" النّفط مقابل الحماية "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    " النّفط مقابل الحماية "

    " النّفط مقابل الحماية "
    ***
    من السّذاجة الاعتقاد بأنّ قضية اغتيال كاتب مثل ( جمال خاشقجي ) ، الذي أقام بالولايات المتّحدة لفترة وجيزة لا تتعدّى السنتين ، وكتب في عمود الرّأي الحر بجريدة عريقة مثل ( الواشنطن بوست ) ... مجرّد جريمة ارتكبها نظام أراد أن يتخلّص من أحد معارضيه هكذا بكل بساطة ، حتّى وإن كان الذي اُغتيل من رموزه الكبار . وما كان ينبغي لهذا النّظام " المجرم " أن يرتكب مثل هذه الحماقة ، لو لم تكن هناك من أسباب ودوافع أخرى ؛لم يكن ( جمال خاشقجي ) معارضًا شرسًا كبقيّة المعارضين المعروفين بمعارضتهم الشّديدة لسياسة المملكة داخليا وخارجيا ، ولم الرّاحل ( ج. خاشقجي ) ممّن يتجرّأ بالكلام في القنوات التلفيونيّة المعروفة ، كقناة الجزيرة مثلاً ، إلاّ بما هو مقبول لدى النّظام السّعودي نفسه . لم يكن ذلك كافيًّا ليشفع للصّحفي الكبير لدى من أمر بقتله ، ولا ليجنّبه طريقة الاعتيال بتلك البشعة .ولأنّه كان غيورًا على دينه ووطنه ، ومن ثمّة فإنّه بات يشكّل عبئًا على بعض الجهات الأمريكية التي لا تريد للعلاقات التي تربطها بالسّعودية وولي عهدها المندفع أن تتلاشى أو يطرأ عليها أيّ تغيير . ومنها خاصّة اللّوبي الصهيوني المتغلغل في البيت الأبيض والذي يمثّله الرّئيس ( ترامب ) وصهره ( كوشنر ) وبعض مساعديه . هذا اللّوبي هو نفسه من أقنع السّلطات القطريّة بمنع بث التّقرير السرّي الذي قامت به في قناة الجزيرة وتوي بثّه ، والذي يكشف مدى فضاعة الحملة التي يقوم بها اللّوبي الصّهيوني في الولايات المتّحدة ضد المسلمين ، وما يُسمّى بـ " الإسلاموفوبيا ". وهو نفسه من يريد أن يخلع على المملكة السّعودي عباءة الدّين ليجعل منها دولة علمانيّة تنظّر للتّطبيع مع إسرائيل . في حين كان ( جمال خاشقجي) يحلم بوطن حر ونظام نزيه ، وكانت هذه أفكاره التي كان ينوي تجسيدها في أرض الواقع ومن خلال تأسيس منظّمة غير حكوميّة تدافع عن الدّيمقراطيّة وعن الرّأي الحر. لكن يد الغدر والخيّانة سبقته إلى عين المكان ، لتغتال حلمه الكبير ، ودفع المرحوم ( جمال ) ثمن محاولته تحويل أفكاره إلى أفعال ، ولم يكن وحده من يدفع الثمن بل هناك من سبقه إلى ذلك ؛- ( ناصر السّعيد ) ، وهو " أشهر من نار على علم " – كما يُقال - ، هو الآخر، تم استدراجه وتعذيبه قبل إلقائه من الطّائرة . وهذا بعدما تجرّأ على كتابة ( تاريخ آل سعود ) الأسود . كتابه الذي افتتحه بإهداء " ..../... إلى اليوم الذي لا يبقى فيه في بلادنا جوازات سفر مختلفة الألوان ، وهويّات متعدّدة الجنسيّات ، وتأشيرات دخول وخروج ، تأشيرة للعمرة وتأشيرة للحج .../... ) . وقام فيه بالتشكيك في أصل ( آل سعود ) معلّلاً " يحاولون إخفاء أصلهم بامتطاء الدّين وتزييف أنسابهم بانتسابهم المزعوم للنّبي محمّدا " – عليه أفضل الصّلاة وأزكى السّلام – .وفي الأخير فإن العائلة ونظامها المشبوه الذي كان قد تبنّى منذ البداية فكرة " النّفط مقابل الحماية " .هي التي أعطت ما لا تملك لمن لايستحق ، و تساند الانقلابيين ، وتقف في وجه المقاومة الإسلامية في فلسطين .

    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 28-11-2018, 14:48.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
يعمل...
X