أدب الصــمت بقلم : حســــن عبدالحميد الدراوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حســــن عبدالحميد الدراوي
    أديب ومفكر
    • 09-10-2009
    • 73

    أدب الصــمت بقلم : حســــن عبدالحميد الدراوي



    بســـــم الله الرحمن الرحيم

    الخميس : 05 / 05 / 2011 م

    أدب الصــمت

    بقلم :

    حســــن عبدالحميد الدراوي


    ذات يوم كنت أجلس بين أحبة وفُتح موضــــوعاً للنقاش والكل انبرى ليدلل على وجهة نظره وأحقيتها في الإمتثال لها ولكنني إلتزمت الصمت وجلســــتُ أنظر إلى هذا وذاك وســــــاعتها تذكرتُ كلاماً لأبي يرحمه الله قاله لي وقت كنتُ شـــــاباً وبعد أن إنفض المجلس جلســــتُ أتذكر كلام أبي عليه رحمة الله وأزيد عليه لعل الفائدة تكون فيه :


    فالكلام ترجمان يُعبّر عن مستودعات الضمائر ويُخبر عن مكنونات السرائر ولا يمكن استرجاعه، ولا يقدر على رد شوارده فحقٌ على العاقل أن يحترز من زلـله بالإمساك عنه أو بالإقلال منه .

    روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمعاذ بن جبل :
    يا معاذ أنت سالم ما سكتَّ فإذا تكلمت فعليك أو لك .
    وقال:


    رحم الله من قال خيراً فغنم أو سكت فسلم .

    وقال أمير المؤمنين عليه السلام:


    اللسان معيار إطاشة الجهل وأرجحةالعقل .

    وقال بعض الحكماء :


    إلزم الصمت تُعَدُّ حكيماً جاهلاً كنت أو عالماً .

    وقال بعض الأدباء:


    سعُدَ من لسانه صموت وكلامه قوت .

    وقال بعض البلغاء:


    من أعوذ ما يتكلم العاقل أن لا يتكلم إلا لحاجة أو محجّة ولا يُفكّر إلا في

    عاقبته أو في
    آخرته .

    وقال غيره:
    إلزم الصمت فإنه يُكسبك صفو المحبة ويؤمنك سوء المغبة ويُلبسك ثوب الوقار ويكفيك مؤونة الإعتذار .

    وقال بعض الفصحاء :


    أعقِل لسانك إلا عن حق توضحه أو باطل تدحضه أو حكمة تنشرها أو نعمة تذكرها.

    وقال بعضهم في ذلك شعراً:


    رأيتُ العِزَّ في أدبٍ وعقلٍ .......... وفي الجهلِ المذلةُ والهوانُ


    وما حسن الرجال لهم بحسنٍ .......إذا لم يسعد الحسن البيان

    كفى بالمرءِ عيباً أن تراهُ ............. له وجهٌ وليسلهُ لسان

    وللكلام شروط أربع :


    الشرطالأول:


    أن يكون الكلام لِداعٍ يدعو إليه إما في اجتلاب نفع أودفع ضرر.

    الشرط الثاني:


    أن يأتي به في موضعه ويتوخى إصابة فرصِه.

    الشرط الثالث:


    أن يقتصر منه على قدر حاجته .

    الشرط الرابع:


    أن يتخيّر اللفظ الذي يتكلم به.




    ولنحلل كل شــــرط من الشروط الأربع


    فالشرط الأول:

    أن يكون للكلام داعٍ لأن ما لا داعي له يُعَدُّ هذيان وما لا سبب له يُعَدّ هجر,

    ومن سامح نفسهُ في الكلام ولم يُراعِ صحّة دواعيه وإصابة
    معانيه كان قوله

    هذراً ولا ورائه معلولاً, كما حُكِيَ عن بن عائشة أن شاباً كان
    يجالس الأحنف ويُطيل الصمت فأعجب ذلك الأحنف فخلت الحلقة يوماً فقال له الأحنف:
    تكلم ياابن أخي فقال:


    يا عم لو أن رجلاً سقط من شرف هذا المسجد هل كان يضرّه شيء ؟ فقال الأحنف: ليتنا تركناك مستوراً .


    ثم تمثل الأحنف بقول الشاعر:

    وكائنٍ نرى من صاحبٍ لك مُعجَب .... زيادته أو نقصه في التكلم

    لسان الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادهُ .....ولم يبقَ إلا صورةاللحم والدم


    وحُكِيَ عن أبي يوسف الفقيه أن رجلاً كان يجلس إليه فيُطيل الصمت فقال له

    أبو يوسف ألا
    تسأل؟ قال: بلى متى يُفطر الصائمُ . قال : إذا غربت الشمس,

    قال: فإن لم تغرب إلى
    نصف الليل. قال: فتبسّم أبو يوسف وتمثـّل ببيتي الخطفي وهو جدجدير .

    عجبتُ لإزراء العييي بنفسه ....... وصمت الذي قد كان بالقولِ أعلما

    وفي الصمت ِسترّ للعييي وإنما ........ صحيفة لب المرء أن يتكلما

    الشرط الثاني:


    وهو أن يأتي بالكلام في موضعه لأن الكلام في غير حينه لا يقع موقع الإنتفاع

    به, وما لا
    ينفع من الكلام فهو هذيان وهجر. فإن قدّم ما يتقضّى التأخير كان

    عجلة وخرقاً, وإن
    أخّر ما يقتضى التقديم كان توانياً وعجزاً, لأن لكل مقام قولاً

    وفي كل زمان
    عملاً.


    وقد قال الشاعر:


    تضع الحديث على مواضعه ........ وكلامها من بعدها نذر


    الشرط الثالث:

    هو أن يقتصر منه على حاجته فإنّ الكلام إن لم ينحصر بالحاجة ولم يقدر

    بالكفاية لم يكن لحدّه غاية ولا لقدره نهاية
    , وما لم يكن من الكلام محصوراً

    كان حصراً إن قصُرَ وهزراً إن
    كثر.

    ورويَ أنّ أعرابياً تكلّم عند رسول الله وطوّل فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:


    كم دون لسانك من حجاب؟


    قال: شفتاي وأسناني.


    قال صلى الله عليه وســــلم :

    فإن الله عز وجل يكره الإنبعاث في الكلام.


    فنضّر الله وجهه أوجز في كلامه فاقتصر على حاجته.

    وقال بعض الحكماء:


    من كثركلامه كثرت آثامه.
    وقال ابن مسعود:


    أنذركمفضول المنطق.


    وقال بعض الحكماء:


    مقتل الرجل بين فكيه.


    وقال بعض الأدباء:


    رُبَّ ألسِنَةٍ كالسيوف تقطع أعناق أصحابها وما ينقص من هيئات الرجال يزيد في بهائها وألبابها.


    وقال النبي صلى الله عليه وســــلم :


    أبغضكم إليّ المتفيهق المكثار والملحّ المهزار.


    وقيل في منثور الحكم:


    إذا تمال عقل نقص الكلام.


    الشرط الرابع:

    هو اختيار اللفظ يتكلم به فلان , اللسان عنوان الإنسان يترجم عن مجهوله ويُبرهن عن محصوله فيلزم أن يكون بتهذيب ألفاظه .

    روي عن النبي صلى الله عليه أنه قال لعمّه العباس:
    يعجبني جمالك .
    قال: وما جمالي يا رسول الله؟


    قال: لسانك.


    وقال خالد بن صفوان:


    ما الإنسان لولا اللسان إلا بهيمة مهملة.


    وقال بعض الحكماء:


    اللسان وزير الإنسان.


    وقال بعض البلغاء:


    ليس يصح اختيار الكلام إلا لمن أخذ نفسه بالبلاغة وكلفه الزوم الفصاحة حتى يصير متدرباً بها معتاداً لها, فلا يأتي بكلام مُستكره اللفظ ولامُختل المعنى, لأن البلاغة ليست على معانٍ مفردة ولا لألفاظها غاية وإنما البلاغة أن تكون بالمعاني الصحيحة مستودعة في الألفاظ الفصيحة فتكون فصاحة الألفاظ مع صحّةالمعاني هي البلاغة.

    وقد قيل لليوناني:


    ما البلاغة؟

    قال: إختيار الكلام وتصحيح الأقسام.

    وقيل ذلك للرومي فقال:


    حسن الإختصار عند البديهة والغزارة يوم الإطالة .


    وقيل للهندي فقال:


    معرفةالفصل من الوصل.


    وقيل للعربي فقال:


    البلاغة ماحسُنَ إيجازه وقلّ مجازه وتناسب صدوره وإعجازه.


    وقال ابن المقفع:


    البلاغة قلة الحصر والجرأة على البشر.


    وسُئِل الحجاج ابن القرية عن الإيجاز فقال:


    هو أن تقول فلا تبطئ وأن تصيب فلا تخطئ.


    وقال الشاعر:


    خيرالكلام قليلٌ ......... على كثيرٍ دليلُ

    والعَي معنى قصيرٌ ........ يحويهِ لفظٌ طويلُ

    وفي الكلام فضولٌ ........ وفيه قالٌ وقيلُ

    كان عبدالعزيز بن مروان يجزل عطاء من يعرب كلامه وينقص عطاء من

    يلحن فيه, فسارع الناس في
    زمانه إلى تعليم العربية, قال يوماً إلى رجلٍ

    ممن أنت؟



    قال:

    من بنو عبد الدار, قال: تجدها في
    جائزتك فنقصت جائزته مائة دينار لأنه

    لحن في (بني) حيث قالها
    {بنو} .


    وما أحسن ما قال الشاعر في الصمت:


    الصمت زينٌ والسكوتُ سلامة ..... فإذا نطقتَ فلا تكن مكثاراً


    ما أن ندمتُ على سكوتي مرّة ....... ولقد ندمتُ على الكلامِ مِراراً


    وعن علي أمير المؤمنين أنه قال:


    ما حبس الله جارحةً في حصنٍ أوثق من اللسان :


    الأسنان أمامه والشفتان من أمام ذلك واللهاة مطبّقة عليه والقلب من دون

    ذلك, فاتق الله ولا تطلق هذا المحبوس من حبسه إلا إذا أمنت
    شرّه.


    خالص التحية والتقدير

    محبكم

    حســــن عبدالحميد الدراوي
    د . حســــــن الدّراوي

    ـ عضو إتحاد كُتاب مصـــــر .
    ـ عضو كُتاب الإتحاد الأفروأســــيوي
  • د. م. عبد الحميد مظهر
    ملّاح
    • 11-10-2008
    • 2318

    #2
    الأستاذة الفاضلة سهير

    تحية طيبة

    اشكرك لنقل هذا المقال الجميل للصالون الأدبى، فهذا النوع من الكتابات هو ما نبحث عنه للإرتقاء الأدبى.

    و الدعوة لك وللجميع للمساهمة لإثراء الحوار الأدبى لما كتبه الأديب الفاضل الأستاذ حسن عبد الحميد الدراوي.

    و أوجه الدعوة ل..

    الأستاذة منجية بن صالح
    الأستاذة نجية يوسف
    الأستاذ محمد فهمي يوسف
    الدكتور على المتقي
    الدكتور وسام
    والأستاذ حسين ليشوري
    وإلى كل من لم تساعدنى الذاكرة لكتابة أسماءهم من أعضاء الملتقى

    و تحياتى

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #3
      في التصويب اللغوي : نص "أدب الصمت"للأستاذ حسن عبد الحميد الدراوي

      الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
      الحمد لله الذي هدانا إلى الإسلام، و جعلنا من أمة خير الأنام عليه الصلاة و السلام.
      الحمد لله الذي حبب إلينا اللغة العربية، لغةَ القرآن الكريم المنزل بلسان عربي مبين،
      و لغةَ النبي الأمي العربي الذي نطق بالحكمة و فصل الخطاب ففاق العالمين،
      و لغةَ الإسلام الداعي إلى تعلم اللغة العربية لفهم نصوصه و مخاطبة المسلمين!
      لقد أحسن أستاذنا المبجل، الأستاذ حسن عبد الحميد الدراوي، في اختيار موضوعه القيم و أجاد في انتقاء ألفاظه عموما و تنسيق فقراته، و نحن في أمس الحاجة إلى مواضيع مثله فنروض ألسنتنا على الاستقامة و أقلامنا على السلامة، فجزاه الله عنا خيرا وزاده علما و حلما و فهما، اللهم آمين يا رب العالمين.

      هذا، و قد لاحظت بعض الهفوات اللغوية و النحوية و الإملائية أرى ضرورة تصحيحها فيسلم النص منها و يغنم، و قد شجعني على ما أقدمت عليه من تصحيح ما جاء في نهاية النص دعوة إلى حفظ اللسان من اللحن ؛ و قد جعلت ما رأيته خطأ بالأحمر و أبقيته في النص و وضعت التصحيح بين قوسين، أما ما لم أفهمه فقد علّمت عليه بـ "؟!!!" منتظرا توضيح المؤلف الفاضل.

      و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل، و هذا أوان الشروع في التصحيح هديةً من خدمات رابطة محبي اللغة العربية :


      قال الكاتب الموقر: " ذات يوم كنت أجلس بين
      أحبة و فُتح موضــــوعاً(موضوعٌ) للنقاش و الكل انبرى ليدلل على و جهة نظره و أحقيتها في الإمتثال ( الامتثال) لها و لكنني إلتزمت (التزمت) الصمت و جلستُ أنظر إلى هذا و ذاك و ساعتها تذكرتُ كلاماً لأبي يرحمه الله قاله لي وقت كنتُ شاباً و بعد أن إنفض (انفض) المجلس جلستُ أتذكر كلام أبي عليه رحمة الله و أزيد عليه لعل الفائدة تكون فيه : فالكلام ترجمان يُعبّر عن مستودعات الضمائر و يُخبرعن مكنونات السرائر و لا يُمكن استرجاعه، و لا يُقدر على رد شوارده، فحقٌ على العاقل أن يحترز من زلـله بالإمساك عنه أو بالإقلال منه؛ رُوي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لمعاذ بن جبل :" يا معاذ أنت سالم ما سكتَّ فإذا تكلمت فعليك أو لك"، و قال: "رحم الله من قال خيراً فغنم أو سكت فسلم". و قال أمير المؤمنين عليه السلام: "اللسان معيار إطاشة (؟!) الجهل و أرجحة العقل" .و قال بعض الحكماء :"إلزم (الزم) الصمت تُعَدُّ حكيماً جاهلاً كنت أو عالما"، و قال بعض الأدباء: "سعُدَ من لسانه صموت و كلامه قوت"، و قال بعض البلغاء: "من أعوذ ما يتكلم العاقل أن لا يتكلم إلا لحاجة أو محجّة و لا يُفكّر إلا في عاقبته أو في آخرته"، و قال غيره: "إلزم (الزم) الصمت فإنه يُكسبك صفو المحبة و يؤمنك سوء المغبة و يُلبسك ثوب الوقار و يكفيك مؤونة (مئونة) الإعتذار (الاعتذار)" .و قال بعض الفصحاء :"أعقِل لسانك إلا عن حق توضحه أو باطل تدحضه أوحكمة تنشرها أو نعمة تذكرها". و قال بعضهم في ذلك شعراً:
      رأيتُ العِزَّ في أدبٍ و عقلٍ .......... و في الجهلِ المذلةُ والهوانُ
      وما حسن الرجال لهم بحسنٍ .......إذا لم يسعد الحسن البيان
      كفى بالمرءِ عيباً أن تراهُ ............. له وجهٌ وليس لهُ لسان
      وللكلام شروط أربع(أربعة) :
      الشرط الأول: أن يكون الكلام لِداعٍ يدعو إليه إما في اجتلاب نفع أو دفعضرر.
      الشرط الثاني: أن يأتي به في موضعه و يتوخى إصابة فرصِه.
      الشرط الثالث: أن يقتصر منه على قدر حاجته .
      الشرط الرابع: أن يتخيّر اللفظ الذي يتكلم به.
      و لنحلل كل شــــرط من الشروط الأربع (الأربعة)
      فالشرط الأول: أن يكون للكلام داعٍ لأن ما لا داعي له يُعَدُّ هذيان (هذيانا) و ما لا سبب له يُعَدّ هجر,(هجرا)، و من سامح نفسهُ في الكلام و لم يُراعِ صحّة دواعيه و إصابة معانيه كان قوله هذراً و لا ورائه (؟!!! أو "وراءه") معلولاً, كما حُكِيَ عن بن (ابن)عائشة أن شاباً كان يجالس الأحنف و يُطيل الصمت فأعجب ذلك الأحنف فخلت الحلقة يوماً فقال له الأحنف: "تكلم يا ابن أخي" فقال: "يا عم لو أن رجلاً سقط من شرف هذا المسجد هل كان يضرّه شيء ؟" فقال الأحنف: "ليتنا تركناك مستوراً"، ثم تمثل الأحنف بقول الشاعر:
      و كائنٍ نرى من صاحبٍ لك مُعجَب .... زيادته أو نقصه في التكــلم
      لسان الفتى نصفٌ و نصـفٌ فؤادهُ .... و لم يبقَ إلاصورة اللحم و الدم
      و حُكِيَ عن أبي يوسف الفقيه أن رجلاً كان يجلس إليه فيُطيل الصمت فقال له أبو يوسف: "ألا تسأل؟" قال: "بلى متى يُفطر الصائمُ؟" . قال : "إذا غربت الشمس" قال: "فإن لم تغرب إلى نصف الليل". قال: فتبسّم أبو يوسف و تمثـّل ببيتي الخطفي و هو جدجدير(؟!!!).
      عجبتُ لإزراء العييي بنفسه ....... و صمت الذي قد كان بالقولِ أعلما
      وفي الصمت ِسترّ للعييي و إنما ........ صحيفة لب المرء أن يتكلــما

      الشرط الثاني: وهوأن يأتي بالكلام في موضعه لأن الكلام في غير حينه لا يقع موقع الإنتفاع (الانتفاع) به، و ما لا ينفع من الكلام فهوهذيان و هجر، فإن قدّم ما يتقضّى (يقتضي) التأخير كان عجلة وخرقاًو إنأخّر ( و إن أخَّر) ما يقتضى التقديم كان توانياً وعجزاً, لأن لكل مقام قول اًو في كل زمان عملاً.
      و قد قال الشاعر:
      تضع الحديث على مواضعه ........ و كلامها من بعدها نذر(نزر= قليل)
      الشرط الثالث: هو أن يقتصر منه على حاجته فإنّ الكلام إن لم ينحصر بالحاجة و لم يقدر بالكفاية لم يكن لحدّه غاية و لا لقدره نهاية و ما لم يكن من الكلام محصوراً كان حصراً إن قصُرَ و هزراً (هذرا) إنكث(؟!!)، و رويَ أنّ أعرابياً تكلّم عند رسول الله، صلى الله عليه و سلم، و طوّل فقال النبي، صلى الله عليه و آله و سلم: "كم دون لسانك من حجاب ؟" قال: "شفتاي و أسناني". قال صلى الله عليه وســــلم :"فإن الله عز وجل يكره الإنبعاث (الانبعاث)في الكلام، فنضّر الله وجهه أوجز في كلامه فاقتصرعلى حاجته". (هذا كلام غير مستقيم و يستحيل أن يكون من كلام الرسول صلى الله عليه و سلم ما لم يصحح !).
      و قال بعض الحكماء: "من كثر كلامه كثرت آثامه".
      و قال ابن مسعود: "أنذركم فضول المنطق".
      و قال بعض الحكماء: "مقتل الرجل بين فكيه".
      و قال بعض الأدباء: "رُبَّ ألسِنَةٍ كالسيوف تقطع أعناق أصحابها و ما ينقص من هيئات الرجال يزيد في بهائها و ألبابها".
      وقال النبي صلى الله عليه وســــلم : "أبغضكم إليّ المتفيهق المكثار والملحّ المهزار(المهذار)".
      وقيل في منثور الحكم: "إذاتم العقل نقص الكلام".
      الشرط الرابع: هو اختيار اللفظ يتكلم به فلان، اللسان عنوان الإنسان يترجم عن مجهوله و يُبرهن عن محصوله فيلزم أن يكون بتهذيب ألفاظه .
      روي عن النبي صلى الله عليه أنه قال لعمّه العباس: "يعجبني جمالك . "قال: "و ما جمالي يا رسول الله؟ "قال: "لسانك".
      وقال خالد بن صفوان: "ما الإنسان لولا اللسان إلا بهيمة مهملة".
      وقال بعض الحكماء: "اللسان وزير الإنسان".
      وقال بعض البلغاء: "ليس يصح اختيار الكلام إلا لمن أخذ نفسه بالبلاغة و كلفه الزوم ( أو لزوم أو اللزومُ) الفصاحةَ حتى يصير متدرباً بها معتاداً لها, فلا يأتي بكلام مُستكره اللفظ و لا مُختل المعنى، لأن البلاغة ليست على معانٍ مفردة و لا لألفاظها غاية و إنما البلاغة أن تكون بالمعاني الصحيحة مستودعة في الألفاظ الفصيحة فتكون فصاحة الألفاظ معصحّة (؟!!!) المعاني هي البلاغة".
      و قد قيل لليوناني: "ما البلاغة؟" قال: "إختيار (اختيار) الكلام و تصحيح الأقسام".
      و قيل ذلك للرومي فقال: "حسن الإختصار (الاختصار) عند البديهة و الغزارة يوم الإطالة" .
      و قيل للهندي فقال: "معرفة الفصل من الوصل".
      و قيل للعربي فقال: "البلاغة ما حسُنَ إيجازه و قلّ مجازه و تناسب صدوره وإعجازه".
      و قال ابن المقفع: "البلاغة قلة الحصر و الجرأة على البشر".
      و سُئِل الحجاج ابن القرية عن الإيجاز فقال: "هو أن تقول فلا تبطئ و أنتصيب فلا تخطئ".
      و قال الشاعر:
      خيرالكلام قليلٌ ......... على كثيرٍ دليلُ
      و العَي معنى قصيرٌ ........ يحويهِ لفظٌ طويلُ
      و في الكلام فضولٌ ........ و فيه قالٌ و قيلُ
      كان عبد العزيز بن مروان يجزل عطاء من يعرب كلامه و ينقص عطاء من يلحن فيه, فسارع الناس في زمانه إلى تعليم (تعلُّم)العربية, قال يوماً إلى رجلٍ ممن أنت ؟ قال: من بنو عبد الدار, قال: تجدها في جائزتك فنقصت جائزته مائة دينار لأنه لحن في (بني) حيث قالها "بنو"، و ما أحسن ما قال الشاعر فيالصمت:
      الصمت زينٌ والسكوتُ سلامة ..... فإذا نطقتَ فلا تكن مكثاراً
      ما أن ندمتُ على سكوتي مرّة ....... ولقد ندمتُ على الكلامِ مِراراً
      وعن علي أمير المؤمنين أنه قال: "ما حبس الله جارحةً في حصنٍ أوثق من اللسان :الأسنان أمامه و الشفتان من أمام ذلك واللهاة مطبّقة عليه والقلب من دون ذلك, فاتق الله ولا تطلق هذا المحبوس من حبسه إلا إذا أمنت شرّه." اهـ.


      هذه الأخطاء التي لاحظتها في النص من حيث الشكل، أما من حيث المضمون فكان يجمل بالمؤلف الفاضل لو أحال على مصادر الأحاديث التي نسبها إلى الرسول، صلى الله عليه و سلم، و ألا يكتفي بصيغة التمريض لها بقوله "يُروى" فهذه صيغة غير الواثق من الأحاديث و يذكر درجة الحديث من حيث صحته و حسنه أو ضعفه، وكان عليه، أيضا، أن يذكر مصادره و مراجعه فتكون الكتابة علمية حقيقة جديرة بدعوى "العلمية" المرفوعة هنا.

      أكرر شكري إلى الأستاذ المبجل و أعتذر إليه إن أنا تجاسرت على نصه الجميل.


      تحيتي و تقديري.
      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • د. م. عبد الحميد مظهر
        ملّاح
        • 11-10-2008
        • 2318

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري
        يرجى ممن يهمه الأمر أن يقرأ مشاركتي المحذوفة هنا في الرابط التالي :



        http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=79451
        في التصويب اللغوي : نص "أدب الصمت" للأستاذ حسن عبد الحميد الدراوي.
        مع الشكر.
        حسين.
        بسم الله الرحمن الرحيم

        الأستاذ الكريم حسين ليشوري

        السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

        تحية طيبة

        الرجاء توضيح (على هذه الصفحة) أن حضرتك الذى قمت بحذف مداخلتك ولم يحذفها أحد من المشرفين على الصالون ، أما لماذا وضعتها فى مكان آخر فلك الحرية فى توضيحه او لا توضيحه .

        و تحياتى

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة
          بسم الله الرحمن الرحيم

          الأستاذ الكريم حسين ليشوري

          السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

          تحية طيبة

          الرجاء توضيح (على هذه الصفحة) أن حضرتك الذى قمت بحذف مداخلتك ولم يحذفها أحد من المشرفين على الصالون ، أما لماذا وضعتها فى مكان آخر فلك الحرية فى توضيحه او لا توضيحه .

          و تحياتى
          و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته،
          أهلا بك أستاذنا المبجل الدكتور المهندس عبد الحميد مظهر الموقر.
          قطعا، أنا من حذف مشاركتي من هذا المتصفح لأنني لم أستطع إضافة التعديلات التي أدخلتها و لم يحذفها أحد من المشرفين !
          لست أدري ماذا يجري بيد أنني كلما حاولت إعادة المشاركة تأتي ناقصة هنا و كأن النسخة الجديدة من "الملتقى" تأبى التردد أو التكرار و قد أوضحت هذا في سبب الحذف.
          أما عن "نقلها" إلى مكان آخر فلم أنقلها بل نشرتها في مكان ثان بعد "الحوار الأدبي" لمناسبتها للمحل !
          تحيتي و تقديري و شكري على هذا الاهتمام.
          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • منجية بن صالح
            عضو الملتقى
            • 03-11-2009
            • 2119

            #6
            السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


            الإخوة الأفاضل



            شكرا للأستاذ القدير حسن عبد الحميد الدراوي على طرح هذا الموضوع الشيق للنقاش و كل الشكر للدكتور الفاضل عبد الحميد مظهر على الدعوة الكريمة و إن شاء الله سأتواصل معكم لإثراء الحوار و سوف أنطلق من الموضوع نفسه و مما جاء في مداخلة الأستاذ حسن عبد الحميد

            رأيتُ العِزَّ في أدبٍ وعقلٍ .......... وفي الجهلِ المذلةُ والهوانُ
            وما حسن الرجال لهم بحسنٍ .......إذا لم يسعد الحسن البيان
            كفى بالمرءِ عيباً أن تراهُ ............. له وجهٌ وليس لهُ لسان

            الكل يتفق على أن عزة الإنسان تكمن في أدبه و عقله و في الجهل مذلة و هوان لكن هذه المصطلحات فضفاضة و تخضع إلى النسبية و كل يراها بمنظاره ليبقى البيان هو الفيصل و الحاكم على الإنسان بالسعادة أو بالشقاء لأنه المرآة العاكسة لمنطق و فكر صاحبه و ما يختزل من جهل أو علم و أخلاق و أدب و لغة قادرة على أن تكون لسانا مبينا يفرق بين الحق و الباطل ليرسي قواعد عمل ترسخ قيم إنسانية نفتقد وجودها في حياتنا اليومية على المستوى الإجتماعي و الثقافي و الفكري و أقول أن الأدب و العقل في حاجة إلى كلمة تكون بيانا لمنطق له خلفية علمية فكرية راسخة و مرسخة للقيم الإنسانية قائمة الذات في عقل تبناها و أصبحت فيه قناعة هكذا تصبح الكلمة لسانا مبينا و سلاحا فاعلا ضد الجهل و البغاء الفكري


            نحن أمة اقرأ و مع الأسف الشديد لا نعطي أهمية للكلمة بينما هي مرآة عاكسة لداخل الإنسان وهي الشاهد على فكره و ما يختزله عقله من أدب و علم أو من جهل بسيط أو مركب فللصمت سلبياته و حكمته و هل فعلا الصمت كما يقال عنه :


            إلزم الصمت فإنه يُكسبك صفو المحبة ويؤمنك سوء المغبة ويُلبسك ثوب الوقار ويكفيك مؤونة الإعتذار .
            إلزم الصمت تُعَدُّ حكيماً جاهلاً كنت أو عالماً
            .
            للكلام أيضا سلبياته ليكون كغثاء السيل كيف نفعل الكلمة في حياتنا حتى تكون حكمة ؟
            الصمت و الكلام محوران أساسيان في حياة الإنسان و هو لا يكون إلا بهما هذا ما سأتناوله في مداخلاتي القادمة إن شاء الله تعالى

            تعليق

            • نجيةيوسف
              أديب وكاتب
              • 27-10-2008
              • 2682

              #7

              أستاذي الكريم أ . د . عبد الحميد مظهر ،

              بداية أقدم كبير الامتنان وعظيم الشكر لدعوة كريمة من أستاذ كريم ، وإنه والله لفضل يشرفني به جنابكم الكريم ،ومِنّة كبيرة منه سبحانه أحمد الله أن وهبنيها حين أجدني بين أساتذة منحتموني شرف رفقة حرفهم وحوارهم .
              وقبل أن أبدأ بما لدي من حديث أقدم التحية لأستاذي حسن عبد الحميد الدراوي ، الذي كان سباقا لنا جميعا بموضوع يأخذنا فيه إلى لحظة تأمل مع الذات ومع الظرف ومع اللغة .
              فله كبير الاحترام وعظيم الشكر .

              أما وقد أكرمتموني بدعوتكم للحديث فإنني على ما في النفس من حديث أجدني أتوقف أمام مرآة القول مرارا ، يتفلّت القول من بين الشفتين إلى اليدين الضاربة على مفاتيح الجهاز لأعيده عنوة ويقفل بابَ الشفتين سؤالٌ جعلني أمتنع عن المشاركة في إدلاء ما بدلوي منذ اللحظة التي صافحت فيها عيناي هذه الدعوة الكريمة ، إلى لحظتي هذه التي لست أدري سرها حين وجدتني أصحو وليس في ذهني سوى ما سأقول وقد أرهقني حبسه خلف باب لا يسمح كثيرا بانفلات مثل هذا الحديث .

              هل تسمحون لي بأن يكون حديثي منثالا مع هواجس نفسي غير مقيد بما يطلبه الموضوع من التمجيد بجمال الصمت وفضله ؟؟

              سأحاول ، سأحاول أن أتقيد بفضل الصمت ما استطعت ، وعذرا إن أفلت مني زمام حسن قيادة محور الحديث فجئت من الهذر بما يجعل حديثي مثالا حيا على سوء الكلام وضعف القدرة على ضبط النفس عند حدود ما يحسن من الصمت .
              نعم ، قد قرأت كثيرا عن الصمت وقد جاد علينا المنظِّرون والشعراء والفلاسفة والأدباء بما جادوا من فضل الصمت ، لكنني ورغما عني كما قلت منذ اللحظة الأولى التي قرأتْ فيها عيناي الموضوع طافت في بالي أسئلة كثيرة سأطرحها هنا علّي أجد عليها إجابة .
              متى يكون الصمت قوة فلا يفسَّر ضعفا ؟ متى يكون الصمت عقلا وحنكة فلا يسمى هزيمة ؟ متى يكون الصمت حكمة فلا يفسر جبنا عن اللقاء والمواجهة ؟ متى يكون الصمت قيادة وحسن سياسة فلا يسمى هروبا وذلا ؟
              يا سيدي مذ وعيت على هذه الدنيا وأنا أرى الصمت يقتلني ويقتل وطني ولا من متحدث بما يرفع الظلم عني . وأنا على صمتهم من الصامتين ولكن بعد أن قطعوا لساني وقالوا كوني من المسبحين بحمد الصمت والخانعين .

              قل لي يا سيدي ،



              ما فعل لنا الصمت العربي أمام ما نراه يفعل بالأقصى ؟؟ هل ترى صوتا يتحدث عن ما يجري تحته من حفر جعله آيلا للسقوط ؟؟



              قل لي ما فعل الصمت العربي حين احتفظنا بحق الرد حين هاجمت إسرائيل أربع مواقع عسكرية في سوريا ؟؟

              ما ذا فعل لنا الصمت حين نالوا من الرسول الكريم بما نالوا من صور أرادوا بها إهانة أمة الإسلام قاطبة ؟
              ما فعل لنا صمتنا قل لي ؟؟

              وغزة ، هل يذكرها أحد ؟؟



              هل يذكر عملية الرصاص المسكوب عليها ومجزرة السبت الأسود حين أسفرت عن استشهاد 1417 فلسطينياً على الأقل (من بينهم 926 مدنياً و281 طفلاً و111 امرأة) وإصابة 4336 آخرين ؟؟
              ومازال صمتنا المجيد يرعى الحصار عليها ولا من مطلق رصاصة الحرف ولو بكلمة عابرة ، بل وجدنا من يهلل ويدعو للمزيد !!
              وهذا الذي أرى من صمت حول مذابح ومجازر يومية في أكثر من بقعة من وطني العربي الكبير ، ولا حراك يقول نحن أولى بإيقاف حمامات الدم ، بل ولأننا لا نجيد غير الصمت جئنا بمن يتحدث عنا ويجيد لغة الكلام ، وأعدنا من جديد مأساة العراق في مأدبة أخرى تكالب عليها اللئام .

              اعذروني ، لا أستطيع أن أدخل مدخل التنظير والفلسفة الفكرية وأتحدث عن جمال الصمت لأقول لكم كما يقولون :

              الصمت طاقة فكر ، أو أن أقول كما قال بعض الحكماء :

              الزم الصمت تُعَدّ حكيماً جاهلاً كنت أو عالماً .

              بل سأقول ما قاله أحدهم :

              كفى بالمرءِ عيباً أن تراهُ ............. له وجهٌ وليس لهُ لسان

              وسأحوّره لأقول :

              كفى يا عُرب عيبا أن ترانا ..... لنا وجه وليس لنا لسان .

              بل أين وجهنا أروني بينهم ؟؟

              إننا كما يبدو انتهجنا الصمت ملة ودينا في كل شيء ، عن حقوقنا صامتين ، وفي مجالات العلم صامتين ، ويا ويل ، ويل المتحدثين

              اعذروني هذا ما استعر في خيالي ولم أطق عليه صمتا .


              sigpic


              كلماتنا أرواحنا تهمي على السطر

              تعليق

              • د. م. عبد الحميد مظهر
                ملّاح
                • 11-10-2008
                • 2318

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة منجية بن صالح مشاهدة المشاركة
                السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


                الإخوة الأفاضل

                شكرا للأستاذ القدير حسن عبد الحميد الدراوي على طرح هذا الموضوع الشيق للنقاش و كل الشكر للدكتور الفاضل عبد الحميد مظهر على الدعوة الكريمة و إن شاء الله سأتواصل معكم لإثراء الحوار
                الأستاذة الفاضلة منجية بن صالح

                تحية إعزاز و تقدير

                فى الحقيقة منذ مدة طويلة وأنا أود أن أقدم لك و للأستاذة نجية يوسف الشكر و التقدير لمجهودكما فى تقديم الكثير من الأعمال الجادة والراقية ، فأنتما تعملان فى صمت بلا جلبة و ضوضاء.

                و تحياتى

                تعليق

                • د. م. عبد الحميد مظهر
                  ملّاح
                  • 11-10-2008
                  • 2318

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة نجيةيوسف مشاهدة المشاركة
                  أستاذي الكريم أ . د . عبد الحميد مظهر ،

                  بداية أقدم كبير الامتنان وعظيم الشكر لدعوة كريمة من أستاذ كريم ، وإنه والله لفضل يشرفني به جنابكم الكريم ،ومِنّة كبيرة منه سبحانه أحمد الله أن وهبنيها حين أجدني بين أساتذة منحتموني شرف رفقة حرفهم وحوارهم .
                  الأستاذة الفاضلة نجية يوسف

                  تحية طيبة

                  أود أن اقدم لك و للأستاذة منجية بن صالح تحية إعزاز و تقدير ، و أجمل آيات الشكر و العرفان لجهودكما فى تقديم الكثير من الأعمال الجادة والراقية ، فأنتما تعملان فى صمت بلا جلبة و ضوضاء و تمثلان قدوة للكتاب فى الملتقى ، وتؤكدان أن "الظاهرة الصوتية" لها استثناءات فى الملتقى

                  و تحياتى

                  تعليق

                  • منجية بن صالح
                    عضو الملتقى
                    • 03-11-2009
                    • 2119

                    #10
                    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

                    الأستاذ الكريم عبد الحميد مظهر

                    الإخوة الأفاضل


                    شكرا دكتور عبد الحميد على الرد الجميل و يا رب نكون عند حسن ظنك وظن الجميع
                    و أقول إن الصمت و الكلام محوران أساسيان في حياة الإنسان و لا يكون إلا بهما, إنسانا راشدا حكيما أو جاهلا عنيدا .فالكلمة هي أساس وجود و شاهد حق لا يزيغ لأنها تحمل معناها في مبناها لا تتغير و لا تخادع .تنبع من العمق الإنساني لتكون صورة موروث ثقافي حضاري بيئي فكري تحمل في ثناياها كل هذا المخزون الطافح من أرض إنسان هو فرد من إنسانية لها تاريخ , حضارة و فكر.

                    علماء الجيولوجيا يقومون بحفريات للتعرف على معالم تاريخ الحضارات المندثرة و علماء النفس و الإجتماع يقومون بتحليل الكلمة و الخطاب للتعرف على الإنسان و مارسب في أعماق وجدانه و في لا وعي يكون كمقبرة تاريخ وجوده الأول .
                    استنطاق الكلمة وحده القادر على رسم الصورة الحقيقية للإنسان فلا الملامح الخارجية و لا الشهائد العلمية و لا الوضع المادي المترف قادر على الإفصاح عن حقيقية الإنسان بدليل قاطع غير الكلمة فلها أهمية قصوى
                    مع الأسف الشديد نتجاهلها .....نحن الأولى بمعرفتها و تفعيلها على أرض الواقع لأننا أمة اقرأ و مع الأسف الشديد لا تقرأ .....


                    تحمل الكلمة في طياتها التاريخ و تضاريس الجغرافية طبيعتها الوعرة , ثقافة و فكر الإنسان على إمتداد قرون .....فإذا كانت الكلمة حاملة كل هذا الموروث الإنساني بسلبياته و إيجابيته , يصبح الخطاب مزيجا غير متجانس من مشاعر و فكر و طبيعة و تطبع و آثارا خلفها فيه تاريخ الإنسانية لنتخيل صورة الخطاب الذي نجد أنفسنا أمامه ......
                    فوضى عارمة تجتاحنا و تحتوي كل خطاباتنا و هذا ما نتعرض إليه في حياتنا اليومية نكون في كثير من الأحيان في نقاش هو حديث طرشان بامتياز ينتهي في أغلب الأحيان بسنفونية تجسد الغضب و العنف الإنساني الغريزي المتطرف و اللأخلاقي في كثير من الأحيان

                    للبعض أن يقول إن العقل و التربية و الثقافة و القيم الأخلاقية هي التي يتحلى بها الإنسان و تجعله متوازن في حواراته و أقول إن كل ما ذكر هو قشر فوق بركان أو أمواج بحر تخفي أعماقه الزاخرة ببقايا حضارات و سفن أغرقتها الطبيعة .سرعان ما يتقشع بريق القشر عند إحتكاكه بآخر لتتراء لنا حقيقة ما خفي عنا .


                    أردت بهذه المقدمة أن أقول أن للكلمة أهمية قصوى في حياتنا فنحن نجهل مبتداها و منتهاها من أين خرجت ؟ إلى أين هي متجهة؟ ما مفعولها فينا ؟ ما تأثيرها على الآخر؟

                    الكلمة كما وصفتها تكون عقيمة ليست ذات جدوى و لا مفعول لها سلبية تقتل صاحبها قبل غيرها عندما يتفوه بها و كأنها تلغي وجوده الإنساني لأنها تفصح عن فوضى تعيشه تتجلى في خطابه لتشيع الفوضى و الإلغاء حولها, ينم ذلك عن جهل يعيشنا ليتجلى في خطابنا و تكون الكلمة هي بساطه الطائرو الحامل لصورة لنا تحكي عن جهلنا المدقع بقدرة الإنسان على الخلق و إبداع نفسه من جديد ليبدع في محيطه و يتعلم منه الأخر حتى نقلع عن إشاعة الموت و نزرع الحياة هكذا فقط نكون فعلا أمة إقرأ .....
                    هذا وصف لحال نعيشه كيف نتجاوزه ليكون الكلام حكمة ؟
                    إلا لقاء قادم إن شاء الله

                    تعليق

                    • رنا خطيب
                      أديب وكاتب
                      • 03-11-2008
                      • 4025

                      #11
                      الأستاذ الفاضل حسن عبد الحميد الدراوي
                      السادة المتحاورون الأفاضل

                      السلام عليكم و رحمة الله و بركاته....

                      الصمت و الكلام قوتان نحتاج إلى كلاهما عندما تستدعي الحاجة..
                      في زماننا هذا كثر الكلام على حساب الفكرة و على حساب الصمت و على حساب الفعل فضاعت المعاني و تراجع تأثير الكلام في النفس.. فعل الصمت هو الفعل النادر الذي يسلكه : إما العقلاء للرد على ما لا يستحق الرد ـ أو الضعفاء الذين ألجمهم سوط الاستبداد و الظلم و الحرمان.

                      مع الشكر للأستاذ حسن على طرح هذا الموضوع ، و الأستاذ عبد الحميد مظهر على إدارة هذا الموضوع.

                      مع التحيات
                      رنا خطيب

                      تعليق

                      • فايزشناني
                        عضو الملتقى
                        • 29-09-2010
                        • 4795

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة منجية بن صالح مشاهدة المشاركة
                        السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


                        الأستاذ الكريم عبد الحميد مظهر

                        الإخوة الأفاضل




                        شكرا دكتور عبد الحميد على الرد الجميل و يا رب نكون عند حسن ظنك وظن الجميع

                        و أقول إن الصمت و الكلام محوران أساسيان في حياة الإنسان و لا يكون إلا بهما, إنسانا راشدا حكيما أو جاهلا عنيدا .فالكلمة هي أساس وجود و شاهد حق لا يزيغ لأنها تحمل معناها في مبناها لا تتغير و لا تخادع .تنبع من العمق الإنساني لتكون صورة موروث ثقافي حضاري بيئي فكري تحمل في ثناياها كل هذا المخزون الطافح من أرض إنسان هو فرد من إنسانية لها تاريخ , حضارة و فكر.

                        علماء الجيولوجيا يقومون بحفريات للتعرف على معالم تاريخ الحضارات المندثرة و علماء النفس و الإجتماع يقومون بتحليل الكلمة و الخطاب للتعرف على الإنسان و مارسب في أعماق وجدانه و في لا وعي يكون كمقبرة تاريخ وجوده الأول .
                        استنطاق الكلمة وحده القادر على رسم الصورة الحقيقية للإنسان فلا الملامح الخارجية و لا الشهائد العلمية و لا الوضع المادي المترف قادر على الإفصاح عن حقيقية الإنسان بدليل قاطع غير الكلمة فلها أهمية قصوى
                        مع الأسف الشديد نتجاهلها .....نحن الأولى بمعرفتها و تفعيلها على أرض الواقع لأننا أمة اقرأ و مع الأسف الشديد لا تقرأ .....




                        تحمل الكلمة في طياتها التاريخ و تضاريس الجغرافية طبيعتها الوعرة , ثقافة و فكر الإنسان على إمتداد قرون .....فإذا كانت الكلمة حاملة كل هذا الموروث الإنساني بسلبياته و إيجابيته , يصبح الخطاب مزيجا غير متجانس من مشاعر و فكر و طبيعة و تطبع و آثارا خلفها فيه تاريخ الإنسانية لنتخيل صورة الخطاب الذي نجد أنفسنا أمامه ......

                        فوضى عارمة تجتاحنا و تحتوي كل خطاباتنا و هذا ما نتعرض إليه في حياتنا اليومية نكون في كثير من الأحيان في نقاش هو حديث طرشان بامتياز ينتهي في أغلب الأحيان بسنفونية تجسد الغضب و العنف الإنساني الغريزي المتطرف و اللأخلاقي في كثير من الأحيان



                        للبعض أن يقول إن العقل و التربية و الثقافة و القيم الأخلاقية هي التي يتحلى بها الإنسان و تجعله متوازن في حواراته و أقول إن كل ما ذكر هو قشر فوق بركان أو أمواج بحر تخفي أعماقه الزاخرة ببقايا حضارات و سفن أغرقتها الطبيعة .سرعان ما يتقشع بريق القشر عند إحتكاكه بآخر لتتراء لنا حقيقة ما خفي عنا .



                        أردت بهذه المقدمة أن أقول أن للكلمة أهمية قصوى في حياتنا فنحن نجهل مبتداها و منتهاها من أين خرجت ؟ إلى أين هي متجهة؟ ما مفعولها فينا ؟ ما تأثيرها على الآخر؟



                        الكلمة كما وصفتها تكون عقيمة ليست ذات جدوى و لا مفعول لها سلبية تقتل صاحبها قبل غيرها عندما يتفوه بها و كأنها تلغي وجوده الإنساني لأنها تفصح عن فوضى تعيشه تتجلى في خطابه لتشيع الفوضى و الإلغاء حولها, ينم ذلك عن جهل يعيشنا ليتجلى في خطابنا و تكون الكلمة هي بساطه الطائرو الحامل لصورة لنا تحكي عن جهلنا المدقع بقدرة الإنسان على الخلق و إبداع نفسه من جديد ليبدع في محيطه و يتعلم منه الأخر حتى نقلع عن إشاعة الموت و نزرع الحياة هكذا فقط نكون فعلا أمة إقرأ .....


                        هذا وصف لحال نعيشه كيف نتجاوزه ليكون الكلام حكمة ؟


                        إلا لقاء قادم إن شاء الله
                        أختي منجية الفاضلة
                        نطقت درراً وجواهراً
                        كيف يكون الكلام حكمة
                        والأقوال قد تغدو بلاقيمة إن لم تقترن بالأفعال
                        مع تقديري واحترامي
                        هيهات منا الهزيمة
                        قررنا ألا نخاف
                        تعيش وتسلم يا وطني​

                        تعليق

                        • د. وسام البكري
                          أديب وكاتب
                          • 21-03-2008
                          • 2866

                          #13
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                          اهتمّت كتب الأدب في تراثنا العربي بأدب اللسان أو الكلام من نواحٍ عدة، كالناحية الأدبية والاجتماعية والثقافية وغيرها من النواحي؛ وقد انصهرت جميعها في أسلوب رائع يُبعِد السأم والملل والإطالة، إذ تتخللها الأبيات الشعرية والنادرة اللطيفة من روايات ومواقف هادفة.

                          وأبرز هذه الكتب والأمالي، كتاب البيان والتبيين للجاحظ (ت255هـ)، وكتاب الكامل في اللغة والأدب للميرّد (286هـ)، وكتاب الأمالي لأبي عليّ القاليّ (356هـ)، وكتاب زَهر الآداب وثَمَر الآداب لأبي إسحاق القيروانيّ الحصريّ (ت413هـ)، وكتاب العمدة لابن رشيق القيروانيّ (ت463هـ) .. وغيرها.

                          وأزعم أنّ رائد هذه الكتب جميعها وغيرها هو الحكمة المشهورة: (لكل مَقامٍ مَقال)، فلا يمكن أن نُغلّب الكلام على الصمت أو بالعكس من غير دواعٍ مُوجبة له.

                          واستناداً إلى ما تقدّم نتفهّم دعوة الأستاذ الكريم حسن عبد الحميد الدراوي النبيلة، وأما مَن شاء أن يبني عليها مبتناه النفسي أو السياسي أو أيّ مبتنًى آخر، فهو من قبيل التطبيق فقط، على أن الكلام عن حُسن الصمت لا يعني الدعوة إلى الصمت أمام الظلم !، كما أنّ الكلام عن حُسن الكلام لا يعني الدعوة إلى الثرثرة من غير حكمة.

                          لكلّ مَقامٍ مَقال .. وشكراً جزيلاً.
                          التعديل الأخير تم بواسطة د. وسام البكري; الساعة 26-05-2011, 14:56.
                          د. وسام البكري

                          تعليق

                          • سليمى السرايري
                            مدير عام/رئيس ق.أدب وفنون
                            • 08-01-2010
                            • 13572

                            #14


                            أستاذي الفاضل
                            الأديب حسن عبدالحميد الدراوي


                            كان لهذا المحور امسية في المركز الصوتي في الملتقى ضمن برنامج
                            " أمثال و مواقف "

                            اسمح لي سيّدي الكريم ان انسخ لك بعض مما قدّمناه والذي هو خليط من أفكارنا وممّا جمعناه من أمثال من تراثنا الغنيّ بمواقفه وحكمه.



                            الصمت والكلام

                            عندما تعجز الكلمات عن التعبير ...
                            عندما يقف الزمن عند لحظة معينه ...
                            عندما تنعدم لغة الكلام ...
                            عندما لا نجد أي حرف في الأبجدية يستطيع إيصال ما نريد ...
                            وقتهـــا .... يظهر شبح الصمتيكون الصمت أساس الموقف وسيده ...
                            يسدل ستاره الرمادي ليخفي الحقائق ...
                            يبدأ في استعراض قوته الصامتة ...
                            يغطي الموقف برهبة تقشعر لها الأبدان ...
                            تحاول الكلمات الصمود أمام هذا الشبح ...
                            تحاول الخروج من الشفاه لكنها لا تستطيع ...
                            تستنجد الكلمات بمن يساعدها في حربها مع الصمت
                            ....

                            -=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-

                            الصمت هو العلم الأصعب من علم الكلام،

                            يصعب أحيانا تفسيره وهو أفضل جواب لبعض الأسئلة،
                            وقيل قديما أن الصمت إجابة رائعة لايتقنها الآخرون،

                            ومما قيل عنه نذكر:
                            -

                            قال صلى الله عليه وسلم :

                            "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو
                            فليصمت".


                            - وقال علي ابن ابي طالب كرم الله وجهه:

                            "إذا تم العقل نقص الكلام"، وقال: "بكثرة الصمت تكون الهيـْـبة
                            ".
                            قال عمرو بن العاص

                            - "
                            الكلام كالدواء إن أقللت منه نفع. وإن أكثرت منه قتل".


                            -
                            قال لقمان لولده:"


                            يا بني اذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر انت بحسن صمتك".


                            قال وهب ابن الورد


                            - "
                            بلغنا ان الحكمة عشرة أجزاء تسع منها بالصمت والعاشر في عزلة
                            الناس".



                            الإمام الشافعي



                            - "إذا أراد أحدكم الكلام فعليه أن يفكر في كلامه فإن ظهرت المصلحة تكلم, وإن شك لم يتكلم حتى تظهر".
                            -


                            وليم هنريت

                            الصمت فن عظيم من فنون الكلام.



                            جلاسكو


                            -
                            لابد أحياناً من لزوم الصمت ليسمعنا الآخرون.



                            غادة السمان


                            -
                            لأننا نتقن الصمت حملونا وزر النوايا.



                            أبو العلاء المعري

                            - اذا قلت المحال رفعت صوتي واذا قلت اليقين اطلت همسي.



                            هنري كيسنجر


                            -
                            يجدر بالمرء أن يتوقف عن الكلام حين يهز المستمع إليه رأسه موافقا من دون أن يقول شيئا.



                            الشاعر بايرون


                            -
                            لا ترفع يدك على المرأة إلا إذا كنت تعلم أن شفتيك عاجزتان عن تحقيق مأربك.



                            كريستوفر مورلي


                            -
                            لن تكون متحدثاَ جيداَ حتى تتعلم كيف تحسن الإصغاء.



                            ارسطو


                            -
                            الكلام تفكير بالفعل والتفكر كلام بالقوة.



                            أنيس منصور


                            -
                            القراءة هي فن الإنصات.
                            -
                            متى تكلمت المرأة اسمع ما تقوله عيناها.
                            -
                            إن بعض القول فن ..
                            فاجعل الإصغاء فناً

                            -
                            الموسيقى والمعارض الفنية كلها فنون من الصمت.
                            فأنت ترى وتنصت ولا تقول شيئاً.
                            إنها أروع حالات الصمت والتأمل.



                            أحمد تيمور


                            -
                            الصمت أكثر ثراءا من الكلام، نحن نتكلم حينما يفيض بنا الصمت.


                            إذا تكلمت بالكلمة ملكتك وإذا لم تتكلم بها ملكتها

                            السكوت علامة الرضا

                            أنت على رد ما لم تقل أقدر منك على رد ما قلت


                            إياك وأن يضرب لسانك عنقك

                            تكلم فقد كلم الله موسى

                            خير الكلام ما قل ودل

                            رب سكوت أبلغ من كلام



                            رب كلام يثير الحروب

                            رب كلمة قالت لصاحبها دعني

                            سرك أسيرك

                            سلامة الإنسان في حلاوة اللسان

                            صدرك أوسع لسرك

                            صدور الأحرار قبور الأسرار

                            عثرة القدم أسلم من عثرة اللسان

                            كأن على رءوسهم الطير

                            كل سر جاوز الاثنين شاع

                            لا تطلقن القول في غير بصر ... إن اللسان غير مأمون الضرر

                            لا تهرف بما لا تعرف

                            لسان الفتى عن عقله ترجمانه ... متى زل عقل المرء زل لسانه

                            لسانك حصانك إن صنته صانك، وإن هنته هانك

                            الساكت عن الحق شيطان أخرس

                            مقتل الرجل بين فكيه

                            ملكت نفسي يوم ملكت منطقي


                            من كتم سره كان الخيار بيده

                            واحفظ لسانك لا تقول فتبتلى ... إن البلاء موكل بالمنطق

                            وبعض القول يذهب في الرياح

                            وَجُرْحُ اللسان كَجُرْحِ اليد


                            وفي الصمت ستر للغيّ وإنما ... صحيفة لب المرء أن يتكلما

                            ولفظة زائغة سبيلها قد سلبت نعمة من يقولها



                            ومن الشعر:
                            -

                            يقول الشافعي:



                            قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم * إن الجواب لباب الشر مفتاح
                            والصمت عن جاهل أو أحمق شرف * وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
                            أما ترى الأسود تُخشى وهي صامتة * والكلب يخشىلعمري وهو نباح




                            - وقال لقمان:



                            الصمت زين والسكوت سلامة * فإذا نطقت فلا تكن مهذارا
                            ما إن ندمت على سكوتي مرّة * لكن ندمت على السكوت مرارا


                            يقول أبو نواس:

                            خل حبيبك لمرام

                            وامض عنه بسلام
                            مت بِداءْ الصمت خيراً
                            لك من داء الكلام
                            إنما العاقل من ألجم
                            فاها بلجام


                            ~~~~~~
                            و أختم بنصّي البسيط باللهجة العاميّة التونسيّة:

                            كان الكلام فضة يكون السكات ذهب
                            وكان الحبيب جافى علاش فيه نحب
                            وكان الدمع حارق فالقلب زاد تعب
                            عديت اهات في داخلي كالحرب
                            وقلت يا عين كفّي وناديت يا رب
                            كان الصدى يجاوب في صوتي
                            كانت العصافر غاربة من خوفي
                            ابكي يا عيون و يا روح نوحي
                            حبيبي الى فسّماء لبعيدة علاّني
                            صار البحر بينا وفي اليمّ خلاّني
                            لا عطف على حالي ولا جاني
                            ولا نتوب لو حطّو اللجام فلساني
                            ولو غيرو التاريخ وحفرو جباني


                            ~~~~~
                            فائق تقديري
                            /
                            /
                            سليمى



                            التعديل الأخير تم بواسطة سليمى السرايري; الساعة 25-09-2011, 14:18.
                            لا تلمني لو صار جسدي فاكهة للفصول

                            تعليق

                            يعمل...
                            X