كتب مصطفى بونيف

سئم الرئيس من حكم الشعب بالطريقة المألوفة ..فانزوى في غرفة مكيفة بالقصر الرئاسي ، ليجلس أمام شاشة الكمبيوتر ، وراح يمارس طقوس الحكم وهو ينقر على لوحة المفاتيح .
كتب لنا الرئيس عن سيرته الذاتية ، وعن تاريخه النضالي الطويل ، تاريخ لا يشبه التاريخ ، وأخبرنا عن بطولاته وعن قيادته وإمارته لجماعات وجماعات ، وعن اعتقاله في السجن الحربي ، وعن نجاته بأعجوبة .
تأكدنا من خلال عنوانه الالكتروني بأنه فخامة الرئيس فعلا ...!!!.
قسم الدولة إلى محافظات ، والمحافظات إلى دوائر والدوائر إلى بلديات ..ووضع
على رأس كل بلدية ودائرة ومحافظة رئيسا يمثله ويمثلنا !.
ل الرؤساء كانوا ينقرون على الكيبورد ..وكل القرارات كانت تأتي في شكل بريد إلكتروني ..وكل المفاوضات كانت تدور عبر علبة الماسنجر ..وكل الحروب كانت إلكترونية ..والأسلحة الفتاكة الخطيرة صارت برامجا للهاكر والاختراق والجوسسة .
الرئيس الالكتروني ...لا يختلف في فكره وطريقة حكمه عن الرئيس التقليدي ..فالذي يملك السلطة يميل إلى التعسف بها ...وكم من تعسف يمارس خلف شاشة الكمبيوتر .
أنت عضو موقوف ....ويصبغ اسمك باللون الأسود أو الأحمر ، تحاول الولوج إلى المملكة ..بلا فائدة ...أصبحت فردا غير مرغوب فيه ، لمجرد أنك قلت كلاما لا يروق إلى فخامته ...أو إلى فخامات المجتمعين في مجلس الماسنجر الأعلى ! .
تكتب رأيا في الليل ...ليأتي زوار الفجر ...فلا تجد مقالك ..بل تجد رسالة آلية تخبرك بأن كلامك محذوف ...
والسيد الرئيس يتمدد بكامل قامته على كرسيه ..ويرتشف فنجان القهوة ضاحكا .
ولكل فرعون هامان !
هامان في مملكة رئيسنا الالكتروني ...خريج الجامعة الالكترونية ...يتقن فن التلون وفن الضرب بالعصا الممسوكة من وسطها ..فالضربة بها أقوى !
مضحكة مبكية ....مملكة الرئيس .
الأمة جائعة ...
وفخامته يوزع النياشين والدروع على الشعراء والبلغاء !
يكبس على زر الكيبورد ....
يتبع ....

سئم الرئيس من حكم الشعب بالطريقة المألوفة ..فانزوى في غرفة مكيفة بالقصر الرئاسي ، ليجلس أمام شاشة الكمبيوتر ، وراح يمارس طقوس الحكم وهو ينقر على لوحة المفاتيح .
كتب لنا الرئيس عن سيرته الذاتية ، وعن تاريخه النضالي الطويل ، تاريخ لا يشبه التاريخ ، وأخبرنا عن بطولاته وعن قيادته وإمارته لجماعات وجماعات ، وعن اعتقاله في السجن الحربي ، وعن نجاته بأعجوبة .
تأكدنا من خلال عنوانه الالكتروني بأنه فخامة الرئيس فعلا ...!!!.
قسم الدولة إلى محافظات ، والمحافظات إلى دوائر والدوائر إلى بلديات ..ووضع
على رأس كل بلدية ودائرة ومحافظة رئيسا يمثله ويمثلنا !.
ل الرؤساء كانوا ينقرون على الكيبورد ..وكل القرارات كانت تأتي في شكل بريد إلكتروني ..وكل المفاوضات كانت تدور عبر علبة الماسنجر ..وكل الحروب كانت إلكترونية ..والأسلحة الفتاكة الخطيرة صارت برامجا للهاكر والاختراق والجوسسة .
الرئيس الالكتروني ...لا يختلف في فكره وطريقة حكمه عن الرئيس التقليدي ..فالذي يملك السلطة يميل إلى التعسف بها ...وكم من تعسف يمارس خلف شاشة الكمبيوتر .
أنت عضو موقوف ....ويصبغ اسمك باللون الأسود أو الأحمر ، تحاول الولوج إلى المملكة ..بلا فائدة ...أصبحت فردا غير مرغوب فيه ، لمجرد أنك قلت كلاما لا يروق إلى فخامته ...أو إلى فخامات المجتمعين في مجلس الماسنجر الأعلى ! .
تكتب رأيا في الليل ...ليأتي زوار الفجر ...فلا تجد مقالك ..بل تجد رسالة آلية تخبرك بأن كلامك محذوف ...
والسيد الرئيس يتمدد بكامل قامته على كرسيه ..ويرتشف فنجان القهوة ضاحكا .
ولكل فرعون هامان !
هامان في مملكة رئيسنا الالكتروني ...خريج الجامعة الالكترونية ...يتقن فن التلون وفن الضرب بالعصا الممسوكة من وسطها ..فالضربة بها أقوى !
مضحكة مبكية ....مملكة الرئيس .
الأمة جائعة ...
وفخامته يوزع النياشين والدروع على الشعراء والبلغاء !
يكبس على زر الكيبورد ....
يتبع ....
تعليق