في شرخ المشروح ..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد ضحية
    أديب وكاتب
    • 10-05-2010
    • 121

    في شرخ المشروح ..

    و أنت تحدق في المرآة , تكتشف للمرة الأولى , أنك أصبحت طاعنا في السن .. لقد بلغت سن النبوّة , دون أي إنجاز أو شعور بالرضا ,سوى الإحساس المزمن ب"الإصطكاك".. ولهذا السبب بالذات أنت رجل كئيب , وما يزيد إحساسك العميق بالكآبة هم الآخرون , خاصة عندما يحاولون تفسير الماء بالماء ! لظنهم أنك لا تفهم أن الماء إنما هو الماء الغني عن التعريف ذاته !.. لكن ماذا تعني ب"الإصطكاك" .. قطعا أنك لا تعني إحتكاك الركبتين إحداهما في الأخرى ,من شدة البرد ,دون أن يكون هناك ما يدفيء, ليجنبك هذا الإحساس المقيت ب"الإصطكاك"! وربما أنك تعني معنى أكثر عمقا من معنى هذه الكلمة في الإنجليزية,و التي تكتب كما تقرأ ,إذن أنت تبحث عن معنى ,يتخطى حدود ما تعنيه كلمة "ستوك"من إلتصاق ,إلى الإنحشار في مأزق لا تألو جهدا في الإفلات منه ,فلا تعود من الغنيمة سوى بالإياب!.. وأيا يكن معنى "الإصطكاك" بالنسبة لك ,فأنت في الواقع لا تعدو أن تكون سوى رجلا "مصطكا",ومع ذلك اسمح لي أن أشرح لك شيئا بديهيا حول الإصطكاك أؤكد به ظني فيك, بأنك : لا تفهم ما أعنيه ..فأرجو ألا تنزعج من هذا الظن !الذي يحيق بك كرجل "مصطك"!.. إذن سأمارس هواية الآخرين في الإسهاب في الشرح.. أعني تخيل نفسك الفتى "فلورنتينو آزورو" عاشق العذراء الجميلة " فرمينا" في :( الحب في زمن الكوليرا).. تخيل أن فرمينا , في لحظة تجلي نادرة وخارقة وسريعة كالبرهة الخاطفة ,رفضت علاقتك بها ,لإكتشافها في اللحظة البرقية هذه أنك مجرد طيف أو وهم ,أي أنك مجرد "معنى" رومانسي حالم ,غير متجسد "ماديا" !.. ثم تخيل أنك إبتداء من لحظة رفضها لك , ستنفق أكثر من نصف قرن من عمرك منتظرا رحيل زوجها إلى العالم الآخر,حتى تتمكن من إقناعها بالزواج منك,أي أنك ك"معنى" تنطوي على تجسيد "مادي" ,بربك أليس هذا هو "الإصطكاك" بشحمه ولحمه !!.. أو تخيل انك ذلك الرجل البائس في قصة ديسوفيسكي "حلم رجل مضحك" ,والذي يستمد قدرته في ممارسة البؤس من حياة ديستوفيسكي البائسة نفسها , هذا الرجل المضحك يشتد به الحزن ,لإدراكه الحقيقة – كما يظن – التي يجهلها كل الناس !,وفي الوقت نفسه لا يدركون أنه يعرفها! .. حقيقة أصل الخطايا "الكذب",منذ غشت الحيّة حواء ,حتى آخر دم سفكته قوى الطبيعة وعناصر الكون المدمرة ,أو إصطكاكات البشر في الاحلام الإمبراطورية المروعة عبر التاريخ!!..هذه الحقيقة التي يدركها رجل ديستوفيسكي المضحك ,فيما يشبه الإسراء والمعراج ,أورحلة أبي العلاء "رسالة الغفران",أو حتى جحيم دانتي وكوميديته الإلهية ,هذا المزيج في إسراء الرجل المضحك ,بما ينطوي عليه من تداخل السحر والخرافات ,في النزعة التقدمية – بمعنى أن تمد رأسك لقدام - المزعومة هذه الإصطكاكة سمحت له بالتعرف على شكل من أشكال التفكير المنظم ,وما يتيحه من فلسفة وعلوم مضحكة ,خلص عبر تأملها إلى الحاجة للعلم كمصدر للحكمة التي تفضي للحقيقة ,وهي الخلاصة ذاتها التي توصل إليها دانتي وديستوفيسكي وفيكتور هوجو وغيرهم ,من أنبياء معلنين رسميا أو لم يتبناهم أحد..فما هي المحصلة النهائية لهذا التقنين الصوفي ل : العلم فالحكمة فالشعور بالرضا الذي هو نقيض الإحساس بالإصطكاك ..المحصلة النهائية يا صديقي, أن كل ذلك يؤكد على شيء واحد : أننا مصطكون في كون مصطك , وليس ثمة مخرج لنا من هذا الإصطكاك الكوني !..ولذلك لن يصدق أحد "حلم رجل مضحك"بل سيتطوع الجميع ليشرحوا له كم هو مضحك , تماما كاجتهادي الآن في محاولة شرحي لك : كم انت مصطك ,بين هؤلاء الناس المصطكين في حكاياتهم المحشوة بالأكاذيب وأمجادهم الزائفة !.. ولتدرك مدى فداحة هذا الإحساس المزمن بالإصطكاك تخيل أنك أنا .. وأنك أي "أنا" كثير الشكوى , نتذمر دائما ,لا شيء يرضيك ,وتشك في كل الكلام الذي يدور حولك, فأنت لاتصدق الناس ,بل أن رأيك فيهم سيء للغاية ,للدرجة التي تتصور أن الكون سيكون أفضل دونهم ,بما فيهم أنت طبعا!!-لاتقل لي تعميم وأستروتايب وكذا, فهذا كلام يستهلكه المثقون والميديا في محاولة السيطرة علي وعليك وتوجيه أفكارنا,وتصميم إحتياجاتنا ورغباتنا- وإلا ستنسف فرضية الإصطكاك من أساسها الأمر الذي سيعيدنا إلى نقطة البداية لنشرح من أول وجديد .. إذن تخيل أنك أنا ,صحوت للتو من نوم متقطع كالعادة لا يخلو من الكوابيس والأوهام , وها انت – انا .تصنع كوبا ضخما من القهوة الأمريكية ,كل الدور الذي تؤديه بالنسبة لك, هو أنها تهيج طعم البن الحبشي فيطفو على سطح ذاكرتك, مبددا نوستالجيا القهوة ..و هب يا أنا أنك أسترخيت مع قهوتك , إلى أن إنتبهت أن الساعة الآن الثانية عشرة ظهرا ,فخرجت لتتفقد البريد ,ثم خطر على بالك ,أن تتصل على رئيسك الفيتنامي الضئيل في العمل, وتعتذر عن قدومك اليوم لأنك مريض - وفي الحقيقة انت غير راغب في العمل من اساسه وتعتقد أنه إختراع كريه - بالطبع الفيتنامي الضئيل لم يرد عليك ,وأنت الآن تتخيل وجهه يحمر ويصفر ,عندما يجد الرسالة الصوتية التي تركتها له ,فهو لا يريد لأي من موظفيه أن يتغيب, خاصة في ظروف الطواريء الحالية, بسبب العواصف الثلجية التي روعت الساحل الشرقي ,وهمت بأن تعيده إلى عصر الجليد.. وهب أنك كالمعتاد جلست إلى الكومبيوتر ,إطلعت على الأخبار في سرعة مريعة ,ثم فتحت الإيميل ,حاولت أن ترد على بعض الرسائل -على الأقل- فلم تستطع كالعادة, إذ بمجرد أن تصل إلى هذه المرحلة تشعر بفقدان القدرة على الإستمرار ,فتنهض لتقعي في الصالة.. نعم تقعي ,ماذا في ذلك.. إنها مفردة تعبر بدقة عن حالتك, فانت محتار ولطالما تخيلت الإقعاء مرادفا للإحتيار, وليس الذل وعلى كل حال : كل شيء في هذا العالم يحاول إزلال كل شيء , وإياك أن تقول أن هذه نزعة سايكوباتية !!.. لنقل أنك فتحت وأغلقت التلفزيون مرارا وتكرارا ,إلى أن إستقر مزاجك على الإقعاء لمشاهدة فيلم سيمون او "سيموليشن ون" الذي يلعب فيه آل بتشينو دور مخرج سينمائي (فيكتور تارانسكي),الذي هو في الحقيقة مخرج فاشل, يحاول إنقاذ مهنته ,فيهديه أحد المبرمجين برنامج رقمي ,لفتاة جميلة وجذابة قادرة على تمثيل كل الأدوار, والتأثير في مشاهديها ,هذه السوبر ستار المذهلة تمكنت من فتح ممرات النفس البشرية, ليتدفق كل المخزون الأزلي للتراجيديا الرومانسية, والبؤس الإجتماعي في نفوس مشاهدين يتآكلهم ترف الحلم الأمريكي,انتزعت إعجاب هؤلاء الذين تعبر حياتهم اليومية في الواقع ,عن الفشل الإنساني الكبير ,فيمثل لهم الإصطكاك في الإعجاب بسيمون تعويضا عن حياتهم الفعلية الكئيبة! .. كل أنواع الميديا تريد إجراء حوار مع السوبر ستار سيمون ,بل نسجو حول علاقتها بالمخرج تارانسكي من الحكايات ما يكفي لإشعال نيران الغيرة في القارات السبعة , لا في زوجته فقط !..وهكذا أصبح تارانسكي المغمور حديث العالم ,وهنا يكتشف تارانسكي حقيقة وضعه الوجودي كشخصية مصطكة, باكتشافه أن سيمون صنعته وليس العكس , فيحاول إسترداد ذاته بإتلاف برنامج سيمون الرقمي.لكن الذين أدمنوا مشاهدة أفلامها يشكوّن في إختفائها الغامض, وهكذا توجه له رسميا تهمة قتل سيمون , ولا يخرج من السجن إلا بعد ان تنجح إبنته في إستعادة البرنامج "سيموليشن ون" من براثن التلف ,صحيح أن بعث الحياة في سيمون من جديد, انقذ تارانسكي من السجن الرسمي لكن لم ينقذه من إصطكاكته الرهيبة ,هذا السجن غير المرئي ,فلا أحد مستعد أن يتقبل فكرة أن سيمون محض برنامج رقمي ,وهي لا تختلف كثيرا عن فرمينا كما أن معضلة فيكتور تارانسكي أسوأ من إصطكاكة فلورنتينو آزورو ..الناس ينزعجون من معرفة الحقيقة ,ولذلك يتوارون خلف الأكاذيب ..وهذا هو جوهر الإصطكاك.. أنت مثلا علاقتك بمسئولك الفيتنامي الضئيل معقدة ,إذ ليس مقبولا أن يتلقى شخص طويل عريض مرتفع إلخ.. الأوامر من شخص ضئيل .. رجاء لاحظ مفرداتي قلت :"ليس مقبولا".. تماما كتلك المفردة الفقهية "جائزا" ..المهم , أنك لم تصرح له بحقيقة شعورك تجاهه ,لكنك كنت تدرك أنه يدرك ذلك , وإمعانا في تغذيته لهذا الشعور داخلك ,يحكي لك حكايات غريبة, عن كيف هزم شعبه الأمريكان في فيتنام ,بل ويزعم أنه شخصيا شارك في تلك الحرب الرهيبة , وأنه كأمريكي صالح ,راض عن نفسه تماما,فأبناءه تخرجوا جميعهم من هارفارد,ويعملون في وظائف رفيعة , حتى ان أحدهم قنصل بسفارة أميركا في فيتنام ,وانه وانه .. انت بالطبع لا يعنيك أي شيء من هذا الهراء الكثيف ,ولذلك بعد مرور تسعة أشهر من الإصغاء اليومي للحكايات الفيتنامية الضئيلة و المروعة ,قررت الخروج عن صمتك وانفجرت ..تركت العنان لغضبك فقلت كل ما لست معتادا على قوله ,من شتائم وبذاءات بأكثر من لغة – بالطبع أنت لا تعرف الفيتنامية-ورميت بكل هذه البذاءات في وجه الفيتنامي الضئيل ..بماذا شعرت لحظتها وانت ترى زملاؤك الامريكان, ينحسرون داخل ذواتهم ,والفيتنامي المروع يحدق فيك ببلاهة غير مصدق!!..تناولت زجاجة مياه باردة وجلست على أقرب كرسي و"خلفت" رجلك ..ثم لم يسألك أحد .. كنت بإنتظار أن "يرفدونك" ..لكن لم يرفدك أحد ,ولم يسألك أحد ولم تسأل أحد!!الجميع في الواقع إصطك أمام هذه المشكلة العابرة!.. لم تكن هذه الثورة المباغتة في الواقع ضد الفيتنامي ,كانت ثورة ضد نفسك ,لأسباب تبدو لك غامضة فما خلفته هذه الثورة المباغتة,كان مزيجا غريبا من الشعور المنحسر بقوة داخلية ,لكن ليس بأي حال من الاحوال ما يسمى بالإرتياح ,ما يؤكد أن المعارك ..أي معارك هي نفسها شكل بدائي جدا, من اشكال الإصطكاك العنيف ..تماما كعالم الأقوياء في العالم أو حتى الضعفاء : هم مصطكون في حروباتهم الخاسرة ومغامراتهم الفاشلة ,التي هي الوجه الآخر لكوارث وأوبئة العالم ..والأسوأ من كل ذلك الأحلام الإمبراطورية الكونية ,التي عبر التاريخ تتحطم إزاء حجم الإنفاق الخارجي على الجيوش,التي تحرس هذه المستعمرات, مقابل حجم الموارد الوطنية الفعلية ,وهي موارد لا يمكن أن تكون كنتاكي أو مكدونالدز او بيتزا هت أو حقول نفط تكساس و ألسكا ,وتجارة المعلومات معادلا يسد فجوتها,..إكتشفت الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ذلك ,فأنسحبت وتسحبت إلى حدودها الوطنية, وحجمها الفعلي كجزيرة معزولة في المحيط المجنون ,الذي مثلما اشعل أحلام الرحالة والمكتشفين على ساحليه ,أشعل أحلام الأباطرة والأنبياء ,فيما يشبه الإصطكاك الكوني ,الذي حملته الخرافات والأحاجي والأساطير والسحر, فالديانات والفلسفة فالعلم ,هذا الإصطكاك في حلم وحيد يعذب العالم ,إكتشف الأسكندر لا جدواه بعد فوات الآوان ,مثلما أكتشف قيصر ذلك في الرمق الآخير:"حتى انت يا بروتس!"هو الحلم نفسه يعاد إنتاجه فيتكون إتحاد السوفيات ,ليتجلى الحلم في الكاوبوي الأمريكي,ويتنامى ملقيا بظلاله على أحلام متنامية في أجزاء أخرى من هذا الكون الحزين, كالحلم الصيني .. هذه الأحلام جميعها عبر التاريخ هي أوجه لإصطكاك الإنسان في الكون ,لذلك إنعتاقه منها دائما ما يكون مدويا, لكن بقاياها سرعان ما تتلاقى, ليتشكل الحلم من الشظايا التي خلفها الإنعتاق المدوي- هذه الشظايا هي الحقيقة المتناثرة- لتبدأ حلقة جديدة في مسيرة الإصطكاك الذي يبدو بالضبط كحلقة جهنمية لا تنتهي .. في ظني أن هذا الإسهاب في الشرح – أنا غير مهتم البتة إن كان قد أزعجك أو لا – ربما جعلك تقترب من معنى الإصطكاك ,وماذا أعني بأنني مصطك في عالم إصطكاكي ..وعليه أتصور أنك بدات تدرك لماذا ظللت كل حياتي منزعجا, من ثرثرات الآخرين وحكاياتهم المملة وإدمانهم شرح البديهيات ,أو تبنيهم وجهات نظر " يظنون انها الحقيقة التي لا ريب فيها وليست مجرد وجهات نظر قابلة للفحص والتلف ,مثل هؤلاء يعمقون داخلك الإحساس بالإصطكاك ,.ستقول لي لماذا لا ترد عليهم .وسأرد عليك .لأنني أعرف ماذا سيكون ردهم على ردي , وفي الحقيقة ربما لا أعرف وفي الحالتين أنهم كطواغيت صغار, يضيقون بأن يناقش مصطك مثلي آرائهم ,ولذلك يسهبون في الشرح ,الأمر الذي يزعجني كثيرا ..
    برينسس آن – ميريلاند 02-18-
    2010
    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد ضحية; الساعة 13-05-2010, 12:31.
    [mark=#FFFFCC]
    الحزن لا يتخير الدمع ثيابا
    كي يسمى في القواميس بكاء ..
    الصادق الرضي
    [/mark]
  • آسيا رحاحليه
    أديب وكاتب
    • 08-09-2009
    • 7182

    #2
    الاخ احمد ضحية..
    رفقا بنا و كبّر الخط قليلا .
    ما تكتب مدعاة للإهتمام.
    سأعود بإذن الله.
    يظن الناس بي خيرا و إنّي
    لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

    تعليق

    • أحمد ضحية
      أديب وكاتب
      • 10-05-2010
      • 121

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
      الاخ احمد ضحية..
      رفقا بنا و كبّر الخط قليلا .
      ما تكتب مدعاة للإهتمام.
      سأعود بإذن الله.
      الأخت آسيا شكرا على المرور وآسف حقا لهذا الخطأ .. سأعدل خطوط كل المواد التي نشرتها .. خالص التقدير والإحترام
      [mark=#FFFFCC]
      الحزن لا يتخير الدمع ثيابا
      كي يسمى في القواميس بكاء ..
      الصادق الرضي
      [/mark]

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #4
        الزميل القدير
        أحمد ضحية
        أراك قد وظفت جميع الأدباء والممثلين وأوقفتهم في طابور اصطكاكك!!
        توظيف رائع سيدي الكريم خدم الفكرة الأصلية والتي أردت إيصالها لنا
        أننا مصطكون وأن أميركا لاتأبه وأن فيتنام انتصرت فعلا عليها لكن لا يهم ذلك وأننا نجابه قصار القامة أو (( الأقل منا قدرة )) كي ننفس عن غضبنا وووو
        وصلت الفكرة جداااا
        نص جميل وسرد أجمل أحببت العمل بالرغم من الإطالة!
        النص لم يخلو من روح الدعابة الخفية

        بودي أن أطلب منك زميلي أن تقرأ نصوص الزميلات والزملاء وتبدي رأيك ورؤيتك حولها خاصة وأن ملكة القص واضحة المعالم عندك فهذا سيفيدهم ويفيد أيضا صدقني
        ودي الأكيد لك


        حتى أنتهي!!

        حتى أنتهي !! شعور غريب صار يراودني, كلما رأيت امرأة تتأبط ذراع زوجها, تلتصق بجنبه كأنه سيطير منها, تظل عيناي تراقبهما بحسرة, حتى يختفيا, ومرارة تعلق بفمي, أظل بعدها, أبتلع ريقا بطعم القيح المر! أزدرد خذلاني, أهرب لأعمال المنزل, أختلقها مذ ذاك اليوم اللعين الذي كنت فيه في الطابق العلوي, هربا من رائحة حفرة العفن, أشاغل نفسي
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • أحمد ضحية
          أديب وكاتب
          • 10-05-2010
          • 121

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
          الزميل القدير
          أحمد ضحية
          أراك قد وظفت جميع الأدباء والممثلين وأوقفتهم في طابور اصطكاكك!!
          توظيف رائع سيدي الكريم خدم الفكرة الأصلية والتي أردت إيصالها لنا
          أننا مصطكون وأن أميركا لاتأبه وأن فيتنام انتصرت فعلا عليها لكن لا يهم ذلك وأننا نجابه قصار القامة أو (( الأقل منا قدرة )) كي ننفس عن غضبنا وووو
          وصلت الفكرة جداااا
          نص جميل وسرد أجمل أحببت العمل بالرغم من الإطالة!
          النص لم يخلو من روح الدعابة الخفية

          بودي أن أطلب منك زميلي أن تقرأ نصوص الزميلات والزملاء وتبدي رأيك ورؤيتك حولها خاصة وأن ملكة القص واضحة المعالم عندك فهذا سيفيدهم ويفيد أيضا صدقني
          ودي الأكيد لك
          الأخت العزيزة عائدة
          تحياتي
          وأرجو ألا أخيب ظنك .. وأتمنى فعلا أن أكون مفيدا في هذا الفضاء الجميل بحيث نتعلم من بعضنا البعض ما قد يفيد مهاراتنا في التقنية والتوظيف خاصة فيما يتعلق بفائض اللفظ والدلالة فيما هو مسرود .. على أية حال أشعر أنني في بيتي - هذا الملتقى الجميل - وانني ساتعلم من زملائي وأصدقائي ما يفيدني خصوصا في تقنية الكتابة .. وربما أدلو برأي قد يحتمل قدرا من الصواب - كذلك قدرا من الخطأ في الرؤية _ في نص ما لزميل أو زميلة .. وهذا شيء وارد .. ومع ذلك لن أتهيب فجميعنا سنتمكن من فتح ثغرة في الجدار ........
          [mark=#FFFFCC]
          الحزن لا يتخير الدمع ثيابا
          كي يسمى في القواميس بكاء ..
          الصادق الرضي
          [/mark]

          تعليق

          • إيمان الدرع
            نائب ملتقى القصة
            • 09-02-2010
            • 3576

            #6
            الأستاذ الفاضل: أحمد ضحيّة:
            نصّ ملفت ، توقّفت عنده كثيراً
            الأفكار المطروحة فيه تعكس شخصيّة مثقّفة ، تملؤها هواجس الوطن..
            على كثير من النظرة الشموليّة البعيدة ..البعيدة..
            أتمنى أن أقرأ لك الكثير..
            أحسستُ بتميّزك ..وروعة ، وعمق أفكارك..
            دُمتَ بسعادةٍ..تحيّاتي..

            تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

            تعليق

            • آسيا رحاحليه
              أديب وكاتب
              • 08-09-2009
              • 7182

              #7
              الأخ الكريم أحمد ضحية..
              دخلت نصّك أكثر من مرّة..و في كل مرّة تصطك أفكاري و أخرج من القراءة دون أن أدرك جوهر الإصطكاك مع أنك شرحت المشروح../أم تراك شرخته؟
              هل العنوان شرخ المشروح أم شرح المشروح ؟
              خلاصة القول أننا كلنا مصطكون في عالم مصطك..أليس كذلك ؟
              تحيّتي و احترامي.
              يظن الناس بي خيرا و إنّي
              لشرّ الناس إن لم تعف عنّي

              تعليق

              • أحمد ضحية
                أديب وكاتب
                • 10-05-2010
                • 121

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة آسيا رحاحليه مشاهدة المشاركة
                الأخ الكريم أحمد ضحية..
                دخلت نصّك أكثر من مرّة..و في كل مرّة تصطك أفكاري و أخرج من القراءة دون أن أدرك جوهر الإصطكاك مع أنك شرحت المشروح../أم تراك شرخته؟
                هل العنوان شرخ المشروح أم شرح المشروح ؟
                خلاصة القول أننا كلنا مصطكون في عالم مصطك..أليس كذلك ؟
                تحيّتي و احترامي.
                الأخت الفاضلة آسيا
                تحية صباحية طيبة
                حقا أدركت دون شك جوهر الإصطكاك .. هذه الحيرة أمام الحالة - وليس المفهوم - التي دفعتك للدخول على النص أكثر من مرة .. إنها حيرة ضد التفسير , ضد الشرح , وأي محاولة للشرح تشرخ هذه الحالة .. بالفعل نحن ممأزقين في كون مأزقته أفكارنا التي ظللنا نقدم حولها الكثير من الشروحات و لطالما ظننا عبر التاريخ أنها تفاسير لأفكار كبيرة , خصوصا ونحن نراها تغير وجه العالم منذ إكتشاف النار إلى أن ضرب الزلزال هاييتي!- لكن غالبا هذه الأفكارغيرت وجه العالم إلى الأسوأ وليس الأفضل !- يا عزيزتي صدقيني نحن ممأزقين في هذا العالم المأزوم!..
                شكرا لك وأنت تدخلين على النص عله يفلت من تشرنقه مشرعا نفسه على ضوء مرتقب في نهاية نفق التأويل..
                [mark=#FFFFCC]
                الحزن لا يتخير الدمع ثيابا
                كي يسمى في القواميس بكاء ..
                الصادق الرضي
                [/mark]

                تعليق

                • محمد سلطان
                  أديب وكاتب
                  • 18-01-2009
                  • 4442

                  #9
                  لا أدري .. أحسست أنه مال كثيرا نحو الخاطرة .. ؟؟

                  لكن لغته شاعرية أعجبتني كثيراً شرح المشروح نحو الاصطكاك كان أجمل ..

                  على العموم استمتعت كثيرا بالعمل وهذه الجولة الملتفة نحو زمن الكوليرا وغيرها من النصوص المعلمة ..

                  خالص تحياتي وتقديري
                  صفحتي على فيس بوك
                  https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

                  تعليق

                  • إيهاب فاروق حسني
                    أديب ومفكر
                    عضو اتحاد كتاب مصر
                    • 23-06-2009
                    • 946

                    #10
                    المبدع المفكر
                    أحمد ضحية
                    مساء الخير أولاً
                    نص جيد في ثوبهِ السردي
                    تبدو ثقافتك الموسوعية على سطحهِ بوضوح
                    لكن سيدي...
                    ألم يكن النص متخماً بالطرح الزائد عن احتمال القص
                    أراه أميل إلى المقال الأدبي الثري
                    الذي يشرح لنا ويوضح كثيراً من المعاني
                    ويأخذنا إلى عوالمٍ شتّى
                    ليصل بنا إلى فكرة ثابتة
                    هكذا وصلني...
                    أرجو ألا أكون مخطئ التلقي
                    لكنه في النهاية يعكس تجربة قوية ورؤية واضحة
                    وإلى مزيد من الإبداع
                    تحيتي وتقديري
                    إيهاب فاروق حسني

                    تعليق

                    • أحمد ضحية
                      أديب وكاتب
                      • 10-05-2010
                      • 121

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة إيهاب فاروق حسني مشاهدة المشاركة
                      المبدع المفكر
                      أحمد ضحية
                      مساء الخير أولاً
                      نص جيد في ثوبهِ السردي
                      تبدو ثقافتك الموسوعية على سطحهِ بوضوح
                      لكن سيدي...
                      ألم يكن النص متخماً بالطرح الزائد عن احتمال القص
                      أراه أميل إلى المقال الأدبي الثري
                      الذي يشرح لنا ويوضح كثيراً من المعاني
                      ويأخذنا إلى عوالمٍ شتّى
                      ليصل بنا إلى فكرة ثابتة
                      هكذا وصلني...
                      أرجو ألا أكون مخطئ التلقي
                      لكنه في النهاية يعكس تجربة قوية ورؤية واضحة
                      وإلى مزيد من الإبداع
                      تحيتي وتقديري
                      الصديق إيهاب
                      تحية طيبة .. ربما أنت على حق . "التلقي" لا يخضع لقانون الخطأ والصواب .. بل زاوية النظر , التي يمكنك منها رؤية ما يتسق معها كزاوية لها ركائزها وإتكاءاتها على محمولات معرفية محددة , تختلف قطعا عن زوايا نظر الآخرين إذ ينطبق عليها ما انطبق على زاوية نظرك .. أنا سعيد بقراءتك "المنتجة" لهذا النص.. من جهة أخرى ربما هو حقا - وجزما- كما قلت قاده التجريب المفرط إلى متاهات خارج جنسه الأدبي ك"قصة قصيرة " .. لكن - في ظني - لن نخسر شيئا لو حطمنا الحدود بين أجناس الكتابة - إذ ليس ثمة مقدس فيما صاغه السابقون - .. الذين صاغوا قوانين كل جنس .. ومن حقك وحق كل المبدعين أن يضيفوا لهذه الصياغات من رؤاهم الخاصة ,شرط أن يفضي تجريبهم إلى تيار أو مدرسة بالتراكم ومرور الوقت وهو ما أحاول فعله فيما يخص المشهد القصصي والروائي السوداني .. تقبل ودي الخالص ..
                      [mark=#FFFFCC]
                      الحزن لا يتخير الدمع ثيابا
                      كي يسمى في القواميس بكاء ..
                      الصادق الرضي
                      [/mark]

                      تعليق

                      • أحمد ضحية
                        أديب وكاتب
                        • 10-05-2010
                        • 121

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة إيمان الدرع مشاهدة المشاركة
                        الأستاذ الفاضل: أحمد ضحيّة:
                        نصّ ملفت ، توقّفت عنده كثيراً
                        الأفكار المطروحة فيه تعكس شخصيّة مثقّفة ، تملؤها هواجس الوطن..
                        على كثير من النظرة الشموليّة البعيدة ..البعيدة..
                        أتمنى أن أقرأ لك الكثير..
                        أحسستُ بتميّزك ..وروعة ، وعمق أفكارك..
                        دُمتَ بسعادةٍ..تحيّاتي..
                        الزميلة المبدعة إيمان تحية طيبة
                        وشكرا جميلا على الكلمات النضرات التي آمل أن أستحقها فعلا ..
                        خالص التقدير والمودة
                        [mark=#FFFFCC]
                        الحزن لا يتخير الدمع ثيابا
                        كي يسمى في القواميس بكاء ..
                        الصادق الرضي
                        [/mark]

                        تعليق

                        • أحمد ضحية
                          أديب وكاتب
                          • 10-05-2010
                          • 121

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                          لا أدري .. أحسست أنه مال كثيرا نحو الخاطرة .. ؟؟

                          لكن لغته شاعرية أعجبتني كثيراً شرح المشروح نحو الاصطكاك كان أجمل ..

                          على العموم استمتعت كثيرا بالعمل وهذه الجولة الملتفة نحو زمن الكوليرا وغيرها من النصوص المعلمة ..

                          خالص تحياتي وتقديري
                          الأخ العزيز سلطان
                          ربما ما ذهبت إليه صحيح .. فتقنية "تيار الوعي" في التحليل النهائي ما هي إلا خواطر وتداعيات ..
                          خالص تقديري لقراءتك "المُحبة" لهذا النص ..
                          تقديري واحترامي
                          [mark=#FFFFCC]
                          الحزن لا يتخير الدمع ثيابا
                          كي يسمى في القواميس بكاء ..
                          الصادق الرضي
                          [/mark]

                          تعليق

                          • محمد الصاوى السيد حسين
                            أديب وكاتب
                            • 25-09-2008
                            • 2803

                            #14
                            تحياتى البيضاء

                            من جماليات هذا النص هى قدرته على أن يعدى بالحالة الوجدانية ، إننا كمتلقين لابد وان نتوقف أمام كثافة السرد هنا والتى تبدو لنا كثافة تثرثر مهتاجة محمومة فى انفعال وعصبية ، تستعرض أمام بصائرنا أثر تفاعلها مع نصوص ودراما وتحاول أن تناقش أثر هذه النصوص المقروؤة والمرئية فى معرض نقاشها لذاتها ، هذه الكثافة السردية هى بالضبط الحالة الفنية التى استطاعت أن تنقل لنا الأفق الوجدانى للبطل المأزوم الذى يجد فى نجواه الشجية براحه الأخير الذى يعصمه من حالة يسميها عبر لغة النص ب " الاصطاك " وهى الحالة التى توحى لغة النص أنها هى العلة الأليمة وراء هذا الفراغ المشبع بالأسى الذى بكابده بطل النص ، الاصطكاك والذى يبدو حالة نقيضة للتعايش ، حالة نقيضة للتفاعل ، حالة نقيضة للدفء النفسى الذى يستشعر غيبته بطل النص فيكون هذا البوح الكثيف كملاذ أخير

                            تعليق

                            • أحمد ضحية
                              أديب وكاتب
                              • 10-05-2010
                              • 121

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصاوى السيد حسين مشاهدة المشاركة
                              تحياتى البيضاء

                              من جماليات هذا النص هى قدرته على أن يعدى بالحالة الوجدانية ، إننا كمتلقين لابد وان نتوقف أمام كثافة السرد هنا والتى تبدو لنا كثافة تثرثر مهتاجة محمومة فى انفعال وعصبية ، تستعرض أمام بصائرنا أثر تفاعلها مع نصوص ودراما وتحاول أن تناقش أثر هذه النصوص المقروؤة والمرئية فى معرض نقاشها لذاتها ، هذه الكثافة السردية هى بالضبط الحالة الفنية التى استطاعت أن تنقل لنا الأفق الوجدانى للبطل المأزوم الذى يجد فى نجواه الشجية براحه الأخير الذى يعصمه من حالة يسميها عبر لغة النص ب " الاصطاك " وهى الحالة التى توحى لغة النص أنها هى العلة الأليمة وراء هذا الفراغ المشبع بالأسى الذى بكابده بطل النص ، الاصطكاك والذى يبدو حالة نقيضة للتعايش ، حالة نقيضة للتفاعل ، حالة نقيضة للدفء النفسى الذى يستشعر غيبته بطل النص فيكون هذا البوح الكثيف كملاذ أخير
                              أستاذنا الكبير الصاوي
                              تحية طيبة و"ُمحِبة" لهذه القراءة الجميلة ,التي ُتحدث في النفس أثرا أعمق من أثر النص نفسه .. فهي نص على النص الأساسي ..لكم أنت جميل ونافذ الرؤيا .. خالص تقديري وودي ومحبتي
                              [mark=#FFFFCC]
                              الحزن لا يتخير الدمع ثيابا
                              كي يسمى في القواميس بكاء ..
                              الصادق الرضي
                              [/mark]

                              تعليق

                              يعمل...
                              X