
**
قبل عودة الخلافة
***
وأخيرا حسم الكونجرس أمره ، والذي " ضلّ حاله يشكو الهُزال " طيلة عامين بسبب تعنّت ( ترامب ) ، الملياردير " الأرعن " الذي جاء من الكازينوهات ليسطو على المؤسّسة الشّرعيّة ، لقد سلب من أعضائه المنتخبين كل الصّلاحيات تقريبا ، بما في ذلك السيّاسة الخارجيّة . وبينما أنا جالس أمام الشّاشة ، أتابع ما يجري داخل المبنى الكبير " الكابيتول " ... وإذ بابنتي الصّغرى ، صعبة المِراس ، العنيدة ، تقطع عنّي شغف المتابعة : " هل تعلم بابا انقرض ( البيما ) " ابتي هذه تحب القطط ولو كان بيدها لملأت كل الغرف الموجودة لدينا بها .و" البيما " هذا هو " الكوجر " أو أسد الجبال - كما يحلو للبعض تسميّته - ، وهو من فصيلة السنّوريات التي تعيش في جبال أمريكا ، تقول إنّه تعرّض للانقراض بسبب الحرائق التي نشبت في أمريكا مؤخّرا ؛ تلك النّيران التي أتت على الأخضر واليابس والتهمت كل كاليفورنيا تقريبا ، بجبالها وسهولها وعمرانها ، وكانت سببًا في نفوق الكثير من الأحياء والحيوانات . ويتمنّى كل مظلوم في العالم يتمنّى فقط لو تزحف هذه النيران لتحرق من في البيت الأبيض . أغلب الأمريكيين أصابهم الذّهول حين رأوا ألسنة النّيران تلتهم حدائقهم الغُنّ وتتطّلع على جدران بيوتهم الفارهة ، المصنوعة من الخشب . لم تستطع الحكومة بما لديها من أسباب أن تقضي على " المارد " ، و تضع حدّا لهذا الغضب " الإلهي " . بسبب جذوة أو شرارة صغيرة أمريكا العظمى تحترق أو " الزانيّة العظيمة " ، هكذا ورد ذكرها في الأسفار القديمة . في الأخير انطفأت الجذوة لكن الغضب الحقيقي لا يزال قائما : - ورد ذكر " رجسة الخراب " في النّبؤات التي تتحدّث عن نيزك بحجم مدينة من المدن الأمريكيّة سيسقط على " الزّانيّة العظيمة " . إذا ما صدقت هذه النّبؤة فكيف سيكون حجم الدّمار ؟ا هل ستتغيّر قوانين العالم . وعندما تكون الكارثة وراء فناء أعظم قوّة في تاريخ البشر ؟ا عندها سيكون للأمّة المهزومة شأن آخر بلا شك .بغضّ النّظر عن مدى صحّة هذه النّبؤات وصدقها ، فإن كل التكهّنات و الرؤى تشير إلى احتماليّة انهيّار الحضارة الغربيّة وعلى رأسها الولايات المتّحدة الامريكيّة " الزّانيّة العظمى " . وقد شبّه خبراء عالم السيّاسة والأقتصاد الحضارة الغربية بدرّاجة يسيّرها النّمو الاقتصادي وتحمل من فوقها جميع القيّم ، وإذا تباطأت عجلاتها أو توقّفت ، فإن ذلك سيؤدّي حتمًا إلى سقوط كل القيّم ، بما في ذلك الحرّية والتسامح ومعهما الأمن والاستقرار . وما الانتفاضات الأخيرة في بعض المدن الأوروبيّة ، والتي يقوم بها من حين لآخر أصحاب السترات الصّفراء ، إلاّ مقدّمة و بداية للإنهيار الكبير المحتمل .كما أنّ كل المؤشّرات تدلّ على أن العالم مقبل على حرب كونيّة قد تقضي على معالم الحياة فوق الأرض ، لكنّها حتمًا ستقضي على مظاهر الظّلم والفساد وتحدّ من الفوارق الاجتماعيّة الجائرة .إذا ما صحّت مقولة إنّ " في التاريخ لا توجد أحداث جديدة . يختلف المكان والزمان والأشخاص والحدث هو الحدث " ومعنى ذلك إنّ : " التّاريخ يُعيد نفسه " كما نُسب ذلك للعلاّمة ( ابن خلدون ) ، فإنّ أهم حادثتين سبقت الحرب العالمية الأولى هما : - اغتيال ولي عهد النمسا الأرشيدوق ( فرانز فرديناند ) الذي لم يكن محبوبا بسبب تصرّفاته الطّائشة وكان متهوّرًا سليط اللّسان حتّى قال عنه كثيرون إنّه مجنون ، الأمر الذي أدى إلى اغتياله ربما .- وأمّا الثّاني : وهو اغتيال الصّحفي الكبير ( جان جوراس ) الذي كان يناضل ضد نشوب الحرب ومن أجل الأمن والسّلام . ما جرى البارحة بين أعضاء الكونجرس الذين قاموا بتوجيه خطاب شديد اللّهجة إلى ( ترامب ) ، ليس فقط بسبب تستّره على ولي العهد السّعودي المتورّط في جريمة القتل البشعة ، ولا لإشراكه للقوّات الأمريكيّة في حرب اليمن الشّنيعة ، ولا لفضائحه الجنسيّة مع بطلات الجمال الإياحيات ، ولا لعلاقاته المشبوهة مع الرّوس … ليس بسبب هذا كله ، ولكن تمهيدا لسحب الثّقة منه نهائيًّا .قد يتمّ تطهير البيت الأبيض من ( ترامب ) ، ومع وصول نواب الكونجرس والبرلمان الجدد . كما قد يتمّ اغتياله وفقًا لنبؤات جديدة قديمة و تجسيدًا لما جاء في فيلم ( سيمبسون الحزين ) الكرتوني . وقد اُغتيل قبله : ( ابراهام لينكولن ) و( جيمس جارفيلد ) . كما تعرّض كل من : ( فرانكلين روزفيلت ) و(جون ف.كينيدي) و( رونالد ريغن ) الذين نجوا بأعجوبة من محاولات الاغتيال . و بسقوط ( ترامب ) سيرفع الغطاء عن الأسرة الحاكمة في المملكة السّعودية ، و سيشتدّ الخلاف بين الأمراء بموت العاهل السعودي ، وينتهي كل شيء بمصرع ابنه ولي العهد الحالي ، وبذلك تُطوى آخر صفحة من تاريخ ( آل سعود ) ، و بسقوط العائلة الحاكمة تكون النبؤة قد تحقّقت قبل عودة الخلافة .