لحظة عتاب ، لحظة دموع وألم .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    لحظة عتاب ، لحظة دموع وألم .

    لحظة عتاب ، لحظة دموع وألم .
    ***
    المشاعر الانسانيّة أهم شيء في هذه الحياة القصيرة وإن طالت الأعمار . أهم حتّى من الجاه والمال .إذا أردت أن تراجع نفسك فعليك بالاعتزال ولو لفترة يسيرة من الزّمن .الحكمة في " اعتزال النّاس " فكرة قديمة ولها صلة بالأنبياء والصّالحين والأدباء والشّعراء والمفكّرين .رأيت النّاس يجري بهم الزّمن وأنا على سطح بناية . رأيتهم يلهثون وراء الدّنيا وهي تلعب بهم . ليس الجري وراء المال والجاه ، و" الكدّ والنّكد " ، هو من يحقّق السّعادة . لا يدرك مثل هذا الكلام إلاّ " عجوز " مثلي سخرت منه الأيّام . توجد هناك طرق عديدة تؤدّي إلى السّعادة وبأقل التّكاليف . ولأن السّعادة نسبيّة ، ومسألة تتحكّم فيها الأذواق ... أسبابها تختلف من شخص لآخر ، فكيف تريد فرض ذوقك الخاص على غيرك من ا لنّاس ؟اكل واحد منّا يتمنّى لو تعود به عجلة الزّمن إلى الوراء ، رغم أن ذلك مستحيل ، إلاّ أن للذّاكرة قدرة على تلوين الصُّور " القاتمة " بألوان " زاهية " . كما تختلف درجة المعاناة من شخص لآخر . فكيف تسأل عمّن أدار لك ظهره في يوم من الأيّام ؟استزول حتما تلك النّعم التي صنعت الفوارق بين النّاس ، سنة الحياة . وحين يتمدّد الإنسان على ظهره ، فلا صحّة حينها ولا خِلاّن .ولننظر إلى من سبقونا ؛ أين هم ؟ أين رغد عيشهم ؟ أين تلك العزّة وذاك الجمال ؟... كل شيء أمسى تحت الرّكام . ليس أحلى ولا أبهى ولا أجمل من المحبّة والشّعور الصّادق في هذه الحياة . يموت الانسان وتبقى الذّكر يات . وكذلك العلاقة المُخلّدة بينهم . وإذا أردت أن تتأكّد من هذا الكلا م ، فلتختلِ بنفسك ولتقم بدور مثل الميّت ، وحيدًا ، بعيدًا عن الأنظار ، ثمّ فكّر وقدّر . لن أُفتي في الوحدة أو الاعتزال ، بدايته صعبة ، ونهايته ادمان . ويكفي ما جاء به المثل الفرنسي الذي يقول؛
    ( La solitude est la souffrance multiplié par l'infini ) ، ففيه مضاعفة للمُعاناة . والإنسان في حاجة ماسّة إلى مشاعر وتواجد الآخرين ، معه ومن حوله ، حاجته إلى الأكل والشّرب . لكن الاعتزال هنا بمعنى الخلوة " ملجأ الزّهّاد المتعبّدين " وليست بالّتي يلتقي فيها الانسان بالعوالم الأخرى ، مثل الجِن والشّياطين . ولطالما سمعنا عن الأنبياء والعباقرة المفكّرين والأدباء والشّعراء يفعلون ذلك من حين إلى حين . خلوة ليس فقط للتّصالح مع الذّات ، ولكن معاتبة الآخرين أيضًا . ومن الأصحاب من يستحق ليس العتاب وحده ، بل وحتى العقاب نفسه ، على مجافاتهم لنا . أكلتهم الدّنيا ( فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ) . لحظة عتاب ، لحظة دموع وألم .
    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 05-07-2018, 08:03.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
يعمل...
X