[align=center]

جلجل الرعد ، وشق البرقُ حيطانَ غرفتها التي التهمتها الظلمة، وصدعت أضلاعها الوحشة ,سابقت جيوشُ نبضاتها أصابعَ قدميها نحو شباكها العجوز ، وقد ارتجت مفاصله فدفعت قوةُ الريح دفتيه .
وقفت وعيناها شاخصتان إليه هناك في البعيد ، ورشات المطر العابر تغزو شعرها ، والريح تصهل بين خصله الممتدة على أكتافها ، صدرها أوتار عود تهتز تحت ريشة عازف . يستقبل بنشوة سكرى قطرات المطر .
تأخّر المطر هذا العام ، كانت تسجل في مذكراتها أيام انتظاره،لكنه اليوم جاء .
خرجت إليه ، حافيةً تتخلل الزخاتُ المجنونة أنفاسَها الحرى ، لم تكن تشعر بصفعات البرد على ذراعيها العاريتين . وصدرها الهادر .
وعدها ذات يوم أن يأتي حين مطر !!!
مرت ، سنوات على هذه الحادثة ، وأنا أذكرها حين كانت تعبر الطريق ، تسائل الوجوه الهاربة من سياط المطر ، تتفحص عيونهم ، تقف أمام الحوانيت التي يسارع أصحابها في إغلاقها ، تتابع ببصرها طفلة احتمت بصدر أبيها وهو يحملها مهرولا إلى سيارته ، وبالكاد يخرج مفتاح السيارة ليزج بطفلته في الكرسي الخلفي على عجل .
ما زلت أذكرها في مشهدها الأخير وقد تسمرت نظرتها نحو رجل خلع معطفه ليضعه على أكتاف حبيبته السائرة معه قبل أن يوقفا سيارة أجرة تتلقف حبهما وتضيع بهما في الزحام .
مازلت أذكرها حين سقطت بعد مغادرة السيارة التي أقلتهما وعيناها جاحظتان تتفرسان وجه حبيبها وهو يمضي مع الأخرى ومعطفه على أكتافها تحت المطر.
النوار
[/align]

جلجل الرعد ، وشق البرقُ حيطانَ غرفتها التي التهمتها الظلمة، وصدعت أضلاعها الوحشة ,سابقت جيوشُ نبضاتها أصابعَ قدميها نحو شباكها العجوز ، وقد ارتجت مفاصله فدفعت قوةُ الريح دفتيه .
وقفت وعيناها شاخصتان إليه هناك في البعيد ، ورشات المطر العابر تغزو شعرها ، والريح تصهل بين خصله الممتدة على أكتافها ، صدرها أوتار عود تهتز تحت ريشة عازف . يستقبل بنشوة سكرى قطرات المطر .
تأخّر المطر هذا العام ، كانت تسجل في مذكراتها أيام انتظاره،لكنه اليوم جاء .
خرجت إليه ، حافيةً تتخلل الزخاتُ المجنونة أنفاسَها الحرى ، لم تكن تشعر بصفعات البرد على ذراعيها العاريتين . وصدرها الهادر .
وعدها ذات يوم أن يأتي حين مطر !!!
مرت ، سنوات على هذه الحادثة ، وأنا أذكرها حين كانت تعبر الطريق ، تسائل الوجوه الهاربة من سياط المطر ، تتفحص عيونهم ، تقف أمام الحوانيت التي يسارع أصحابها في إغلاقها ، تتابع ببصرها طفلة احتمت بصدر أبيها وهو يحملها مهرولا إلى سيارته ، وبالكاد يخرج مفتاح السيارة ليزج بطفلته في الكرسي الخلفي على عجل .
ما زلت أذكرها في مشهدها الأخير وقد تسمرت نظرتها نحو رجل خلع معطفه ليضعه على أكتاف حبيبته السائرة معه قبل أن يوقفا سيارة أجرة تتلقف حبهما وتضيع بهما في الزحام .
مازلت أذكرها حين سقطت بعد مغادرة السيارة التي أقلتهما وعيناها جاحظتان تتفرسان وجه حبيبها وهو يمضي مع الأخرى ومعطفه على أكتافها تحت المطر.
النوار
[/align]
تعليق