حين مطر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نجيةيوسف
    أديب وكاتب
    • 27-10-2008
    • 2682

    حين مطر

    [align=center]




    جلجل الرعد ، وشق البرقُ حيطانَ غرفتها التي التهمتها الظلمة، وصدعت أضلاعها الوحشة ,سابقت جيوشُ نبضاتها أصابعَ قدميها نحو شباكها العجوز ، وقد ارتجت مفاصله فدفعت قوةُ الريح دفتيه .
    وقفت وعيناها شاخصتان إليه هناك في البعيد ، ورشات المطر العابر تغزو شعرها ، والريح تصهل بين خصله الممتدة على أكتافها ، صدرها أوتار عود تهتز تحت ريشة عازف . يستقبل بنشوة سكرى قطرات المطر .
    تأخّر المطر هذا العام ، كانت تسجل في مذكراتها أيام انتظاره،لكنه اليوم جاء .
    خرجت إليه ، حافيةً تتخلل الزخاتُ المجنونة أنفاسَها الحرى ، لم تكن تشعر بصفعات البرد على ذراعيها العاريتين . وصدرها الهادر .
    وعدها ذات يوم أن يأتي حين مطر !!!

    مرت ، سنوات على هذه الحادثة ، وأنا أذكرها حين كانت تعبر الطريق ، تسائل الوجوه الهاربة من سياط المطر ، تتفحص عيونهم ، تقف أمام الحوانيت التي يسارع أصحابها في إغلاقها ، تتابع ببصرها طفلة احتمت بصدر أبيها وهو يحملها مهرولا إلى سيارته ، وبالكاد يخرج مفتاح السيارة ليزج بطفلته في الكرسي الخلفي على عجل .

    ما زلت أذكرها في مشهدها الأخير وقد تسمرت نظرتها نحو رجل خلع معطفه ليضعه على أكتاف حبيبته السائرة معه قبل أن يوقفا سيارة أجرة تتلقف حبهما وتضيع بهما في الزحام .
    مازلت أذكرها حين سقطت بعد مغادرة السيارة التي أقلتهما وعيناها جاحظتان تتفرسان وجه حبيبها وهو يمضي مع الأخرى ومعطفه على أكتافها تحت المطر.



    النوار


    [/align]


    sigpic


    كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر
  • مها راجح
    حرف عميق من فم الصمت
    • 22-10-2008
    • 10970

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة نجيةيوسف مشاهدة المشاركة
    [align=center]




    جلجل الرعد ، وشق البرقُ حيطانَ غرفتها التي التهمتها الظلمة، وصدعت أضلاعها الوحشة ,سابقت جيوشُ نبضاتها أصابعَ قدميها نحو شباكها العجوز ، وقد ارتجت مفاصله فدفعت قوةُ الريح دفتيه .
    وقفت وعيناها شاخصتان إليه هناك في البعيد ، ورشات المطر العابر تغزو شعرها ، والريح تصهل بين خصله الممتدة على أكتافها ، صدرها الناهد أوتار عود تهتز تحت ريشة عازف . يستقبل بنشوة سكرى قطرات المطر .
    تأخّر المطر هذا العام ، كانت تسجل في مذكراتها أيام انتظاره،لكنه اليوم جاء .
    خرجت إليه ، حافيةً تتخلل الزخاتُ المجنونة أنفاسَها الحرى ، لم تكن تشعر بصفعات البرد على ذراعيها العاريتين . وصدرها الهادر .
    وعدها ذات يوم أن يأتي حين مطر !!!

    مرت ، سنوات على هذه الحادثة ، وأنا أذكرها حين كانت تعبر الطريق ، تسائل الوجوه الهاربة من سياط المطر ، تتفحص عيونهم ، تقف أمام الحوانيت التي يسارع أصحابها في إغلاقها ، تتابع ببصرها طفلة احتمت بصدر أبيها وهو يحملها مهرولا إلى سيارته ، وبالكاد يخرج مفتاح السيارة ليزج بطفلته في الكرسي الخلفي على عجل .

    ما زلت أذكرها في مشهدها الأخير وقد تسمرت نظرتها نحو رجل خلع معطفه ليضعه على أكتاف حبيبته السائرة معه قبل أن يوقفا سيارة أجرة تتلقف حبهما وتضيع بهما في الزحام .
    مازلت أذكرها حين سقطت بعد مغادرة السيارة التي أقلتهما وعيناها جاحظتان تتفرسان وجه حبيبها وهو يمضي مع الأخرى ومعطفه على أكتافها تحت المطر.



    النوار



    [/align]

    النوار الرائعة

    وصف رائع لمطر يتشبث بالحياة ..فلا يجد غير خيانة بشر
    مطرك استاذة نجية يداعب ما تبقى من انسانية
    لهو دعوة لألم تراكم بياضا في قلبك المحب

    تحية تليق بحبرك الابيض
    رحمك الله يا أمي الغالية

    تعليق

    • نجيةيوسف
      أديب وكاتب
      • 27-10-2008
      • 2682

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
      النوار الرائعة

      وصف رائع لمطر يتشبث بالحياة ..فلا يجد غير خيانة بشر
      مطرك استاذة نجية يداعب ما تبقى من انسانية
      لهو دعوة لألم تراكم بياضا في قلبك المحب

      تحية تليق بحبرك الابيض
      الراقية مها

      مطر غيمات روحك الجميلة على أرض قصتي المتواضعة ،يدعوني لحبور بقاء ٍو أتشبث بعكاز القلم .

      لك تحياتي الصادقة

      النوار


      sigpic


      كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

      تعليق

      • عبير هلال
        أميرة الرومانسية
        • 23-06-2007
        • 6758

        #4
        لا أعلم عزيزتي المبدعة نجية

        كيفَ رأيتها معكِ هناك تحت المطر

        وهيَ تبحث عن الصدق والحب والسعادة بينَ وعود

        ملحها الكذب والرياء..

        قصة رائعة بأسلوب مميز ..بديع

        خطتها أنامل ذهبية باحتراف

        محبتي وورودي
        sigpic

        تعليق

        • نجيةيوسف
          أديب وكاتب
          • 27-10-2008
          • 2682

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة أميرة عبد الله مشاهدة المشاركة
          لا أعلم عزيزتي المبدعة نجية


          كيفَ رأيتها معكِ هناك تحت المطر

          وهيَ تبحث عن الصدق والحب والسعادة بينَ وعود

          ملحها الكذب والرياء..

          قصة رائعة بأسلوب مميز ..بديع

          خطتها أنامل ذهبية باحتراف


          محبتي وورودي

          وأنا يا غالية لا أدري كيف عشتها خيالا من لحظة استشراف غد،

          أعترف أنها كانت قاصرة عن وصف ما لاح في النفس من ألم سبق الحدث ،
          وأعترف أيضا أنني أشعر بنفسي أقل بكثير مما وصفت ، وإن أسعدني وألبسني قولك ثوب الحياء.

          هي مجرد محاولة قد أعود إلى نحتها وتعديل هناتها لحظة فراغ .

          النوار


          sigpic


          كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

          تعليق

          • د.طاهر سماق
            طبيب وشاعر سوري
            • 24-10-2009
            • 154

            #6
            مدهشٌ هذا المطر
            كم يكشف لنا من أسرار!!

            تعليق

            • عائده محمد نادر
              عضو الملتقى
              • 18-10-2008
              • 12843

              #7
              الزميلة الغالية على قلبي
              نجية يوسف
              رائعة جدا
              لن أقول كثيرا فقد أجدت السرد والتكثيف والمنظر كان سيمفونية شجية
              تركت ل النجوم لتحل محلي
              وسأرشحها للذهبية
              دمت بود
              تحياتي سيدتي
              الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

              تعليق

              • مصطفى الصالح
                لمسة شفق
                • 08-12-2009
                • 6443

                #8
                الرائعة النوار

                واخيرا عثرت بعمل لك وانا منفتح الذهن رائق

                هي قصة ولكنها تلامس الوجدان كخاطرة قلبية

                كنت ملهمة اثناء النسج والتصوير

                ليست طويلة لكنها في معناها وخيالها كرواية مغعمة بالمشاعر والاحاسيس

                لا ادري ما اقول

                فقد سلبت عقلي وفكري

                تقديري

                مصطفى الصالح
                [align=center] اللهم صل على محمد أفضل الخلق وعلى آله وصحبه أجمعين

                ستون عاماً ومابكم خجــلٌ**الموت فينا وفيكم الفزعُ
                لستم بأكفائنا لنكرهكم **وفي عَداء الوضيع مايضعُ

                رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ

                حديث الشمس
                مصطفى الصالح[/align]

                تعليق

                • محمد سلطان
                  أديب وكاتب
                  • 18-01-2009
                  • 4442

                  #9



                  جلجل الرعد ، وشق البرقُ حيطانَ غرفتها التي التهمتها الظلمة، وصدعت أضلاعها الوحشة ,سابقت جيوشُ نبضاتها أصابعَ قدميها نحو شباكها العجوز ، وقد ارتجت مفاصله فدفعت قوةُ الريح دفتيه .
                  وقفت وعيناها شاخصتان إليه هناك في البعيد ، ورشات المطر العابر تغزو شعرها ، والريح تصهل بين خصله الممتدة على أكتافها ، صدرها أوتار عود تهتز تحت ريشة عازف . يستقبل بنشوة سكرى قطرات المطر .
                  تأخّر المطر هذا العام ، كانت تسجل في مذكراتها أيام انتظاره،لكنه اليوم جاء .
                  خرجت إليه ، حافيةً تتخلل الزخاتُ المجنونة أنفاسَها الحرى ، لم تكن تشعر بصفعات البرد على ذراعيها العاريتين . وصدرها الهادر .
                  وعدها ذات يوم أن يأتي حين مطر !!!

                  مرت ، سنوات على هذه الحادثة ، وأنا أذكرها حين كانت تعبر الطريق ، تسائل الوجوه الهاربة من سياط المطر ، تتفحص عيونهم ، تقف أمام الحوانيت التي يسارع أصحابها في إغلاقها ، تتابع ببصرها طفلة احتمت بصدر أبيها وهو يحملها مهرولا إلى سيارته ، وبالكاد يخرج مفتاح السيارة ليزج بطفلته في الكرسي الخلفي على عجل .

                  ما زلت أذكرها في مشهدها الأخير وقد تسمرت نظرتها نحو رجل خلع معطفه ليضعه على أكتاف حبيبته السائرة معه قبل أن يوقفا سيارة أجرة تتلقف حبهما وتضيع بهما في الزحام .
                  مازلت أذكرها حين سقطت بعد مغادرة السيارة التي أقلتهما وعيناها جاحظتان تتفرسان وجه حبيبها وهو يمضي مع الأخرى ومعطفه على أكتافها تحت المطر.



                  النوار

                  الأستاذة الجميلة

                  نجية يوسف

                  رأيت للمطر هنا مصطلحات أخرى غير تلك التي تعودناها كل موسم

                  و كنت أيضاً ـ أنا ـ سأعود مع عودة المطر .. أنشودة أخرى .. لها معاني شتى .. للحب .. للراحة .. للخوف و القلق .. للتوتر أحياناً .. و الإنتظار أحايين كثيرة .. ربما كان انتظار للمجهول المخبأ خلف زخاته .. ؛؛

                  قرأت و استمتعت كثيراً .. فتقبلي مروري المتواضع البسيط .. عبر زخات نافذتك العجوز ..

                  و خالص تقديري
                  صفحتي على فيس بوك
                  https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                  تعليق

                  • نجيةيوسف
                    أديب وكاتب
                    • 27-10-2008
                    • 2682

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة د.طاهر سماق مشاهدة المشاركة
                    مدهشٌ هذا المطر
                    كم يكشف لنا من أسرار!!

                    نعم يا أخي الكريم ،

                    مدهش ، غامض، آسر ،غامر ، فكيف به حين انتظاروليل !!!!

                    لك الشكر يا أخي على مرور كريم وحضور جميل .

                    تحياتي الصادقة .

                    النوار


                    sigpic


                    كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

                    تعليق

                    • عمر ابورمان
                      عضو الملتقى
                      • 22-01-2010
                      • 11

                      #11
                      لعل بدايتي هنابالقراءه بهذه التحفة ولوحة مزركشة ومتألقة الى أبعد عمق
                      وصلت هنا لحقيقة ... لا مجال فيها ... سوى عطر مطري يرنخ سطور
                      تزيدني وحيا للوصول ... وهنا احسست بأن قطرات نسجت عبير هذه الرائعة
                      متمنيا هطول آخر ...

                      تقبلي تحيتي ودعائي وسلامي
                      عمر ابورمان
                      اخيكم

                      تعليق

                      • نجيةيوسف
                        أديب وكاتب
                        • 27-10-2008
                        • 2682

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                        الزميلة الغالية على قلبي
                        نجية يوسف
                        رائعة جدا
                        لن أقول كثيرا فقد أجدت السرد والتكثيف والمنظر كان سيمفونية شجية
                        تركت ل النجوم لتحل محلي
                        وسأرشحها للذهبية
                        دمت بود
                        تحياتي سيدتي
                        يا سيدة الكلِم وجماله ويا ضياء النفس بنور أبهى من سنا القمر ، نجومك التي تركت وسام يزين صدر كلماتي ، وعقد جمان في جيد ليل حروفي.

                        لن أستطيع أمام هذا الحضور إلا أن أزدهي بحرفي وأفخر

                        لك التحية التي تليق يا غالية

                        النوار


                        sigpic


                        كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

                        تعليق

                        • م. زياد صيدم
                          كاتب وقاص
                          • 16-05-2007
                          • 3505

                          #13
                          ** الراقية الاديبة نجية......

                          ما زالت تنتظر حتى قتلتها الوحدة والسنين واحالتها الى فزع للاخرين !! وما تزال على حبها ؟؟ بالرغم من جنونها من تلك اللحظات التى افقدتها عقلها..خيانة الحبيب ليست سهلة..لقلب احب بصدق واخلاص ونذر نفسه .

                          تحايا عبقة بالرياحين........
                          أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
                          http://zsaidam.maktoobblog.com

                          تعليق

                          • نجيةيوسف
                            أديب وكاتب
                            • 27-10-2008
                            • 2682

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى الصالح مشاهدة المشاركة
                            الرائعة النوار

                            واخيرا عثرت بعمل لك وانا منفتح الذهن رائق

                            هي قصة ولكنها تلامس الوجدان كخاطرة قلبية

                            كنت ملهمة اثناء النسج والتصوير

                            ليست طويلة لكنها في معناها وخيالها كرواية مغعمة بالمشاعر والاحاسيس

                            لا ادري ما اقول

                            فقد سلبت عقلي وفكري

                            تقديري

                            مصطفى الصالح

                            سلامة عقلك وفكرك أستاذي الكريم ،

                            كلماتك فيها جمال وعفوية يشرفني أن ينالها أحد نصوصي .

                            لك التقدير الذي يليق

                            دم بود أخا نقيا .

                            النوار


                            sigpic


                            كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

                            تعليق

                            • نجيةيوسف
                              أديب وكاتب
                              • 27-10-2008
                              • 2682

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة



                              الأستاذة الجميلة

                              نجية يوسف

                              رأيت للمطر هنا مصطلحات أخرى غير تلك التي تعودناها كل موسم

                              [mark=#ffff99]و كنت أيضاً ـ أنا ـ سأعود مع عودة المطر [/mark].. أنشودة أخرى .. لها معاني شتى .. للحب .. للراحة .. للخوف و القلق .. للتوتر أحياناً .. و الإنتظار أحايين كثيرة .. [mark=#ffff99]ربما كان انتظار للمجهول المخبأ خلف زخاته .. [/mark]؛؛

                              قرأت و استمتعت كثيراً .. فتقبلي مروري المتواضع البسيط .. عبر زخات [mark=#ffff99]نافذتك العجوز .. [/mark]

                              و خالص تقديري
                              أستاذي الكريم محمد

                              لا يقرأ قراءتك هذه إلا أنت .

                              قراءة شاعر

                              أنت مبهر يا سيدي !!!

                              تحياتي الصادقة

                              النوار


                              sigpic


                              كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

                              تعليق

                              يعمل...
                              X