لا أبحث الا عن كلمة نقد
الاسم المشكلة
استعجلت أم أحمد بناتها في إعداد طعام الوليمة التي دعا إليها أبو أحمد بمناسبة قدوم أول حفيد لهم من ابنه أحمد فالضيوف كان لهم أكثر من ساعة و وقت الغداء قد حان و رغم أن ما قاموا بإعداده بهذه المناسبة يحتاج إلى عدد أكبر من الطباخين إلى إن أم أحمد عادت بسرعة إلى المضافة لمشاركة الجميع حديثهم وفرحهم بقدوم مولود انتظروه طويلا .
أبو أحمد كان قد دعا كل إخوته في اليوم الثاني لولادة هذا الحفيد وكذلك قامت أم أحمد بذات الأمر مع إخوتها ليجتمع أخوال وأعمام أحمد الذي يحترمه ويعزه الجميع فهو الدارس الأكثر نجاحا بين أفراد أسرتهم والآن يتابع دراسة الدكتوراه في القانون الدولي فلم يخف أحد سروره بهذا الخبر ولبى الدعوى سريعا ليبارك لهذه العائلة بمناسبة الحفيد الأول الذي سبقه إلى الدنيا أختان اثنتان إلا أن الولد له مكانة خاصة هنا .
قامت أم أحمد بالطواف بحفيدها الغالي على الجميع ليسموا باسم الله ويضعوا له ( النقوط ) كما جرت العادة فكان نصيب هذا الوافد الجديد أكثر ما حصل عليه مولود من قبل .
كان الحديث وقتها يدور حول مستقبل أحمد الدراسي والمهني بعد توظفه في الدولة والأمور تجري كلها لان يكون أحمد أحد الموظفين البارزين في المستقبل عندما حول مجرى الحديث خالد خال أحمد وسأل عن الاسم الذي اختاره للمولود الجديد بعد أن عرف الجميع أن الجد أبو أحمد لم يرغب أن يحمل أي من أولاد أولاده اسمه الذي طالما أزعجه بمعناه البغيض والذي أثار سخرية أصدقائه وأقاربه على الدوام فسكت الجميع ليعرفوا ماذا سيكون الجواب عندما رن موبايل أحمد ويبدوا أنه كان أحد أصدقائه المهنئين فقال لهم إن الاسم هو رضوان وقام بالإجابة على الهاتف.
طيلة حديث احمد مع صديقه لم ينطق أحد بأي كلمة ونظر الجميع بوجوه بعضهم ليعطي أحد ما تفسيرا لما سمع قبل قليل وانتظروا أي ردة فعل من أبو احمد الذي لم يحرك ساكنا ولم يعلق بأي تعليق بل رفع حاجبيه وعاد وعقدهما ولم يجرؤ أن ينظر في عيني أي احد من الحضور.
أنهى أحمد مكالمته وقال لهم بأنه صديقه عبد الرحمن اتصل مهنئا ووعده بزيارة قريبة للقرية ولم يلحظ أي تغير على الجالسين بل سأل عن الطعام وقال بأنه يكاد يموت جوعا فأجابته أمه بأنهم انتهوا منه وها هم يحضرون المائدة في الغرفة المجاورة.
انفضت الوليمة لكن ليس كما بدأت هذا ما لاحظه بعد فترة معينة أحمد فالجميع في لحظة ما تغيرت ملامحهم وانقلب حديثهم من الكلام الطريف المضحك المسلي إلى كلام عن شؤون الأرض والسياسة والأمور المقيتة الأخرى حتى أنه لاحظ أن أمه وأبيه تحدثوا قليلا قبل أن يرحل الأب لداره رغم انه كان بانتظار بقائه بقية المساء .
أم احمد انتظرت إلا يكون أي احد يسمعها وهي في حديثها مع احمد وسألته عما فعله أمام أخواله وأعمامه والاهم من ذلك أبيه فرد باستغراب انه لم يلحظ ولم يعتد أن يقوم بما يزعج أحدا وخصوصا والده الذي لم يعصه يوما ما
_ المشكلة بما اخترته اسما لابنك الوحيد لقد قلت أمام الجميع بأنك تريد أن يكون اسم ابنك الأول رضوان
_وما المشكلة في هذا الاسم ... لا تقولي أن اسم رضوان لم يعجبهم لما بيننا وبين بيت رضوان من مشاكل قديمة
_ الحمد لله انك انتبهت لذلك فهيا الآن اختر اسما لابنك ولا تعمل لنا مشاكل نحن في غنا عنها
_ تكلمي كلاما آخر يا أمي أنا لا استطيع أن أغير ورضوان اخترته منذ أكثر من سنة اسما لابني حتى إني اليوم أعرف بين أصدقائي بأبي رضوان
_أين المشكلة في اسم آخر هناك الآلاف من الأسماء المباركة والجميلة يا أخي اختر ما شئت إلا اسم رضوان وسعيد اسم والد زوجتك
_ أرجوك يا أمي أنا لم أتعلم كل هذه السنين لأفكر بهذه الطريقة
_لا تنس أن من علمك ودرسك هو والدك وعليك احترام كل ما يأمر به
_ أبي على عيني ورأسي لكن أنا يوما من الأيام تعهدت لصديقي وهو ميت بين يدي بان أسمي أول أولادي على اسمه وأنت تعرفين كيف كنا أنا ورضوان لقد كان أكثر من صديق وأكثر من أخ ولن أتحول عن قراري هذا مهما قلتم
_ أنت تعرف أكثر مني ما بيننا وبنين بيت الرضوان من مشاكل لم يبدأها لا أبوك ولا جدك حتى تتصرف من نفسك بشيء هو ملك كل أقاربنا ولن يدعوك تنفرد في مثل هذا القرار
_ لكن يا أمي أبي وأعمامي دائما ما يبادلون بيت الرضوان الزيارات ويحضرون أفراحنا ونحضر أفراحهم و يعزوننا بموتانا كما نفعل نحن ذلك
_كلامك صحيح يا بني لكن هذا لا ينفي ما بيننا وبينهم من عداوة قديمة وتنافس في كل شيء حتى إننا في المدرسة لا نعلم أبنائنا إلا ليتفوقوا على أبناء الرضوان
_ حسبي الله ونعم الوكيل أرجو أن تنهي هذا الكلام الآن فمحمود ابن خالي آت الآن هو وزوجته ودعيني أقرر ما أراه مناسبة
_الله يرضى عليك يا بني لا تجعل أبيك في موقف كهذا أمام إخوته وأبناء أعمامه
لم ينم احمد إلا قليلا من الوقت وهو يفكر في هذا الموضوع فهل يوفي عهدا قطعه يوما ما على أعز أصدقائه و روحه مازالت بين السماء والأرض أم يجلب لأهله عارا اخترعوه من عقولهم وسيلطخونه وأبيه به لمجرد انه سيطلق على طفله اسما يخص أناسا لم تمكنهم عقولهم لحد الآن من إيجاد طريقة تقرب بينهم على العكس تماما فلا يخطر ببال هؤلاء القوم إلا ما يبعدهم ويفرقهم لأسباب أصلا لا يذكرها أحد وربما لا يعرفها أحد بل تمسكوا بما سمعوه عن أسلافهم دون استخدام العقل الذي خلقه الله لاستخدامه في مثل هذه المواقف .
في اليوم التالي عبد ا لرحمن صديق أحمد كما وعده جاء من المدينة لتهنئته بالمولود الأول بعد أن كان يوما ما أحد ثلاثة أصدقاء جسدوا بالفعل المعنى الحقيقي للصداقة لكن قبل سنة من الآن شاء الله أن يبق اثنان في الأرض يجسدانها وحدهما والأخر في السماء لم تصل قدراتنا العقلية ولا العلمية لمعرفة ما يفعله أو يقوم به رغم أن ذكراه مازالت تسبب كل تلك المشاكل لأصدقائه .
بعد نصف ساعة من التهاني والمباركات بين عبدا لرحمن وصديقه والاطمئنان على أحوال العائلة وأخبار العمل والأمور المشابهة .
سال عبدا لرحمن صديقه احمد عن عما إذا كان قد قام بتسمية ابنه رضوان كما قال مرارا وتكرار منذ ذلك اليوم الذي لم يغب يوما عن بال احدهما وقت فارقوا الصديق العزيز فما كان من أحمد إلا أن تنهد تنهيدة طويلة وشرح له ما دار بينه وبين أهله قبل يوم وكم هو محتار في أمره بعد أن قطع كل هذه العهود دون إن يخطر بباله أمر كهذا فقال لصديقه:
_ صدقني لا اعرف ماذا اصنع أنا لم أخن وعدا قطعته على أحد يوما ما فكيف أحنث بأهم عهد قطعته أمام كل أصدقائي وعلى رأسهم رضوان الذي كان ميتا بين يدي ماذا سيقال عني بعد أن علم الجميع باسم المولود قبل أن يولد حتى
_ أمر غريب حتى أنا لم أتوقع أن عهدا كهذا سيشكل أي صعوبة أو أي مشكلة مع أي احد
_إنها ليست مشكلة بسيطة بل إني سوف أقوم بتحميل الولد اسما سيشكل له عبئا طوال حياته وأنا اعرف أن أحدا لن يتوانى عن معاملته بالسوء لمجرد اسم لم يختره ه لنفسه
_ الأمر في غاية التعقيد يا أحمد لكن إن أردت رأيي فأنا لو كنت مكان رضوان لما مانعت من أن تغير اسم ولدك لتلبية رغبة اهلك
_ المسألة متعلقة بي شخصيا وليس احد أخر فهل تراها شيئا جيدا أن أفعل ما قلته وكررته كرارا أمام الجميع وبكل هذه البساطة
_ الإنسان غالبا ودون إن يدري سوف يوضع في مثل هذه المواقف التي ستضطره للتخلي عن شيء غالي من اجل شيء أغلى بكثير
_لكن هل ترى أن يفكر به أهلي بهذه الطريقة الساذجة أغلى مما ما أفكر به
_المرء يعيش مع جماعة ولكي تبق هذه الجماعة تتقبل أن يعيش بينها يجب أن يلتزم بقوانينها وقواعدها حتى وان كان يعترض كثيرا على غالبيتها وإلا الأمر بغاية البساطة فمن لم يرد الالتزام بقوانين جماعة معينة فليتركهم ويرحل عنهم وينضم لجماعة لهم القواعد التي تناسبه وهذا ما لا أظنك ستفعله وتترك أهلك لمجرد جهل يعشش بينهم وبين الكثير من عائلاتنا و قرانا فلم أعهدك تخون العشرة و تتنكر لأهلك الذين لولاهم لما وصلت على الأقل لمرحلة تميز بها هذه الأمور وتتحرك لتغييرها فما عليك الآن إلا أن تعلن لهم اسما يقبلونه لابنهم الجديد وتعود إلى أحضانهم وتقاتل ليتخلصوا من مثل هذه الأمور لعلك يوما ما تستطيع أن تمنح احد أولادك القادمين أو حتى أحد أولاد أولادك اسم رضوان وأنا على ثقة تامة أن رضوان لن يصيبه أي استياء مما قمت به
_ هكذا ترى إذا
_هي اختر اسما أخر لولدك ولا تدع هذا الأمر يعكر العلاقة بينك وبين اهلك
_ ماذا تفضل أن نختار اذا وخصوصا أن أبي لا يريد أن يكون حفيده الأول على اسمه
_ ليكن اسمه محمد فهو خير الأسماء وعلى اسم خاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأرجو أن لا يكون لهم مشكلة مع شخص ما اسمه محمد
_ ليكن ذلك كما تريد والله إنني لا أعرف كيف أشكرك بعد أن أذهبت عني هذه الغشاوة وأرحتني بكلامك وبالتأكيد سيكون يوما ما أحد أحفادي اسمه رضوان لأنني بالتأكيد لن يسعفني الوقت القصير للعمل على إنهاء ما بيننا وبين بيت الرضوان.
تم 50/05/23/05/2010
الاسم المشكلة
استعجلت أم أحمد بناتها في إعداد طعام الوليمة التي دعا إليها أبو أحمد بمناسبة قدوم أول حفيد لهم من ابنه أحمد فالضيوف كان لهم أكثر من ساعة و وقت الغداء قد حان و رغم أن ما قاموا بإعداده بهذه المناسبة يحتاج إلى عدد أكبر من الطباخين إلى إن أم أحمد عادت بسرعة إلى المضافة لمشاركة الجميع حديثهم وفرحهم بقدوم مولود انتظروه طويلا .
أبو أحمد كان قد دعا كل إخوته في اليوم الثاني لولادة هذا الحفيد وكذلك قامت أم أحمد بذات الأمر مع إخوتها ليجتمع أخوال وأعمام أحمد الذي يحترمه ويعزه الجميع فهو الدارس الأكثر نجاحا بين أفراد أسرتهم والآن يتابع دراسة الدكتوراه في القانون الدولي فلم يخف أحد سروره بهذا الخبر ولبى الدعوى سريعا ليبارك لهذه العائلة بمناسبة الحفيد الأول الذي سبقه إلى الدنيا أختان اثنتان إلا أن الولد له مكانة خاصة هنا .
قامت أم أحمد بالطواف بحفيدها الغالي على الجميع ليسموا باسم الله ويضعوا له ( النقوط ) كما جرت العادة فكان نصيب هذا الوافد الجديد أكثر ما حصل عليه مولود من قبل .
كان الحديث وقتها يدور حول مستقبل أحمد الدراسي والمهني بعد توظفه في الدولة والأمور تجري كلها لان يكون أحمد أحد الموظفين البارزين في المستقبل عندما حول مجرى الحديث خالد خال أحمد وسأل عن الاسم الذي اختاره للمولود الجديد بعد أن عرف الجميع أن الجد أبو أحمد لم يرغب أن يحمل أي من أولاد أولاده اسمه الذي طالما أزعجه بمعناه البغيض والذي أثار سخرية أصدقائه وأقاربه على الدوام فسكت الجميع ليعرفوا ماذا سيكون الجواب عندما رن موبايل أحمد ويبدوا أنه كان أحد أصدقائه المهنئين فقال لهم إن الاسم هو رضوان وقام بالإجابة على الهاتف.
طيلة حديث احمد مع صديقه لم ينطق أحد بأي كلمة ونظر الجميع بوجوه بعضهم ليعطي أحد ما تفسيرا لما سمع قبل قليل وانتظروا أي ردة فعل من أبو احمد الذي لم يحرك ساكنا ولم يعلق بأي تعليق بل رفع حاجبيه وعاد وعقدهما ولم يجرؤ أن ينظر في عيني أي احد من الحضور.
أنهى أحمد مكالمته وقال لهم بأنه صديقه عبد الرحمن اتصل مهنئا ووعده بزيارة قريبة للقرية ولم يلحظ أي تغير على الجالسين بل سأل عن الطعام وقال بأنه يكاد يموت جوعا فأجابته أمه بأنهم انتهوا منه وها هم يحضرون المائدة في الغرفة المجاورة.
انفضت الوليمة لكن ليس كما بدأت هذا ما لاحظه بعد فترة معينة أحمد فالجميع في لحظة ما تغيرت ملامحهم وانقلب حديثهم من الكلام الطريف المضحك المسلي إلى كلام عن شؤون الأرض والسياسة والأمور المقيتة الأخرى حتى أنه لاحظ أن أمه وأبيه تحدثوا قليلا قبل أن يرحل الأب لداره رغم انه كان بانتظار بقائه بقية المساء .
أم احمد انتظرت إلا يكون أي احد يسمعها وهي في حديثها مع احمد وسألته عما فعله أمام أخواله وأعمامه والاهم من ذلك أبيه فرد باستغراب انه لم يلحظ ولم يعتد أن يقوم بما يزعج أحدا وخصوصا والده الذي لم يعصه يوما ما
_ المشكلة بما اخترته اسما لابنك الوحيد لقد قلت أمام الجميع بأنك تريد أن يكون اسم ابنك الأول رضوان
_وما المشكلة في هذا الاسم ... لا تقولي أن اسم رضوان لم يعجبهم لما بيننا وبين بيت رضوان من مشاكل قديمة
_ الحمد لله انك انتبهت لذلك فهيا الآن اختر اسما لابنك ولا تعمل لنا مشاكل نحن في غنا عنها
_ تكلمي كلاما آخر يا أمي أنا لا استطيع أن أغير ورضوان اخترته منذ أكثر من سنة اسما لابني حتى إني اليوم أعرف بين أصدقائي بأبي رضوان
_أين المشكلة في اسم آخر هناك الآلاف من الأسماء المباركة والجميلة يا أخي اختر ما شئت إلا اسم رضوان وسعيد اسم والد زوجتك
_ أرجوك يا أمي أنا لم أتعلم كل هذه السنين لأفكر بهذه الطريقة
_لا تنس أن من علمك ودرسك هو والدك وعليك احترام كل ما يأمر به
_ أبي على عيني ورأسي لكن أنا يوما من الأيام تعهدت لصديقي وهو ميت بين يدي بان أسمي أول أولادي على اسمه وأنت تعرفين كيف كنا أنا ورضوان لقد كان أكثر من صديق وأكثر من أخ ولن أتحول عن قراري هذا مهما قلتم
_ أنت تعرف أكثر مني ما بيننا وبنين بيت الرضوان من مشاكل لم يبدأها لا أبوك ولا جدك حتى تتصرف من نفسك بشيء هو ملك كل أقاربنا ولن يدعوك تنفرد في مثل هذا القرار
_ لكن يا أمي أبي وأعمامي دائما ما يبادلون بيت الرضوان الزيارات ويحضرون أفراحنا ونحضر أفراحهم و يعزوننا بموتانا كما نفعل نحن ذلك
_كلامك صحيح يا بني لكن هذا لا ينفي ما بيننا وبينهم من عداوة قديمة وتنافس في كل شيء حتى إننا في المدرسة لا نعلم أبنائنا إلا ليتفوقوا على أبناء الرضوان
_ حسبي الله ونعم الوكيل أرجو أن تنهي هذا الكلام الآن فمحمود ابن خالي آت الآن هو وزوجته ودعيني أقرر ما أراه مناسبة
_الله يرضى عليك يا بني لا تجعل أبيك في موقف كهذا أمام إخوته وأبناء أعمامه
لم ينم احمد إلا قليلا من الوقت وهو يفكر في هذا الموضوع فهل يوفي عهدا قطعه يوما ما على أعز أصدقائه و روحه مازالت بين السماء والأرض أم يجلب لأهله عارا اخترعوه من عقولهم وسيلطخونه وأبيه به لمجرد انه سيطلق على طفله اسما يخص أناسا لم تمكنهم عقولهم لحد الآن من إيجاد طريقة تقرب بينهم على العكس تماما فلا يخطر ببال هؤلاء القوم إلا ما يبعدهم ويفرقهم لأسباب أصلا لا يذكرها أحد وربما لا يعرفها أحد بل تمسكوا بما سمعوه عن أسلافهم دون استخدام العقل الذي خلقه الله لاستخدامه في مثل هذه المواقف .
في اليوم التالي عبد ا لرحمن صديق أحمد كما وعده جاء من المدينة لتهنئته بالمولود الأول بعد أن كان يوما ما أحد ثلاثة أصدقاء جسدوا بالفعل المعنى الحقيقي للصداقة لكن قبل سنة من الآن شاء الله أن يبق اثنان في الأرض يجسدانها وحدهما والأخر في السماء لم تصل قدراتنا العقلية ولا العلمية لمعرفة ما يفعله أو يقوم به رغم أن ذكراه مازالت تسبب كل تلك المشاكل لأصدقائه .
بعد نصف ساعة من التهاني والمباركات بين عبدا لرحمن وصديقه والاطمئنان على أحوال العائلة وأخبار العمل والأمور المشابهة .
سال عبدا لرحمن صديقه احمد عن عما إذا كان قد قام بتسمية ابنه رضوان كما قال مرارا وتكرار منذ ذلك اليوم الذي لم يغب يوما عن بال احدهما وقت فارقوا الصديق العزيز فما كان من أحمد إلا أن تنهد تنهيدة طويلة وشرح له ما دار بينه وبين أهله قبل يوم وكم هو محتار في أمره بعد أن قطع كل هذه العهود دون إن يخطر بباله أمر كهذا فقال لصديقه:
_ صدقني لا اعرف ماذا اصنع أنا لم أخن وعدا قطعته على أحد يوما ما فكيف أحنث بأهم عهد قطعته أمام كل أصدقائي وعلى رأسهم رضوان الذي كان ميتا بين يدي ماذا سيقال عني بعد أن علم الجميع باسم المولود قبل أن يولد حتى
_ أمر غريب حتى أنا لم أتوقع أن عهدا كهذا سيشكل أي صعوبة أو أي مشكلة مع أي احد
_إنها ليست مشكلة بسيطة بل إني سوف أقوم بتحميل الولد اسما سيشكل له عبئا طوال حياته وأنا اعرف أن أحدا لن يتوانى عن معاملته بالسوء لمجرد اسم لم يختره ه لنفسه
_ الأمر في غاية التعقيد يا أحمد لكن إن أردت رأيي فأنا لو كنت مكان رضوان لما مانعت من أن تغير اسم ولدك لتلبية رغبة اهلك
_ المسألة متعلقة بي شخصيا وليس احد أخر فهل تراها شيئا جيدا أن أفعل ما قلته وكررته كرارا أمام الجميع وبكل هذه البساطة
_ الإنسان غالبا ودون إن يدري سوف يوضع في مثل هذه المواقف التي ستضطره للتخلي عن شيء غالي من اجل شيء أغلى بكثير
_لكن هل ترى أن يفكر به أهلي بهذه الطريقة الساذجة أغلى مما ما أفكر به
_المرء يعيش مع جماعة ولكي تبق هذه الجماعة تتقبل أن يعيش بينها يجب أن يلتزم بقوانينها وقواعدها حتى وان كان يعترض كثيرا على غالبيتها وإلا الأمر بغاية البساطة فمن لم يرد الالتزام بقوانين جماعة معينة فليتركهم ويرحل عنهم وينضم لجماعة لهم القواعد التي تناسبه وهذا ما لا أظنك ستفعله وتترك أهلك لمجرد جهل يعشش بينهم وبين الكثير من عائلاتنا و قرانا فلم أعهدك تخون العشرة و تتنكر لأهلك الذين لولاهم لما وصلت على الأقل لمرحلة تميز بها هذه الأمور وتتحرك لتغييرها فما عليك الآن إلا أن تعلن لهم اسما يقبلونه لابنهم الجديد وتعود إلى أحضانهم وتقاتل ليتخلصوا من مثل هذه الأمور لعلك يوما ما تستطيع أن تمنح احد أولادك القادمين أو حتى أحد أولاد أولادك اسم رضوان وأنا على ثقة تامة أن رضوان لن يصيبه أي استياء مما قمت به
_ هكذا ترى إذا
_هي اختر اسما أخر لولدك ولا تدع هذا الأمر يعكر العلاقة بينك وبين اهلك
_ ماذا تفضل أن نختار اذا وخصوصا أن أبي لا يريد أن يكون حفيده الأول على اسمه
_ ليكن اسمه محمد فهو خير الأسماء وعلى اسم خاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأرجو أن لا يكون لهم مشكلة مع شخص ما اسمه محمد
_ ليكن ذلك كما تريد والله إنني لا أعرف كيف أشكرك بعد أن أذهبت عني هذه الغشاوة وأرحتني بكلامك وبالتأكيد سيكون يوما ما أحد أحفادي اسمه رضوان لأنني بالتأكيد لن يسعفني الوقت القصير للعمل على إنهاء ما بيننا وبين بيت الرضوان.
تم 50/05/23/05/2010
تعليق