شكرا ( زوكر بارغ ) لأنّك فضحتنا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    شكرا ( زوكر بارغ ) لأنّك فضحتنا

    طالت الأعمار ، وكلّما طالت الأعمار زادت الأعباء – كما يقول المثل- . وكبرت معها الهموم حتّى تراكمت . اللهم ارضَ عنّا وعن الزمان القديم والحياة البسيطة ، يوم كان النّاس يسمّون جهاز التليفزيون " صندوق العجب " ، ولايبث سوى قناة واحدة تسمّى " اليتيمة " تيمّنا باليتامى المساكين. كانت العلاقات بيننا سليمة يومها ، " سمن على عسل " - . كنا نشتاق فعلا للجلوس مع الأحباب والأصحاب ، الذين كنّا نحسبهم كذلك لأن في ذاك الوقت ، كانت النيّة خالصة ، وكانت هي الأساس.
    أما اليوم ، فحكايته عجيبة مع هذا التطوّر الخطير ووسائله اللّعينة . لعينة بالفعل ، وبما تحمله من مخاطر على مشاعر الإنسان ، على غير ما يراه الذين تغلّفت قلوبهم بالمادة وشغلتهم حتّى عن أنفسهم ناهيك عن الأحباب والأصحاب ، [ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ] الآية .
    نسوا كل شيء .
    نسوا الماضي الجميل و الأيّام السعيدة ، نسوا الذكريات ؛ حين كنا نتبادل الأشرطة القديمة ، تخلّصتَ منها أنت مثل بقية النفايات ، وهذا دليل على " المروءة والوفاء " ، مثل التي هي من صفات النّساء – كما يراها بعض الذكوريّين -
    كيف كنا وكيف صرنا [صرنا عبيد المال باسم حضارة ... حمقاء لم تؤمن بغير الدرهم ] - يسخر أحدهم - بعدما تسلّل حب المادّة والأنانية المفرطة إلى قلوبنا ولم تعد تلك النيّة الصّادقة التي كانت تجمعنا عندما كنا في سن البراءة والنعومة .
    أشياء كثيرة جاء بها هذا التطوّر ؛
    في الحقيقة هو غزو مادي وفكري يتلاعب بمشاعر النّاس ، التي لا يمكن تجسيدها بمجرّد مكالمة ظرفيّة عبر هاتف خلوي ، عندما أحتاج إلى وجودك جنبي ، في الأوقات الصّعبة ، أو عندما أكون طريح الفراش فأشعر حينها بأنفاسك الحارّة تغدقني فتنسيني برودة الإحساس . كما لا يمكن تأكيد هذه المشاعر ، بمجرّد ارسالية عبر " مسنجر " الفيسبوك ، عندها أكون أنا الشّريط الحقير الذي تخلّصتَ منه سالفا لأنّه لم يعد يلبّي الطلب ، والمثل عندنا يقول : " كل جديد فيه لذّة والقديم لا تفرّط فيه " .كان هذا شعارك حين كان الوفاء والإخلاص ، وكانت النيّة الخالصة هي الأساس .
    لم يعد لهذه المشاعر الصّادقة مكانة بيننا ، ونحاول فقط تغليط بعضنا بخزعبلات نقوم بنشرها مكرهين على صفحات الفيسبوك ؛
    هذا اللّعين الذي أخذ منا الصّدق والوفاء ، وترك لنا مجرّد كلمات جافّة ، وكثيرا من النّفاق : " شكرا ( زوكربيرغ ) لأنّك فضحتنا " .
    صراحة لولا بعض هموم النّاس ، من بني جلدتنا خاصّة ، تستجدي منا شحذ الهمم ، ما دخلت قط هذا اللّعين ، الفيسبوك " وجه النّفاق " ، وأنا أرى الغرور والكذب والنّفاق يتجولون بين صفحات المتلوّنين .
    هذا الفضاء التّعيس الذي غدا وكرا لكل منافق ، وتافه مغرور ، يبحث عن الشهرة بأيّ ثمن ، لتسليط الأضواء .
    التعديل الأخير تم بواسطة مصباح فوزي رشيد; الساعة 02-06-2019, 07:40.
    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
يعمل...
X