محاولات القفز الى خلف أسوار ((عزلة الكائن))
للوقوف على نص كـــ((عزلة الكائن )) يلزمنا ان نجرد اللغة من قاموسيتها لنستوعب نفحتها التي أطلقها الشاعر في روح النص وأغناها بمزيج متحول من الإشكالات الفلسفية والسوسيولوجية
أقول هذا رغم أسلوب بو ترعه الذي تميز بسهولة اللفظ إلى حد ما نائيا به عن غرائبية اللفظ ومفارقات التركيب الشكلية
فقد استطاع الشاعر بمكنته وقراءاته الواسعة كسر القيمة البسيطة للــــ ( المفردة –الجملة ) وإعادة مكوناتها اللغوية والفنية في التوزيع والوصل والقطع دون ان يخدش ذائقة القارئ او يهرق انسيابية النص
مدركا بذلك خصوصية اللغة الشعرية الخارقة للغة التي تجاوز أبعادها الدلالية وأنظمتها التركيبيه , متعاليا عن علاقاتها التواصلية الموضوعية نحو المتخيل المتداخل مع الذات المنفية في وضعها السيو سيو- أنطلوجي (الذاتي أو الفردي ) من ذات المنحى وعلاقته بالآخر
تلك العلاقة التي يبني فيها القارئ ارتباطه بالنص (رؤية الأنا المتلقية ذاتها في الذات المنشئة ) وبالتالي فالمتلقي يمارس مع الذات الشاعرة ذات الجانب التخيلي بنسب تتقارب ديناميكيا في مفارقتها للواقع والمألوف
أقول هذا رغم أسلوب بو ترعه الذي تميز بسهولة اللفظ إلى حد ما نائيا به عن غرائبية اللفظ ومفارقات التركيب الشكلية
فقد استطاع الشاعر بمكنته وقراءاته الواسعة كسر القيمة البسيطة للــــ ( المفردة –الجملة ) وإعادة مكوناتها اللغوية والفنية في التوزيع والوصل والقطع دون ان يخدش ذائقة القارئ او يهرق انسيابية النص
مدركا بذلك خصوصية اللغة الشعرية الخارقة للغة التي تجاوز أبعادها الدلالية وأنظمتها التركيبيه , متعاليا عن علاقاتها التواصلية الموضوعية نحو المتخيل المتداخل مع الذات المنفية في وضعها السيو سيو- أنطلوجي (الذاتي أو الفردي ) من ذات المنحى وعلاقته بالآخر
تلك العلاقة التي يبني فيها القارئ ارتباطه بالنص (رؤية الأنا المتلقية ذاتها في الذات المنشئة ) وبالتالي فالمتلقي يمارس مع الذات الشاعرة ذات الجانب التخيلي بنسب تتقارب ديناميكيا في مفارقتها للواقع والمألوف
يجدر بي أيضا التنويه وقبل الدخول في أجواء النص إلى ان القصيدة لدى بوترعه لا تولد بعملية قصيرية ولكنها ايضا لا تولد من رحم غيمة واحدة فبالعودة الى مجمل قصائده نجد فيها نفسا تأمليا طويلا يأخذ بنا الى تجاوز أبعادنا الحسية لنشكل معا في النص أضمومة فلسفية تأملية يمارس علينا الشاعر لعبته الوجودية مختزلا أبعادا شتى وهي ما سنأتي عليها في نصه عزلة الكائن الذي أراه أنموذجا لنصوصه التي تبعث في روح المتلقي قلقا وجدانيا في تداخلاتها الذاتية وإيحاءاتها بين المعنى وصورة المعنى
عزلة الكائن
--------------------------------------------------------------------------------
منذ العبارة ..
منذ انزواء الماء في جسد الكائن ...
منذ استراحة الله ..
منذ البشر يحملون حقائبهم و ينزلون الى الأرض
منذ اليأس ... و ليل المفهوم ..
منذ الجريمة الأولى ... و اكتشاف لون الدم .. منذ الحكمة .. و الخوف ..
الحجر في قلب الحيوان .. قبل الملوك .. و الحبل المستدير ... قبل البحر و الذريعة..
قبل القتل و الشرطي و الزرقة
و السجن و العزلة و المنفى و الخمر ..
قبل البيت من حجر و قبل الرب من حجر ...
و شعرية الدم في نصوص الحرب...
قبل انزلاق السماء بين يديها..
بين قوسين كانت الأرض تنام ..
قالت: أرتق خطاك بخيط الندى ....
قالت: أحرسك في المرآة..
قالت: الموسيقى صوت الجسد في قاع الشهوة او في سطح الناي
قالت: هنا وهي تشير الى صوتها ينهض من النوم
قالت: أخرج من المجاز وادخل جسدي ... ترى اللهاث مؤذن *****
كنت في الحانة وحدي و الندامى فوانيس على وشك البكاء....
شفة واحدة لا تكفي .. كي أنام
كنت في العزلة وحدي و العشب يخلع النافذة ....
يد واحدة لا تكفي للذهاب الى الآخرة ....
منذ انزواء الماء في جسد الكائن ...
منذ استراحة الله ..
منذ البشر يحملون حقائبهم و ينزلون الى الأرض
منذ اليأس ... و ليل المفهوم ..
منذ الجريمة الأولى ... و اكتشاف لون الدم .. منذ الحكمة .. و الخوف ..
الحجر في قلب الحيوان .. قبل الملوك .. و الحبل المستدير ... قبل البحر و الذريعة..
قبل القتل و الشرطي و الزرقة
و السجن و العزلة و المنفى و الخمر ..
قبل البيت من حجر و قبل الرب من حجر ...
و شعرية الدم في نصوص الحرب...
قبل انزلاق السماء بين يديها..
بين قوسين كانت الأرض تنام ..
قالت: أرتق خطاك بخيط الندى ....
قالت: أحرسك في المرآة..
قالت: الموسيقى صوت الجسد في قاع الشهوة او في سطح الناي
قالت: هنا وهي تشير الى صوتها ينهض من النوم
قالت: أخرج من المجاز وادخل جسدي ... ترى اللهاث مؤذن *****
كنت في الحانة وحدي و الندامى فوانيس على وشك البكاء....
شفة واحدة لا تكفي .. كي أنام
كنت في العزلة وحدي و العشب يخلع النافذة ....
يد واحدة لا تكفي للذهاب الى الآخرة ....
البنيات الدالة في نص:عزلة الكائن لشكري بوترعة"
إذا كان العنوان هو المفتاح الإجرائي لإماطة اللثام وهو الذي يعمد إلى توريط القارئ مع فضاء المتن فـــ(عزلة الكائن) يمثل الورطة الحقيقة لايقاع المتلقي في متاهة الحيرة التي تتمظهر في سياق النص
لانفتاحه واسعا على دلالات واحتمالات تأويلية تنوء بحمولات نص مركب إذ تنفتح على مفاهيم للعزلة داخلية /خارجية /ذاتية / عزلة كونية تأخذنا إلى عزلة الكائن عن العالم.. وهو حينما يشي بذلك لا يشي به بشكل سطحي وانما يشبع الخطاب بأشكال ضبابية مكثفة وهو بقدر ضبابيته يدخلنا في طقس روحي متأمل مع الذات الشاعرة في تجلياتها واستقراء احتمالاتها التي يحملها النص
لانفتاحه واسعا على دلالات واحتمالات تأويلية تنوء بحمولات نص مركب إذ تنفتح على مفاهيم للعزلة داخلية /خارجية /ذاتية / عزلة كونية تأخذنا إلى عزلة الكائن عن العالم.. وهو حينما يشي بذلك لا يشي به بشكل سطحي وانما يشبع الخطاب بأشكال ضبابية مكثفة وهو بقدر ضبابيته يدخلنا في طقس روحي متأمل مع الذات الشاعرة في تجلياتها واستقراء احتمالاتها التي يحملها النص
إن مفردة عزلة هي صلة كاسرة للسياج المانع للوعي بالربط المنطقي للعنونة بالنص إذ يغدو هنا العنوان نصا كليا قائما على استقلال الكلي كنص موازي
منذ العبارة..
منذ انزواء الماء في جسد الكائن
منذ انزواء الماء في جسد الكائن
حين اختمرت الفكرة بوعي الشاعر , وأخذت تتهيأ للخروج , بحلتها الفنية في عمليته الإبداعية , منحها إطارا معرفياً واسعاً في لغة تصويرية استعرض من خلالها بقفزات متعالية ً صيرورة هذا الكائن عبر حقب مدللا على القيمة المعرفية التي امتلكها والتي تمنحه وضع اليقينات موضع التساؤل ليؤصل في ذهن المتلقي جملة أسباب الحدث الذي يقودنا اليه و الذي شكل بؤرة النص، ولهذا جاء الملفوظ (منذ) الذي شكل فاتحة للنص مفتاحاً دلاليا للسرد التاريخي للإنسان والقيمة الزمنية الحاضرة بصورة جليه في النص في تتابع احدث السرد المشحونة بالتناصات مع الأحداث المسرودة في القرآن، فقد جاء دال منذ -وهو ظرف زمان- ناقلاً وعي الملتقي إلى زمن ماضٍ تحدده دوال الملفوظ اللاحق والتي يأمل القاري في تحديد عملية الارتجاع الذهني للتصور من أجل محايثة النص ومعايشة أجواءه، إلا أن المتلقي يصاب بخيبة أمل وينكسر أفق توقعه أمام دال (العبارة) إذ تنتقل الظرفية في انزياح لغوي إلى زمن العبارة حيث تصبح العبارة أكثر ضبابية ومراوغة مرهونة بسياق النص في احتمالات بنائها ومداليلها وهنا يسهم تكرار المفردة الظرفية في تنامي الصورة الأسطورية التي تحدد ملامح النص ومعالمه نوعاً ما ولكنها تظل عصية عن البوح الكامل بمكنون المتن:
(منذ انزواء الماء في جسد الكائن)
إذ تعيدنا الظرفية هنا إلى استعراض المحكي في القرءان في سياق النص المتقطع الصور تاركا لمخيلة المتلقي عملية أنتاج سيناريو الأحداث وفق التناصات المكثفة والتي تشكل في معطياتها نصاً موازيا تبسطه للذهن من خلال معطيات المحكي القرءاني التي تمنح المتلقي متعة الاكتشاف وعملية البناء للأحداث من خلال المقارنة الموضوعية للسياق القرآني بأحداث النص، وهنا تستقطب دالة الجملة المفتاحية (منذ العبارة) في تناصها مع قوله تعالى:
(فإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ) غافر / 68 .
وهي دالة على بدء التكوين في مضمر القول العبارة وهي أمر الله في كلمتة فالعبارة هنا هي كلمة الله العليا وكما تشير التوراة في ذات التناص الدلالي (في البدء كانت الكلمة).
وتأتي الجملة المقطعية الثانية في متابعة مقصديه للقالب الحكائي الذي تجلت فيه قدرة الشاعر السردية المحايثة لتحولات التكوين والخلق وبكارة الخلق الإنساني والذي حمل هنا لفضة الكائن الذي أفسح التأويل للعنونة مفرزاً قيمتين حاضرتين في النص ومتمثلتين في التفاعل للأنا (الذات الشاعرة) الذي -نجده هنا- الغى البعد الزمني –رغم سطوته الضرفية- في الامتداد المتفاعل بين لحظة الكتابة ( لحظة المخاض الشعري) وبين عمق الصورة المنقولة عبر الموروثات الروحية والدينية والأسطورية التي أسهمت بتشكيل الوعي الثقافي للشعر
وتأتي الجملة المقطعية الثانية في متابعة مقصديه للقالب الحكائي الذي تجلت فيه قدرة الشاعر السردية المحايثة لتحولات التكوين والخلق وبكارة الخلق الإنساني والذي حمل هنا لفضة الكائن الذي أفسح التأويل للعنونة مفرزاً قيمتين حاضرتين في النص ومتمثلتين في التفاعل للأنا (الذات الشاعرة) الذي -نجده هنا- الغى البعد الزمني –رغم سطوته الضرفية- في الامتداد المتفاعل بين لحظة الكتابة ( لحظة المخاض الشعري) وبين عمق الصورة المنقولة عبر الموروثات الروحية والدينية والأسطورية التي أسهمت بتشكيل الوعي الثقافي للشعر
منذ البشر يحملون حقائبهم و ينزلون إلى الأرض
منذ اليأس ... و ليل المفهوم ..
منذ اليأس ... و ليل المفهوم ..
هنا يتحدد المسار السردي حول إشكالية الوجود الإنساني على الأرض وهي من أهم الإشكاليات التي تؤرق الفكر والعاطفة المصاحبة لقصص الرحيل أو بالأحرى الترحيل , تعمد الشاعر نقل هذه الرسالة بأسلوب ساخر حين يتحدث عن أول منفى للإنسان والمتثله في قصة ادم وحواء وهذه الأمم التي تناسلت من صبله هي في تناصها مع الآية القرآنية (قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُّوٌ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) ونرى الشاعر هنا يستدعي النص القرآني بطريقة واعية معقدة نوعا ما فدال البشر لاتنفتح وفق ظاهر النص القرآني المستدعى ولكنه يستلهم علاماته التأويلية بدقه نستلهم من خلالها إشارات الجملة المقطعية بعلامتها وتأويلاتها إذ يجمع المفسرون لمدلول الأمر الجمعي (اهبطوا) كأمر للبشرية التي تناسلت عن آدم لتخلف الأرض من بعده ولهذا جاء الاستدعاء تفاعلي احتواى للتراث بوعي كما إن دال (حقائبهم ) يحيلنا إلى سعي الشاعر إلى إنتاج حقل صياغي معاصر يقوم على بنية لغوية جديدة (منتزعة من الواقع المعاش) في تناصه مع الموروث الأسطوري وهو ما يعيه المتلقي بعد تعداد القراءات للنص من ان الشاعر يعمل على توليد انزياحات لغوية تنقل مستويات النص من المسرود التاريخي الى مسروده الشعري في إستعراضه لحالات الاغتراب واليأس اثر قصة الهبوط وبحث كل نصف عن نصفه الآخر
منذ الجريمة الأولى ... و اكتشاف لون الدم .. منذ الحكمة .. و الخوف ..
الحجر في قلب الحيوان...
الحجر في قلب الحيوان...
هذه المتواليات التي تشكل هنا انبثاقات مجتزأة لرصد حركة زمنية موغلة في القدم تأخذنا في مشهد سينمائي لذاكرة شبه مفقودة تنبثق منها صور هي كل ما تعرفها عن ماضيها وهي الأحداث التي شكلت اللبنة الأولى في صناعة الشخصية والمتمثلة هنا في دال الكائن الحاضر في وعي المتلقي والذي يصبح هنا سمة رسخت التكوين البشري بكل تداخلاته إذ نجد أن التناص يأخذ برباط البنية الكلية للنص مستحضرا التتابع السردي لقصة الإنسان فـ (منذ الجريمة الأولى ...) هو استكمال لحلقات التناص في امتداد القصيدة مع رواية القرآن الكريم قتل قابيل لهابيل وجلوسه جوار جثة أخيه وهي أول جثة بشرية ميتة والحكمة التي تعلمها من الغراب:
قبل البحر و الذريعة..
قبل القتل و الشرطي و الزرقة
و السجن و العزلة و المنفى و الخمر ..
قبل البيت من حجر و قبل الرب من حجر ...
و شعرية الدم في نصوص الحرب...
قبل القتل و الشرطي و الزرقة
و السجن و العزلة و المنفى و الخمر ..
قبل البيت من حجر و قبل الرب من حجر ...
و شعرية الدم في نصوص الحرب...
كان بناء الزمن الماضي في النص مهيمنا على مطلعة وكان انعكاس الروح الشاعرة التي تجلت فيه صورة نمطية للأحداث الأسطورية عبر التناصات المتلاحقة للموروث أدخلت المتلقي في شبكة علاقات بين الموروث الإنساني وحالة التماهي في سياق النص حول إشكالية الرؤية تجاه المعرفة الإنسانية وثقافته التراثية إلا أن المقطع الشعري الذي افتتحه الشاعر بالدال (قبل) وهي ظرفية خلق فجوة زمنية بين الملفوظين (منذ) و(قبل) في إستراتيجية خيالية تأخذ المتلقي للبحث عن معنى حكائي ينصب في الزمن المحصور بين الدالين خالقا فيه روح التأمل المتيقظ للقادم من خلال تصعيد النفس بسرد وصفي للأحداث المقتطعة المعاصرة التي استطاع الشاعر أن يهيمن عليها بفاعليته في تحولات النص من خلال تقنياته الشعرية في مستوياتها الدلالية والرمزية تنحو بالمتلقي صوب تكوين صورة منتظمة عبر إشارات أتقن حشد صورها في اتساقها التراكمي في النص مكررا كالسبق مفردة قبل لمنح النفس الخيالي وقعاً متصاعدا يخلقه تكرار العبارة ويمنحه قدرة على التنقلات في مسروده النثري للقصيدة موضفاً دوال تسير بخطوط موازية لمعناها وماتكرسة من مخزون وجداني في نفسية الإنسان المعاصر:
(البحر, الذريعة,القتل, الشرطي, الزرقة ,السجن, العزلة, المنفى, الخمر البيت من حجر الرب من حجر ...شعرية الدم في نصوص الحرب...)
هي مفردات نتناولها بشكل يومي وهي هنا تتجانس ودلالاتها وأثرها في وجدان الإنسان من خوف وألم واغتراب وكأن بالشاعر استحضرها عامدا لخلق نوع من التآزر بين هذا مخزون دوال هذه الملفوظات في النص وما تحمله من أبعاد واقعية ونفسية لتسهم في خلق الجو المناسب الذي يحفز ذهن القارئ للوصول إلى بؤرة النص وهي التي يتغيا الشاعر إيصالها مؤثثة بإمكانيته الشعرية وتركيباته الدلالية المؤججة في شعريته التأملية:
قبل انزلاق السماء بين يديها..
يأخذنا الشاعر إلى انزلاقين الأول هو محاولة الوعي بالمفارقة التي أربكت النص والمتلقي معا إلى الانقلاب في دال المعنى واختلاف تقنيات البناء اللغوي عن بناء المتن السالف فانزلاق السماء هي صورة تخرج بالذهن عن حرفة المعنى إلى المجاز وإلى انفتاح المعنى إذ اكتسى ضبابية دلالية تقوم عليها أبنية جديدة الانزلاق الثاني هي النقلة التي دخل بها الشاعر إلى جو الأحداث ومحور اللعبة الشعرية التي أنتجت كل هذه التناصات وإحالة الماضي إلى الحاضر لإعادة إنتاجه وفق التصورات القائمة على مداليل يعاد بناءها في مقاربات ذاتية وإذ تتسع خارطة الدلالات عن ماهية دال يديها فمن هي؟؟
أهي فتاة قابيل ؟
أهي الجنة التي خرج ادم منها ؟
أهي فتاة قابيل ؟
أهي الجنة التي خرج ادم منها ؟
بين قوسين كانت الأرض تنام ..
وهنا إشارة إلى أننا نقرأ قصيدة صوتية إذ إن الحرف يتجانس وعلامات الترقيم والأقواس ليخلق لدى القارئ لحمة نصية متكاملة المعنى إلا أنا لشاعر هنا نأى عن التقويس الشكلي مدللا على حضور القوسين بإشارة تبدو هنا خطابا صوتيا ملفوظا للقصيدة وانه يقف أمام مستمع وليس قارئ خالق نظام الراوي والمستمع وهو يحكي والشاعر هنا يأتي بالمتلقي إلى اللحظة الحاسمة (كأي راوٍ) إلى بؤرة المحكي أو الزمن الفاصل, إذ يتمفصل النص زمنيا منتهجاً خاصيتي التكرار والارتداد ليقبض على هذه اللحظة بالذات داخلا في حوار:
ينقلنا خياليا الى
قالت: أرتق خطاك بخيط الندى ....
قالت: أحرسك في المرآة..
قالت: الموسيقى صوت الجسد في قاع الشهوة او في سطح الناي
قالت: هنا وهي تشير الى صوتها ينهض من النوم
قالت: أخرج من المجاز وادخل جسدي ... ترى اللهاث مؤذن *****
وربما من المخاطرة ان نسم القصيدة بمسيم ( القصيدة –القصه ) , مكمن الخطورة هو مسألة المزاوجة بين جنسين مستقلين لكل منهما مقوماتهما التي تنبني وفق الاستجابة للجمالية والخصائص الفنية لكل منهما
الا انني ابني مقاربتي من خلال البُنى الحكائية التي شكلت قَوام النص
قالت: أرتق خطاك بخيط الندى ....
قالت: أحرسك في المرآة..
قالت: الموسيقى صوت الجسد في قاع الشهوة او في سطح الناي
قالت: هنا وهي تشير الى صوتها ينهض من النوم
قالت: أخرج من المجاز وادخل جسدي ... ترى اللهاث مؤذن *****
وربما من المخاطرة ان نسم القصيدة بمسيم ( القصيدة –القصه ) , مكمن الخطورة هو مسألة المزاوجة بين جنسين مستقلين لكل منهما مقوماتهما التي تنبني وفق الاستجابة للجمالية والخصائص الفنية لكل منهما
الا انني ابني مقاربتي من خلال البُنى الحكائية التي شكلت قَوام النص
هذه المقومات الزمكانية بشكل عام واسشلوب الراوي المتفاعل اوكاشف في نسق النص عن تراوح بين قسماته خلق من خلالها الشاعر إزاحات سردية تتسق والنسق الجمالي والدلالي للأحداث في المتن
ومع ذلك تضل القصيدة بأبعادها الجمالية وتأثيثها اللغوي مفتوحة على سيماء القصيدة النثرية بإمتياز
ومع ذلك تضل القصيدة بأبعادها الجمالية وتأثيثها اللغوي مفتوحة على سيماء القصيدة النثرية بإمتياز
كنت في الحانة وحدي و الندامى فوانيس على وشك البكاء....
شفة واحدة لا تكفي .. كي أنام
كنت في العزلة وحدي و العشب يخلع النافذة ....
يد واحدة لا تكفي للذهاب الى الآخرة ....سأعود هنا إلى تلمس تلك الحالة الحساسة للدلالة الرمزية للزمن الذي افرط في حمولته وناء بها النص ليضعنا أمام خصوصية الدلالاتالميثولوجيه له كمعطى ذو تداخلات مركبة من أكثر من علاقة يمكن فصلها من خلال خلخلة الزمن الكلي إلى أزمنة متعالقة هي أزمنة مغيبة تاريخيا يتناما الإدراك بها في وعي القارئ من خلال المحكيات المتتابعة مصيريا بأحداث ارتبطت بصيرورة الحياة على الأرض
‘ذا فالسرورة الزمنية مبنية على قيم تاريخية مجهولة أعطت النص حلقات منفصلة المستويات تحققت جمالياتها بنقلات مكثفة وجيزة تأخذ بذهن القارئ في زمنه القرائي القياسي إلى رؤية فلسفية لاستعراض الزمن الماضي المخلخل والمفصل الى ماضي ومضارع ومستقبل كل ذلك واقع في زمن ماضي واسع يتوقف فيه المسرود في الزمن المضارع الذي بيت فيه الشاعر نقطة التحولات في كينونته التي تجلت فيها تشظي الذات مع الزمن الخاص بها ومالمتثل في ا لقيمة الدالة على وحشة الكائن والمتمثل هنا في خاتمة النص التي حملت صورة مركبة عن الحاجة الملحة للموت وموارة الحواس المتألمة في العزلة
وهو بهذا يمارس عزلته من خلال تحققه الذاتي في الابنية الداخلية لصياغته الصورية لما حولة وتعالقها مع تكوينه وضروف عزلته
شفة واحدة لا تكفي .. كي أنام
كنت في العزلة وحدي و العشب يخلع النافذة ....
يد واحدة لا تكفي للذهاب الى الآخرة ....سأعود هنا إلى تلمس تلك الحالة الحساسة للدلالة الرمزية للزمن الذي افرط في حمولته وناء بها النص ليضعنا أمام خصوصية الدلالاتالميثولوجيه له كمعطى ذو تداخلات مركبة من أكثر من علاقة يمكن فصلها من خلال خلخلة الزمن الكلي إلى أزمنة متعالقة هي أزمنة مغيبة تاريخيا يتناما الإدراك بها في وعي القارئ من خلال المحكيات المتتابعة مصيريا بأحداث ارتبطت بصيرورة الحياة على الأرض
‘ذا فالسرورة الزمنية مبنية على قيم تاريخية مجهولة أعطت النص حلقات منفصلة المستويات تحققت جمالياتها بنقلات مكثفة وجيزة تأخذ بذهن القارئ في زمنه القرائي القياسي إلى رؤية فلسفية لاستعراض الزمن الماضي المخلخل والمفصل الى ماضي ومضارع ومستقبل كل ذلك واقع في زمن ماضي واسع يتوقف فيه المسرود في الزمن المضارع الذي بيت فيه الشاعر نقطة التحولات في كينونته التي تجلت فيها تشظي الذات مع الزمن الخاص بها ومالمتثل في ا لقيمة الدالة على وحشة الكائن والمتمثل هنا في خاتمة النص التي حملت صورة مركبة عن الحاجة الملحة للموت وموارة الحواس المتألمة في العزلة
وهو بهذا يمارس عزلته من خلال تحققه الذاتي في الابنية الداخلية لصياغته الصورية لما حولة وتعالقها مع تكوينه وضروف عزلته