ترنيمات الأزرق ( أعمالي التشكيليّة )

[راضية العرفاوي]

[align=center]

1

عندما يحكي اللون أنات الغياب ونزيف الوطن ..
مجموعة ( ترنيمات الأزرق ) - راضية العرفاوي - تشكيل تقنية الكمبيوتر



2




3




4




5




6




7




8[/align]

[راضية العرفاوي]

[align=right]


ما تقوله الزرقة في أذن السجن
عن مجموعة ( ترنيمات الأزرق )

للتشكيلية والشاعرة التونسية راضية العرفاوي

بقلم محررة فراديس الكاتبة السعودية ضياء يوسف



منذ الإنسان وملامح التشكيل يمكن طرحها بأكثر من طريقة تتجاوز تاريخ الحضارة
لجوهر التعبير وتتجاوز محدودية التقنية لفضاء أرحب من القول والعمل .

التشكيلية والشاعرة راضية العرفاوي في مجموعتها التشكيلية (ترنيمات الأزرق )
تخرج عن عادة الأنابيب والفراشي في نسج سيرة اللون لتأخذ بللتها شكل الطابعة
وليأخذ كمبيوترها روح الأصابع وسكاكين التلوين وضربات الشعر الرقيق على النفس ..
بمهارة عالية لا يمكن أخطاءها .

لعل اللون في دلالته الجزئيه في نطاق التعبير ما هو إلا نوع من الشعر الذي يقال بلسان بصري .. كل فنان يعمل على صناعة كائن أو أكثر يكشف لنا باللون عن وجوده ..
راضية العرفاوي التونسية الأجمل تجمع البصر المحسوس لتصنع من اللون ذاته كائن يقول عن تواجدنا نحن في إيقوناتها الزرقاء التي أحب جدا أن أسميها طعنة الزرقة التي تحمل من الدلالات ما يساعد على البحث والنزف معا .


على سبيل الإنسان لو أنصتنا قليلا لبث زرقتها لن نُجهد كثيرا في إدراك
صوت الزرقة يحاور أذن السجن / صوت الروح يخاطب الجسد.. يقول له آهته .
تستعير الحضور والقوة ولنقل قسوة حضور الزرقة وطغيانها من هيمنة السماء
ولجاجة المحيطات المسيطرة على كوكب علمه الأزرق . ..
لكنها تدفع من خلال كل هذا بعلامة جديدة زرقاء لها ذات الضخامة/ اسمها الإنسان..

للغرابة / في ترنيماتها لا يخترق برود الزرقة معناها بجمود جليده بقدر ما يبعث
حرقة تشتعل بهدوء تبث حزنها في اطار اللوحة كـأن لا حياة في هذا الداخل
لغير الأزرق الكثيف حزنا وحصارا .

في مجموعتها تتوالى رموزها رغم أنها تحرث اللوحة بمحراث واحد تقريبا
حتى إذا جرحت اللوحة وسال دمها توقفت عن نبش داخلها ..
وكأن الزرقة أحدّ مبضع وأسرع ما يمكن النبش به في جلدة الدم .

قد يتبادر لنا من خلال لوحاتها أن الحمرة كائن قائم بحد ذاته يرتدي الأزرق من شدة البرد
فلا يكاد يبين بعضه .. ويجعل البصر في الصقيع خارج رداءه الأزرق .

كمتلقين سنتمكن ببساطة ونحن نمسك بها متلبسة بالهذيان تحلل النص الشعري إلى ضوء ثقيل كثيف يأخذ بيد السجن لقبضة الروح ..
ويأخذ الروح لسوداوية القيد الذي هو قدرها منذ تعليق طيرها بقفص الجسد.

رغم أن الزرقة لون الماء الذي تكثف فحمله كتف الهواء ورغم أنه لون البلل
إلا أن زرقتها تخفف من حضور كل شيء فيها وتتكثف هي بحيث تبدوا ثقيلة
ثقل الآهة التي لا تمضي لمستقر الخروج كأنها الغصة تتضخم فلا تُبلع
كأنها الحزن بأوضح أشكاله ..بأعقدها وغولا بأكثر حالاته بديهية .

دائما في المنمنمات هناك ما يحدث في الجهة اليسرى من الصدر , هذا الموت الأزرق المتواتر على وشك أن يبدأ نزعه ..لكنه لا يبدؤه وبعد في الظلال كلام يقال يقف فيما بين كثافة البدء وكثافة الانتهاء .. يبقى أمله لطخ النزف ويبقى موته في القضبان الـ تُنشب استقامتها في لحم الماء .. فيأمل بالخلاص بـ لطخ أمله .

راضيه العرفاوي تحقن العين بقصائد رقيق حزنها ..
بالدمعة التي بحجم الحياة على اعتبار أن اللوحة حياة كاملة وعمر يبدأ وينتهي في الأضلع الأربع المسننة .. وعلى اعتبار أن لا فاصل يحد من كتلة أزرقها أو يحلحل تماسكه .

لن نوغل في الذهاب بعيدا عن ذواتنا إذا ما غرقنا في ذاتها ..فنحن في أسفل دمعها لا نتنفس غير ماء الروح الذي كلنا فيه سواء .. وكلنا في قيد طينه سواء .. وكلنا في أسماله عيون يفيض بصرها بدمع لا يُرى تتفانى راضيه بجعله مرئيا للعين والقلب معا .

وعلى سيرة الغرق بقي أن أقول بعد أن ثقافة العطش من شأنها أن تلد في الأماني غابات الماء حتى إذا ما تشكلت في ذهن السجن غرفنا نحن في نعماء البلل غرقا يمكننا من المكوث في التمني أكثر ..ومن إطالة عمر الغابات .

راضية العرفاوي في مجموعتها تختصر اللين الذي في أوان تصلبه ..
وتختصر الارتواء في أزمان تقشفه وتجعل من الدنيا إمبراطورية موغلة في التطرف ..
تقول بوضوح سافر . و.بلغة واحدة إنسانا جديدا يختصر عمق المحيطات وحزن السماء في وجوده / الحياة ..
في حياته ../ الوجود ! . .


لقراءة النص في فراديس[/align]

[راضية العرفاوي]

ملاحظة لتنويه ( فقد سئلت حول هذه الصورة في منتدى آخر)

ترنيمات الأزرق رقم 8

إختارها الكاتب المصري خالد السروجي لتكون غلافا لمجموعته القصصيّة "تحت الأحمر ..فوق البنفسجي"
وقد استأذنني في ذلك

[زينب]

[align=center]إبداع رائع
بارك الله فيك اخي[/align]

[راضية العرفاوي]

[align=center]إبداع رائع
بارك الله فيك اخي[/align]

شكرا لعطر مرورك
ورد وتقدير

[د. محمود بن سعود الحليبي]

الفنانة الرائعة راضية

هنا عمق واحتراف يخترقان القارئ بصمت !

دمت مبدعة

د. محمود

[د. جمال مرسي]

أختي الشاعرة الفنانة راضية عرفاوي
ليس غريبا على شاعرة متمكنة تعزف على أو تار الشعر أن ترسم بفرشاتها لوحات أكثر شاعرية أيضا
اختيار الأزرق بهذا التشكيل الرائع اختيار موفق و اللوحات كلها تدعو للتأمل و التفكر
و قد يكون لي حظ اختيار غلاف لديواني القادم أنهار لا تعرف الخوف من تلك اللوحات الجميلة بعد الاستئذان منك طبعا
بارك الله فيك قلماً و ريشة تبدع في كل حال

مودتي و تقديري

[راضية العرفاوي]

الفنانة الرائعة راضية

هنا عمق واحتراف يخترقان القارئ بصمت !

دمت مبدعة

د. محمود

المبدع المتألّق دائما د.محمود بن سعود الحليبي

تعطّرت المساحة بـ بهاء حضورك
شكرا لكلّ زهرة تشجيع تزرعها بين ألواني

ود وورد

[راضية العرفاوي]

أختي الشاعرة الفنانة راضية عرفاوي
ليس غريبا على شاعرة متمكنة تعزف على أو تار الشعر أن ترسم بفرشاتها لوحات أكثر شاعرية أيضا
اختيار الأزرق بهذا التشكيل الرائع اختيار موفق و اللوحات كلها تدعو للتأمل و التفكر
و قد يكون لي حظ اختيار غلاف لديواني القادم أنهار لا تعرف الخوف من تلك اللوحات الجميلة بعد الاستئذان منك طبعا
بارك الله فيك قلماً و ريشة تبدع في كل حال

مودتي و تقديري

أستاذنا الفاضل والشاعر المتألّق د.جمال مرسي

نقاء مرورك يتسرّب منه جمال الروح العطرة
وورود مشجّعة على استمرار الريشة والقلم..

أخي العزيز د. جمال لك أن تختار ما شئت من الصور، فإن لألواني شرف تواجدها مع هامة حروفك ومقامات إبداعك

ود وورد

[راضية العرفاوي]

تبّـا لك يا زمن الزيف ..




تبّا لك يا زمن الزيف ..

ــــ***ـــ

كم يتلاعب بنا الزمان بخيوطه الرماديّة
كدمى متحرّكة..
أو كقطع طين تتبعثر أشلاءها
كلّما يُرمى حجر النرد..
كم يتلاعب بنا الزمان
"بين زوايا الحياة الممضّة التي تشحذها يد " دوساد "
تلك المخالب الثاوية تحت أجنحة الغراب ..
تبّا لك يا زمن الزيف .. تجلّد الأحباروقوافي البوح الليلي
تصادر بتلات الشوق وتزرع الشوك في الحلق
وسواد الغراب يحلّق بين عناقيد السماء بلا أصفاد
تبّا لك يازمن الزيف .. تكوي ثغر العذارى بلظى الشتات
وتنفي الضفائر والقلوب البكر في معراج السبات
تبّا لزمان فيه " سجّان يمسك سجّان "..
سجّان يغيّراتّجاه الدروب .. بين غروب وغروب
سجّان يرمي الشمس خلفنا ليطيل الظلّ أمامنا
سجّان يمزّق بَرْديّ حبّنا ويحرق سجّاد صلاتنا
تبّا لك يا زمن الزيف ..
ألم يرويك بعد حزني وحزنه .. ألم يرويك المزيد ..؟؟
كرعتَ كلّ النجيع ..من الوريد إلى النخيل
أيّ قربانا تريد ..؟؟؟
فوالله ما كنّا من الكافرين ..
ما كنّا من الكافرين ..
ما كنّا ...
آه ثمّ آه
ثمّ آه طويــــــلة
تركض في الصدر وتغادر غصّة القلب
لتصطدم على الحائط الأخرس ..


راضية العرفاوي
1/2002
( مجموعة ترنيمات الازرق / نص و تشكيل )

[راضية العرفاوي]

الشهيد الذي مات على قبري





الشهيد الذي مات على قبري

ــــــــــ***ــــــــــ

كم جميل..
أن يحصدني منجل حبّك المخمليّ ..
كسنبلة الوجع المجمّد بين مفاصل صخرة
تدحرجت على ظهرشتاء دافيء..
كم جميل ..أن أموت بين شفتيك ..
كترنيمة قدّيس لم يكتمل لحنها
بين أنامل رغبة تذوي في عيون عشّاقها ..
كم جميل ..أن أموت على صدرك
كلوحة بديعة لم يكتمل رسمها ..

يقال.. أنّ أجمل اللوحات هيّ التي لم تكتمل بعد ..
كي تظلّ اللّمسات الأخيرة شبّاك ضوء مفتوح
على طرف الهزيع وشعاع الفجر ..
ويظلّ الموت الجميل متجدّدا مع كلّ قافية تلتحق بركب القصيدة ..
كم هو جميل أن تشتاقني ..
كإستحالة لذّة حرف يحنو على ثغرك البكر
ويرتشف سواد قهوة ..
ويقترف الحب المتموّج على خيط دخان ..
وإن أتاك تتوارى خلف حائط الصمت
وتغلق أحداق محرابك ..
لتبق أسطورة المستحيل
تهفو كفراشة زرقاء معطّرة بأجنحة السماء ..
لتبق أسطورة المستحيل
أشهر من زرقة على علم..
تتوارثها الدّواوين وملاحم السفر والترحال
في معراج الفصول... الخمسة ..
كم من سطر سيُرْسم عليه حكايتنا
من البداية إلى سدرة المنتهى ..
وكم من لون سيزيّن طغراء الحواشي وأفاريز الدهشة
ومنمنمات الإشتهاء ...
يوم ما ..
يوم ما.. سيُرسل من سابع سموات الحب
خيط لجين متلألأ بين رموش الليل الكحليّ المواجع ..
لينقش على تفّاحة المكان بثغر الغواية وبَرديّ الزمان
أنّني كنت القاتلة وأنّكَ الشهيد الذي مات على قبري ..



راضية العرفاوي
1/2002
( مجموعة ترنيمات الازرق / نص و تشكيل )

[راضية العرفاوي]

كـأنّ بي صراخ ..


كـــأنّ بي صراخ ..

ــــــ***ــــــ

ربّما نحتاج لواد التيه ..
أو لنهر "بيادرا " لنلقي فيه دموع الحزن والأسى
وأزيز الغياب ..
لنهدي القلب قربانا لسرير " بيادرا"
كي تطفئ المياه ما كتبته حرائق الروح ..
على رفيف سدرة حزن وجراح المنتهى ..
ربّما نحتاج لسرير بيادرا لتستحيل أوراق الفؤاد وسادة من صخر
تُجمّد أحلامنا وتكلّس لؤلؤ الحنايا وتزفّ إلينا نعمة النسيان ..
...
لكنّنا سنرفضها .. حتما.. سنرفضها ..
فلن نرضى للألم والعذاب بديلا ..
ولن نتلو آياتنا إلاّ على الصراع المستقيم والمنحني والمنكسر ..
يــــاااااه..! جناحايا إنـ كـ سـ را ...
كأنّ بي صراخ ..
كأنّ بي صـــــراخ ..
لم يعد يعرف أيّ صمت سيحتفظ به ..
يـــاااااه..! دعني أصرخ ...
دعني أصرخ ..
ملء الجرح المضمّخ بالملح والإحتراق ..
دعني أصرخ الـ " هولي" كما يُفعل في حلبة مصارعي الثيران
حيث رائحة التمزّق واللحم والدم ... ورقصة الموت الأسود
دعني أصرخ.. المرّ وحنظلة ..
والميزان الذي لا يعتدل ..
دعني أصرخ.. رماحا تخترق قلب صبيّة ..
دعني أصرخ.. طفلة شقيّة كورقة منسيّة ..
دعني أصرخ اللون الأخرس بين جنون القوافي ونزيف القلم
دعني أصرخ و أقظم ساعة فنائي ..
دعني أصرخ ... دعني ...
فلم تعد لي شهيّة للحياة ..
ولم تعد الحياة تشتهيني
آآآآه ثــمّ آآآه ..
ثمّ آه طويــــــــــــلة ...
تـــركض فــي الصدر..
وتغادر غصّة القلب لتصطدم على الحائط الأخرس ...



راضية العرفاوي
1/2002
( مجموعة ترنيمات الازرق / نص و تشكيل )




* نهر "بيادرا" = تقول الأسطورة أنّ كلّ شيء يقع فيه من أوراق الأشجاروالدموع
يتحوّل إلى جماد فيختفي الأنين والألم