حمار يطلب الانصاف

[د. م. عبد الحميد مظهر]

حمار يطلب الانصاف

عزيزى الاستاذ يوسف الديك

لقد طلب منى حمارى الجميل ان انصفه مما جاء فى " قصتان" و لقد رجانى حمارى ، المفكر اللبيب، ان اقنع سيده الانسان ان يعيد ويراجع نظرته الى الحمار ، وان ينصفه من الغبن الواقع عليه ، وبعد طول الحاح من حمارى العجيب استجبت له و كتبت هذه القصة ...

[د. م. عبد الحميد مظهر]

حمار يطلب الانصاف

المشهد الاول

دخل الحمار حظيرته وهو مكتئب و حزين، ووجد حمارته الرقيقة فلم يسلم عليها كعادته ، ونهق تنهيقة مستاء و حزين

حمارته- ماذا حدث يا حمارى الصبور، لم اتعود منك هذا العبوس؟

الحمار- هل نحن الحمير لازلنا بهذا السوء؟

الحمارة- احكى لى ، ماذا جرى؟

الحمار- هذا السيد الانسان ، لازال يستعبدنى ويسخر منى ، ولا ينصفنى!!

الحمارة- وما الجديد يا حمارى الصبور، لقد تعودنا على ذلك

الحمار- لقد نفذ صبرى، ولن اعمل بكل طاقتى حتى ينصفنى الانسان

حمارته- لم اعرف عنك هذا الانتفاض والاعتراض

الحمار- لقد وصلت لحد السخرية من التقبيل ومن الزواج

الحمارة- تقبيل وزواج!!

الحمار- هل يرضيك من يقول " يمطر الحمار بالقبلات" ؟

الحمارة- اياك ان تكون حمارة؟

الحمار- لا يا حمارتى العزيزة ، بل انسان

الحمارة- ماله الانسان ، وماذا فعل؟

الحمار- يسخر من زميله الانسان ويقول عنه " فكم من حمار تجده وراء مكتب فخم"

الحمارة- وهل انت جربت الجلوس وراء مكتب؟

الحمار – وليس هذا فقط، بل وصلت به السخرية ان قال لابنه " لا يتزوج الحمار الا من حمار"

الحمارة- لم افهم؟

الحمار- اذهبى واقرئى " قصتان" وسوف تعرفين سبب ضيقى

... والى المشهد الثانى

[د. م. عبد الحميد مظهر]

المشهد الثانى

و بعد قليل عادت الحمارة لتكمل حوارها مع حمارها ...

الحمارة - ولماذا لا يعجبك المكتب يا حمارى؟ وهل لا ترضى الراحة؟

الحمار - و هل يرضى الحمار ان لا يتحرك و تتيبس عضلاته من الجلوس وعدم الحركة؟

الحمارة- قل لى ماذا اخذنا من كثرة الشغل ، غير السخرية من بنى الانسان؟

الحمار- وهل يرضى الحمار ان يجلس الى مكتب ، و يعطى اوامر بالقتل واسالة الدماء، او التجس على الحمير؟

الحمارة- انت متحامل كثيرا على الانسان!

الحمار- هل انا متحامل؟ وهل وجدت حمارا يقود طائرة حربية محملة بكل انواع القنابل والصواريخ ، ويأخذ اوامره من قائد جالس خلف مكتب ،ليقتل واحد مثله ويدمر ما بناه اخيه الانسان؟

الحمارة- لكن المكتب حاجة ثانية!! عظمة ، ومرئسة ، وكلة يجرى وراك، يطلب الرضا!

الحمار – يجرى نعم ، حتى افقد المكتب والوظيفة ، وبعدها لن يلتفت لى احد! هل الحمار يفعل مثل ذلك؟

الحمارة- لا..لا... العمل مع الحمير افضل

الحمار – و خصوصا اننا لن نجد حمير تنافق الرئيس ، وتنقل له اخبار الموظفين ، وتنقل كلام من هنا وهناك

الحمارة - قصدك الغيبة والنميمة؟ ولماذا كل هذا؟

الحمار- اسألى الحمار الجالس على المكتب سيقول لك!!

والى لقاء مع المشهد الثالث...

[يوسف الديك]

وبالمناسبة أخي القدير د. م عبد الحميد مظهر

فقد رأيتها اليوم تقرأ ، بناء على وصيّة الحمار في المشهد الأول ..كانت ترمق إسمي أعلاه بشزر ..وامتعاض ، وتحدث نفسها لو ترفسني خارج المكان ..

لقد أوقعت بيني وبيني الحمير يا دكتور ..بهذا النص التثويري الذي يدغدغ فيها مشاعر النقمة ويغذّي لديها الرغبة بالانتقام .

وبات علي أن أدفع وحدي ثمن مآسيها عبر التاريخ .وكل ما جناه بنو جلدتي من البشر عليها من ويلات .

لا بأس ..سأعرف كيف أسترضيها بقصّة جديدة . ..
وإن استوجب الأمر فلا بأس بقصيدة .

أو أغنية على غرار ..." بحبّك يا حمار " .


تحياتي لك ولهذا التواصل النبيل ..الجميل ..ودمت بخير .

[د. م. عبد الحميد مظهر]

أخى وعزيزى الأستاذ يوسف الديك

ألا يستحق الحمار جائزة كبرى لهذا التواصل الممتع والجميل؟

ولنتواصل ونتعاهد على الا نغمض للحمار حقه

ومع عطر الورد ودوام الود

عبد الحميد

[د. م. عبد الحميد مظهر]

الحمار يعترف بالأنصاف من الأدباء والمبدعين العرب