الإسلام و بناء الإنسان العربى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. م. عبد الحميد مظهر
    ملّاح
    • 11-10-2008
    • 2318

    الإسلام و بناء الإنسان العربى


    الإسلام و بناء الإنسان العربى

    العمل على إعادة المعنى الإيجابى والبنائى للإسلام


    الإسلام دين عظيم ، ولكننا أهملناه كثيرأ ، وتركنا معناه واكتفينا بالأقوال والمواعظ والشكليات منه ، وهذه دعوة لنعمل معاّ لإعادة المعنى له ، كما كان أيام الرسول و خلافته الراشدة.

    الدين الإسلامى الحقيقى يتعامل مع الإنسان كمنظومة متكاملة من نفس وروح وجسد وفكر وقلب. ولكن فى عصرنا الحالى، عصر التهافت على الإنتاج الإستهلاكى والبضائع والسوق ، تغير مفهوم الدين ، وتحول الى كلمات وعبارات تتعامل مع الإنسان ليس كمنظومة متكاملة بل كأجزاء منفصلة ليس لها علاقة بعضها ببعض. الدين فى حياة الشعوب العربية مهم للغاية، ولكن الكثير من المفاهيم الدينية والسلوكيات تحتاج إلى مراجعات كثيرة ، من أجل البناء الصحى المتوازن.

    الأهداف الأساسية للدين الإسلامى هى التوحيد ( وما يتبعه) وتزكية النفس (النماء الإنسانى للفرد والجماعة) وعمارة الارض. و لقد حدث خلل شديد فى التعليم الدينى وفى الخطاب الدينى وفى السلوك بحيث فقد الدين معناه وأهدافه، وتركز على شكليات وعبارات تقال وتكرر. أصبح توحيد الله قولا فقط بلا إنعكاس حقيقى على حياة الغالبية التى تقوله، وفقد الدين الكثير من مضامينه التى ترقى بالإنسان. لقد أصبح من الصعوبة بمكان ان نرى إنعكاسات الإيمان والتدبر و التفكر وارتباطهم بالعمل على عمارة الارض(للهندسة والعلوم دور كبير فى عمارة الأرض) ، وتنمية النفس البشرية وحل مشاكل الخلق.

    لقد أعطانا القرأن صوراّ من أنواع النفوس: النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة والنفس الراضية المرضية. والسؤال هو: هل السلوك الدينى السائد الأن تخطى بالناس مرحلة النفس الأمارة بالسوء الى حالة النفس اللوامة التى تحاسب نفسها؟ لذلك فمن أهم مشاريع بناء الإنسان هى المشاريع التى تعيد الدين إلى وضعه الإيجابى و الطبيعى…إلى معناه الحقيقى...إلى وظيفته كعنصر قوة فى الحياة وطاقة فى العمل والإنتاج المفيد ، وتبعده عن الشكليات، وتذكرنا بمعناه الأصيل الذى تاه فى زحمة الأحداث والتسويق ، وتشوه تحت ضخ الإعلانات التجارية وإنتشار الفن الهابط، وتسطح تحت تأيرالثقافة المتردية وتقليد الغرب. وأهتم كثير من العرب بالتركيز على إتهام وسب الأشخاص ، كعلاج لحالتنا ، مع عدم الإلتزام بمنهج الرسول فى التعامل مع الأخر. وفى الوضع الراهن الذى ضعف فيه تأثير العربى و المسلم على ما يحدث حوله فى وطنه وفى العالم ، وإنبهاره بالغرب وتقليده مع سبه فى نفس الوقت ، إستسلم العديد من العرب و المسلمين الى ردود الفعل الكلامية والخطابية ، دون العمل على تحقيق المعنى الإيجابى للدين .

    الدين طاقة إيجابية خلاقة وليس هو التجهم أو الإنعزال أوالتمسك بالعبارات وتكرارها فى كل مناسبه دون ربط الإيمان بالعمل. لقد نسى المتكلمون بإسم الدين دورهم فى تنمية النفس البشرية، ودورهم فى إنتاج العلم بدلاّ من الكلام عنه. نسمع عن العلم كثيراّ فى العالم العربى ، مقالات واقوال وكتابات ومحاضرات وخطب ، ولكننا لانراه فى حياتنا ولا فى مدارسنا وجامعاتنا ولا فى معاهد الأبحاث، ولا فى مؤسساتنا التشريعيه والتنفيذية....العلم عندنا للإستهلاك المحلى، ولكننا فى الواقع نستورده ولا ننتجه.

    ولقد أهمل كثير من الناس معانى الاخوة والكفالة والحب فى الله، و تمسك أخرون ببعض الأحكام الفقهية دون فهم لها ، وتحولت العديد من مفاهيم الدين الإيجابية والعملية الى مناظرات كلامية وجدال عقيم بلا عمل ولا علم مفيد. وتحول الدفاع عن الإسلام إلى كلام فى كلام ، وسب وإتهامات وجدل لا يسمن ولا يغنى من جوع. واصبحت التربية الدينية لا تربى، وتغير مفهوم التربية الى محاضرات فى التربية تلقى وليس الى سلوك يتبع ، لقد تاه معنى التربية الدينية ايضا. لذلك لابد من وجود مشروعات للبناء تعيد المعنى إلى الدين وإلى التربية الدينية كسلوك وليس اشكال ومقالات وخطب ووعظ. وبناء الإنسان العربى لا يتم دون ان نعيد المعنى الى الفقه كأداة للفهم، وإعادة المعنى للعلم كأداة لحل المشاكل ، فليس العلم هوالكلام والخطب والمقالات عن العلم ، وصدق رسول الله (ص) الذى قال:

    اللهم إنى أعوذ بك من هؤلاء الأربع

    قلب لا يخشع
    وعين لا تدمع
    و دعاء لا يرفع (او دعوة لا يستجاب لها)
    و علم لا ينفع.

    وبناء على ذلك أعتقد ان بناء الإنسان يعتمدعلى بعدين:

    بعد إسلامى للإرشاد والتوجيه والهداية إلى ما يرضى الله ورسوله ( تطبيق مفهوم التوحيد على الحياة)
    و بعد علمى لفهم أعمق لمكونات الإنسان ( عقل وقلب و ساعد أو جسد أو عضلات) ، بهدف البناء والتزكية والتنمية البشرية , وعمارة الأرض( تحقيق مفهوم الإستخلاف على الأرض).


    وتحياتى العطرة من بلاد العم سام

    عبد الحميد
  • بنت الشهباء
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 6341

    #2
    واسمح لي يا أستاذنا الفاضل
    عبد الحميد مظهر
    أن أوافق على كل كلمة جاءت هنا على صفحتك النزيهة التي تدلّ على نزاهة القول , والجرأة في قول الحق دون خوف ولا خشية إلا من الله رب الخلق ..
    وأنا أردد معك يا أستاذنا الفاضل بأننا أول ما نحتاج نحن هذه الأمة إلى أن نقف وقفة صدق مع أنفسنا , ونسألها من كان السبب وراء هذا الذي أصابها من شتات وضعف وانهيار , وقد تكالبت عليها الدول الاستعمارية من كل صوب ولا حدب!!!؟؟؟؟..
    أليس هو النفاق وحب الأنا , والعلو والتكبّر , والحقد والضغينة الذي استشرى بين أبناء الأمة الواحدة !!!؟؟....
    وهنا أريد أن أسألك يا أستاذنا الفاضل :
    -ماذا لو أنك سمعت وقرأت أن هناك من يريد أن يشوّه تاريخنا المجيد , ويطعن به
    هل ستبقى صامتا , أم أنّ الواجب يملي عليك أن تقول كلمة حق ما دام الله استخلفك وجعل رسالة القلم أمانة إلى يوم الدين في عنقك !!؟؟...
    -ماذا لو عرفت حقيقة من تتعامل معهم , وعرفت خبث نواياهم هل ستستمر معهم أم أنك ستعلن انسحابك من عندهم!!؟؟....
    -ماذا لو علمت بأن هناك من يتاجر بقضايا الأمة , ويجول ويصول لمجرد أنه يقول أنا هنا فتابعوني !!!!؟؟؟؟؟؟؟؟...
    عذرا منك يا أستاذنا الفاضل لتجاوزي في الرد عليك .. لكن أصدقك القول بأنني قد استوعبت ما بين سطورك .. وما أتمناه من الله ربي أن نكون أهلا لحمل رسالتنا , وأن لا نتوه ونزيغ عن أمانة أقلامنا في زمن لم يعد يعترف بالصدق ولا الأمانة ولا الوفاء , ذلك لأن الموازين كلها انقلبت..
    و عندما نصدق مع أنفسنا , ونعود بصدق وإخلاص لمنهج الله ربنا , وسنة الحبيب رسولنا حينها لن نخاف ولن نخشى إلا الله فهو حسبنا وكافينا ...
    ونسأل الله أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
    إنه سميع مجيب
    وإنه ليسعدنا يا أستاذنا الفاضل أن تكون هنا بيننا على أرض ملتقى الأدباء والمبدعين العرب لننهل من غزير علومكم وجمّ أدبكم
    وأهلا وسهلا بكم

    أمينة أحمد خشفة

    تعليق

    • د. م. عبد الحميد مظهر
      ملّاح
      • 11-10-2008
      • 2318

      #3


      بسم الله الرحمن الرحيم

      عزيزتى الأستاذة بنت الشهباء

      السلام والتحية عزيزتى الفاضلة

      شكراّ على مداخلتك ، وأمل فى الإضافة و مناقشة ما طرحت من الجميع ، والرجاء والأمل ان نرى تغييراّ على الأرض. والسطور التالية هى توضيح لأخر سطر فى مقالتىالسابقة.



      أنا اتصور ان بناءالإنسان يجب أن يتكون من تركيبة متوازنه و متفاعلة من ثلاث مجموعات من الصفات:

      1- المكون الأول هو العقل وله عدة صفات
      2- المكون الثانى هو القلب وله أيضا عدة صفات
      3- المكون الثالث هو الساعد وأيضا له عدة صفات

      وأهم شىء هو التوازن بين هذه المكونات ، بحيث لا يطغى مكون على الأخر. لكل من العقل و القلب و الساعد عدد محدد من الصفات يمكننا أن نتفق عليها ، ولكننى لا اتوقع ان كل مواطن سوف يحمل نفس العدد من صفات كل مجموعة و بنفس الدرجة. لذلك أرىأن التنوع فى الدرجه لكل صفة هو المطلوب ولكن لابد من وجود حد ادنى من كل صفة ، وأيضا حد أدنى من الصفات من كل مكون. وهذه بعض الأمثله من الصفات:

      1- العقل: القدرة على جمع وتصنيف المعلومات ، القدرة على الوصف و التحليل و التركيب والتعليل و الإستنتاج السليم ، القدرة على الوصول الى المعارف من المعلومات ، القدرة على فهم القوانين التى تحكم الظواهر ، المراجعة المستمرة وتصحيح الأخطاء ، القدرة على التفكير الناقد والخلاق والإيجابى والقدرة على فهم المشاكل وحلها.

      2- القلب: هو الرحمة ، التسامح ، الحب ، التألف ، الشعور والإحساس بالأخر وغيرها.

      3- الساعد: هو العضلات ، اليد ، العمل ، القوة ، الجسم ، الصحة وغيرها من مواصفات الجسم السليم.

      - العقل يمكن أن يؤدى الى فهم وتنمية وتطبيق مفاهيم العدل ، والقانون ، والحكم ، والسيادة ، والأمن ، والعلم.

      - القلب يمكن أن يؤدى إلى التعاون ، التحمل ، المبالاة ، الإنتماء ، الا أنانية ، التكافل ، التراحم ، الحب وغيرها.

      - الساعد يمكن أن يؤدى إلى الإنتاج ، القوة ، إرهاب العدو ، التفوق الرياضى ، الدفاع عن النفس.

      ومن خلال التفاعل و التوازن بين هذه المكونات سوف تظهر صفات أخرى مثل المساواة ، والإعتراف وقبول الأخر ،التعاون ، العمل الجماعى ، مفهوم أعمق للحرية ، تقسيم العمل ، التضامن ، مفهوم العقد الأجتماعى ، نظام عادل للحكم ، إلخ. وسوف نستطيع أن نرى كثيراّ مما يطالب به المفكرون وغيرهم من الحقوق والواجبات على مستوى الأفراد والجماعات .

      و تحياتى وإلى لقاء أخر للمزيد

      عبد الحميد
      التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 14-10-2008, 17:36.

      تعليق

      • د.مازن صافي
        أديب وكاتب
        • 09-12-2007
        • 4468

        #4
        الأخ الرائع
        د. م. عبد الحميد مظهر

        حقيقة أشكر الأخت بنت الشهباء على دعوتها الكريمة للدخول في طيب متصفحك الذي حوى الكثير الكثير من النقاط التي قد يعبر بها الانسان مرورا دون تدبرها .. جاء وصفك دقيقا وتشخصيك قريبا لوضع الدواء .. وإن كنت أفضل ألا نقول " فقد الدين" لأن الدين كفل به الله .. فمعنى الفقد هنا سيء للمتلقي .. لربما يمكن القول .. فقد أتباع الاسلام .. أو فقد المسلمون ... لأن الدين عند الله الاسلام .. لهذا يمكن لنا الاشارة مباشرة بأن الخلل يكمن في مَن يطبقون الاسلام .. وهم من فقدوا البوصلة الحقيقية للدين الكامل تطبيقا وسلوكا وفهما ..

        وهنا أود أيضا أن اسدل تعقيب آخر لربما يكون مرتبطا بما اسلفت حضرتك وبارك الله فيك وجزاك خيرا إن شاء الله .

        كيف ننصر الاسلام :

        أمام ما يحيط بعالمنا الإسلامي وما ينخر فيه من شقاق واختلاف واقتتال أحيانا يكمن جوهر الحل في بناء نهج جديد للعمل واسلوب جديد للفكر ويتبع ذلك كله من منهاج الله قرآنا وسنة . ويكون الأساس لبناء الأمة المسلمة الواحدة . وهذا النهج لا بد أن يشمل تحديد الدرب ومعالمه والأهداف والمراحل والوسائل والأساليب .

        وهنا لا بد من دراسة أهم أمراض واقع الدعوة الإسلامية وتحديدها وتحديد أهم الأخطاء ومواضع الخلل والزلل ، ليساعد هذا التحديد على علاج ذلك كله . وكذلك دراسة أهم القضايا الفكرية في واقعنا المعاصر ، ودراسة واقع المسلمين وأحداثه .

        وفي الطريق إلى الحل يجب توفر الأسس العلمية لبيان ميادين التعاون وميادين الاختلاف بين الأحزاب والجماعات اليوم .وهنا علينا أن نمسح من أدمغة الأحزاب " نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه " . ونقوم بدلا من ذلك بتثبيت : " يجب التعاون فيما أمر الله به ، ويعذر بعضنا بعضا فيما أباح الله به الخلاف .." .

        إذن الأمر في الاختلاف والاتفاق يجب أن يرتبط بمنهاج الله لا رغبة الناس وأهوائهم الدنيوية . وبهذا يضع المسلم نفسه أمام مسئولياته التي سيحاسبه الله عليها يوم القيامة وبذلك تصدق النوايا وينجو من فتنة الحياة الدنيا وعذاب الله في الآخرة .

        فليس في الإسلام إنسان دون مسؤولية ، وبذلك تتجمع الجهود بحيث لا تتبعثر وتتبدّد في صراع وشقاق وافتراق ..فلا يصح سبيل للشحناء والبغضاء وبهذا تضع الجماعة والأمة أمام مسئولياتهم . ولتزول العصبيات العائلية والإقليمية والحزبية .

        إن العهد هو عهد الأخوة في الله بصدق الإيمان والولاء الأول لله .. والعهد الأول مع الحب والحب الأكبر لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم , لينبثق من ذلك ويرتبط منه كل ولاء وعهد وحب في الحياة الدنيا ..

        إن معركة الإسلام اليوم هي الانتصار على أهواء النفس في داخل المسلم .. وهذه أهم خطوة في التغيير والانتصار . وهذا يعني أن الفرد المسلم يجب أن يرتبط بربه وخالقه ثم بمنهاج الله عزوجل .

        إن العفوية والارتجال ليست نهجا لأنها تقود إلى الفشل والخذلان والتعثر وإيصال رسالة الإسلام العظيم بصورة غير سليمة ومغلوطة فيسهل أن تخترق وتشكك فيها وتندثر قوتها ..

        على المسلم أن يتأكد بأن عمله ودعوته نابعة من منهاج الله ووفق درب يقود الى الأهداف .

        إن أسوأ ما في الارتجال وعدم وضوح ارتباط الدرب بالهدف هو وقوع النكبة بعد النكبة وتكون النتيجة هي استسلام ومذلة وخسران وتلاوم وهروب من المسؤولية الحقيقية .
        مجموعتي الادبية على الفيسبوك

        ( نسمات الحروف النثرية )

        http://www.facebook.com/home.php?sk=...98527#!/?sk=nf

        أتشرف بمشاركتكم وصداقتكم

        تعليق

        • أبو صالح
          أديب وكاتب
          • 22-02-2008
          • 3090

          #5
          كيف يمكن أن يكون إسلامنا واحدا موحدا وليس طوائف ومذاهب وأحزابا في بلد واحد؟



          هل نفهم العربية؟ ولماذا لا نفهمها؟ وكيف نتجاوز ذلك؟



          هل لغة ثقافتنا ومثقفينا الحاليين لها أي علاقة بلغتنا العربية؟

          تعليق

          • د.مازن صافي
            أديب وكاتب
            • 09-12-2007
            • 4468

            #6

            كما أنه لفت نظري كتابتك ( ص ) بعد ذكرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وهنا الصواب والمشروع أخي الدكتور الفاضل هو أن نكتب جملة " صلى الله عليه وسلم " ، ولا ينبغي الاكتفاء باختصاراتها ، مثل " صلعم " أو " ص " .

            قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
            وبما أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة في الصلوات في التشهد ، ومشروعة في الخطب والأدعية والاستغفار ، وبعد الأذان وعند دخول المسجد والخروج منه وعند ذكره وفي مواضع أخرى : فهي تتأكد عند كتابة اسمه في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحو ذلك .
            والمشروع أن تكتب كاملةً تحقيقاً لما أمرنا الله تعالى به ، وليتذكرها القارئ عند مروره عليها ، ولا ينبغي عند الكتابة الاقتصار في الصلاة على رسول الله على كلمة ( ص ) أو ( صلعم ) وما أشبهها من الرموز التي قد يستعملها بعض الكتبة والمؤلفين ، لما في ذلك من مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله : ( صلُّوا عليهِ وسلِّموا تسْليماً ) الأحزاب/56 ، مع أنه لا يتم بها المقصود وتنعدم الأفضلية الموجودة في كتابة ( صلى الله عليه وسلم ) كاملة .
            وقد لا ينتبه لها القارئ أو لا يفهم المراد بها ، علما بأن الرمز لها قد كرهه أهل العلم وحذروا منه .
            فقد قال ابن الصلاح في كتابه علوم الحديث المعروف بمقدمة ابن الصلاح في النوع الخامس والعشرين من كتابه : " في كتابة الحديث وكيفية ضبط الكتاب وتقييده " قال ما نصه :
            التاسع : أن يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذكره ، ولا يسأم من تكرير ذلك عند تكرره فإن ذلك من أكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبته ، ومن أغفل ذلك فقد حرم حظا عظيما . وقد رأينا لأهل ذلك منامات صالحة ، وما يكتبه من ذلك فهو دعاء يثبته لا كلام يرويه فلذلك لا يتقيد فيه بالرواية . ولا يقتصر فيه على ما في الأصل .
            وهكذا الأمر في الثناء على الله سبحانه عند ذكر اسمه نحو عز وجل وتبارك وتعالى ، وما ضاهى ذلك ، إلى أن قال : ( ثم ليتجنب في إثباتها نقصين : أحدهما : أن يكتبها منقوصةً صورةً رامزاً إليها بحرفين أو نحو ذلك ، والثاني : أن يكتبها منقوصةً معنىً بألا يكتب ( وسلم ) .
            وروي عن حمزة الكناني رحمه الله تعالى أنه كان يقول : كنت أكتب الحديث ، وكنت أكتب عند ذكر النبي ( صلى الله عليه ) ولا أكتب ( وسلم ) فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي : ما لك لا تتم الصلاة عليَّ ؟ قال : فما كتبت بعد ذلك ( صلى الله عليه ) إلا كتبت ( وسلم ) ... إلى أن قال ابن الصلاح : قلت : ويكره أيضا الاقتصار على قوله : ( عليه السلام ) والله أعلم . انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى ملخصاً .
            وقال العلامة السخاوي رحمه الله تعالى في كتابه " فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي " ما نصه : ( واجتنب أيها الكاتب ( الرمز لها ) أي الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطك بأن تقتصر منها على حرفين ونحو ذلك فتكون منقوصة - صورة - كما يفعله ( الكتاني ) والجهلة من أبناء العجم غالبا وعوام الطلبة ، فيكتبون بدلا من صلى الله عليه وسلم ( ص ) أو ( صم ) أو ( صلعم ) فذلك لما فيه من نقص الأجر لنقص الكتابة خلاف الأولى ) .
            وقال السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه " تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي " : ( ويكره الاقتصار على الصلاة أو التسليم هنا وفي كل موضع شرعت فيه الصلاة كما في شرح مسلم وغيره لقوله تعالى : ( صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) إلى أن قال : ويكره الرمز إليهما في الكتابة بحرف أو حرفين كمن يكتب ( صلعم ) بل يكتبهما بكمالها ) انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى ملخصا .
            هذا ووصيتي لكل مسلم وقارئ وكاتب أن يلتمس الأفضل ويبحث عما فيه زيادة أجره وثوابه ويبتعد عما يبطله أو ينقصه . نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه رضاه ، إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .


            أسال الله لنا ولك التوفيق .. وأهلا وسهلا بك وحياك الله في ملتقى الأدباء العرب .

            إبنك : مازن أبويزن
            مجموعتي الادبية على الفيسبوك

            ( نسمات الحروف النثرية )

            http://www.facebook.com/home.php?sk=...98527#!/?sk=nf

            أتشرف بمشاركتكم وصداقتكم

            تعليق

            • عبد الرحيم محمود
              عضو الملتقى
              • 19-06-2007
              • 7086

              #7
              أخي الدكتور عبد الحميد المحترم
              مشكلتنا مشكلة تربوية هي تحويل الفكر لسلوك
              كلنا يعرف أن النظافة شطر الإيمان ومع ذلك
              كلنا يرمي النفايات بأنواعها على الشارع ومن
              شباك البيت والسيارة ولو أمكنه من شباك الطائرة لفعل.
              وكلنا يعرف قيم الصدق ويكذب ، ويعرف الحرام ويفعله
              ويعرف الحلال ويتجنبه ، تلك هي مشكلتنا أننا ننصح
              الناس بعدم التدخين والسيجارة في فمنا ، هناك ازدواجية
              وتمايز ما بين الفكر والسلوك ، وما بين القيمة وانعكاسها
              على التصرف ، نحن بحاجة لتوحد نفسي جسدي فكري
              على مستوى الفرد قبل المجتمع ، نحن عندنا الفرد ملوث
              بازدواجية المعايير والفكر مسموح له أن يكذب وغير مسموح
              لغيره أن يكذب عليه ، وهكذا .
              ومن هنا تغيب القيم عن التصرف والسلوك والتطبيق وتبقى
              شعارا يعلق على الواجهة ليتعلم الجميع كيف يخالفونه !!
              نثرت حروفي بياض الورق
              فذاب فؤادي وفيك احترق
              فأنت الحنان وأنت الأمان
              وأنت السعادة فوق الشفق​

              تعليق

              • mmogy
                كاتب
                • 16-05-2007
                • 11282

                #8
                أستاذنا الكبير / د. م. عبد الحميد مظهر

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                اسمح أولا أن أتساءل .. لماذا الإنسان العربي بالذات .. والإسلام جاء لبناء الإنسان .. في أي مكان وفي أي زمان .. فبدون أن تكون الدعوة عالمية لبناء الإنسان .. ستذهب جهود المصلحين سدى .. إذ ما سنبنيه نحن هنا سيهدمه الآخرون .. ولذلك نقول في صلاتنا اهدنا الصراط المستقيم .. إذ أن الإستقامة الفردية وإن كانت الأساس لكن لابد من استقامة المجتمع ككل .. فجزء كبير من الإسلام يعتمد على كيان ومجتمع ودولة وأمة .

                ثانيا : العلاقة بين الجوهر والمظهر .. شىء في غاية ألأهمية .. وسنضرب مثلا كنت قد قرأته في كتب الصوفية .. وهو تشبيه النفس البشرية بالبئر .. فهناك من يحفر ويجاهد في هذا البئر حتى يتفجر منه عين زلال لاينضب معينها أبدا .. وهناك من يعجز عن الوصل إلى النبع الصافي الحقيقي من باطن الأرض .. فيقوم بملأ البئر أو الحفرة بماء خارجي .. سرعان ما ينضب أو يأسن .

                والإيمان والإسلام كذلك .. فقد يأتي الإسلام وأقصد هنا المظاهر الخارجية .. كنبع صادق وأصيل من داخل الإنسان نفسه .. بعد طول مجاهدة وتربية .. فيؤتي الإيمان ثماره على النفس وعلى المجتمع الذي حوله دون حاجه إلى جهد أو تعب .. وهؤلاء هم المؤمنون الصادقون ولهم آيات كثيرة تزكيهم وتمدحهم .

                وقد يكتفي الذين أهدهم البحث عن نبع صافي متفجر من باطن البئر أو الذين تقاعسوا ولم يجاهدوا أنفسهم .. ببعض مظاهر الإسلام الخارجية .. كإيمان الأعراب الذين وصفهم الله عزوجل بقوله تعالى : قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم .


                ثالثا : ولكي نصل إلى هذا النبع الصافي الطاهر الذي لاينضب معينه .. فلابد من إحياء علوم الدين .. ولابد من احياء المطلوبات القرآنية المباشرة التي أصبحنا نمر عليها مرور الكرام دون أن نعطيها حقها .. ولذلك نشأت دعوة الحارث المحاسبي ثم الغزالي رحمهما الله .. لإحياء هذه المعاني القرآنية التي تحدث عنها القرآن الكريم كثيرا .. والتي لايتحقق توحيد الربوبية بغيرها .. ولايحسب أحد أننا نطالب بثورة صوفية انعزالية .. بل على العكس نحن نطالب بثورة ايمانية تكون بمثابة النبع الصافي الذي ظمأ البشرية إلى المعاني الإنسانية .. ويتحول إلى طاقة ايجابية لتعمير هذه الأرض وتحقيق السلام النفسي والمجتمعي والعالمي .

                رابعا : فتحن في حاجة إلى إقامة الدين أولا .. ثم تأتي الشريعة كنتيجة حتمية وطبيعية لإقامة الدين .. ولذلك يرحم الله الشيخ حسن الهضيبي الذي قال للمتعجلين بإقامة دولة الإسلام .. أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم على أرضكم .

                خامسا : من المفيد أن نلتفت النظر إلى أن تنامي عقيدة المخلص لدى قطاعات كبيرة من المسلمين تبعا لتنامي وظهور دولة الشيعة التي تنتظر الإمام الغائب الذي سيحقق العدل الكامل ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا .. مثل هذه العقيدة لاوجود لها في القرآن الكريم كله من أوله إلى آخره .. فالدولة الإسلامة .. والخلافة الإسلامية .. تعتمد على سواعد المؤمنين الصادقين وليس على إمام غائب أو مهدي منتظر أو مسيح منتظر .


                فنعدما نتحدث عن دور اسلامي في بناء الإنسان .. فلابد أولا من تحقيق المطلوب القرآني المباشر الذي يحقق صلاح النفس ويطهرها ويزكيها .

                أكتفي الآن بهذه العجالة ولي عودة بعون الله تعالى .

                نسأل الله لنا ولكم العافية
                إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
                يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
                عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
                وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
                وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

                تعليق

                • بنت الشهباء
                  أديب وكاتب
                  • 16-05-2007
                  • 6341

                  #9
                  أعود مرة ثانية لهذه الصفحة الرائعة للأستاذ الدكتور عبد الحميد مظهر
                  لأجيب عما أورده لنا بخصوص بناء الإنسان من حيث سلامة العقل والقلب والجسم معا
                  وأقول :
                  كل هذا لا يمكن أن تتحقق شروطه إلا إذا كان متوّجا ومزدانا بالقيم والفضائل التي فطرنا الله عليها ...وإلا فسلامة كل واحد منهما لا يمكن أن تحافظ على بناء الإنسان وكرامته كما يجب أن يكون .
                  وقد جاءت النصوص القرآنية , والسنة النبوية لتؤكد لنا أن المعيار الخالد لبناء الإنسان , ونظم علاقته مع ربه , ومع الآخرين هو التقوى التي تحمل كل معايير القيم الإنسانية لبناء الروح والجسد والعقل معا
                  {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13
                  ولو نظرنا يا أستاذنا الفاضل إلى حالة سيئة يعاني منها الشباب ألا وهي الفراغ بأبعاده المختلفة لرأينا أن سبب تدهور الأمة وشتاتها لم يأت عن عبث بل هو خطة مدروسة ومن زمن بعيد , والإعلام العربي هو الذي يساعد على تنفيذ هذه الخطة الماكرة الخبيثة من خلال عرض المسلسلات التافهة , وتسلية الجماهير العربية بها لقتل الوقت عندها , ونشر الأفكار الممتهنة التي تثير الفتن الطائفية , والخلافات والشقاقات بين أبناء الأمة الواحدة , بالإضافة إلى أن انهيار القيم الأخلاقية حتى بين الأسرة الواحدة .. والأهم من هذا كله تهميش الدين الذي فطرنا الله عليه , وتقليل أثره في بناء الإنسان ضمن مقولة فصل الدين عن الدولة ... أو كما علمونا في المدارس الدين لله والوطن للجميع .... وبهذا أرادوا إبعاد الدين عن عمله البناّء في إصلاح الفرد والمجتمع لينعزل الإسلام عن حياة الناس السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية على السواء ..

                  أمينة أحمد خشفة

                  تعليق

                  • أبو صالح
                    أديب وكاتب
                    • 22-02-2008
                    • 3090

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
                    أستاذنا الكبير / د. م. عبد الحميد مظهر

                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                    اسمح أولا أن أتساءل .. لماذا الإنسان العربي بالذات .. والإسلام جاء لبناء الإنسان .. في أي مكان وفي أي زمان .. فبدون أن تكون الدعوة عالمية لبناء الإنسان .. ستذهب جهود المصلحين سدى .. إذ ما سنبنيه نحن هنا سيهدمه الآخرون .. ولذلك نقول في صلاتنا اهدنا الصراط المستقيم .. إذ أن الإستقامة الفردية وإن كانت الأساس لكن لابد من استقامة المجتمع ككل .. فجزء كبير من الإسلام يعتمد على كيان ومجتمع ودولة وأمة .

                    بداية رائعة عزيزي الموجي، اتفق معها 100% فدعوتنا للبشريّة جمعاء، ولكن لماذا نترك الأصل لدينا ألا وهو القرآن والسنّة، وننادي باتباع تفسيرات بشر لها

                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
                    ثانيا : العلاقة بين الجوهر والمظهر .. شىء في غاية ألأهمية .. وسنضرب مثلا كنت قد قرأته في كتب الصوفية .. وهو تشبيه النفس البشرية بالبئر .. فهناك من يحفر ويجاهد في هذا البئر حتى يتفجر منه عين زلال لاينضب معينها أبدا .. وهناك من يعجز عن الوصل إلى النبع الصافي الحقيقي من باطن الأرض .. فيقوم بملأ البئر أو الحفرة بماء خارجي .. سرعان ما ينضب أو يأسن .

                    والإيمان والإسلام كذلك .. فقد يأتي الإسلام وأقصد هنا المظاهر الخارجية .. كنبع صادق وأصيل من داخل الإنسان نفسه .. بعد طول مجاهدة وتربية .. فيؤتي الإيمان ثماره على النفس وعلى المجتمع الذي حوله دون حاجه إلى جهد أو تعب .. وهؤلاء هم المؤمنون الصادقون ولهم آيات كثيرة تزكيهم وتمدحهم .

                    وقد يكتفي الذين أهدهم البحث عن نبع صافي متفجر من باطن البئر أو الذين تقاعسوا ولم يجاهدوا أنفسهم .. ببعض مظاهر الإسلام الخارجية .. كإيمان الأعراب الذين وصفهم الله عزوجل بقوله تعالى : قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم .


                    ثالثا : ولكي نصل إلى هذا النبع الصافي الطاهر الذي لاينضب معينه .. فلابد من إحياء علوم الدين .. ولابد من احياء المطلوبات القرآنية المباشرة التي أصبحنا نمر عليها مرور الكرام دون أن نعطيها حقها .. ولذلك نشأت دعوة الحارث المحاسبي ثم الغزالي رحمهما الله .. لإحياء هذه المعاني القرآنية التي تحدث عنها القرآن الكريم كثيرا .. والتي لايتحقق توحيد الربوبية بغيرها .. ولايحسب أحد أننا نطالب بثورة صوفية انعزالية .. بل على العكس نحن نطالب بثورة ايمانية تكون بمثابة النبع الصافي الذي ظمأ البشرية إلى المعاني الإنسانية .. ويتحول إلى طاقة ايجابية لتعمير هذه الأرض وتحقيق السلام النفسي والمجتمعي والعالمي .

                    رابعا : فتحن في حاجة إلى إقامة الدين أولا .. ثم تأتي الشريعة كنتيجة حتمية وطبيعية لإقامة الدين .. ولذلك يرحم الله الشيخ حسن الهضيبي الذي قال للمتعجلين بإقامة دولة الإسلام .. أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم على أرضكم .

                    خامسا : من المفيد أن نلتفت النظر إلى أن تنامي عقيدة المخلص لدى قطاعات كبيرة من المسلمين تبعا لتنامي وظهور دولة الشيعة التي تنتظر الإمام الغائب الذي سيحقق العدل الكامل ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا .. مثل هذه العقيدة لاوجود لها في القرآن الكريم كله من أوله إلى آخره .. فالدولة الإسلامة .. والخلافة الإسلامية .. تعتمد على سواعد المؤمنين الصادقين وليس على إمام غائب أو مهدي منتظر أو مسيح منتظر .


                    فنعدما نتحدث عن دور اسلامي في بناء الإنسان .. فلابد أولا من تحقيق المطلوب القرآني المباشر الذي يحقق صلاح النفس ويطهرها ويزكيها .

                    أكتفي الآن بهذه العجالة ولي عودة بعون الله تعالى .

                    نسأل الله لنا ولكم العافية
                    فهؤلاء العلماء في زمانهم حاولوا إيجاد حلول لمشاكلهم التي شخصوها وحللوها وأوجدوا لها حلول في وقتهم من خلال القرآن والسنّة، اجتهدوا فأن أصابوا فلهم أجران وإن اخطأوا فلهم أجر واحد،

                    أنا أظن من الواجب علينا الآن أن نكتشف نواقصنا الحاليّة ونحللها لنجد لها حلول وفق تشخيص حقيقي وواقعي لمشاكلنا الحاليّة، من خلال القرآن والسنّة

                    لا يوجد شيء في الإسلام اسمه صوفيّة أو شيعة أو غيرها

                    ما رأيكم دام فضلكم؟
                    التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 15-10-2008, 11:06.

                    تعليق

                    • د. م. عبد الحميد مظهر
                      ملّاح
                      • 11-10-2008
                      • 2318

                      #11
                      أعزائى الأفاضل

                      بداية طيبة والحمد لله

                      كل ما جاء من تعليقاتكم به فوائد جمة ، وحتى يسير الحوار فى مسار يثرى النقاش، وحتى يمكننا ان نصل إلى ثمار يمكننا ان نطبقها على الأرض ، دعونا نتفق على بعض الأمور.

                      أولاّ: هل يمكن إصلاح وإعادة بناء الإنسان فى العالم ، بتقديم نموذج الإسلام له ، دون ان نكون قدوة للأخرين؟ بمعنى أهمية وجود من يمثل الإسلام تمثيلاّ حيا على الأرض.
                      بناء الإنسان هو تغيير سلوكى ، يأخذ وقتا طويلاّ ، لا يأتى من دراسة مقررات دراسية ، أو قراءة مقالات وكتب . نسبة كبيرة من الناس لا تبحث عن الإسلام فى الكتب. وعندما نريد ان نبنى الإنسان على نموذج الإسلام ، لابد ان نقدم نموذجاّ يحتذى ، نموذجا يمثل الإسلام حياّ فى هيئة الناس...إنها القدوة والنموذج هى التى تؤثر.... وليس إعادة ذكر وتكرار ما كتب.
                      لذلك كان البناء متوجها أساساّ إلى الإنسان العربى...حامل الرسالة...حتى يعطى نموذجاّ حياّ للعالم ليقتدى به ويفكر فى الدين العظيم من وراء هذا السلوك القويم. و من هنا تفسير العنوان:..

                      الإسلام وبناء الإنسان العربى

                      ثانياّ: عندما نلاحظ ما يحدث فى حياتنا ، ونرى العديد من الأمثلة الحية التى تظهر الفجوة بين قيم الإسلام وبين سلوك نسبة ملحوظة من الناس ، وهى النسبة التى تلتزم بالشكليات وتبعد عن روح الدين وأهدافه ، ومقاصد الشريعة ، ولا تفكر لماذا أرسل الله الإسلام... عندما نرى ذلك ، نسأل ما هو الحل؟ وكيف يعود الدين مؤثرأّ حقيقياّ فى حياة الناس ، عملا وليس مقالاتا و مواعظا و خطبا؟
                      هنا علينا ان نأخذ خطوتين ، الخطوة الأولى هى الإتفاق على رؤية محددة واضحة لإعاد بناء الإنسان العربى ، والخطوة الثانية هى وضع مشروعات عملية وخطوات تنفيذية لتحقيق الرؤية التى إتفقنا عليها. مع البعد عن العموميات ،وعدم الإغراق فى التنظير والقصص والروايات. مع ترتيب الأولويات فهى من الضرورات القصوى بسبب قيود الجهد و الوقت والمال المتاح. وعلينا ان نتفق على الأتى:...
                      ما هى الرؤية المتكاملة لبناء الإنسان؟
                      كيف نحقق هذه الرؤية؟
                      ماذا نقول ومتى نقول وكيف نقول؟ ومتى نسكت ؟ و كيف نعمل بهدوء لتحقق قيم الإسلام فى الحياة....

                      هنا أهمية الأولويات

                      ثالثاّ: هناك مستويات عدة للعمل من أجل بناء الإنسان: الفرد نفسه والأصدقاء والأسرة والحى والشارع والسوق والمدرسة والجامعة ، و...و...ووسائل الإعلام و الوزارت، و السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية. كل هذه المستويات تتداخل وتتفاعل فى عصرنا الحالى ، وكل منها يؤثر فى الإنسان ، والسؤال هنا كيف يمكن التغلب على كل المعوقات لتحقيق إعادة بناء الإنسان العربى؟ وهل مقولة " إبدأ بنفسك" تصلح هنا؟ وكيف يبدأ الإنسان بنفسه فى جو مملوء بالمغريات والشد والجذب، فيجد كل شاب وشابه ، ورجل وإمرأة (و حتى الطفل أمام شاشة التلفزيون) يجد نفسه تحت جذب وشد و ضغوط من كل إتجاه؟ كل يحاول ان يأخذه معه؟

                      رابعاّ: فى عمليات البناء علينا ان نسأل ونجيب على الأتى:...
                      ما هو مشروع البناء ؟
                      من يقوم بالبناء ؟
                      كيف نقوم بالبناء ؟
                      كيف يكون البناء الى الأفضل ولا يكون هدماّ؟
                      ما هو دورنا فى البناء؟
                      ما هو دور الكلام ، والخطب ، والمقالات ، والقصص ، والكتب ، والدراسات ، والابحاث فى البناء؟
                      ما هى خطط ، وخطوات العمل المطلوبه للوصول لهذا الهدف؟

                      خامساّ: المفروض هو وجود خطط للبناء تربط الفكر بالعمل المنضبط ، ويكون لها أهداف
                      1 قصيرة المدى
                      2 متوسطة المدى
                      3 طويلة المدى
                      وان يكون التركيز على العمل الجاد من أجل البناء ، العمل المهنى والإحترافى فى مشروع البناء ، وان يعاد التفكير فى أولويات القضايا التى تطرح، وأسلوب الطرح. وان يكون هناك أجراء دورى ( فى نهاية كل عام مثلاّ) لقياس مقدار تحقق الأهداف، وتصحيح الأخطاء، مع الإلتزام بروح العمل الجماعى
                      وفى المرة القادمة سوف أكمل ، إن شاء الله ، مع توضيح فكرتى من مجال الهندسة

                      ودمتم

                      مع أطيب التحيات

                      عبد الحميد
                      التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 15-10-2008, 17:55.

                      تعليق

                      • د. م. عبد الحميد مظهر
                        ملّاح
                        • 11-10-2008
                        • 2318

                        #12
                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        فى أول مقالة وضعت رؤية لبناء الإنسان تعتمدعلى بعدين

                        -- بعد إسلامى للإرشاد والتوجيه والهداية إلى ما يرضى الله ورسوله ( تطبيق مفهوم التوحيد على الحياة)

                        و -- بعد علمى لفهم أعمق لمكونات الإنسان ( عقل وقلب و ساعد أو جسد أو عضلات) ، بهدف البناء والتزكية والتنمية البشرية , وعمارة الأرض( تحقيق مفهوم الإستخلاف على الأرض).



                        إكمالاّ لما سبق أحب ان أضيف الأتى

                        التنمية البشرية وبناء الإنسان

                        إذا أعتبرنا أن الدولة و المجتمع هو مجموعة متنوعة من الأفراد ، وأن كل فرد له مكونات ثلاثة: العقل ، والقلب ، والساعد ، وأن كل مكون له صفات عديدة ، فإن ما نراه من مجتمعات و دول مختلفة هو الناتج عن تفاعل المكونات المختلفة لأفراده خلال مدد زمانية طويلة.

                        العلم و الفن و الدولة والدستور والقوانين والعادات والقيم والتقاليد و غيرها تنتج من تفاعل هذه المكونات من خلال مجموعات متعددة من الأفراد والجماعات ، والإختلافات الحادثة فى شكل الدولة والمجتمع تعتمد على النسب المختلفة لهذه المكونات الثلاث وعلى نوعية التفاعلات بينها. ويمكن بناءّ على ذلك ان نفهم ونفسر العديد من الظواهر التاريخية و الثقاقية و الحضارية والمجتمعية. فإذا أخذنا مجتمعاّ يأخذ الجانب العقلى فقط ويهمل الجوانب الأخرى فإننا نصل لمجتمع فكرى خالص يقدس الفكر ويلغى ما غيره . وإذا الغينا العقل من مجتمع وتركنا القلب فقط ، فربما وصلنا لمجتمع غيبى خالص . وأذا اخذنا الساعد فقط ، فيمكن ان نصل الى مجتمع يقدس القوة ويعمل على استغلال الضعفاء واستعبادهم وربما برر مفهوم الرق اعتماداّ على مفهوم إن العنصر القوى هو الأفضل. أما إذا أخذنا مجتمعاّ يأخذ مكونين فقط مثل العقل والقلب ، أو العقل و الساعد ، أو القلب والساعد ، فإننا نصل لمجتمعات لها طبائع وسلوكيات مختلفة عن المجتمعات التى تركز على مكون واحد فقط. أما المجتمعات التى تأخذ المكونات الثلا ثة ، فمن الواضح أنها تنتج سلوكيات و قيم و قوانين مختلفة عن المجتمعات السابق وصفها...........(الذين أمنوا وعملوا الصالحات ،لهم قلوب يعقلون بها ، إتبعوتى يحببكم الله، ان لبدنك عليك حق، قل سيروا فى الأرض فانظروا ، الضرورات الخمس:حفظ الدين-العقل- النسل-النفس-المال)

                        وبناءّ على ذلك الفهم يمكننا ان نفسر عدداّ كبيراّ من الظواهر الإجتماعية والأحداث التاريخية إعتماداّ على النسب المختلفة لهذه المكونات الثلاث الموجودة فى النسيج الإجتماعى الموجودة فى ذلك الوقت. وهذا يعود فى النهاية إلى مكونات كل فرد فى هذه المجتمعات ، وكيفية التفاعل الإجتماعى بين أفراد و فئات المجتمع، ومقدار إلتزامهم بفهم الدين و دوره فى الحياة.

                        وهنا أقترح ان نعيد صياغة السؤال الخاص ببناءالإنسان كالأتى:

                        ما هى النسب المطلوبة لتكوين هذا الإنسان، بين عقل و قلب و ساعد ؟ وما هى الصفات المرجوه فى كل مكون ، وما هو مدى التنوع المقبول فى كل صفة بحيث يكون المجتمع متوازنا؟ أين المربى ؟ أى من سيقوم بهذه المسئولية التربوية ؟ المدرسةّ ام الأسرة أم التلفاز و وسائل الإعلام الأخرى... أم من؟ وكم نحتاج من الوقت والمجهود والمال لإتمام هذا المشروع؟ وهل يكفى العمل الفردى هنا؟


                        وتحياتى العطرة من بلاد العم سام

                        عبد الحميد
                        التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 15-10-2008, 18:07.

                        تعليق

                        • بوبكر الأوراس
                          أديب وكاتب
                          • 03-10-2007
                          • 760

                          #13
                          الإسلام بناء الإنسان العربي

                          المشاركة الأصلية بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر مشاهدة المشاركة

                          الإسلام و بناء الإنسان العربى

                          العمل على إعادة المعنى الإيجابى والبنائى للإسلام


                          الإسلام دين عظيم ، ولكننا أهملناه كثيرأ ، وتركنا معناه واكتفينا بالأقوال والمواعظ والشكليات منه ، وهذه دعوة لنعمل معاّ لإعادة المعنى له ، كما كان أيام الرسول و خلافته الراشدة.

                          الدين الإسلامى الحقيقى يتعامل مع الإنسان كمنظومة متكاملة من نفس وروح وجسد وفكر وقلب. ولكن فى عصرنا الحالى، عصر التهافت على الإنتاج الإستهلاكى والبضائع والسوق ، تغير مفهوم الدين ، وتحول الى كلمات وعبارات تتعامل مع الإنسان ليس كمنظومة متكاملة بل كأجزاء منفصلة ليس لها علاقة بعضها ببعض. الدين فى حياة الشعوب العربية مهم للغاية، ولكن الكثير من المفاهيم الدينية والسلوكيات تحتاج إلى مراجعات كثيرة ، من أجل البناء الصحى المتوازن.

                          الأهداف الأساسية للدين الإسلامى هى التوحيد ( وما يتبعه) وتزكية النفس (النماء الإنسانى للفرد والجماعة) وعمارة الارض. و لقد حدث خلل شديد فى التعليم الدينى وفى الخطاب الدينى وفى السلوك بحيث فقد الدين معناه وأهدافه، وتركز على شكليات وعبارات تقال وتكرر. أصبح توحيد الله قولا فقط بلا إنعكاس حقيقى على حياة الغالبية التى تقوله، وفقد الدين الكثير من مضامينه التى ترقى بالإنسان. لقد أصبح من الصعوبة بمكان ان نرى إنعكاسات الإيمان والتدبر و التفكر وارتباطهم بالعمل على عمارة الارض(للهندسة والعلوم دور كبير فى عمارة الأرض) ، وتنمية النفس البشرية وحل مشاكل الخلق.

                          لقد أعطانا القرأن صوراّ من أنواع النفوس: النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة والنفس الراضية المرضية. والسؤال هو: هل السلوك الدينى السائد الأن تخطى بالناس مرحلة النفس الأمارة بالسوء الى حالة النفس اللوامة التى تحاسب نفسها؟ لذلك فمن أهم مشاريع بناء الإنسان هى المشاريع التى تعيد الدين إلى وضعه الإيجابى و الطبيعى…إلى معناه الحقيقى...إلى وظيفته كعنصر قوة فى الحياة وطاقة فى العمل والإنتاج المفيد ، وتبعده عن الشكليات، وتذكرنا بمعناه الأصيل الذى تاه فى زحمة الأحداث والتسويق ، وتشوه تحت ضخ الإعلانات التجارية وإنتشار الفن الهابط، وتسطح تحت تأيرالثقافة المتردية وتقليد الغرب. وأهتم كثير من العرب بالتركيز على إتهام وسب الأشخاص ، كعلاج لحالتنا ، مع عدم الإلتزام بمنهج الرسول فى التعامل مع الأخر. وفى الوضع الراهن الذى ضعف فيه تأثير العربى و المسلم على ما يحدث حوله فى وطنه وفى العالم ، وإنبهاره بالغرب وتقليده مع سبه فى نفس الوقت ، إستسلم العديد من العرب و المسلمين الى ردود الفعل الكلامية والخطابية ، دون العمل على تحقيق المعنى الإيجابى للدين .

                          الدين طاقة إيجابية خلاقة وليس هو التجهم أو الإنعزال أوالتمسك بالعبارات وتكرارها فى كل مناسبه دون ربط الإيمان بالعمل. لقد نسى المتكلمون بإسم الدين دورهم فى تنمية النفس البشرية، ودورهم فى إنتاج العلم بدلاّ من الكلام عنه. نسمع عن العلم كثيراّ فى العالم العربى ، مقالات واقوال وكتابات ومحاضرات وخطب ، ولكننا لانراه فى حياتنا ولا فى مدارسنا وجامعاتنا ولا فى معاهد الأبحاث، ولا فى مؤسساتنا التشريعيه والتنفيذية....العلم عندنا للإستهلاك المحلى، ولكننا فى الواقع نستورده ولا ننتجه.

                          ولقد أهمل كثير من الناس معانى الاخوة والكفالة والحب فى الله، و تمسك أخرون ببعض الأحكام الفقهية دون فهم لها ، وتحولت العديد من مفاهيم الدين الإيجابية والعملية الى مناظرات كلامية وجدال عقيم بلا عمل ولا علم مفيد. وتحول الدفاع عن الإسلام إلى كلام فى كلام ، وسب وإتهامات وجدل لا يسمن ولا يغنى من جوع. واصبحت التربية الدينية لا تربى، وتغير مفهوم التربية الى محاضرات فى التربية تلقى وليس الى سلوك يتبع ، لقد تاه معنى التربية الدينية ايضا. لذلك لابد من وجود مشروعات للبناء تعيد المعنى إلى الدين وإلى التربية الدينية كسلوك وليس اشكال ومقالات وخطب ووعظ. وبناء الإنسان العربى لا يتم دون ان نعيد المعنى الى الفقه كأداة للفهم، وإعادة المعنى للعلم كأداة لحل المشاكل ، فليس العلم هوالكلام والخطب والمقالات عن العلم ، وصدق رسول الله (ص) الذى قال:

                          اللهم إنى أعوذ بك من هؤلاء الأربع

                          قلب لا يخشع
                          وعين لا تدمع
                          و دعاء لا يرفع (او دعوة لا يستجاب لها)
                          و علم لا ينفع.

                          وبناء على ذلك أعتقد ان بناء الإنسان يعتمدعلى بعدين:

                          بعد إسلامى للإرشاد والتوجيه والهداية إلى ما يرضى الله ورسوله ( تطبيق مفهوم التوحيد على الحياة)
                          و بعد علمى لفهم أعمق لمكونات الإنسان ( عقل وقلب و ساعد أو جسد أو عضلات) ، بهدف البناء والتزكية والتنمية البشرية , وعمارة الأرض( تحقيق مفهوم الإستخلاف على الأرض).


                          وتحياتى العطرة من بلاد العم سام

                          عبد الحميد
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          يسرني التواصل معكم من أجل العلم والمعرفة الهادفة ....بارك الله في يراعك الفذ ....حقا الإسلام مناهج للحياة ولا تكفي الخطب والدروس وسماع الإشرطة وقراءة القصصات والمجلات وأمهات الكتب رغم أنها يجب الإلمام بها ويجب التفقه إن ماينقصنا هو العمل بما جاءت به القرأن الكريم والسنة النبوية الشريفة ومن أقوال العلماء العاملين ...نحن نقرأ ولكن لا نطبق ...كالذي يحمل ماء وهو يشعر بالعطش لكنه لا يشرب ويبقى ينظر ؟ نحن في حاجة إلى الفهم الصحيح والتطبيق الصحيح لا مخرج ولا ملجأ إلا بتطبيق شريعة ربنا في كل أحوالنا كيف نعبد الله كيف نراقب الله مع أنفسنا ومع أسرتنا ومع أولادنا ومع مجتمعنا ومع غيرنا من غير المسلمين ووووو...لابد أن نعود ولكن يجب أن يكون قدوتنا هم العلماء ورثة الأنبياء الذين ورثوا العلم النافع للأمة ....عفوا أ\ان المغرب أبوبكر .....

                          تعليق

                          • د. م. عبد الحميد مظهر
                            ملّاح
                            • 11-10-2008
                            • 2318

                            #14

                            من أكبرالإشكاليات فى عالم الأفكار هى كيف يمكن تحويل الأفكار إلى واقع عملى على الأرض.

                            هناك بعض الناس غذائهم هو الفكر، فبعد ما يستمتعون بفكرة ما ، يتركوها ويبحثوا عن فكرة أخرى لإستمتاع جديد، كل هذا وهم على مكاتبهم أو بعد العودة من عملهم ، فيجلسون يفكرون و يستمتعون بالأفكار فكرة ثم فكرة ، وهكذا....

                            لقد قرأنا كثيرا عن أفكار العدل والحرية والأخوة والديمقراطية والمساواة والإعتراف بالأخر، والحب والتكافل ، و... و...و....إلخ ، ودائما نتشوق لنراها فى حياتنا ونتوق لنشعر بها واقعا معاشاّ. وأنا هنا اتوق أيضا لإحصاء يحدد لنا النسبة المئوية المتحققة من هذه الأفكار عن العدل والمساواة والحب و....و التى نراها ونشعر بوجودها فى حياتنا.

                            وهناك البعض المغرم بالجدل الفكرى ، يجادل فى قضية لينتصر لرأيه ، وبعد إنتهاء جولات الجدل حول مسألة ما ، يبحث عن مسألة أخرى للجدل ، وهلم جرا...يجادل ويجادل و يجادل حتى يأتى ميعاد الأكل أو النوم فيأكل أو ينام إستعددا ليومه التالى.

                            وهناك بعض الناس يحبون أن يروا الأفكار مخلوقات حية تسعى على الأرض ، بمعنى أفكاراّ مطبقة على الواقع وفى الحياة.

                            وهذا الإختلاف حول الفكر والأفكار هو من طبيعة البشر. ولكننا عندما نقول ان الإسلام منهج حياة لابد ان تختلف الأمور. وهنا نعود مرة أخرى للفكر الخاص ببناء الإنسان، وكيف يصبح من مفردات منهج الحياة الإسلامى.

                            وما أعرضه هنا هى محاولة للعمل الجماعى للخروج من هذه الدائرة ، التى تغطى مساحة كبيرة من فضاءنا الفكرى...

                            ففى الفضاء الفكرى المعتاد والمتداول تطرح الفكرة ، ويدور الحوار أو النقاش والجدال حولها...ثم التوهج و السخونة ، الأخذ والرد ، الهجوم والدفاع ، الجدل... ثم الإنطفاء ، وترك الفكرة و البحث عن فكرة أخرى.

                            وأحيانا الإنقسام والتفرق والتشتت وربما التحزب....

                            وهكذا تدور عجلة الأفكار، ونظل تبحث عن الحلول لمشاكلنا، ونترك الفكر ، ونبحث عن تحقيق ضرورات الحياة ، وكأن هناك إنفصال بين الفكر والحياة
                            التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 17-10-2008, 01:11.

                            تعليق

                            • د. م. عبد الحميد مظهر
                              ملّاح
                              • 11-10-2008
                              • 2318

                              #15

                              ولأوضح ما أريد ، تصور إنك عبد الحميد بن مظهر ، تقول أفكارا حول الإسلام وبناء الإنسان. تصور انك مع عبد الحميد مظهر و مجموعة من الأصدقاء متقاربون فى الفكر. أنتم معا فى مدينة من مليون مواطن ، مدينة بها ملامح كل المدن العربية، رجال ونساء وأطفال، شباب شابات، شوارع و أسواق ، مصالح حكومية و مؤسسات ، أنتم فى مدينة بها مختلف الحرف والمهن التى تجدها فى المدن العربية ، والناس فى المدينة هم نموذج للناس فى أى مدينة عربية ، إختلاف فى درجات التعليم ، أختلاف فى الوظائف و فى الفكر و فى الثقافة و فى المهارات و فى الهوايات و فى السلم الإجتماعى و غيرها من الإختلافات التى تجدها بين الناس.
                              تصور إنك لاحظت الكثير من السلوكيات التى لم تعجبك فى هذه المدينة ، وتعرفت على الأفكار المنتشرة فى المدينة و المختلفة عن أفكارك.
                              وتصور أيضا إنه حدث إتفاق بينك وبين أصدقاءك على ان هناك أشياء كثيرة تحتاج إصلاح وتغيير، وان إنسان هذه المدينة محتاج إعادة بناء ...وهنا يبرز السؤال:...

                              ماذا أنت فاعل يا عبد الحميد بن مظهر لإعادة بناء إنسان هذه المدينة بأفكارك؟

                              هل تجمع أهل المدينة وتلقى عليهم محاضرات فى التربية و العلم و الثقافة والفكر والأخلاق ؟

                              هل تدلهم على روابط على الأنترنت بها أفكار كثيرة عن انجازات الأباء والأجداد؟

                              هل تعطى نصائح ، وقواعد السلوك القويم كما نجدها فى الإسلام؟

                              هل تطلب منهم قراءة أدم سميث أو كارل ماركس او إبن خلدون أو جان بول سارتر أوبرتراند رسل أو كارل بوبر أو طه حسين او العقاد او ساطع الحصرى او إبن تيمية أو إدوارد سعيد أو مالك بن نبى أو ...؟

                              هل تشرح لهم صراع الحضارات ، ونهاية التاريخ ، والليبرالية والديمقراطية والإشتراكية و..؟

                              هل تتكلم بمصطلحات عن الحضارة والثقافة والإبداع والعولمة والرأسمالية والشيوعية و التفكيكية ، والسيريالية والتكعيبة والإمبريالية و...؟

                              هل..وهل..وهل..وهل؟

                              هل كل هذه الأفكار ستعيد بناء الإنسان كما تتصوره؟

                              من سيستمع إليك؟
                              ومن ستؤثر فيهم كلماتك؟
                              ومن سيقرأ؟
                              ومن سيتغير؟

                              ********

                              وهنا ينتبه عبد الحميد بن مظهر الى تعقد عملية البناء ، وان الفكر وحده لا يكفى ، ثم يسأل نفسه:...

                              ما هى الوصفة السحرية التى يجب ان يعمل بها لبناء او إعادة بناء الإنسان وفق الإسلام ، بحيث تربط هذه الوصفة الفكر بالعمل؟

                              وإياك أن تقول لى التقلية أو العسلية و المهلبية (كله بالمصرى)

                              أقصد الديمقراطية!!!


                              وإلى لقاء

                              عبد الحميد
                              التعديل الأخير تم بواسطة د. م. عبد الحميد مظهر; الساعة 17-10-2008, 01:23.

                              تعليق

                              يعمل...
                              X