تويت
اعتلال السنين
هيام فؤاد ضمرة
أيا سِنينِي الآتِياتِ
حَرِرِيني منْ رِبْقةِ مَتاهَتِي
وامْنَحِينِي قِبلة هَديي
إلى مُنتَهى وِهَادِي
بِأرضٍ عَرَكتْ في سَوَافِيها
غِيَابي واغْتِرَابي
لأقْصَى مَسَافاتِي
ها قدْ غَدَوْتُ أنا فيها
مُجَردَ أشْلاءٍ
يَلُوكَها فكيً رِيحٍ عاتِية
تُبَعثِرُ سِنين خَريفِي
بِحِرفَةٍ تُقيمُ بأرضِي
مَبَاني اعتلالِ
غيرُ حَافلةِ
بِحَوْمَةِ اجْتِهَادي
فيا لهَفَ عُمْرٍ مَضَي
يَجْري سَريعاً
احتَضَنَ في بِزُوغِ شَمسِي
ألقِي ونَفْحُ اعْتِدَادِي
إلى يَوْم تَنَاهَى هَسِيسَهُ
إلي سَمْعِي
وخَرِير غَدِيرُهُ
وهو يَرحَلُ عَني
مُتلِمِساُ مَوْقِع جَرَيَانِهِ
والبَردُ صَرْصَراً
لا تُطيقَهُ مِهادِي
فيا إشْرَاقاً
بَدلَهُ تَعَاقُبُ السِّنين
على مَلعَبي
قبلَ اقتِرَابِ
غُرُوب النُورِ
وهو يَرحَلُ كَئِيباً
عنْ ثَرَى ارتِدَادِي
أفِقْ أيا عُمْراً غَفَى
في رَقْدَةِ إعيَاءٍ
حَجَبَ عَني سَحابَة وَجْدي
حينَ ارْتَدَّ إليَّ سَحَابي
فما حِكْمَة ذَبْحِي
بِحدِّ سَيفِ العُمْرِ
وهو يَطوِي السِّنينَ
على السنينِ
يُراكِمَها في قِعْرِ جِرَابي
فيا عَذَابي
إذا ما جَاءَني صَبَاحِي
مُشَرَباً بِضِيَائِهِ
فأرْخِي على أهْدَابِي
لحظَةَ خَيْبة رِدَاء التَّغَابي
فكيفَ أسَافِرُ فِيكَ
ومُهْجَتِي سَكْرَى
وكيفَ لفؤادِي أنْ يَسْتَقي
مِنْ كَأسِ الرَحِيلِ
سَعيرِ شَرَابِي