفنها تحت العويلْ

    لــــ تعودَ هي

    لتعودَ ... في خرابِ الموتِ
    تنقشُ للتائهينَ مقابرَ الطريقْ
    تنهشُ النايات كوحيدةٍ للخلية

    لــــ تعودَ هي
    تقطعُ للضياعِ أناملهُ اللقيطةْ
    تصلِّي للمذابح في سطرٍ غريقْ
    وتخرج في جنازاتِ القصائدِ الميتةْ

    علّها يوماً تشربُ قهوةَ عيني
    وعلّ أكفانَ الطريقِ خلسة ًتكمِّمها

    القراءة:
    قراءة في قصيدة سكون فيجاي ايسواران ( القصيدة الميِّتة) للشاعرة المتميزة نجلاء الرسول /جوتيار تمر

    سكون فيجاي ايسواران ( القصيدة الميِّتة)

    سكون فياجي ايسواران ، عنوان لو لم يرفق بالقصيدة الميتة ، لقلت بانه سينقل لنا مشاهد من"في فضاء الصمت" الكتاب الذي يبحث في فلسفة الصمت كوسيلة بلوغ المرام في الحياة العملية أو الثقافية أو الروحية، ولم تغلق الابواب بعدها الى الدخول في الجواني المهيب والجواني المنعش من الذات البشرية ، التصريح في العنوان يدل على ماهية الرؤية المتمثلة في الشخصية الكاتبة ، حيث جعلت شاعرتنا تستعير سكونه لتعبر به عن ما تلتقطه من انفاس شعرية رسمت داخل اطار تلاحمي بين السكينة والموت .

    كوجعٍ يلبسُ دقات صمتهِ
    يحملُ حقيبةَ شفتيها لتحطَّ أوزارهُ أرضَ القراءاتْ.

    الاستهلال بالكاف، رغم ما تتجه اليه القصيدة الحديثة من استدراكات تعمل على التقليل من التشبيه الا انها هنا تمثل وقعا خاصا سواء على المستوى السمعي و البصري او النفسي و الادراكي ، لانها جاءت تفسر الصمت،هذا الصمت الذي لايسع المتلقي الا ان يقارنه بالصمت الذي اوحى به العنوان نفسه ، من خلال استحضار فياجي ايسواران وما يترك ذكر اسمه من صدى وأبعاد درامية متنامية عمادها الأساسي هو التأمل في مفارز الشكوك التي تراود النفس البشرية في أيامنا والتي لا حصر لها ، وهذا ما جعل النص في بدايته يتوشح بالوجع المستعير وفق تداعيات الصمت ،الدال على الذات الاخرى ، ومن ثم الذات الحاملة لدلالات التوحد الصوفي ، ولعل ما يبرز عند قراءة (يحمل)و (لتحط) ، من دلالات تفضي بهذه الكينونة المتحدة رغم كونها تبرز الذات الاخرى كحاملة للوزر ضمن مكانية مفترضة.
    ****
    يتمتمُ عينيها في صورِ الفراشاتِ المحترقةْ
    ويسكن قميصَ الشجرْ .... ليعيدَ زمنَ النبوءاتْ .

    التمكين من الفعل نفسه امر يحتاج الى توافق ذهني روحي مباشر ، من اجل خلق ديناميكية تساعد على استمرارية الاداء الشعري نفسه ضمن اطار روحي صوري ، واخر رمزي دلالي ،وهنا بين الاحتراق ، والنبوءات ازمنة اخرى تتسم بالذهول النفسي جراء فعل حاصل مركب ، من حالتين الاولى ربما تمثل بعدا حقيقيا ، والثاني يعتمد على التخييل المضمر المؤدي الى انسكابات شعرية عميقة.

    ******
    يقلِّبُ نفسهُ في صفحاتِ ايسوارانْ
    ويقول للمعاولِ الداكنةْ :
    سأغربُ عن وجهي كي لا أصفعني
    سأفتحُ باباً لبابي ..... وأكنس أحداقَ الريحْ
    أو أنسخ بصمةَ الكتابِ أعمِّمها قتيلاً لي.

    استمرار الفعل بدلالته الحاضرة المضارعة يعمق فكرة التأثير الحاصلة من استحضار اسم فياجي ايسواران ، والترافق الموحي ضمن اطار في فضاء الصمت ، حيث تشريح النفس البشرية وما قد يؤول اليه جراء فعل التقلبات ، تصبح هنا مادة دسمة وداكنة تستهل توصف بالمعاول ، وتتخذ من النفس اداة انطلاق الى عوالم اخرى تستمد قواها من العدمية المتراكبة ، وهذا ما يحليل الذات الشاعرة الى عوالم التخييل المضمر الموحي الرامز ، حيث تصب جام غضبها على النفس/ الذات نفسها ، فتدخل مرحلة الذوبان والتيه ، وتنسج من مخيلتها لغة تتسم بالتضاد المضمر ، فتغلف الشعرية بصور موحشة جدا .

    ******
    كحطيمِ القمر ِ في نهرِ يديها
    ونسغِ الضياعِ في الموانئ البعيدة
    ما عادَ يبقيني غير جثةٍ تتأمَّلُ دفنها تحت العويلْ
    لــــ تعودَ هي

    هذه المناجاة المبطنة والتي استهلت هي الاخرى بالكاف الموحية ، الدالة هنا على تعظيم الفعل نفسه ، ضمن اطار وصفي مكثف، (كحطيم) ، الحطام يمثل قمة العدمية، والكاف هنا ابرزت القوة التفعيلية للكلمة بحيث ادخلتها مرحلة تفوق القمية نفسها، واذا ما تمعنا النظر بالدالة المقرونة بالتحطيم هذا سنجدها دالة تمثل الرومانسية والهدوء، وعلى مكانية تلزم الامان، وهذا ما يحيلنا رأسا الى الفقرة التالية التي توظف هذا التحطيم بشكل يتناسب وجو القصيدة، بين الصمت المهذار، والروح الالتحامية الصوفية، والضياع المسافاتي ،ونتائجها الحاصلة، جراء تدخل ذات ثالثة على المسار الروحي الوصفي التوحدي .
    ******
    لتعودَ ...
    في خرابِ الموتِ تنقشُ للتائهينَ مقابرَ الطريقْ
    تنهشُ النايات كوحيدةٍ للخليةْ.

    المتخيل من العودة لن يتعدى هذه اليأسية المطلقة التي اوشكت ان تفرز عنوانين ضمنية للقصيدة ، فهذه الدلالات التي لاتقف عند حد التخيل العادي توجب عملا شاقا للمتلقي ، وبما ان النقد بحد ذاته فك لطلاسم التعقيد لذا نجد بأن الضرورة تفرض علينا ان نخلق هذه الذات الثالثة من اجل ادراك كنة العودة ، التي تمثلت ب (هي) في الفقرة السابقة وباللام الموحية على رأس الفقرة هذه ، اما نتائج العودة تبقى مرهونة بالحدث النفسي اولا ومن ثم بالفعل المؤثر ثانيا ، ولعل افتراض الوحدة ، ووصفها بالخلية تمكين للانين الذي يرافق عملية تأسيس خلية في الوقت نفسه.

    ******
    لــــ تعودَ هي
    تقطعُ للضياعِ أناملهُ اللقيطةْ
    تصلِّي للمذابح في سطرٍ غريقْ
    وتخرج في جنازاتِ القصائدِ الميتةْ.
    علّها يوماً تشربُ قهوةَ عيني
    وعلّ أكفانَ الطريقِ خلسة ًتكمِّمها
    لأن العودة تمخض عنها ذات ثالثة ، فان القصيدة نفسها تنامت لغتها وفق التداعيات المفترضة اولا ، ومن ثم التداعيات الواقعة ثانيا ، فالتهيء الزمكاني شبه حاصل ، ولأن الضياع يمثل مرافقا ومعلما ثابتاً للذات الشاعرة فان الكلمات تتشرد في كل درب ،لا المعاني تجد مستقراً لها، ولا الاستعارات البيض تجنح إلى هدوء،فاللغة في جوهرها، مجازية ،وهي بالتالي خيانة مستمرّة للمعنى، تقول الشّيء ونقيضه، محكومة بالانزياح،في البدء، كانت الكلمة صمتاً ، وكان المكان متاهاً،ولما اهتدت الشاعرة الى مفرداتها ،كان الزمن قد ادى فعله الجبار ، بأن ترممت العين جراء تراب تراب تعثر بها ،لذا نجدها بين الالفاظ العميقة والمكثفة ، والصور الوحشية المتمرسة ، تستقطب الدلالات لتحفرها على رخام اللغة نفسها ، ولتبعث من خلال ايحاءاتها الصورية رسالة واضحة المعالم الى الذات الاخرى ، والذات الثالثة التي اقتحمت اسوار الصمت المهذار .
  • نجلاء الرسول
    أديب وكاتب
    • 27-02-2009
    • 7272

    #2
    سيد جوتيار قد قرأت الحب في قلبي لمن أحب
    ورسمت بقراءتك الجميلة مشاعر عميقة غارقة في العشق له
    فشكرا لك ولهذا التقدير منك والذي ينم عن ذوق رفيع وتذوق رائع للأدب والشعر والشعور

    شكرا لك ولهذه الإضاءة الرائعة

    تحيتي الكونية
    نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


    مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
    أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

    على الجهات التي عضها الملح
    لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
    وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

    شكري بوترعة

    [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
    بصوت المبدعة سليمى السرايري

    تعليق

    • لؤي حسين
      عضو الملتقى
      • 22-02-2008
      • 15

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
      القصيدة
      سكون فيجاي اسواران ( القصيدة الميِّتة)

      كوجعٍ يلبسُ دقات صمتهِ
      يحملُ حقيبةَ شفتيها
      لتحطَّ أوزارهُ أرضَ القراءاتْ
      يتمتمُ عينيها
      في صورِ الفراشاتِ المحترقةْ
      ويسكن قميصَ الشجرْ

      يقلِّبُ نفسهُ في صفحاتِ اسوارانْ
      ويقول للمعاولِ الداكنةْ
      سأغربُ عن وجهي
      كي لا أصفعني
      سأفتحُ باباً لبابي .....
      وأكنس أحداقَ الريحْ
      أو أنسخ بصمةَ الكتابِ
      أعمِّمها قتيلاً لي

      كحطيمِ القمر ِ في نهرِ يديها
      ونسغِ الضياعِ في الموانئ البعيدة
      ما عادَ يبقيني غير جثةٍ
      تتأمَّلُ دفنها تحت العويلْ

      لــــ تعودَ هي

      لتعودَ ... في خرابِ الموتِ
      تنقشُ للتائهينَ مقابرَ الطريقْ
      تنهشُ النايات كوحيدةٍ للخلية

      لــــ تعودَ هي
      تقطعُ للضياعِ أناملهُ اللقيطةْ
      تصلِّي للمذابح في سطرٍ غريقْ
      وتخرج في جنازاتِ القصائدِ الميتةْ

      علّها يوماً تشربُ قهوةَ عيني
      وعلّ أكفانَ الطريقِ خلسة ًتكمِّمها

      القراءة:
      قراءة في قصيدة سكون فيجاي ايسواران ( القصيدة الميِّتة) للشاعرة المتميزة نجلاء الرسول /جوتيار تمر

      سكون فيجاي ايسواران ( القصيدة الميِّتة)

      سكون فياجي ايسواران ، عنوان لو لم يرفق بالقصيدة الميتة ، لقلت بانه سينقل لنا مشاهد من"في فضاء الصمت" الكتاب الذي يبحث في فلسفة الصمت كوسيلة بلوغ المرام في الحياة العملية أو الثقافية أو الروحية، ولم تغلق الابواب بعدها الى الدخول في الجواني المهيب والجواني المنعش من الذات البشرية ، التصريح في العنوان يدل على ماهية الرؤية المتمثلة في الشخصية الكاتبة ، حيث جعلت شاعرتنا تستعير سكونه لتعبر به عن ما تلتقطه من انفاس شعرية رسمت داخل اطار تلاحمي بين السكينة والموت .

      كوجعٍ يلبسُ دقات صمتهِ
      يحملُ حقيبةَ شفتيها لتحطَّ أوزارهُ أرضَ القراءاتْ.

      الاستهلال بالكاف، رغم ما تتجه اليه القصيدة الحديثة من استدراكات تعمل على التقليل من التشبيه الا انها هنا تمثل وقعا خاصا سواء على المستوى السمعي و البصري او النفسي و الادراكي ، لانها جاءت تفسر الصمت،هذا الصمت الذي لايسع المتلقي الا ان يقارنه بالصمت الذي اوحى به العنوان نفسه ، من خلال استحضار فياجي ايسواران وما يترك ذكر اسمه من صدى وأبعاد درامية متنامية عمادها الأساسي هو التأمل في مفارز الشكوك التي تراود النفس البشرية في أيامنا والتي لا حصر لها ، وهذا ما جعل النص في بدايته يتوشح بالوجع المستعير وفق تداعيات الصمت ،الدال على الذات الاخرى ، ومن ثم الذات الحاملة لدلالات التوحد الصوفي ، ولعل ما يبرز عند قراءة (يحمل)و (لتحط) ، من دلالات تفضي بهذه الكينونة المتحدة رغم كونها تبرز الذات الاخرى كحاملة للوزر ضمن مكانية مفترضة.
      ****
      يتمتمُ عينيها في صورِ الفراشاتِ المحترقةْ
      ويسكن قميصَ الشجرْ .... ليعيدَ زمنَ النبوءاتْ .

      التمكين من الفعل نفسه امر يحتاج الى توافق ذهني روحي مباشر ، من اجل خلق ديناميكية تساعد على استمرارية الاداء الشعري نفسه ضمن اطار روحي صوري ، واخر رمزي دلالي ،وهنا بين الاحتراق ، والنبوءات ازمنة اخرى تتسم بالذهول النفسي جراء فعل حاصل مركب ، من حالتين الاولى ربما تمثل بعدا حقيقيا ، والثاني يعتمد على التخييل المضمر المؤدي الى انسكابات شعرية عميقة.

      ******
      يقلِّبُ نفسهُ في صفحاتِ ايسوارانْ
      ويقول للمعاولِ الداكنةْ :
      سأغربُ عن وجهي كي لا أصفعني
      سأفتحُ باباً لبابي ..... وأكنس أحداقَ الريحْ
      أو أنسخ بصمةَ الكتابِ أعمِّمها قتيلاً لي.

      استمرار الفعل بدلالته الحاضرة المضارعة يعمق فكرة التأثير الحاصلة من استحضار اسم فياجي ايسواران ، والترافق الموحي ضمن اطار في فضاء الصمت ، حيث تشريح النفس البشرية وما قد يؤول اليه جراء فعل التقلبات ، تصبح هنا مادة دسمة وداكنة تستهل توصف بالمعاول ، وتتخذ من النفس اداة انطلاق الى عوالم اخرى تستمد قواها من العدمية المتراكبة ، وهذا ما يحليل الذات الشاعرة الى عوالم التخييل المضمر الموحي الرامز ، حيث تصب جام غضبها على النفس/ الذات نفسها ، فتدخل مرحلة الذوبان والتيه ، وتنسج من مخيلتها لغة تتسم بالتضاد المضمر ، فتغلف الشعرية بصور موحشة جدا .

      ******
      كحطيمِ القمر ِ في نهرِ يديها
      ونسغِ الضياعِ في الموانئ البعيدة
      ما عادَ يبقيني غير جثةٍ تتأمَّلُ دفنها تحت العويلْ
      لــــ تعودَ هي

      هذه المناجاة المبطنة والتي استهلت هي الاخرى بالكاف الموحية ، الدالة هنا على تعظيم الفعل نفسه ، ضمن اطار وصفي مكثف، (كحطيم) ، الحطام يمثل قمة العدمية، والكاف هنا ابرزت القوة التفعيلية للكلمة بحيث ادخلتها مرحلة تفوق القمية نفسها، واذا ما تمعنا النظر بالدالة المقرونة بالتحطيم هذا سنجدها دالة تمثل الرومانسية والهدوء، وعلى مكانية تلزم الامان، وهذا ما يحيلنا رأسا الى الفقرة التالية التي توظف هذا التحطيم بشكل يتناسب وجو القصيدة، بين الصمت المهذار، والروح الالتحامية الصوفية، والضياع المسافاتي ،ونتائجها الحاصلة، جراء تدخل ذات ثالثة على المسار الروحي الوصفي التوحدي .
      ******
      لتعودَ ...
      في خرابِ الموتِ تنقشُ للتائهينَ مقابرَ الطريقْ
      تنهشُ النايات كوحيدةٍ للخليةْ.

      المتخيل من العودة لن يتعدى هذه اليأسية المطلقة التي اوشكت ان تفرز عنوانين ضمنية للقصيدة ، فهذه الدلالات التي لاتقف عند حد التخيل العادي توجب عملا شاقا للمتلقي ، وبما ان النقد بحد ذاته فك لطلاسم التعقيد لذا نجد بأن الضرورة تفرض علينا ان نخلق هذه الذات الثالثة من اجل ادراك كنة العودة ، التي تمثلت ب (هي) في الفقرة السابقة وباللام الموحية على رأس الفقرة هذه ، اما نتائج العودة تبقى مرهونة بالحدث النفسي اولا ومن ثم بالفعل المؤثر ثانيا ، ولعل افتراض الوحدة ، ووصفها بالخلية تمكين للانين الذي يرافق عملية تأسيس خلية في الوقت نفسه.

      ******
      لــــ تعودَ هي
      تقطعُ للضياعِ أناملهُ اللقيطةْ
      تصلِّي للمذابح في سطرٍ غريقْ
      وتخرج في جنازاتِ القصائدِ الميتةْ.
      علّها يوماً تشربُ قهوةَ عيني
      وعلّ أكفانَ الطريقِ خلسة ًتكمِّمها
      لأن العودة تمخض عنها ذات ثالثة ، فان القصيدة نفسها تنامت لغتها وفق التداعيات المفترضة اولا ، ومن ثم التداعيات الواقعة ثانيا ، فالتهيء الزمكاني شبه حاصل ، ولأن الضياع يمثل مرافقا ومعلما ثابتاً للذات الشاعرة فان الكلمات تتشرد في كل درب ،لا المعاني تجد مستقراً لها، ولا الاستعارات البيض تجنح إلى هدوء،فاللغة في جوهرها، مجازية ،وهي بالتالي خيانة مستمرّة للمعنى، تقول الشّيء ونقيضه، محكومة بالانزياح،في البدء، كانت الكلمة صمتاً ، وكان المكان متاهاً،ولما اهتدت الشاعرة الى مفرداتها ،كان الزمن قد ادى فعله الجبار ، بأن ترممت العين جراء تراب تراب تعثر بها ،لذا نجدها بين الالفاظ العميقة والمكثفة ، والصور الوحشية المتمرسة ، تستقطب الدلالات لتحفرها على رخام اللغة نفسها ، ولتبعث من خلال ايحاءاتها الصورية رسالة واضحة المعالم الى الذات الاخرى ، والذات الثالثة التي اقتحمت اسوار الصمت المهذار .

      وجدت نفسي تغرق في هذه القراءة الممتعة جدا لناقد يعرف كوامن القصيدة النثرية
      سلمت يداك
      وسلمت يد الشاعرة نجلاء

      تحياتي

      تعليق

      • جوتيار تمر
        شاعر وناقد
        • 24-06-2007
        • 1374

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة نجلاء الرسول مشاهدة المشاركة
        سيد جوتيار قد قرأت الحب في قلبي لمن أحب
        ورسمت بقراءتك الجميلة مشاعر عميقة غارقة في العشق له
        فشكرا لك ولهذا التقدير منك والذي ينم عن ذوق رفيع وتذوق رائع للأدب والشعر والشعور

        شكرا لك ولهذه الإضاءة الرائعة

        تحيتي الكونية
        السيدة نجلاء...
        نصك يستحق ومثل هذا الحب بلاشك يستحق التوقف عنده......
        تحية لك
        محبتي
        جوتيار

        تعليق

        • جوتيار تمر
          شاعر وناقد
          • 24-06-2007
          • 1374

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة لؤي حسين مشاهدة المشاركة
          وجدت نفسي تغرق في هذه القراءة الممتعة جدا لناقد يعرف كوامن القصيدة النثرية
          سلمت يداك
          وسلمت يد الشاعرة نجلاء

          تحياتي

          الاخ لؤي......
          شكرا لهذا الحضور والمرور الكريم

          محبتي
          جوتيار

          تعليق

          • سعاد ميلي
            أديبة وشاعرة
            • 20-11-2008
            • 1391

            #6
            رد: قراءة في قصيدة سكون فيجاي ايسواران ( القصيدة الميِّتة) للشاعرة نجلاء ال

            الإبداع يقرأ الإبداع.. هنا كنت منتشية حد الذوبان.. محبة لكما معا يا غاليان..
            مدونة الريح ..
            أوكساليديا

            تعليق

            • جميلة الكبسي
              شاعرة وأديبة
              • 17-06-2009
              • 798

              #7
              رد: قراءة في قصيدة سكون فيجاي ايسواران ( القصيدة الميِّتة) للشاعرة نجلاء ال

              [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
              ربما لاأجد ما أقول فمثل هذه القراءات تثري الفكر
              وتظهر من عمق النص مالم يلحظة عابر وربما الشاعر نفسه
              جميلة هذه القراءة وبديع الاسترسال المنطقي في التنقل بين أفياء القصيدة
              فشكرا جزيلا لك سيدي وللشاعرة كل الود
              [/align][/cell][/table1][/align]
              *
              * *
              * * *

              " أنا من لا تمل الأمل "

              * * *
              * *
              *

              تعليق

              • جوتيار تمر
                شاعر وناقد
                • 24-06-2007
                • 1374

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة سعاد ميلي مشاهدة المشاركة
                الإبداع يقرأ الإبداع.. هنا كنت منتشية حد الذوبان.. محبة لكما معا يا غاليان..
                سعاد الغالية:
                والجمال يحضر دائماً حيث الابداع.

                لك محبتي الدائمة
                جوتيار

                تعليق

                • جوتيار تمر
                  شاعر وناقد
                  • 24-06-2007
                  • 1374

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة جميلة الكبسي مشاهدة المشاركة
                  [align=center][table1="width:95%;"][cell="filter:;"][align=center]
                  ربما لاأجد ما أقول فمثل هذه القراءات تثري الفكر
                  وتظهر من عمق النص مالم يلحظة عابر وربما الشاعر نفسه
                  جميلة هذه القراءة وبديع الاسترسال المنطقي في التنقل بين أفياء القصيدة
                  فشكرا جزيلا لك سيدي وللشاعرة كل الود
                  [/align][/cell][/table1][/align]
                  المبدعة جميلة:
                  وكم رائع مثل هذا المرور الذي يمنطق الرؤى ويبرز جمالية اية قراءة او وقفة تأملية حول نص .

                  محبتي
                  جوتيار

                  تعليق

                  يعمل...
                  X