أمنية خرقاء
بي حنين إليك ، يشدني أنيجونا ، إلى لحظات ، ربما لم أعهدها في امرأة . شقية أنت ، متعبة . لكنك قوية بما يكفى . نعم ، فليذهب الملك إلى جحيم أراده لكم ، لابد من دفنه ، الطير لن تتخطفه ، و سباع الفلا . أبدا ، وأنت على قيد الحياة ، تتعذبين ، و تموتين، و جثة شقيقك أنت تحاصرين. اقتتال حتى الموت .. هكذا حكم .. أن يفنيا معا، أليسا ابنا جريمة ؟!! أليسا ابنا أوديب . ياللقطر وزبر الحديد حين تصيغ بهتانا . هكذا حكم الملك ، والعراف الأعمى ، شفوقا ما كان ، محبا ، نارا كان ، أتت على كل شيء ، حيث بشرا خانت الآلهة ، ورضاها يتسولون ، بكل ما يملكون من عزة ، و جاه و سلطان .
هيا أنتيجونا ، اقتربي ، لن ترتضى وصمة عار، لا تتخلى عن قلبك ، لن يزول قحط ووباء بتركه في قارعة الحزن ، جيفة تغتاله ، و أنياب من حديث مسحور ، و أحكام كغواية عابرة ؛ فهكذا وجدت ، وستظل محكومة ، بين ضعيف و قوى ، ظالم و مظلوم ، مقهور وقاهر.
ادهسي ترددك ، و جرحا لملمي ، دوما سيضنيك . مالك و المترددة القلقة . هيا .. أوزير ينتظر ، الآلهة تنتظر ، قرارا منك تنتظر ، و مشفق أنا ، مشفق على نفسي ، على أوامر الملك ناقم، ضائق بي . أنا أحبك ، أعشقك ، أنت تعرفين . أكاد أتفتت ، وأنا أبصرك تتقدمين ، مخالفة أمر الملك . جسور أنت أنتيجونا ، قلعة بذاتها ، يا تحدى الضمير أمام ضعة البشر . تقدمي ، في أي بقعة ، مهم أن يدفن ، وترابا يوارى كأخيه .. لم يظل هو ؟!!
نار تأكل روحك . تضنيها ، مالك تتألمين ، تموتين ، هاأنت توارينه ، وحدك فعلت ؛ وليضرب الملك رأسه فى صخرة .
الملك : هل حثوتِ التراب على الجثة؟
أنتيجونا : أعترف أنني فعلت ذلك ولا أنكره قط!
الملك : هل علمتِ مسبقا بالأمر الذي أصدرته في منع دفن الجثة؟!
أنتيجونا : أجل.. وكيف أجهله ما دام علناً؟!
الملك : وهكذا تجرأتِ على مخالفة أوامري وقوانيني!!"
هيا أنتيجونا .. لا بقاء لنا .. انتظري .. هاهو كاشف السُّتر.. هاهو الأعمى .. يا ربى .. أنتيجونا .. ردى على .. أنا أنت .. أنا شقيق روحك.. أنتيجونا .. لا تخشى شيئا .. يالقسوة طيبة .. و يالغشمها .. أنتيجونا .. أبدا .. كيف تموتين دوني .. لا .. فليذهب الملك .. بل طيبة للجحيم .. إني راحل معك .. راحل .. يا أمي .. وداعا .. وداعا .. لا .. لن أنتظر .. أنتيجونا تنتظرني .. ولدى .. أنتيجونا لا تموت .. أنتيجونا هنا .. لا .. أنت لا تفهم .. لا تفهم .. أنتيجونا عائدة .. عائدة يابنى .. عائدة أيها الظالم .. عائدة عراف الغواية .. فلتذهبوا .. بلا رحمة .. و لا حزن .. معي هنا أنتيجونا.. كامنة على مشارف حزني .. في المحلة رأس عائلة .. يا ربى .. كيف أصدق .. كيف إلا أكون معتوها ..ويلكم "المقطم" .. لا يقبل إلا الأبرياء .. في " سوق اللبن" بدايته .. كان .. و كنت هنا أنا .. بلا حيلة .. أسمع أرتالا من حديث .. و حكايات سحرة .. و حلم عجيب لنبي .. رأى رجلا يصب زيتا على شجرة زيتون .. يا ربى .. كم أنا مجهد .. متعب .. أنتيجونا .. خذي بيدي .. واريني .. أدخليني في جلدك .. أنتيجونا أنا شريد .. مقتول .. بين سماء وأرض .. وذرية ضائعة .. وزوجة جدباء ..وعاء وسكنى .. تدبر قتلى قربانا لجحيمها .. أنتيجونا .. أنا في حاجة إليك .. تعالى .. لا ترحلي عنى .. ما ذنبي .. إن عشقتك .. إن عبدت آلهة هي أنت ..كوني على استعداد .. سأعلن عصيانا .. لن أرضخ لملك .. ولا لشيء مهما علا قدره .. حتى الموت انتيجونا لن ينال منى .. سأعجزه حبا فيك .. أليس بيننا خيط دم .. سوف يعيد ترميمي .. انتيجونا .. يا أطهر من عرفت .. يا أول و آخر من أحببت .. ومن سأحب .. أعيدي دمى إلى يا بتولي.. يدفق في شراييني .. إني في حاجة إليك .. فلا تطيلي غيابا ولو كنت عليه مكرهة !!
تعليق