السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم قراءتي هذه إلى أستاذي حسين ليشوري ردا على هديته الكريمة حين أحالني لقراءة موضوعه :
****************
وإنني لأبدأ قائلة ما أنا في هذه القراءة إلا طويلبة علم تتلمذ على أيدي أساتذة لهم الحق كل الحق في النقد والتوجيه . وعذرا إن جاء في قراءتي هذه خلل أو قصور .
************************
القراءة :
إن أول ما لفت انتباهي في دراسته هذه مقدمتها والسبب فيها ، وهو ما يراه القارئ نتاجا لحالة التزام فكري وأدبي يربط بين الكاتب ووطنه ، وقد لا أقصد مفهوم الوطن الخاص بقدر ما أقصد من مفهوم وطن يجمع بين المرء ومحيطه ومعتقده في بوتقة واحدة ، وطن الجسد ووطن العقيدة والفكر . لنرى أنفسنا وقد ولجنا إلى عالم المسؤولية نحو ما نعيش من أحداث وتأثيرها الفكري والاجتماعي بل وفي صبغ الحراك السياسي لمن وقعت عليهم وهذا الحراك الذي يُنظر إليه بعين الريبة من المتنفذين وأرباب السلطان ليقفوا من بعد في وجه ذلك الحراك إذا كان غير منضوٍ تحت راياتهم .
من هنا وجدناه يبدأ بحثه قائلا :
من هنا وجدناه يبدأ بحثه قائلا :
ولا بد لفهم مقاصد هذه المقدمة من استحضار ظروف سنوات الجمر التي عشناها - نحن الجزائريين - في التسعينيات و التي لا نزال نعاني مخلفاتها حتى اليوم ولا تزال عقابيلها بادية للعيان، و من ثم ندرك أهمية البحث في مثل هذا الموضوع و نفهم ملابساته في تلك الفترة العصيبة من حاضر الجزائر!
***********
يظل الوطن هو ما يستوطننا فكرا وعاطفة ونظل باحثين عن هوية له قادرة على أن تنافس هؤلاء الذين بسطوا علينا عباءة وجودهم ،هوية تجعلنا قادرين على التأثير الفاعل بذات القدر على التأثر الملغي ، ويستحضرني هنا مقولة الكاتب نفسه التي يرددها في كثير من مداخلاته وردوده :
[ دمت على التواصل الذي يُغني و لا يُلغي. ]
[ دمت على التواصل الذي يُغني و لا يُلغي. ]
وإذا ما تجاوزنا هذه المقدمة التي بنى عليها بحثه إلى متابعة عناصر البحث وجدناه يقوم على :
استعارة الفكرة ـ جراحة الأفكار ـ من المحسوس وتطبيقها على المعنوي حين جعل من الأفكار جسوما يمكن إخضاعها للرؤية و اللمس و الجس و من ثم إجراء العمليات الجراحية التصحيحية عليها ـ كما قال ـ
وقد فصل لنا فكرة بحثه القائمة على :
الموضوع : الإنسان،
المادة : الأفكار
الكيفية والوسيلة : الإقناع بقوة الحجة و ليس بحجة القوة، و السلوك الحسن و النصيحة بالحسنى و غيرها من وسائل التأثير الهادئ الهادف الهادي .
متى وأين : يقدران حسب ملابساتهما و يحددان وفق الوسائل المتوفرة
المنفذون : الأشخاص الذين يستشعرون في أنفسهم واجب النصح لإخوانهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما الأفكار التي هي مجال بحثه فهو يرى :
وقد فصل لنا فكرة بحثه القائمة على :
الموضوع : الإنسان،
المادة : الأفكار
الكيفية والوسيلة : الإقناع بقوة الحجة و ليس بحجة القوة، و السلوك الحسن و النصيحة بالحسنى و غيرها من وسائل التأثير الهادئ الهادف الهادي .
متى وأين : يقدران حسب ملابساتهما و يحددان وفق الوسائل المتوفرة
المنفذون : الأشخاص الذين يستشعرون في أنفسهم واجب النصح لإخوانهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما الأفكار التي هي مجال بحثه فهو يرى :
ضرورة معالجة الأفكار السقيمةبالخطوات التي تقتضيها الحالات المرضية كلها مستفيدين في ذلك بالتقنيات و الممارسات و حتى لغة الاختصاص التي يستعملها الأطباء والصيادلة و الجراحون في معالجة الأسقام و الأورام و الخلال
ولم لا والحروب الدولية و الأهلية و النزاعات الطائفية و الخلافات المذهبية من أصل فكرة أو أفكار مريضة سقيمة عليلة يحملها شخص أو مجموعة أشخاص ثم يفرضونها على الباقين من قومهم أو على العالمين بالقوة .
ولم لا والحروب الدولية و الأهلية و النزاعات الطائفية و الخلافات المذهبية من أصل فكرة أو أفكار مريضة سقيمة عليلة يحملها شخص أو مجموعة أشخاص ثم يفرضونها على الباقين من قومهم أو على العالمين بالقوة .
وهو يرجع عدم اللجوء إلى معالجة هذه الأفكار إلى أسباب ثلاث :
1. إننا لا نستشعر في أنفسنا الآلام الفكرية كما نشعر بآلامنا الجسمية.
2. الحياء من إظهار جهلنا معتبرا إياه مرضا آخر
3. الجهل بطرائق العلاج الفعالة .
2. الحياء من إظهار جهلنا معتبرا إياه مرضا آخر
3. الجهل بطرائق العلاج الفعالة .
وقد أضافت إليها الأخت رزان محمد سببا أراه وجيها ألا وهو [ الكِبْر ] الذي يدعو إلى مجانبة الصواب والتعصب إلى الذات مُذكِّرا إياي هذا الرأي بموقف كبار كفار قريش من دعوة محمد صلى الله عليه وسلم برغم اقتناعهم بصدق نبوته .
وأضيف إلى ذلك سببا يكمن في أولئك ممن يعلمون فداحة المعضلة وعظم أمرها ألا وهو :
استطابتهم بقاء هذه الأفكار بل ودفعهم لتفاقم خطرها وذلك لأجل منفعة تجلبها لهم ، سواء كانت مادية أو اجتماعية . وذلك كما رأيت من خلال تجاربي أطباء خَلوا من كل صفة المروءة والنزاهة حين يعطون المريض مسكنا لا يشفي ولا يغني ، ليظل البقرة التي يحلبون كلما تردد عليهم وعاد شاكيا إليهم .
وأضيف إلى ذلك سببا يكمن في أولئك ممن يعلمون فداحة المعضلة وعظم أمرها ألا وهو :
استطابتهم بقاء هذه الأفكار بل ودفعهم لتفاقم خطرها وذلك لأجل منفعة تجلبها لهم ، سواء كانت مادية أو اجتماعية . وذلك كما رأيت من خلال تجاربي أطباء خَلوا من كل صفة المروءة والنزاهة حين يعطون المريض مسكنا لا يشفي ولا يغني ، ليظل البقرة التي يحلبون كلما تردد عليهم وعاد شاكيا إليهم .
العلاج :
أولا :
الاستشعار بآلام الجهل أولا و إلا لما أجدى العلاج
ثانيا :
الجلوس إلى العلماء في المساجد – لتسترجع هذه المساجد دورها و مهامها و مكانتها في المجتمع كما كانت قبلا في العصور الذهبية : عصر النبوة و عصر الخلافة الراشدة... فتكون بمثابة المصحات
إذاً ، هو يرى أن الطب هو الدين والطبيب هو العالم فيه بحق . ولكنه يحذر من الحكم بالإعدام الفعلي أو المعنوي على مخالف لنا في الرأي أو مناقض لنا في الاتجاه .
الاستشعار بآلام الجهل أولا و إلا لما أجدى العلاج
ثانيا :
الجلوس إلى العلماء في المساجد – لتسترجع هذه المساجد دورها و مهامها و مكانتها في المجتمع كما كانت قبلا في العصور الذهبية : عصر النبوة و عصر الخلافة الراشدة... فتكون بمثابة المصحات
إذاً ، هو يرى أن الطب هو الدين والطبيب هو العالم فيه بحق . ولكنه يحذر من الحكم بالإعدام الفعلي أو المعنوي على مخالف لنا في الرأي أو مناقض لنا في الاتجاه .
أي أنه يشترط فيه التعامل حسب القاعدة التي وضعها الدين نفسه للخطاب مع الآخر حين قال تعالى ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )
لأن سوى ذلك من النفي للآخر كفيل بتنفير غير المسلم فضلا عن تنفير المسلمين أنفسهم عن إسلامهم . بسبب العنف وقسوة التعامل ممن يلبسون مسوح الدين وتصرفون باسمه .
ثالثا :
استعمال (الجراحة التجميلية) لتجميل الأفكار الشوهاء و تحسين الآراء البلهاء و تصحيح التصورات الحمقاء.
أي حسن التعامل مع الفكرة وتشذيبها لتتلاءم مع فكرنا الصحيح القويم ، بدلا من محاربتها ونفيها .
أي حسن التعامل مع الفكرة وتشذيبها لتتلاءم مع فكرنا الصحيح القويم ، بدلا من محاربتها ونفيها .
رابعا :
معرفة الظروف و الملابسات التي أحاطت بالمريض – وهو هنا صاحب الفكر السقيم – حتى صار في حالته تلك ولابد من معرفة ما مدى الإصابة من علاماتها (Symptômes) حتى نصف العلاج الملائم لا أقل ولا أكثر، لا أقل حتى لا نسهم في إطالة الحالة المرضية فتتدهور، ولا أكثر حتى لا نهلك المريض بالدواء (؟!) فنزيده سقما على سقم
خامسا :
التشخيص الصحيح الصائب .
[ و كذلك بعض الدعاة يضلون في تشخيص الداء فيهلكون المدعوين من حيث لا يشعرون وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا وكم ضيع "حسن النية " من الناس و كم علق عليه من أخطاء كأنه مشجب (علاقة ملابس) بحق و بباطل ]
**************
الخاتمة :
زينها بعنوان الأمل
مقررا أن [ لا فرق بين "الإسلام الفقهي" أو "الإسلام التعبدي" و "الإسلام السياسي" فالإسلام كتلة واحدة لا تتجزأ و لا تُحلل حسب الأهواء و الرغبات ]
مرجعا سبب فشل المشروع السياسي الإسلامي إلى قصور العاملين في حقل الدعوة الإسلامية من جهة ومكر الأعداء ودهائهم الذي أرهب الساسة المسلمين ونفرهم منه من جهة ثانية .
مرجعا سبب فشل المشروع السياسي الإسلامي إلى قصور العاملين في حقل الدعوة الإسلامية من جهة ومكر الأعداء ودهائهم الذي أرهب الساسة المسلمين ونفرهم منه من جهة ثانية .
وأختم قراءتي بعبارته هو حين قال :
نعم، إننا نحتاج في ممارسة الدعوة إلى الإسلام لدعاة تتوفر فيهم صفات ثلاث: حكمة الطبيب العالم و دقة الصيدلاني الحاذق وثبات الجراح الماهر ولو نقصت صفة من هذه الصفات في الداعية لكان ناقصا بقدر ما نقص منها فيه!
****************
كل التحية خالصة لأستاذي الكريم ، لائقة بجهده مقدرة لطيب نيته ، وعظيم صدقه نحو دينه وأمته .
__________________
تعليق