الكتابة الأدبية تحت المجهر ب" نموذج القلم معاند" لحسين ليشوري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • نعيمة القضيوي الإدريسي
    أديب وكاتب
    • 04-02-2009
    • 1596

    الكتابة الأدبية تحت المجهر ب" نموذج القلم معاند" لحسين ليشوري

    هل ننظر للكتابة الأدبية من المنظور الأدبي البلاغي أم ننظر لها من المنظورالأخلاقي والاجتماعي أم ننظر لها من الجانب الديني،وكيف تكون النظرة للمصطلحات المستعملة ليس من حيث دلالتها البلاغية وإنما من حيث مدى تقبلها أو رفضها،من خلال هذا الطرح ،سنواصل وضع سلسلة من الكتابات الأدبية تحت المجهر،والتي أثارت نقاشا بين رفضها أو تأييدها،هذا ما رأيناه في الجزء الأول،في الجزء الثاني نطرح شكلا مخلفا ،هاته المرة كتابات رغم جودتها لا تلقى إقبالا،أسئلة كثيرة حول هذا الموضوع،سنبقى دائما مع القصة،والنموذج ب "القلم المعاند" قصة عنيفة لحسين ليشوري
    [gdwl]
    [/gdwl]
    [gdwl]
    القلم المعاند !

    الجولة الأولى:

    كان إذا حز بكاتبنا "حازم" أمر فزع إلى مكتبه و كتبما يجيش في خلده من مشاعر و أحاسيس، فإن الكتابة بالنسبة إليه لا تعتبرتسلية، لا ! بل هي وسيلته التي يواسي بها نفسه، فهو من أولئك الذين يعيشونليكتبوا و ليس من الذين يكتبون ليعيشوا، أو هكذا يظن نفسه و به يريهاللناس.
    دخل حجرة المكتب التي ما إن تفتح بابها حتى يغمركالهدوء، حجرة تحس فيها بالسكينة حتى ليخيل إليك أنك تلمسها أو لكأنكتستطيع اقتطاعها كتلا كتلا ! فهي حجرة لا شاسعة و لا ضيقة، وسط بين ذلك،قد كست جدرانها ألوان المعرفة فلا تكاد تجد موضعا لمزيد، و كان من عادةكاتبنا أنه يعتكف هنا كلما جن الليل و أرخى على الدنيا سدوله و خيم عليهابسكونه.
    جلس هذه الليلة إلى مكتبه فهو يشعر بتدافع الخواطرفي ذهنه إلا أنه و زيادة على ذلك يشعر بضيق في صدره و تصلب في حلقه كأن بهغصة. أخذ القلم و غمسه في دواة بلورية الصنع أسطوانية الشكل تنم عما فيهامن حبر أزرق داكن و قد شعت منها أشكال من نور على لوح المكتب لما صبالمصباح أشعته عليها.
    توقفت يده في أعلى الصفحة و لم يستطع الكتابة و طالمكثه، فصار ينظر مرة إلى القلم الذي يمسك به كأنه يتساءل:" ما بال القلملا يطاوعه و يكتب ما يشعر به ؟ و مرة يحول بصره صوب الدواة الموضوعة عنيمينه كأنه يستشهد ها على قلمه،
    بدأ يحس إحساسا جديدا جاء يزاحم ما به من أحاسيسسابقة ملأت نفسه و يحتشد معها، إحساس ممزوج بالضجر من عناد القلم مع الغضبمن عجزه إرغام هذا القلم المعاند على الكتابة. كان هذا الشعور الجديديزداد كلما طال توقفه، و كانت هذه الحالة تزعج الكاتب حقا، ذلك أن ما هوعليه من هموم و شجون كاف، بل فيه كفاية و زيادة فلا يضيفن هذا القلم إذنهما آخر هو عنه في غنى !
    و بدأت أطراف أنامله الثلاثة التي بمسك بها القلمتبيض من شدة الضغط عليه كأنه يعصره عصرا ليخرج منه العبارات التي يريدكتابتها، إلا أن القلم المعاند و كأنه استلذ هذه المعاكسة فلم يزدد إلاوجوما و لم يدر الكاتب أهذا الوجوم من شدة الخوف؟ أم تراه لعجز القلم عنالإدلاء بما يرغب صاحبه التعبير عنه ؟
    و هنا تذكر الكاتب المثل الشائع القائل:"إذا أردتأن تطاع فأمر ما يستطاع" فلعل القلم لا يستطيع أداء ما يريده منه صاحبه،فهو إذن معذور، و في هذه اللحظة خف ضغط الأصابع على القلم !
    و تدافعت الظنون في نفس الكاتب و يلح عليه من بينهاظن مفاده أن القلم لا يريد سوى معاكسته فقط، فيعود ليضغط تلقائيا عليهليرغمه على الطاعة. و في هذا الوقت بالذات ومضت في ذهنه فكرة سياسية، ألايقال إن من السياسة المداراة؟ بلى ! إذن لماذا لا يداريه حتى يصل إلىغرضه؟ فلربما يدرك بالتلطف و اللين ما لا يدركه بالعنف و الشدة.
    و فورا خفت قبضته على القلم المعاند و غير من نظرتهإليه و صار ينظر نظرة أعطاها كل ما يتطلبه الموقف من وداعة و مسالمة كأنهيرجوه و يستعطفه حتى يجود و يسخو، و تذكر الكاتب في هذه اللحظة كيف كانهذا القلم بالذات من قبل مطواعا أينما وجهه يمتثل بلا تردد خاضعا طائعامستسلما فكان يستكتبه فيكتب و يستوقفه فيقف، فما باله هذه المرة يشاكسه فيعناد و إصرار حتى صار يداريه؟ أنسي ما كان بينهما من ألفة أضحت مودة، فلميكونا في حاجة إلى الاسترضاء و لا إلى الاستعطاف؟ أنسي كل الليالي التيقضياها معا و حدهما يتناجيان و يتسامران؟ أنسي هذا كله و قلب لصاحبه ظهرالمجن في جفوة مفاجئة ؟
    و يعود الكاتب إلى خطة المداراة ينفذها بكل ماتستلزمه من حيلة و لباقة، إلا أن هذه الوسيلة لم تكن إلا لتزيد القلمعنادا و إصرارا على عدم الكتابة ! و بما أن لا طائل وراءها فالقلم معاندفعلا فلا حل إذن سوى العنف و الشدة، فليرغمنه على الكتابة قهرا و ليقسرنهعليها قسرا، أو ليذيقنه العذاب أصنافا، و انقلب ما كان بينهما قبلا منمودة و صداقة متينة، أو ما كان يخيل إليهما أنها صداقة متينة، إلى عداوةصريحة معلنة ! و بمجرد ما تيقن الكاتب أن اللين لا يجدي نفعا إستحال إلىجلاد يستنطق بالعذاب سجينه و القلم إلى السجين و الدواة إلى برميل ملئغسالة. و لم تكن هذه الحال لتستجلب العطف على السجين، القلم، بل بالعكس إنالجلاد، الكاتب، هو الذي يستحق العطف كله و الشفقة كلها، و ما كانت هذهالوضعية المزرية بالكاتب إلا لتزيد من غضبه، فقد تفطن لهزيمته أمام تعنتالقلم فغضب غضبة سرت إلى يده و أصابعه فكاد يقصمه بها لشدتها، فأمسكالجلاد بغلظة على السجين المسكين و غمسه في البرميل، الدواة، غمسة طويلةكادت تزهق روح السجين، قائلا :
    -" إنك لا تريد أن تكتب ؟ حسن، فذق العذاب إذن !
    و بعد برهة من الزمن أحس الجلاد أن السجين فقد أنفاسه و يكاد يختنق فأخرجه و و ضعه على أعلى الصفحة آمرا :
    -"أكتب !"
    فرد القلم بلسان حاله بكلمات متقطعة أرسلها و هو يسترجع أنفاسه :
    -"لا....لا أكتب !"
    -"أكتب ما تعرف، أكتب و قل ما عندك !"
    -"لا أكتب !"
    -" أكتب، قلت لك أكتب !"
    -"لا و لن أكتب لأنني إن كتبت لا أجد من يقرأ، و إن وجدت من يقرأ فلا أجد من يفهمني
    رننن!!! (نهاية الجولة الأولى)

    الجولة الثانية :

    أصر الكاتب على إرغام القلمعلى الكتابة، فغمسه مرة أخرى في الدواة، برميل الغسالة، غمسة أطول منالأولى ثم أخرجه ووضعه على أعلى الصفحة ثانية :
    -" أكتب أيها القلم و لا تعاند فإنه لا طاقة لك على عذابي، فامتثل خيرا لك !
    جمع القلم أنفاسه و رد بكل قوة و حدة على الكاتب المتجبر :
    -"لا و لن أكتب ما دمت تعاملني كآلة صماء تفرضعليها أهواءك و تجبرها على رغباتك و لا تملك هي سوى الامتثال و الخضوع فيخنوع، أيها المتسلط الجبار !
    وقعت هذه الكلمات كالصاعقة على أسماع الكاتب، أوكأنها فرقعة سوط تزيد في فزع المجلود كلما هوت على ظهره فتزيده ذعرا علىألم. فذهل الكاتب و وجم و لم يستطع أن ينبس ببنت شفة كما يقال، و نظر إلىالقلم في يده نظرة تعجب يشوبها إعجاب ! فهو يتعجب من عناد هذا القلمالضئيل الصغير الهش و تعنته، إذ كيف يجرؤ على عصيانه و مواجهته و هو بهذاالضعف؟ أوليس هو سوى أداة في يد صاحبها يحركها كيفما شاء و يكتب بها مايريد و ما عليها إلا الطاعة و الخضوع في خنوع كما قال القلم نفسه ؟ بلى ! إذن كيف يجسر على عصيانه؟ كيف؟! و يعجب لإصرار القلم على موقفه البطولي وصموده و تحمله العذاب و الهوان في صبر و تحد ليته كان يملك هو منه نصيبالما يعرفه عن نفسه ! دارت هذه الظنون كلها في ذهن الكاتب و هو ينظر إلىالقلم، و أراد في دفعة من النبل النادر فيه أن يعترف للقلم البطل، يعترفله بحريته في التعبير إن شاء كتب و إن شاء توقف، أراد أن يعترف للقلمبحريته و أراد أن يسالمه بل و حتى يصالحه لم لا ؟ ألم تكن أواصر الصداقة والوئام تجمعهما من قبل؟ أجل، فلماذا لا يتصالحان و تعود المياه إلىمجاريها و الأيام إلى سابق عهدها ؟
    إنه يريد هذا و لكن ما لبث هذا الشعور النبيل طويلاحتى عاد حب التجبر يدفعه و يطارده بل يطرده من خاطر الكاتب فانتكس و راحينظر في عجرفة إلى القلم الصامد نظرة شحنها كرها و بغضا. و هكذا راحتالأهواء تتقاذف عواطف الكاتب و التفت إلى القلم قائلا:
    -"أيها القلم المعاند، أراك قد نسيت من تكون؟ فماأنت إلا قلم صغير، ضعيف، لو أردت كسرك لكسرتك بسهولة فلا تستطيع الدفاع عننفسك، و استطيع استبدالك بآخر بل بآخرين، فإنني أجد غيرك في أي دكان وبثمن بخسن فلا تترفع و أنت الوضيع، و لو أردت حبسك لوضعتك في الدرج معالأدوات المهملة حتى يجف الحبر في جوفك فلا تستطيع الكتابة بعدها أبدا، وما أنت إلا آلة في يدي أديرها كيفما أشاء و أضعها حيثما أريد، و لا أريكإلا ما أرى، فاسمع و أطع خيرا لك، أم أنك تريد أن أذكرك بما كان من شأنك وما أحدثته من ويلات؟ أنسيت كم من أم ثكلت بسببك، و كم من زوجة ترملت و كممن ولد تيتم؟ أتراك نسيت كم من رفيع حط و كم من وضيع رفع، كم من بريء قتلبتوقيع منك، و كم من مجرم يتنعم بالحرية بسببك؟ أتراك نسيت هذا كله و صرتاليوم تعاند و تكابر و تمتنع عن الكتابة كأنك تتنكر لماضيك أو كأنك تشعربوخز الضمير فصرت تتجاهل ما كان منك و تتغاضى عنه و كأنه ليس من عملك ؟ أمجاءتك نفحة من النبل و الشرف فأردت أن تعود عما بدا منك؟ فهل يصلح التجاهلو النكران ما كان من شطط و طيش ؟ ما أراك إلا مغرورا قد ذهب بك غرورك كلمذهب، فتبا لك من قلم، أتترفع و أنت الوضيع؟! أما رأيت نفسك حينما تؤمربالكتابة فتمتثل و أنت منكس الرأس؟ هيا، هيا أكتب و لا تعاند فإنه ليس لكفي العناد من خير !
    أطال الكاتب تقريعه القلم و توبيخه و وصفه بكل مايشينه و يحط من شأنه، ثم سكت و قد أعياه الجهد و أسأمه، فألقى "المعاند" على الورقة و أسند ظهره إلى مقعده الوثير يستجمع أوهامه عن خصمه و يصطادأفكاره عن نفسه و يرسم خطة التحايل على غريمه ليجعله ينفذ أوامره،فاهتبلها القلم فرصة سانحة فاستلقى على طوله يستلقط أنفاسه و يستعيد قواهلمواجهة جلاده و يستحضر همومه عن مصيره في الجولة الحاسمة القادمة !

    رننن! (نهاية الجولة الثانية)

    الجولة الثالثة:

    شعر الكاتب بارتياح لذيذ إذأخرج ما في جعبته من غيظ و بغض فما لبث أن ارتخت أعصابه و أطلقت أساريروجهه العابس، نظر بتعال و احتقار إلى القلم المستلقي أمامه في هدوء فمافتئ حتى عاودته سورة الغضب و انتابته موجة عاتية أخذت ترتفع صعدا منأعماقه و راحت تجرف هدوءه و ارتياحه ثم فاضت على ملامحه و سالت من جوارحهالصامتة الناطقة معا، أمسك القلم بغلظة و جره إلى أعلى الصفحة آمرا بحدة :
    -"أكتب أيها المعاند أما سئمت عذابي ؟
    نظر القلم و هو يبتسم ابتسامة عريضة زادت في إثارة الكاتب ثم قال بعدما سمع في سكون تام كلام معذبه:
    -"لقد تكلمت فأطلت، و وصفت فما أوفيت، و حكمت فماأنصفت، و اتهمت فما أسعفت، و لولا عطفي عليك لما تفوهت بكلمة و لتركتك فيضلالك و طغيانك، فإنه ليحزنني أن أراك تظلم نفسك و غيرك و أنت القادر علىتجنب ذلك كله و إنني أراك قد هامت بك كبرياؤك في كل واد فصرت لا ترى إلاما تراه لك و لا ترضى إلا ما ترضاه هي، فاسمع كلمة مشفق يعز عليه أن يراكتخطئ و أنت اللبيب الأريب !
    سقطت هذه الكلمات و كأنها ماء ثلج صب على نار الغضبالذي سيطر على الكاتب فأطفأها أو كأنها صفعة على قفا غافل لينتبه و يفيقفأطرق كأنه تلميذ يستمع إلى كلام أستاذه. و استأنف القلم قائلا:
    -"لقد رميتني بكل نقيصة، و اتهمتني بكل جريمة و ماذنبي إلا أنني أكرهت على كتابة ما كتبت، و لا يؤخذ المكره على ما فعل عندالمقسطين يا هذا ! و أراك نسيت بل تناسيت أنني باليد التي تمسك بي، فإنكانت شريفة شرف عملي و إن كانت غير ذلك جاءت كتابتي كذلك، فلم تلصق بي كلالعيوب و ما هي إلا عيوبكم أنتم معشر الكتاب؟ أم تراك يصدق فيك قولالقائل:"رمتني بدائها و انسلت خرقاء" ؟
    نظر الكاتب بحدة إلى القلم كأنه يريد معارضته فيما يزعم، إلا أن القلم لم يأبه بهذه اللفتة و واصل كلامه قائلا:
    -" أما أنا فإنني أعرف شرف منزلتي و عظيم قدري،فأنا أول من خلق، و ذكرت في أول ما نزل من القرآن، و قد أقسم الخالق، عز وجل، بي و يكفيني هذا فخرا و شرفا، و تأتي أنت و قد أعمتك غطرستك فرحتتصفني بما هو لو أمعنت النظر فيه لوجدته دليلا على خطر شأني و قوة بأسي، ولكنني لا أملك لك عذرا إلا أنك قد استهوتك مطامعك فجعلت مني أداة تملقوذلة بعدما كنت أداة حق و عزة، و جعلت مني آلة حرب و دمار بعدما كنت آلةسلم و عمار، و كنت وسيلة تعليم و حكمة فصرت بك وسيلة تجهيل و تضليل، فتعسالكم من رجال اتخذوا النفاق صنعة و الكذب حرفة، قد جعلتم مني أداة تتملقونبها العظماء ابتغاء زلفى أو رجاء عطاء أو طمعا في منصب، ثبوا إلى رشدكمفأنه لا حياة مع الذلة و لا جاه مع النذالة، أما أنني أكتب مطأطئ الرأسفليس من ذلة و إنما هو التفاني في خدمة الناس !
    استمع الكاتب كلام القلم فلم يدر بما يرد به عليه،فأخذ يتلعثم بكلمات جوفاء خاوية لا معنى لها فصارت تنحدر من فيه ثقيلةكأنها كريات من رصاص تتساقط على المكتب و تتناثر على الأرض.
    استأنف القلم كلامه بعدما أخذ نفسا و نظر إلىالكاتب متفحصا وجهه يريد معرفة نتيجة كلامه عليه، فرأى ما كسا الوجه منكآبة الانهزام و ما دخل على نظرته من لمسة حزن كعلامة على مدى تأثره بهذاالتقريع اللاذع، و لم يعد الكاتب ينظر إلى القلم بل صار ينقل نظره منالورقة إلى السقف و منه إلى أي مكان في الغرفة متحاشيا النظر إلى القلمكأنه خجل من نفسه فلم يقو على مواجهته مباشرة كما كان يفعل من قبل.
    -"لقد توعدتني، يا رفيق دربي، بأمور لهي خير لي منأن أعيش ذليلا قد هانت على الناس نفسه بعدما هانت عليه هو قبلهم، ما كانالكسر أو الحبس أو التعذيب ليفت من عزيمة الشرفاء حتى يجعلهم يرضون بالذلو الهوان، و ها أنا ذا دائما بين يديك فاصنع بي ما بدا لك، فلعلك تجد فيالتنكيل بي شفاء لما يتأجج في صرك من الغيظ !
    حاول الكاتب بصدق استرضاء القلم لعله يكف عن هذاالتأنيب اللاذع و الكلام المقذع الذي أصاب منه موطن الكبر و مكمن التجبر وصار يلاحق في ثنايا قلبه كل حقد و غضب، حاول الكاتب استكتابه شيئا يكونبحق مفخرة له بين الأقران إلا أن القلم آلى على نفسه ألا يكتب هذه الليلة.
    فلما استيأس الكاتب منه و علم ألا حيلة له معه، وضعه على الورقة التي بقيت على حالها بيضاء ناصعة لم يخط عليها كلمة إلا ماأحدثه القلم من آثار الحك أثناء التعذيب فقام من مكتبه و أطفأ المصباح وخرج من الحجرة يجر في خطى ثقيلة قدميه آملا أن يكون أكثر حظا في المرةالقادمة معترفا في قرار نفسه بصدق القلم و سداد رأيه، و توجه إلى غرفةالنوم لعله يستريح من عناء الأرق الذي أصابه.
    و بقي القلم البطل مستلقيا على الورقة مرتاحا كأنه تخلص من عبء ثقيل كان جاثما على قلبه تعلو محياه ابتسامة الانتصار !

    رننن!!!

    ( انتهت الجولة الثالثة و الأخيرة بفوز القلم بانسحاب المنافس ! )
    __________________
    [


    " لئن أكون مُصيبا في رأيي فأُكَذَّبَ خير لي من أكون مُخطئا فأُصَدَّقَ فأصير مُصيبةً على نفسي و على غيري "

    [/gdwl]


    الأسئلة المطروحة للنقاش جاءت على لسان الكاتب نفسه،حين وجد عدم إقبال القراء عليها

    لطالما يبذل الكاتب من الجهود ليفكر ثم ليكتب ثم ليعرض ما كتب، لكن لما يرى إعراض الناس عن كتابته يروح يتساءل : " أين الخلل ؟ "
    أفي الفكرة هو أم في الكتابة أم في القاريء ؟
    لعله فيهم كلهم ! و لذا يجب عليه معاودة الكَرَّة في كل مرة يخطب لبنات فكره كما يجب أن يخطب لبنات ظهره (صلبه) و قديما قيل :
    "
    اخطب لبنتك و لا تخطب لابنك" !!!

    هاته الأسئلة وغيرها نطرحها للنقاش ننتظر تفاعلكم وتجاوبكم مع الموضوع.وشكرا للجميع









  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #2
    رد: الكتابة الأدبية تحت المجهر ب" نموذج القلم معاند" لحسين ليشوري

    [align=center]
    أختي الكريمة الأستاذة نعيمة : تحية طيبة.
    أشكرك سيدتي على اختيار أحد مواضيعي و عرضه للفحص من قبل القراء الكرام و آمل أن يتناوله النقاد بالدراسة و التحليل، إن كان يستأهل ذلك، و ألا يبخلوا علي بآرائهم و ملاحظاتهم مهما كانت و سيجدونني شاكرا لهم و معترفا بكرمهم علي و إن خالفوني أو عارضوني أو قسوا عليَّ! إن النقد هو المُجَلّي للنصوص فكلما كان جادا و صارما تجلت و تجملت!
    و قبل أي حديث أود الإشارة السريعة هنا إلى أن النص كتب أول ما كتب عام 1984 و هو من النصوص الأولى التي دخلت بها عالم الكتابة الأدبية و قد نشر في جريدة "مساء" الجزائرية المعربة عام 1988 قبل أحداث أكتوبر الشهيرة و المعروفة عند الجزائريين و لاسيما الذين عاشوها مثلي، و لم يكن على الشكل الذي نشر به اليوم إذ أنني أصلحته و صححته و سأعيد فيه النظر المرة بعد المرة كلما اقتضت الحاجة لذلك و هذا أمر طبيعي عند الكُتّاب!
    أشكرأختي الكريمة، نعيمة، مرة أخرى و أدعو الله أن يوفقني للإجابة على تعاليق القراء مهما كانت!
    تحيتي و تقديري للجميع.
    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 12-10-2009, 20:55.
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • محمد سلطان
      أديب وكاتب
      • 18-01-2009
      • 4442

      #3
      رد: الكتابة الأدبية تحت المجهر ب" نموذج القلم معاند" لحسين ليشوري

      تحية واجبة للأستاذة المبدعة ذات الأفكار الطيبة

      نعيمة القضيوي الإدريسي

      و أجمل تحية للودود الراقي ببنات أفكاره الأديب الآريب

      حسين ليشوري

      بداية ً نتكلم عن السرد :

      الجولات الثلاث قدمت بكل وضوحٍ كان متجلياً للقارئ قضية فنية في الكتابة ألا و هي " إجبار النفس على الكتابة دون نيّة " ,, لم يكن القلم هو المشكلة ,, لكن هنا الأستاذ حسين ليشوري القضية بشكل فانتازي جاء مقبولاً للقارئ العادي و الأديب .. و أخص الكلام الآن عن الأول :
      .. اللغة ذات المحاور المتشعبة و المتغلغلة في روح الحالة دون أن يعتبر القارئ العادي في حسبانه .. على سبيل المثال لو أعاد الكاتب النظر في الجولات الثلاث بأسلوبٍ أدبيٍ تتطلبه القضية ليظهر بكل قوته و غموضه للإنسان الغير أديب .. لكن هنا الألفاظ السلسة و أسلوب الحكي المخلط ببعض الفكاهات الخفية رسمت على شفاه القارئ البسمة , فضلاً عن التشويق .. جعله أيضاً يستمتع و يواصل الزحف وراء عصيان القلم وتمرده من جهةٍ , و إكراهه على الكتابة من جهةٍ أخرى من قبل صاحبه .. لذا كان هنا الكاتب (حسين ليشوري) موفقاً في اختيار الأسلوب و اللغة التي استطاع بها أن يدخل للأديب بصورة ذكية و إرضاء القارئ العادي بتقنيات لغوية بسيطة كانت أقرب للوعظ و التفنيد و هذا ربما يزعج الأديب المتلقى ـ أحياناً ـ حيث أنه دائما يريد أن يدخل إلى العمل بشكل تصوري أعمق من مجرد حي بسيط و حوار مسلسل الجولات ..

      نأتي لتساؤلات الأستاذ حسين ليشوري :

      و التي تنحصر مبدئياً في النقاط المذكورة أعلاه :

      ـ إعراض الناس عن الكتابات :

      و هذا أمر طبيعي في العنكبوتية .. حيث أنها مسرح للعرض و المشاهدة من بعيد .. دون المباشرة بين الناس .. فيزورها من يزور و ينصرف عنها من ينصرف .. ليس الأمر قاصراً على الأستاذ حسن ليشوري أو كاتب بعينه .

      ـ أين الخلل ؟؟

      لا يوجد خلل البتة .. بدليل أن هناك روائع الأدب العالمي موضوعة على الشبكة و لم يقترب لها أحداً , اللهم أنه يقرأها أو ينسخها ثم ينصرف إلى ما يرضي هواه في وليمة أخرى .

      ـ أفي الفكرة هو أم في الكتابة أم في القاريء ؟

      لو بندنا الأمور و استلزم الأمر أن نضع ما يقترب لمعالجة الخلل .. فأنني أرجح القارئ .. لربما يكون (قارئ عادي .. أديب .. مفكر .. مشرف .. رئيس منتدى .. ,,,, إلخ) .. و بالطبع يستوجب على كل واحدٍ منهم إبداء رأيه لطالما قرأ , أو على الأقل يذكر النقاط أو الفقرات التي أزعجته .. و لكن للأسف أصبح العنكبوت يظلل القاعات بشبكته المغزولة بحنكة .. إذاً بالضرورة ينزعج كاتب النص و يضطر إلى تقليب الفكرة و الحذف ة الإقصاء حتى يشكل في القلم و في قدرته الأدبية .

      ـ لعله فيهم كلهم ؟!

      و هنا جئت بالمفيد أستاذي الكريم :
      ربما الخلل في الجميع .. فإما أن أن الأسلوب لم يصل إن ذهن المذكورين سلفاً .. أو الفكرة جميلة و لم يستطيع الكاتب معالجتها بصورة سليمة .. و إما الخلل من القارئ و لك ما ذكرته في النقطة السابقة .

      تحيتي و تقديري للمبدعين : نعيمة القضيوي و الأستاذ حسين ليشوري

      و للجميع المحبة ..
      صفحتي على فيس بوك
      https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

      تعليق

      • حسين ليشوري
        طويلب علم، مستشار أدبي.
        • 06-12-2008
        • 8016

        #4
        رد: الكتابة الأدبية تحت المجهر ب" نموذج القلم معاند" لحسين ليشوري

        [align=center]
        أخي الكريم محمد إبراهيم سلطان : تحية ود و ورد.
        أشكرك أولا على جميل كلامك عني و حسن ظنك بي.
        و أشكرك ثانيا على قراءتك المتبصرة في القصة و ردك على تساؤلاتي المتحيرة، أنا سعيد إذ كنتَ أول المتدخلين لتقويم عملي و أنا هنا أتعجب مني و منك إذ طلبت مني مرة أن أقرأ بعض أعمالك فشغلتني همومي عن تلبية طلبك الكريم و ها أنت اليوم تحلل قصتي !
        فشكرا لك على قراءتك و شكرا لك على تحليلك للقصة و إجابتك على تساؤلاتي.
        أعتذر إليك عن عدم قدرتي الآن على مناقشة ما تفضلت به و أعدك أنني سأفعل ذلك قريبا، إن شاء الله تعالى !
        تحيتي و مودتي أخي الحبيب.
        [/align]
        sigpic
        (رسم نور الدين محساس)
        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

        "القلم المعاند"
        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

        تعليق

        • مصطفى شرقاوي
          أديب وكاتب
          • 09-05-2009
          • 2499

          #5
          رد: الكتابة الأدبية تحت المجهر ب" نموذج القلم معاند" لحسين ليشوري

          موفق هذا الموضوع ورائع إن شاء الله ... ولأنني قرأت جولاتك جولة جوله وعايشت بعضا من حواسه إن لم يكن أكثر من بعض ... وكأنني لا أجد ما أقول عند انفرادي بلوحتي وانعدام قلمي وكأني أغيب بين ثنايا الحرف لأستخرج قاعده جديده تحصني في عالم النحو أو الصرف ولأنك تعرفني وتغض عن عيبي الطرف فأرسلت مكتوبي بين ظرف وظرف ... بين ظرف من الحروف البائنه على خلايا الشاشه حيث مكانها المعهود في أصل وجود قلمك المعاند وهنا حيث ظرف يحمل بداخله ورقه مكتوب فيها بقلم معاند اسماء بعض الأقلام التي ستسطر لنا الحرف ... فهل يا ترى هل سأرى ما أرى ؟

          تعليق

          • حورية إبراهيم
            أديب وكاتب
            • 25-03-2009
            • 1413

            #6
            رد: الكتابة الأدبية تحت المجهر ب" نموذج القلم معاند" لحسين ليشوري

            [frame="15 98"]
            التفاتة طيبة منك يا أختنا نعيمة تستحقين عليها وسام الشرف .
            وأقول لك ردا على موضوع الأستاذ حسين ليشوري ..أن الكتابة فن إبداعي
            تتكامل فيه الأنساق التعبيرية ولا يمكن فصل ماهو تركيبي عن البلاغي عن النحوي والمعجمي والدلالي والتداولي .وتلك لعمري هي الشروط الفنية للكتابة الصحيحة ..وبدون مبالغة في القول أجدها هنا لدى كثير من الأدباء المحترمين ومن بينهم أستاذنا المحترم القدير صاحب النكهة الجزائرية أبو الحسن وأسامة ..شكرا لك يا جزائر عظماء التاريخ المجيد بلد المليون شهيد .وكل بلاد العرب التي أنجبت مبدعي هذا الملتقى الرائد ..
            ولي عودة أكثر تمحيصا للموضوع .
            تقدير ومودة للأخت نعيمة بلسم الجراح وممرضة المواضيع المهملة .أكثر الله من أمثالك يا طيبة .اسعفينا بالدواء فوالله خير ما فعلت بتفقد جرحانا من المواضيع المنسية ..وهكذا تكون الأخلاق ..والشكر موصول للأستاذ حسين ليشوري ..واصل إمتاعنا يا سيدي الفاضل ما دام التبر تبر والتراب تراب ..
            [/frame]
            إذا رأيت نيوب الليـث بارزة <> فلا تظنـــن ان الليث يبتســم

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #7
              رد: الكتابة الأدبية تحت المجهر ب&quot; نموذج القلم معاند&quot; لحسين ليشوري

              المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى شرقاوي مشاهدة المشاركة
              موفق هذا الموضوع ورائع إن شاء الله ... ولأنني قرأت جولاتك جولة جوله وعايشت بعضا من حواسه إن لم يكن أكثر من بعض ... وكأنني لا أجد ما أقول عند انفرادي بلوحتي وانعدام قلمي وكأني أغيب بين ثنايا الحرف لأستخرج قاعده جديده تحصني في عالم النحو أو الصرف ولأنك تعرفني وتغض عن عيبي الطرف فأرسلت مكتوبي بين ظرف وظرف ... بين ظرف من الحروف البائنه على خلايا الشاشه حيث مكانها المعهود في أصل وجود قلمك المعاند وهنا حيث ظرف يحمل بداخله ورقه مكتوب فيها بقلم معاند اسماء بعض الأقلام التي ستسطر لنا الحرف ... فهل يا ترى هل سأرى ما أرى ؟
              أهلا بمصطفى و سهلا !
              أشكرك أخي الحبيب على مرورك الكريم، و أنت كما عهدتك، تحمل هموما كبيرة، مثلي، لكنك لا تجد له متنفسا يقدرها قدرها ! إذن ماذا أقول لك؟ لا يسعني هنا إلا قول الشاب الظريف التلمساني :
              [poem=font="times New Roman,6,,normal,normal" Bkcolor="transparent" Bkimage="" Border="none,4," Type=0 Line=0 Align=center Use=ex Num="0,black""]
              "لا تُخْفِ ما فعلت بك الأشواق=و اشرح هواك فكلنا عشاق"
              "عسى يعينك من شكوت له الهوى=في حمله، فالعاشقون رفاق"
              [/poem]

              تحيتي و مودتي لك أخي الحبيب.
              التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 15-10-2009, 07:53.
              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #8
                رد: الكتابة الأدبية تحت المجهر ب&quot; نموذج القلم معاند&quot; لحسين ليشوري

                المشاركة الأصلية بواسطة حورية إبراهيم مشاهدة المشاركة
                [frame="15 98"]
                التفاتة طيبة منك يا أختنا نعيمة تستحقين عليها وسام الشرف .
                وأقول لك ردا على موضوع الأستاذ حسين ليشوري ..أن الكتابة فن إبداعي
                تتكامل فيه الأنساق التعبيرية ولا يمكن فصل ماهو تركيبي عن البلاغي عن النحوي والمعجمي والدلالي والتداولي .وتلك لعمري هي الشروط الفنية للكتابة الصحيحة ..وبدون مبالغة في القول أجدها هنا لدى كثير من الأدباء المحترمين ومن بينهم أستاذنا المحترم القدير صاحب النكهة الجزائرية أبو الحسن وأسامة ..شكرا لك يا جزائر عظماء التاريخ المجيد بلد المليون شهيد .وكل بلاد العرب التي أنجبت مبدعي هذا الملتقى الرائد ..
                ولي عودة أكثر تمحيصا للموضوع .
                تقدير ومودة للأخت نعيمة بلسم الجراح وممرضة المواضيع المهملة .أكثر الله من أمثالك يا طيبة .اسعفينا بالدواء فوالله خير ما فعلت بتفقد جرحانا من المواضيع المنسية ..وهكذا تكون الأخلاق ..والشكر موصول للأستاذ حسين ليشوري ..واصل إمتاعنا يا سيدي الفاضل ما دام التبر تبر والتراب تراب ..
                [/frame]
                و أخيرا طلت علينا "الحورية" ! يا مرحبا ! يا مرحبا !
                أشرقت الأنوار... و تفتحت الأزهار... وطلع النهار :
                فأطفئوا المصباح و اكتشفوا الأسرار !
                كيف حالك يا أم نزار ؟
                تركتني هنا كاليتميم، و أنا الشيخ الهرم، فجارعلي "الأشرار" (؟!!!)
                الذين لا يرقبون في "الأيتام" إلاًّ و لا ذمة و لا يتقنون الحوار !!!
                أشكرك على كلامك الطيب في حقي و أنا أنتظر قراءتك الفاحصة للتفاصيل، و النقد بالدليل و أن تنزلي "خربشتي" ما تستحق من التنزيل، فأصحِّح غلطي و أعفي القراء من لغطي !!!
                بيني و بينك، سيدتي الكريمة، و في السر، أنا أكره السجع المُتكلَّف لكنني هنا أتعمده لأغيظ بعض الناس الذين يريدون أن يقنعونا أنهم أحرار في كتابة ما شاؤوا كيفما شاؤوا وقتما شاؤوا و أنهم يصطنعون الصيغ و التعابير التي تخدمهم و لو بخيانة اللغة و تعكير صفائها !!!
                تحيتي و تقديري كما تعلمين.
                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                • أبو صالح
                  أديب وكاتب
                  • 22-02-2008
                  • 3090

                  #9
                  رد: الكتابة الأدبية تحت المجهر ب&quot; نموذج القلم معاند&quot; لحسين ليشوري

                  المشاركة الأصلية بواسطة نعيمة القضيوي الإدريسي مشاهدة المشاركة

                  الأسئلة المطروحة للنقاش جاءت على لسان الكاتب نفسه،حين وجد عدم إقبال القراء عليها

                  لطالما يبذل الكاتب من الجهود ليفكر ثم ليكتب ثم ليعرض ما كتب، لكن لما يرى إعراض الناس عن كتابته يروح يتساءل : " أين الخلل ؟ "
                  أفي الفكرة هو أم في الكتابة أم في القاريء ؟
                  لعله فيهم كلهم ! و لذا يجب عليه معاودة الكَرَّة في كل مرة يخطب لبنات فكره كما يجب أن يخطب لبنات ظهره (صلبه) و قديما قيل :
                  "
                  اخطب لبنتك و لا تخطب لابنك" !!!

                  هاته الأسئلة وغيرها نطرحها للنقاش ننتظر تفاعلكم وتجاوبكم مع الموضوع.وشكرا للجميع

                  عزيزي حسين ليشوري للإجابة عن هذه الأسئلة أقول أن هناك شيء جوهري لا ينتبه له الكثير ممن في مضمار التعبير في هذا الزمان

                  قبل عصر الحاسوب كان هناك لقب بأن فلان صاحب قلم وما يستطيع أن يخرجه القلم من وسائل تعبير وإيضاح ومن يجيدها كان يقال عنه صاحب قلم وعلى ضوء ذلك تتفاعل معه الناس وعلى ضوء إمكانياته تتوقع منه امكانيات وفق ما يمكن للقلم من إصداره من وسائل التعبير والإيضاح

                  نحن الآن في عصر الحاسوب والشابكة والذي نتعامل معه من خلال لوحة المفاتيح والفأرة، فمن يستخدم نفس اساليب القلم في طريقة التعبير والإيضاح بالتأكيد سيفقد الكثير من إمكانيات لوحة المفاتيح والفأرة.

                  فلذلك الآن من وجهة نظري هناك صاحب قلم وهناك صاحب لوحة مفاتيح، وكنت أوضحت وجهة نظري في هذا الموضوع لمن يحب الاستزادة يجدها تحت العنوان والرابط التالي

                  أدب المرأة بين الجرأة والنقد



                  ويمكنك زيارة الموضوع التالي كمثال عملي آخر بالإضافة إلى الأمثلة التي ذكرتها في مداخلاتي في الرابط السابق لما يجب أن تستخدمه من وسائل التعبير والإيضاح التي توفرها لك لوحة المفاتيح والفأرة، لكي تستطيع إرضاء ما يتوقعه القارئ في هذا العصر ممن يهتم بمطالعة أي شيء في مجال التعبير في الوسط الذي تنشر به نتاجك

                  ¨¨°؛©o.,,.o©؛°¨¨°؛© بوحـ : حرف ملونـ ©؛°¨¨°؛©o.,,.o©؛°¨¨

                  ويسترسلُ الجَمال فحيناً يغرقُ في الخيال وحيناً يشتعلُ إختيال ودوماً هو بثغرِ الحَرفِ كُل الجَمال فَمن يتحدى موجَ البَحر..!!! ومن يتحدى كومةَ سِحر وهل يتحَدى النَحرُالثَغر ؟؟؟ فهل هُناكَ إختِيار ..!!! بين أن أموتَ فيكَ أو بكَ ؟؟ وهل هُناكَ قَرار ..!!! أن أسكُن عينكَ أو قلبكَ ؟؟ أن امنحَ للحرِب صَكَ انتِحار ..!! وأن اختم


                  وإلاّ فلا يلومنّ إلاّ الكاتب نفسه إن لم يكن هناك تجاوب وتفاعل مع ما ينشره يرضي طموحه في أي وسط حاسوبي أو شبكي

                  ما رأيكم دام فضلكم؟
                  التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 15-10-2009, 08:17.

                  تعليق

                  • خلود الجبلي
                    أديب وكاتب
                    • 12-05-2008
                    • 3830

                    #10
                    رد: الكتابة الأدبية تحت المجهر ب&quot; نموذج القلم معاند&quot; لحسين ليشوري

                    قصة ممتعة جداا
                    ربما قراتها من منظور أخر يختلف عما قرأها هنا
                    فالقلم خير شاهد علينا يوم الحساب ..ن والقلم وما يسطرون
                    فعندما تمرد القلم على كاتبه ورفض الكتابة ماهي الا صحوة ضمير ضدد طغيان بني الانسان رفض تزوير التاريخ ولي الحقائق لم يعد لديه طاقة لتحمل خطايا البشر مثله كمثل باقي أعضاء الانسان التي سوف تشهد علينا
                    فمثلا بلغت رسالة رسولنا بالكتابة ودونت لنا على مر التاريخ فكان القلم خير ناقل لنا.. تعلمنا قيم ديننا وسنتنا بالقلم (الذي علم بالقلم علم الإنسان مالا يعلم)) فحق له العصيان على طلم الانسان

                    القلم ياسيدي هو الكلمة الذي لاتضل هو المحصي المبين الثابت
                    ((ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها))

                    ( إذا أقسم الأبطال يوماً بسيفهم وعدوه مما يكسب المجد والكرم كفى قلم الكتاب عزاً ورفعة مدى الدهر أن الله أقسم بالقلم ) .

                    اما بخصوص أسئلة الأخت الكريمة نعيمة
                    هذه الكتابات تقرا من أصحاب الفكر والأدب وهذا يكفي لأصحاب القلم

                    تحية طيبة سيدي وأهديك زهرة عطرها عبق الأقحوان
                    لا إله الا الله
                    محمد رسول الله

                    تعليق

                    • حسين ليشوري
                      طويلب علم، مستشار أدبي.
                      • 06-12-2008
                      • 8016

                      #11
                      رد: الكتابة الأدبية تحت المجهر ب&quot; نموذج القلم معاند&quot; لحسين ليشوري

                      [align=center]
                      أخي الأستاذ أبا صالح : أهلا بك و قد سعدت بمداخلتك الكريمة.
                      أنا أوفقك تماما في التفريق بين صاحب القلم، كما كان بالأمس، و صاحب "الكي بورد" كما هو اليوم ! و إضافة على ما قلتَه أقول إن عالم الشبكة العنكبية يمنح ميزة جديدة و هي الكتابة و النشر من وراء حجاب ! مما يقلل فرص الفضح المباشر الذي كان يصيب أصحاب الأقلام لَمّا يخطئون في حق قرائم عموما أو محبيهم خصوصا.
                      و قد انتقلت أنا شخصيا من الكتابة بالقلم في الصحافة الورقية، و قد كانت لي فيها جولات و صولات، بالرغم من إنكار المنكرين لهذه الحقيقة المعروفة لدى "القدماء" منا، ثم تحوّلتُ إلى عالم "النت" الزاخر بالكبار و الصغار المهتدي منهم و الحائر !!! و أنا، ومنذ أن ولجت هذا الفضاء، أحاول أن أستفيد منه قدر المستطاع و لاسيما أنه يمنح فرصا للنشر لا يمكن أن تقارن بغيرها مهما طورت، و قد خرجت به من المحلية إلى العالمية بالكبس على زر أو أزرار !!! مع ما في هذا من الخير و الأوزار !!!
                      (معذرة، أستاذي الكريم، على هذا السجع فهو مقصود !!!)
                      و قد استفدت فعلا أولا بالتعرف على كثير من الناس من مختلف بلاد الله؛ و ثانيا قد عرفني الكثير منهم فأحبني الكثير و أبغضني القليل و الحمد لله على كليهما ! ثالثا أستفدت كثيرا من نقد نقاد كبار في الوطن العربي لأعمالي و ما كنت لأصل إليهم لولا الشبكة العنكبية، و الفضل أولا و أخيرا لله العلي القدير الذي يخرج الخبء من الأرض فأخرجني من أرض الصحافة الورقية إلى فضاء "العنكبية" "الويب" !!! و إن عرض قصتي "القلم المعاند" (العنوان كما هو مثبت من أول يوم بالأف و اللام في "المعاند" و ليس ما كتبته أختنا نعيمة القضيوي فكتبت "القلم معاند" و الفرق كبير بين العنوانين !) للفحص النقدي لفرصة كبيرة لي لأطلع على ملاحظات القراء الذين تكرموا، أو الذين سيتكرمون، بتقويم عملي هذا.
                      أشكرك أخي الكريم على مرورك و على كلاماتك الرصينة فأنت تفيدني كثيرا في كل مرة أقرأ لك !
                      تحيتي و تقديري.
                      [/align]
                      التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 15-10-2009, 08:24.
                      sigpic
                      (رسم نور الدين محساس)
                      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                      "القلم المعاند"
                      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                      تعليق

                      • حسين ليشوري
                        طويلب علم، مستشار أدبي.
                        • 06-12-2008
                        • 8016

                        #12
                        رد: الكتابة الأدبية تحت المجهر ب&quot; نموذج القلم معاند&quot; لحسين ليشوري

                        [align=center]
                        أهلا بك أم فرح : خلود،
                        و لك مثل ما أهديتني من زهرة و عليها، رِبًا (؟!!!) باقةُ ورود !!!
                        أشكرك على تقديريك الكبير لشخصي الصغير ! و على تعليقك البصير !
                        إن كثيرا من "أرباب" الأقلام قديما و "أرباب" الكي بورد" حديثا قد تَعَبَّدوا طوعا لغيرهم فاستعبدهم غيرهم، و أقصد هنا بالغير : الأنظمة المستبدة، قهرا بعدما قيدتهم بالمناصب و الأجور و الألقاب فصاروا وبالا على شعوبهم و أهليهم فكان لابد من فضح هذا الصنف من البشر الذين صاروا أبواق شر لما يمررونه من مكر و خبث إلى القراء الغافلين ! و قد عانينا، كغيرنا من الشعوب العربية المغلوبة على أمرها، من ثلة من "أرباب" الأقلام المرتزقة، الخُبزيين كما أسميهم أنا أو "الخُبْزِست" كما كان يسميهم أحد أصدقائي رحمه الله تعالى !
                        إذن ليست المشكلة في ان يكتب الكاتب فيخطيء فيصحح من النقاد، و إنما المشكلة، كل المشكلة، في أن تنفث الأفاعي السامة سمومها في الناس و لا تجد راقيا و لا مسترقيا !!!
                        أختي الكريمة خلود، أم فرح، أنا فَرِح بمرورك العطر، و كيف لا يكون عطرا و قد تضمّخ بزهورك و أقحوانك و شذاك ؟!
                        تحيتي و ودي و وردي كما تعلمين.
                        [/align]
                        التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 15-10-2009, 08:45.
                        sigpic
                        (رسم نور الدين محساس)
                        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                        "القلم المعاند"
                        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                        تعليق

                        • نعيمة القضيوي الإدريسي
                          أديب وكاتب
                          • 04-02-2009
                          • 1596

                          #13
                          رد: الكتابة الأدبية تحت المجهر ب&quot; نموذج القلم معاند&quot; لحسين ليشوري

                          إفرح ياأستاذنا موضوعك بيدشن أول صفحة جديدة على ملتقى وجهات النظر،ممكن تعتبر أكبر إنصاف.
                          تحياتي لك





                          تعليق

                          • حسين ليشوري
                            طويلب علم، مستشار أدبي.
                            • 06-12-2008
                            • 8016

                            #14
                            رد: الكتابة الأدبية تحت المجهر ب&quot; نموذج القلم معاند&quot; لحسين ليشوري

                            المشاركة الأصلية بواسطة نعيمة القضيوي الإدريسي مشاهدة المشاركة
                            إفرح ياأستاذنا موضوعك بيدشن أول صفحة جديدة على ملتقى وجهات النظر، ممكن تعتبر أكبر إنصاف.
                            تحياتي لك
                            أهلا بك سيدتي الكريمة نعيمة !
                            [align=right]
                            أشكرك على تعاطفك مع قصتي، و من ثَمَّ معي، هذا من كرمك و كرم أخينا محمد برجيس فشكرا لكما معا.
                            لست مستاء من عزوف القراء عن القصة و إنني دائما أتمثل بقول ابن سينا: " و إذا الفتى عرف الرشاد لنفسه=هانت عليه ملامة العذال"
                            على الكاتب أن يكون صادقا فيما يكتب و لا يهمه أأقبل الناس على كتابته أو لم يقبلوا و لا سيما إن وفّر لكتابته ما يلزم من أدوات النشر !
                            لعل القراء، , و أقصد الكُتَّاب و النقاد، لما أصابنا من وهن نفسي عميق، يفضلون الخفيف الظريف الذي ينسيهم ما هم فيه من هوان على جميع الأصعدة، أما الكتابة التي تكشف عوراتهم هم أنفسهم فلا يرضونها لحاجة في أنفسهم، و إن قصة "القلم المعاند" تكشف بقسوة عورات الكُتَّاب المسترزقين الخبزيين، أو الخبزست، و ما أكثرهم في وطننا العربي.
                            [/align]
                            [align=center]
                            تحيتي و مودتي و تقديري.
                            [/align]
                            sigpic
                            (رسم نور الدين محساس)
                            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                            "القلم المعاند"
                            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                            تعليق

                            • نعيمة القضيوي الإدريسي
                              أديب وكاتب
                              • 04-02-2009
                              • 1596

                              #15
                              الأستاذ الفاضل الحسين ليشوري

                              جاء دوري بعد أن توقفت الردود هنا،لأدلو به،وهو مخالف تماما لما كان هناك في موقعه الأصلي.

                              الكتابة فن مثل بقية الفنون،والقلم حين يكتب ويعطي موضوعا جميلا،يكتب بإحساس بدليل من تجربتي الشخصية أني حين أكتب أنسى من حولي،وكأني في عالم يخصني لوحدي،المشكلة هنا ليست في القلم المعاند،المشكلة التي بينن ايدينا هي رغم هذا التعب والمجهود والفرحة التي تعتري الكاتب حين ينهي كتاباته،نجد عدم إقبال القراء عليها،بعد إستطلاعات ودراسة آراء خارج الكواليس،وجدت أن القارئ لا يحبذ النصوص الطويلة،لا يحبذ النصوص الرمزية،القارئ في الشبكة المعلوماتية أصناف :قارئ للمجاملات،هذا لا يطل على موضوعتي كيف اطل على موضوعاته
                              القارئ في الشبكة المعلوماتية،أمامه متابعة مواضيعه أولا،والبحث عن قدر بسيط من المواضيع للإطلالة عليها واحدة من تلك التي أصحابها يجاملونه كما قلت،واحدة من المواضيع التي تخص إهتمامه،واحدة تلك المواضيع التي يجد فيها فرصة للإستراحة وهي مواضيع التلاسن،بإختصار ما توصلت له أن البعض يرى كتابات الحسين ليشوري غير مفهومة،وبالتالي يصعب عليه متابعتها.

                              [align=center]إذ لما يكتب الحسين ليشوري ما لايفهم؟[/align]

                              سؤال للإستمرار في الحوار
                              تقبلوا وجهة نظري المستخلصة من دراسة خارج الكواليس.

                              تحياتي





                              تعليق

                              يعمل...
                              X