الرســـم بالكلمات /مها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مها راجح
    حرف عميق من فم الصمت
    • 22-10-2008
    • 10970

    الرســـم بالكلمات /مها




    الثواني متباطئــة..يجلس على حافة السرير ..يفر بمسبحته التي تلتصق بالتاريخ

    بضع حبــــــــات عرقٍ أندت جبينه..سمع وقع خطواته وقبلة على يد أمه..وهمساته التي تسأل عن أبيـــــــــه

    ينقر الباب خفيفاً..يواربه ..يدخل..يُقبــِّل يديــــــه ..فيما ظلَّ هَو مشدوداً إلى وجه ابنه ينتظر خروج الكلمات من معاقِلــــــــــــها ..الإبن يُمارس الإبتسامة الصامتة,

    يأخذ بيد أبيه إلى حيث العائلـــــــــة تجتمع حول مائدة عامرة تفوح منهــــا رائحة أشجار الزيتون وأعشــــــــــاب الزعتر وخبز تنور البيت الســــاخن,

    راح الولد يحكي..يرسم لوحة بالكلمات هي أشبـــــه ما تكون ضربات بالفرشاة ..لصور الإستشهاد ورموز الإنتفاضـــــة الباسلة,

    لمس الوالد في الآونة الأخيرة أن ابنه يكثر الحديث عن الموت

    إنتابه شيئاً غريباً..تذكر قبل أسبوع حين أقبل صديق لابنه لم يتوقع قدومه..يدعوه للذهاب إلى مكان ما..

    رأى خلسة ابنه مع مجموعـــــة يخرجون شبه متسللين … تذكر المكان..

    فكثيراً ما انتابته الرغبة في الدخول إليه..

    مـــــرّت أيام..رأى ابنه وقد نبتت على وجهه لحية لم تُحلق

    دخل عليه ابنه في يوم ٍقريب..و وهجٌ ينبعث من محجري عينيه

    عرف ما يبغيه…رفض الإمتثال لأمره..ولكن..كان الإصرار لدى ابنه يقوى كلما سبقه أصدقاؤه إليها..

    ينظر إلى أبيه نظرة استعطاف ..وكأنها تقول..(لا تحرمني إياها..دعني أذهب إليها وأنت راض ٍعني).

    رجع إلى غرفته..وجلس على حافة السرير..فتح المذياع يتحيّن اللحظة المؤاتية ليسمع ما إذا كانت هناك عملية استشهادية ..بطلها يحمل إسماً يخفق داخل قلبه.





    *
    رحمك الله يا أمي الغالية
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة



    الثواني متباطئــة..يجلس على حافة السرير ..يفر بمسبحته التي تلتصق بالتاريخ

    بضع حبــــــــات عرقٍ أندت جبينه..سمع وقع خطواته وقبلة على يد أمه..وهمساته التي تسأل عن أبيـــــــــه

    ينقر الباب خفيفاً..يواربه ..يدخل..يُقبــِّل يديــــــه ..فيما ظلَّ هَو مشدوداً إلى وجه ابنه ينتظر خروج الكلمات من معاقِلــــــــــــها ..الإبن يُمارس الإبتسامة الصامتة,

    يأخذ بيد أبيه إلى حيث العائلـــــــــة تجتمع حول مائدة عامرة تفوح منهــــا رائحة أشجار الزيتون وأعشــــــــــاب الزعتر وخبز تنور البيت الســــاخن,

    راح الولد يحكي..يرسم لوحة بالكلمات هي أشبـــــه ما تكون ضربات بالفرشاة ..لصور الإستشهاد ورموز الإنتفاضـــــة الباسلة,

    لمس الوالد في الآونة الأخيرة أن ابنه يكثر الحديث عن الموت

    إنتابه شيئاً غريباً..تذكر قبل أسبوع حين أقبل صديق لابنه لم يتوقع قدومه..يدعوه للذهاب إلى مكان ما..

    رأى خلسة ابنه مع مجموعـــــة يخرجون شبه متسللين … تذكر المكان..

    فكثيراً ما انتابته الرغبة في الدخول إليه..

    مـــــرّت أيام..رأى ابنه وقد نبتت على وجهه لحية لم تُحلق

    دخل عليه ابنه في يوم ٍقريب..و وهجٌ ينبعث من محجري عينيه

    عرف ما يبغيه…رفض الإمتثال لأمره..ولكن..كان الإصرار لدى ابنه يقوى كلما سبقه أصدقاؤه إليها..

    ينظر إلى أبيه نظرة استعطاف ..وكأنها تقول..(لا تحرمني إياها..دعني أذهب إليها وأنت راض ٍعني).

    رجع إلى غرفته..وجلس على حافة السرير..فتح المذياع يتحيّن اللحظة المؤاتية ليسمع ما إذا كانت هناك عملية استشهادية ..بطلها يحمل إسماً يخفق داخل قلبه.





    *
    الزميلة القديرة
    مها راجح
    والله وكأنني كنت أجلس مكان الأب وقلبي دق بعنف حينها
    أن يذهب فلذات الأكباد طواعية للشهادة ..كرم من الله
    لكن قلوبنا ستحزن ولابد عليهم
    رائعة انت سيدتي
    رائعة
    تحياتي لك وودي
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • عبدالله بن إسحاق الشريف
      أديب وكاتب
      • 11-09-2008
      • 942

      #3
      بورك اليراع يامها ..
      بوركت الأنامل يا بنة الطهر
      قرأت كلماتك فانتابتني حالة من حبور وأمل ..
      لله أنت يا بنة النور
      بعد القراءة أردت الدخول سريعا إلى متصفحك
      وجدتني والله العظيم بدلا من كتابة إسمي أكتب
      الله يسعدك الله يسعدك يا مها
      يا لروعة الحدث والحديث ..
      علم الله أني أكتب حروفي هذه والقشعريرة تكتنفني
      حييت أخيتي ..
      يا بارك المولى هذا الطموح ..
      الذي يتخطى حدود الدهر ..
      وآفاق الزمن ..
      وأقطار التاريخ
      وأراني أكتب سريعا ..
      حتى لا يسبقني أحد ..
      فيريق روحه إعجابا بما كتبتي أخيه
      لله أنت ..
      لله هذه الأنامل التي اختزلت شموس العزة ..
      في هذه الأحرف الملتهبة ..
      فداء.. ونماء .. ومضاء
      بارك الله فيك
      يا لله ما أروعك وما أرق شمائلك
      آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ما أعذب ما قرأت والله

      تعليق

      • عبدالله بن إسحاق الشريف
        أديب وكاتب
        • 11-09-2008
        • 942

        #4
        [align=center]سبقتني الرائعة عائده عجبك[/align]

        تعليق

        • بلال عبد الناصر
          أديب وكاتب
          • 22-10-2008
          • 2076

          #5
          الله يا مها
          قصة مؤثرة جداً , و من واقع نشاهده مراراً
          بارك الله كلماتكِ يا مها الهادفة .

          تقديري و إحترامي .

          تعليق

          • م. زياد صيدم
            كاتب وقاص
            • 16-05-2007
            • 3505

            #6
            ** الراقية مها.........

            بالرغم من وجوده فى اعماق قلبه فهو الاب وهو الابن وقد يكون وحيده من يدرى.. ومع هذا كان يترقب المذياع اتدرين لماذا؟؟ لانه يتهيا لكى يسمعها الى روحه الطاهرة بانه يرضى عنه ويتمنى عليه اللقاء فى الجنة.. وكان يريد اهداء روحه ابتسامة صافيه وان اعتلتها قطرات من دموع...

            راقية انت.

            تحياتى العطرة..........
            أقدارنا لنا مكتوبة ! ومنها ما نصنعه بأيدينا ؟
            http://zsaidam.maktoobblog.com

            تعليق

            • محمد سلطان
              أديب وكاتب
              • 18-01-2009
              • 4442

              #7
              [align=center]روح الشهادة دائما صداحة فى كتاباتك مها
              حتى و إن لم تكن مباشرة فهى موجودة
              روحك عالية فى السرد والإختصار
              قصة متكاملة و شاملة للمعانى و المشاعر العذبة
              أعرفك مها من سطورك الرائعة
              تحياتى [/align]
              صفحتي على فيس بوك
              https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

              تعليق

              • مها راجح
                حرف عميق من فم الصمت
                • 22-10-2008
                • 10970

                #8
                الصديقة الغالية الكاتبة عائدة ..
                سعدت لحضورك مرة اخرى بيننا
                وسعدت لمرورك وقراءتك الطيبة
                تحية حب و ود
                رحمك الله يا أمي الغالية

                تعليق

                • مها راجح
                  حرف عميق من فم الصمت
                  • 22-10-2008
                  • 10970

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة عبدالله بن إسحاق الشريف مشاهدة المشاركة
                  بورك اليراع يامها ..
                  بوركت الأنامل يا بنة الطهر
                  قرأت كلماتك فانتابتني حالة من حبور وأمل ..
                  لله أنت يا بنة النور
                  بعد القراءة أردت الدخول سريعا إلى متصفحك
                  وجدتني والله العظيم بدلا من كتابة إسمي أكتب
                  الله يسعدك الله يسعدك يا مها
                  يا لروعة الحدث والحديث ..
                  علم الله أني أكتب حروفي هذه والقشعريرة تكتنفني
                  حييت أخيتي ..
                  يا بارك المولى هذا الطموح ..
                  الذي يتخطى حدود الدهر ..
                  وآفاق الزمن ..
                  وأقطار التاريخ
                  وأراني أكتب سريعا ..
                  حتى لا يسبقني أحد ..
                  فيريق روحه إعجابا بما كتبتي أخيه
                  لله أنت ..
                  لله هذه الأنامل التي اختزلت شموس العزة ..
                  في هذه الأحرف الملتهبة ..
                  فداء.. ونماء .. ومضاء
                  بارك الله فيك
                  يا لله ما أروعك وما أرق شمائلك
                  آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ما أعذب ما قرأت والله
                  الاستاذ القدير عبدالله الشريف
                  ما أسعدني وأنا اقرأ تعليقكم النابع من القلب مباشرة والرائع
                  بروعة وجدانكم الطيب
                  كلي أمل أن اكون تحت حسن ظنكم سيدي
                  لكم باقة خزامى ..وزخة عطر
                  رحمك الله يا أمي الغالية

                  تعليق

                  • مها راجح
                    حرف عميق من فم الصمت
                    • 22-10-2008
                    • 10970

                    #10
                    الاستاذ والصديق الرائع بلال
                    مرورك يعبق قصتي بعطر تعليقك الفواح
                    تحية ألق و ود
                    رحمك الله يا أمي الغالية

                    تعليق

                    • آمنه الياسين
                      أديب وكاتب
                      • 25-10-2008
                      • 2017

                      #11
                      رجع إلى غرفته..وجلس على حافة السرير..فتح المذياع يتحيّن اللحظة المؤاتية ليسمع ما إذا كانت هناك عملية استشهادية ..بطلها يحمل إسماً يخفق داخل قلبه

                      *********

                      الرائعه الراقيه

                      ؛؛ مها راجح ؛؛

                      رائعه كعادتكِ

                      قصتكِ جعلتني اتذكر لحظات واقعيه عشتها

                      في العام الاول لأحتلال العراق ...

                      نحمده سبحانه أنه وهب شبابنا هذه النعمه

                      وهنيئاً لهم الجنة خالدين فيها

                      دمتِ سالمه وبحفظ الرحمن

                      تقديري واحترامي

                      ر
                      ووو
                      ح

                      تعليق

                      • سمية البوغافرية
                        أديب وكاتب
                        • 26-12-2007
                        • 652

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة



                        الثواني متباطئــة..يجلس على حافة السرير ..يفر بمسبحته التي تلتصق بالتاريخ

                        بضع حبــــــــات عرقٍ أندت جبينه..سمع وقع خطواته وقبلة على يد أمه..وهمساته التي تسأل عن أبيـــــــــه

                        ينقر الباب خفيفاً..يواربه ..يدخل..يُقبــِّل يديــــــه ..فيما ظلَّ هَو مشدوداً إلى وجه ابنه ينتظر خروج الكلمات من معاقِلــــــــــــها ..الإبن يُمارس الإبتسامة الصامتة,

                        يأخذ بيد أبيه إلى حيث العائلـــــــــة تجتمع حول مائدة عامرة تفوح منهــــا رائحة أشجار الزيتون وأعشــــــــــاب الزعتر وخبز تنور البيت الســــاخن,

                        راح الولد يحكي..يرسم لوحة بالكلمات هي أشبـــــه ما تكون ضربات بالفرشاة ..لصور الإستشهاد ورموز الإنتفاضـــــة الباسلة,

                        لمس الوالد في الآونة الأخيرة أن ابنه يكثر الحديث عن الموت

                        إنتابه شيئاً غريباً..تذكر قبل أسبوع حين أقبل صديق لابنه لم يتوقع قدومه..يدعوه للذهاب إلى مكان ما..

                        رأى خلسة ابنه مع مجموعـــــة يخرجون شبه متسللين … تذكر المكان..

                        فكثيراً ما انتابته الرغبة في الدخول إليه..

                        مـــــرّت أيام..رأى ابنه وقد نبتت على وجهه لحية لم تُحلق

                        دخل عليه ابنه في يوم ٍقريب..و وهجٌ ينبعث من محجري عينيه

                        عرف ما يبغيه…رفض الإمتثال لأمره..ولكن..كان الإصرار لدى ابنه يقوى كلما سبقه أصدقاؤه إليها..

                        ينظر إلى أبيه نظرة استعطاف ..وكأنها تقول..(لا تحرمني إياها..دعني أذهب إليها وأنت راض ٍعني).

                        رجع إلى غرفته..وجلس على حافة السرير..فتح المذياع يتحيّن اللحظة المؤاتية ليسمع ما إذا كانت هناك عملية استشهادية ..بطلها يحمل إسماً يخفق داخل قلبه.





                        *
                        غاليتي مها
                        أبدعت
                        أسلوب رشيق وقصة ظريفة وعميقة الدلالة وفكرة تستحق التخليد
                        أهنئك وأبارك إبداعك ودائما إلى الأمام
                        أختك سمية

                        تعليق

                        • أسماء مطر
                          عضو أساسي
                          • 12-01-2009
                          • 987

                          #13
                          جميلتي مها...
                          كنت مارة بشوقي اليك فصادفت حروفك هنا...
                          رسمت في هذه القصة خيوط قضية كبرى،تفننت في استعمال أسلوب زاخر بالمصطلحات الرقيقة ،و في نفس الوقت المعبرة عن قسوة الموقف..

                          لن يكون هذا آخر مرور،فجمالك يستحق الاكثر...

                          ابقي رائعة كعادتك...

                          كل التوفيق غاليتي
                          [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

                          تعليق

                          • ينال حباشنة
                            أديب وكاتب
                            • 11-02-2008
                            • 234

                            #14
                            هو صراع رغبات وصراع مبادئ عند الانسان اللذي خيّر بين الله والوطن من جهة وبين الوالد والعائلة من جهة أُخرى
                            ما أجمل هذى الصراع اللذي لامكان فيه لمشاعرٍ غير مشاعر الحب
                            جميلةٌ لوحتكِ التي رسمتِها هنا أُختي مها
                            انا لست من قتل الشهيد
                            ربّما شاركت في القتل معاك
                            فأنت من بداء العراك
                            انا قاتل
                            لكنني لست الوحيد
                            بصمات كفّك لوّثت ارض الجريمة
                            وعطرك المسموم يرقص في المكان
                            مسدسي لم يحتوي الّا رصاصة
                            وجثّة المغدور فيها رصاصتان

                            تعليق

                            • مها راجح
                              حرف عميق من فم الصمت
                              • 22-10-2008
                              • 10970

                              #15
                              الاستاذ القديرم.زياد صيدم
                              شكرا لمرورك وتعليقك الباذخ
                              تحية ود واخلاص
                              رحمك الله يا أمي الغالية

                              تعليق

                              يعمل...
                              X