الموت خير واعظ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مصباح فوزي رشيد
    يكتب
    • 08-06-2015
    • 1272

    الموت خير واعظ

    (مليك)المسكين، واحد من بين المحرومين والتّعساء الذين ظلمتهم الدنيا وضاقت بهم الحيل، حتى كره نفسه وكره الناس والدنيا وكل شيء من حوله، وكان لديه صديق ميسور الحال اسمه (عليّ). ذات يوم انتبه ( عليّ ) لصديقه المغبون فأشفق على حاله، وأراد أن ينسيه في همومه ويخرجه من تعاسته، فقام بعزمه على قنينات " نبيذ " من البيرة، وأخذه معه إلى الحانة. لم يتردّد (مليك)ملبيّا دعوة صديقه بكل ود واعتزاز. وفي الحانة لم يتوان كثيرا في ارتشاف البيرة قنينة تلو الأخرى، وهو الذي جاء ليجد فيها ما ينسيه ولو لفترة وجيزة، جرعة الهموم والنّكد. وبينما هو كذلك يجلس جنب النّافذة يحتسي ويراقب ما يحدث ويجري في الخارج، وإذ بموكب جنازة يمرّ أمام الحانة. استفاق المغبون من غيبوبته وانتصب قائما، وراح يكرّر بأعلى صوته: " الحمد الله كاين الموت.. الحمد لله كاين الموت ". فاستفاق "الخاباطجية" من سُكْرهم وطارت نشوتهم.
    بالفعل الحمد لله على الموت، وياله من نعمة؛
    نتابع ما يحدث لأخواننا المستضعفين، مثل الروهينغا والإيغور، و نستحضر ما يحدث اليوم في الصّين والعالم كله، من هلع وهرج بسبب فيروس مجهري أرعب النّاس، وراحوا يدقّون ناقوس الخطر؛ وتصوّورا معي لو لم يكن هناك شيء اسمه الموت، فكيف سيكون حال المستضعفين في هذا العالم الجائر؟ا من حزبه أمر ما فليستحضر الموت، فإنّه خير واعظ.

    لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
يعمل...
X