صلاة اخيرة....للقدس

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فؤاد الكناني
    عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
    • 09-05-2009
    • 887

    صلاة اخيرة....للقدس

    التفت بيلاطيس ناحية الأحبار "حسنا من من هؤلاء السجناء تريدون العفو عنه يا سادة"
    مد حنّان يده بخفة دافعا الأمعة فتقدم مرتبكا من الملك.
    مد يدا مرتعشة "ليس هذا الرجل بل برابا" وحرك سبابته التي كانت تشير الى يسوع جهة اللص السفاح برابا.
    قطب بيلاطيس حاجبيه "برابا؟؟"
    طأطأ قيافا رأسه وقال "نعم".
    تتلألأ امامه القبة الذهبية تحمل سحرا روحانيا من قرون غابرة وجسرا للسماء عبرته الأنبياء والملائكة.احس باللهفة تخنقه وهو يمد يده بالأوراق الثبوتية لجندي نقطة التفتيش.تفحص هذا وجهه بوقاحة . لم يعر الجندي انتباها كان يأمل ان تشفع له الشيبات التي استجمعها عبر سنين القهر وآلاف المرات التي وقفها هنا ليصلي مقهورا خلف نقطة التفتيش،ليسمح له بالمرور.وماكاد الجندي يعيد اوراقه الثبوتية حتى ناداه آخر قرب السيارة العسكرية"لاتدعه يمر"
    التفت الجندي لزميله و هو يبتسم بخبث "كما تقول يا برابا".
    الشياطين تتراقص و ترفرف باجنحتها النارية في وجهه. تتغامز لتستفزه تحرك اغلاله بعنف لتستمتع بصليل السلاسل وهو لايزال في صلاته غير عابيء بصرافي المعبد وكهنة الربا يتضاحكون في مجون فيما يمد السفهاء السنتهم اليه.
    رفع رأسه من الصلاة فخر الجميع سكوتا واخترقت نظرات عينيه انفسهم المظلمة فولوا يتعثرون بشياطينهم
    عاد الخطوات القليلة التي تفصله عن نقطة التفتيش حيث محل صلاتهم المنفية بدأ الشباب ومن هم في اول الكهولة يتجمعون،يسوون الصفوف.رأى شيخا فانيا يتعكز على حفيده المراهق رفضوا ان يمر كلاهما فتطوع احد الكهول بايصاله للمسجد
    عاد الفتى وعيناه تلتقيا عيني جده حتى ابتعد وانضم الى جانبه في الصف.
    جمع حافل ،رومان ويهود وكنعانيون ملأ الطريق. توقف الصخب حين أعلن الصرير البغيض لباب السجن الحديدي عن خروجه ،خطواته هزيلة لكن في ثبات تقبل الأرض دمائه التي تسيل لم يسمع احد منه تأوها وانينا، مزق جبروته كبرياءهم كانو واقفين حيث فناءهم وكان يمضي حيث خلوده.
    صُدع بالأذان تردد صداه الوهاد والحارات ارتجف قلبه،اشتد احساسه بالمهانة رفع رأسه جهة القبة واندفع بكل عنفوانه أُخِذَ الجنود على حين غرة.قفز سور النقطة الواطي وانطلق يعدو باقصى سرعته امتلأ الجو بدوي البنادق وبعد ان توقف مطر الرصاص
    انفجرت عاصفة من التكبير وهم يسحبون جثمانه بسرعة من على الطريق.


  • مها راجح
    حرف عميق من فم الصمت
    • 22-10-2008
    • 10970

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة فؤاد الكناني مشاهدة المشاركة
    التفت بيلاطيس ناحية الأحبار "حسنا من من هؤلاء السجناء تريدون العفو عنه يا سادة"
    مد حنّان يده بخفة دافعا الأمعة فتقدم مرتبكا من الملك.
    مد يدا مرتعشة "ليس هذا الرجل بل برابا" وحرك سبابته التي كانت تشير الى يسوع جهة اللص السفاح برابا.
    قطب بيلاطيس حاجبيه "برابا؟؟"
    طأطأ قيافا رأسه وقال "نعم".
    تتلألأ امامه القبة الذهبية تحمل سحرا روحانيا من قرون غابرة وجسرا للسماء عبرته الأنبياء والملائكة.احس باللهفة تخنقه وهو يمد يده بالأوراق الثبوتية لجندي نقطة التفتيش.تفحص هذا وجهه بوقاحة . لم يعر الجندي انتباها كان يأمل ان تشفع له الشيبات التي استجمعها عبر سنين القهر وآلاف المرات التي وقفها هنا ليصلي مقهورا خلف نقطة التفتيش،ليسمح له بالمرور.وماكاد الجندي يعيد اوراقه الثبوتية حتى ناداه آخر قرب السيارة العسكرية"لاتدعه يمر"
    التفت الجندي لزميله و هو يبتسم بخبث "كما تقول يا برابا".
    الشياطين تتراقص و ترفرف باجنحتها النارية في وجهه. تتغامز لتستفزه تحرك اغلاله بعنف لتستمتع بصليل السلاسل وهو لايزال في صلاته غير عابيء بصرافي المعبد وكهنة الربا يتضاحكون في مجون فيما يمد السفهاء السنتهم اليه.
    رفع رأسه من الصلاة فخر الجميع سكوتا واخترقت نظرات عينيه انفسهم المظلمة فولوا يتعثرون بشياطينهم
    عاد الخطوات القليلة التي تفصله عن نقطة التفتيش حيث محل صلاتهم المنفية بدأ الشباب ومن هم في اول الكهولة يتجمعون،يسوون الصفوف.رأى شيخا فانيا يتعكز على حفيده المراهق رفضوا ان يمر كلاهما فتطوع احد الكهول بايصاله للمسجد
    عاد الفتى وعيناه تلتقيا عيني جده حتى ابتعد وانضم الى جانبه في الصف.
    جمع حافل ،رومان ويهود وكنعانيون ملأ الطريق. توقف الصخب حين أعلن الصرير البغيض لباب السجن الحديدي عن خروجه ،خطواته هزيلة لكن في ثبات تقبل الأرض دمائه التي تسيل لم يسمع احد منه تأوها وانينا، مزق جبروته كبرياءهم كانو واقفين حيث فناءهم وكان يمضي حيث خلوده.
    صُدع بالأذان تردد صداه الوهاد والحارات ارتجف قلبه،اشتد احساسه بالمهانة رفع رأسه جهة القبة واندفع بكل عنفوانه أُخِذَ الجنود على حين غرة.قفز سور النقطة الواطي وانطلق يعدو باقصى سرعته امتلأ الجو بدوي البنادق وبعد ان توقف مطر الرصاص
    انفجرت عاصفة من التكبير وهم يسحبون جثمانه بسرعة من على الطريق.


    فتقت ثنايا الحزن..المطوية داخل كل منا استاذ فؤاد
    أحسست بوحشة الزمان والمكان ..
    يظل النص مدهشا وآسراً بإسلوبك ولغتك
    روعة معتادة ليراع بارع
    تحية تقدير واحترام استاذ فؤاد
    رحمك الله يا أمي الغالية

    تعليق

    • غفران حرب
      عضو الملتقى
      • 25-09-2009
      • 99

      #3
      نص مؤثر سلمت يداك .. للوهلة الأولى شعرت و كأني أقرأ عن يهود التوراة ثم ما لبست أن أدركت ما يحدث ، لكن بقي الماضي متصلاً بالحاضر في ذاكرتي ، و كأنك أيقظت فجأة كل ما انطبع فيها عن تاريخ قتلة الأنبياء الأسود مروراً بعذابات موسى و عيسى و محمد عليهم السلام جميعاً .
      دمت بخير
      التعديل الأخير تم بواسطة غفران حرب; الساعة 15-11-2009, 20:39.

      تعليق

      • فؤاد الكناني
        عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
        • 09-05-2009
        • 887

        #4
        الروعة هي روعتك استاذة مها وشكري العميق وامتناني لهذا الرد الذي نور نصي
        الف تحية ودمت بالف خير

        تعليق

        • فؤاد الكناني
          عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
          • 09-05-2009
          • 887

          #5
          الأخت غفران
          الف شكر لهذه القراءة الثرية للنص شرفنا حضورك
          دمت بالف خير

          تعليق

          • ربيع عقب الباب
            مستشار أدبي
            طائر النورس
            • 29-07-2008
            • 25792

            #6
            فهل أنت بقاياه هنا ،
            كنت تتعامل مع الحالة بتحسب و فهم رائع
            و تتقمص الحدث كأنه أنت من يفعل و بذات الذكاء
            و اللغة الجميلة التى تتفنن معها فى القصة القصيرة جدا
            كانت هنا نابضة ، ناطقة بالكثير !!


            شكرا لك فؤاد استمتعت كثيرا
            sigpic

            تعليق

            • دريسي مولاي عبد الرحمان
              أديب وكاتب
              • 23-08-2008
              • 1049

              #7
              صديقي فؤاد الكناني.
              صلاة أخيرة مع عشاء أخير...واللوحة هنا بلغتك البهية وهي تمتح من التاريخ دروسا لتبني منها حقائق للحاضر المتردي...
              التقاء البطلين في نقطة مشتركة...هي التضحية واعلان الحرب حتى اخر قطرة دم...
              لا أعرف لماذا ذكرتني قصتك هذه برواية كزانتزاكيس الاغواء الاخير للمسيح...ربما لأنني أعتبرها أهم مصدر يؤرخ لتلك الأحداث ببراعة لا توصف...
              من حيث البناء...كنت قويا لدرجة أنك خلقت مستويين حدثيين جرى من خلالهما تبادل أدوار التاريخ في اعادة نفسه بالصيغة الدرامية...فكنت بارعا...
              أحب دوما أن أقرأ لك...
              تقديري.

              تعليق

              • فؤاد الكناني
                عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
                • 09-05-2009
                • 887

                #8
                الأستاذ الكبير ربيع
                الف شكر لهذه الأضاءة من خبير مثلك وتقديري لشهادتك التي هي دائما شهادة استثنائية
                اثرى ردكم نصي فالف تحية وتقدير

                تعليق

                • فؤاد الكناني
                  عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
                  • 09-05-2009
                  • 887

                  #9
                  دريسي المبدع
                  ان يأتي الثناء من فيلسوف فهذا والله غاية الثناء
                  الف شكر عزيزي لمرورك الكريم وقرائتك التي اضافت لي الكثير
                  دمت مبدعا وبخير

                  تعليق

                  • الشربيني المهندس
                    أديب وكاتب
                    • 22-01-2009
                    • 436

                    #10
                    التفت الجندي لزميله و هو يبتسم بخبث "كما تقول يا برابا"
                    تتلألأ امامنا عبرات التاريخ ونحيب الأيام ولكن القبة الذهبية ما زالت تحمل سحرا روحانيا من قرون غابرة وجسرا للسماء عبرته الأنبياء والملائكة وسردا مشوقا مزج الاصالة والتراث بالواقع والمستقبل للشهداء وتحية من القلب

                    تعليق

                    • فؤاد الكناني
                      عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
                      • 09-05-2009
                      • 887

                      #11
                      حذفت للتكرار
                      التعديل الأخير تم بواسطة فؤاد الكناني; الساعة 01-12-2009, 09:19. سبب آخر: تكرار

                      تعليق

                      • فؤاد الكناني
                        عضـو ملتقى الأدباء والمبدعين العرب
                        • 09-05-2009
                        • 887

                        #12
                        الأستاذ الشربيني
                        الف شكر لمرورك العطر والف تحية لتعليقك الكريم
                        دمت بمحبة

                        تعليق

                        يعمل...
                        X