[align=justify]بعد أيام قليلة من رحيل شيخ اليسار العربي المفكر الكبير والمناضل الصلب محمود أمين العالم عن سن تناهز السابعة والثمانين عاما ، أبى رفيقه في الكفاح على امتداد نصف قرن الشيخ عبد العظيم أنيس إلا أن يلتحق به عن سن تناهز السادسة والثمانين عاما ، ويودعا هذا العالم بسلام .
ومحمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس ليسا بالاسمين اللذين يرحلان عن هذا العالم دون أن يتوقف كل المثقفين العرب بكل أيديلوجياتهم وأطيافهم السياسية وقفة إجلال واحترام وتقدير أمام تراثهما الفلسفي والنقدي الكبير، ومجهوداتهما الجبارة في خدمة الثقافة و السياسة العربيتين . فقد كافحا إلى جانب رفاقهم الاستعمار الأنجليزي في مصر المحروسة وهما في سن صغيرة ، فألقي القبض على أنيس وأطلق سرحه لصغر سنه. ودخلا السجن معا في عهد عبد الناصر وفي عهد السادات . وطردا من عملهما مرات ومرات دون أن يحد ذلك من اندفاعهما أو يغير من مواقفهما ومبادئهما.
وقد أثار كتابهما الصغير حجما الكبير علما في مرحلته" في الثقافة المصرية" جدلا واسعا بعد صدوره في بداية الخمسينيات ، إذ عُد آنذاك الوثيقة المنظرة للواقعية الجديدة في الثقافة العربية ، و قد زاد من قيمته أن قدم له ثالث الأثافي المثقف اللبناني اليساري الكبير المرحوم حسين مروة. وقد خاضا من خلاله صراعا ثقافيا وفكريا مع كبار المثقفين المصريين آنذاك كطه حسين وعباس محمود العقاد وانتقدا بشدة كتابات إحسان عبد القدوس.
وقد ظل الشيخان الجليلان رفيقين على امتداد أكثر من نصف قرن ، فهذا محمود أمين العالم يقول عن علاقتهما بعد سن الثمانين في مجلة ديوان العرب
" فعبر السنوات الـ 50 لصداقتنا المشتركة شعرت أنها لم تكن علاقة معايشة فقط ولكنها حقيقة موضوعية، فقد ولدنا بحي الأزهر، وتعلمنا في مدرسة واحدة ثم فصلنا من المدرسة، وعندما فتح باب المجانية عدنا الي المدرسة ثانية حتي التقينا في عام 1935 في معركة ضد النحاس باشا، وضد الانجليز، تلك المظاهرة التي اعتقل فيها د. أنيس لأول مرة وهو ما زال صغيرا، ثم أبعدتنا الحياة والتقينا في الأربعينيات حيث كان المناخ متوتراً محملاً بروح ثورة قادمة.
وبفقدان هذين المفكرين الكبيرين بعد فقدان حسين مروة صاحب كتاب النزعات المادية في الفلسفة الإسلامية منذ سنين، نكون قد فقدنا كُتابا تتلمذنا على كتبهم في دراستنا الثانوية والجامعية، بعدما أثروا الفلسفة والنقد العربيين مرحلة كاملة من مراحل الفكر العربي. رحم الله الفقيدين، وأسكنهما فسيح جناته.[/align]
ومحمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس ليسا بالاسمين اللذين يرحلان عن هذا العالم دون أن يتوقف كل المثقفين العرب بكل أيديلوجياتهم وأطيافهم السياسية وقفة إجلال واحترام وتقدير أمام تراثهما الفلسفي والنقدي الكبير، ومجهوداتهما الجبارة في خدمة الثقافة و السياسة العربيتين . فقد كافحا إلى جانب رفاقهم الاستعمار الأنجليزي في مصر المحروسة وهما في سن صغيرة ، فألقي القبض على أنيس وأطلق سرحه لصغر سنه. ودخلا السجن معا في عهد عبد الناصر وفي عهد السادات . وطردا من عملهما مرات ومرات دون أن يحد ذلك من اندفاعهما أو يغير من مواقفهما ومبادئهما.
وقد أثار كتابهما الصغير حجما الكبير علما في مرحلته" في الثقافة المصرية" جدلا واسعا بعد صدوره في بداية الخمسينيات ، إذ عُد آنذاك الوثيقة المنظرة للواقعية الجديدة في الثقافة العربية ، و قد زاد من قيمته أن قدم له ثالث الأثافي المثقف اللبناني اليساري الكبير المرحوم حسين مروة. وقد خاضا من خلاله صراعا ثقافيا وفكريا مع كبار المثقفين المصريين آنذاك كطه حسين وعباس محمود العقاد وانتقدا بشدة كتابات إحسان عبد القدوس.
وقد ظل الشيخان الجليلان رفيقين على امتداد أكثر من نصف قرن ، فهذا محمود أمين العالم يقول عن علاقتهما بعد سن الثمانين في مجلة ديوان العرب
" فعبر السنوات الـ 50 لصداقتنا المشتركة شعرت أنها لم تكن علاقة معايشة فقط ولكنها حقيقة موضوعية، فقد ولدنا بحي الأزهر، وتعلمنا في مدرسة واحدة ثم فصلنا من المدرسة، وعندما فتح باب المجانية عدنا الي المدرسة ثانية حتي التقينا في عام 1935 في معركة ضد النحاس باشا، وضد الانجليز، تلك المظاهرة التي اعتقل فيها د. أنيس لأول مرة وهو ما زال صغيرا، ثم أبعدتنا الحياة والتقينا في الأربعينيات حيث كان المناخ متوتراً محملاً بروح ثورة قادمة.
وبفقدان هذين المفكرين الكبيرين بعد فقدان حسين مروة صاحب كتاب النزعات المادية في الفلسفة الإسلامية منذ سنين، نكون قد فقدنا كُتابا تتلمذنا على كتبهم في دراستنا الثانوية والجامعية، بعدما أثروا الفلسفة والنقد العربيين مرحلة كاملة من مراحل الفكر العربي. رحم الله الفقيدين، وأسكنهما فسيح جناته.[/align]
تعليق