دعوتك كي تجد السير نحوي
فإني قتلت العمر فيك جزافا
وخشيت أن العمر فيك يمضي
وتظل عالقاً في الدنيا سرابا
وتهيم في بحور الدنيا تجني
أو تبتغي من الموج وداً مذابا
وتظل حلما في خفاء وسادتي
فينقر الوجدان رأساً مشابا
أو تهيم في غدق الخيال تائهاً
ويلوح الطيف وتلقى رحابا
ورحت تركض ببيداء غاية
كوحش ترتضى الحب غابا
فلا زلت تنعم والفؤاد يحضني
أن لا أبتغي من النساء شرابا
أبرمت عقداً وبالوجدان أشتهي
شهد الغرام إن رضيت متابا
وجعلت لك كل حقول دفاتري
وجعلت لك منافذي فيك أبوابا
أنا من منيت عين المراد بلحظة
وأغفلت ما كان ولم أبد عتابا
صرخت بالقلب صرخة عاتب
أخشى الهوان وأبتغي الصوابا
وجعلت ما كان بيني وبينك عامر
وجعلت ظني تحت الركام ترابا
ودفنت ما كان يوما من محنتي
درساً لمن ود الهنا وأراد جوابا
ومحوت ما بدا من فتور بيننا
وجعلت ما كان غيماً او سحابا
يا ليتني ما عرفت ذاك الهوى
ولا ركضت في الدنيا معابا
وغرقت في متاهات االنوى
وعزفت لحناً أبكاني طرابا
قد اضمر الحظ يوما سكتي
كأني كنت للحظ يوما عقابا
فدعوتك كي تجد السير نحوي
أنا بنهج الغرام أبغي الصوابا
فيا أيها المنشود أنشدك الرضا
قد صرت في الأصقاع كالذبابا
الله ثم الله يا مقصد سيرتي
وما غاب في الأيام بات سرابا
وسعدت بالأمس حين ذكرتني
وأجدت في الاسهاب مثل (الربابا )
لو كنت أعرف بالدراهم أشتري
لنثرت منها وكسوت بها الترابا
بقلم : سيد يوسف مرسي