من أزمة فساد إلى أزمة حليب، عدنا من جديد والعود أحمد. لم نعد نعرف ما نفع كل هذه الوزارات والبرلمانات والمجالس الشعبية؟
في هذه الأيام الصعبة ونحن نعيش أزمة حليب، تخرج فرقة من المراقبين وتقوم بتفتيش محل فتجد فيه عشرات الأكياس معبّأة ومخفية. وكنا ننتظر عقابا صارما يعيد إلى نفوسٍ اطمئنانها بعدما فقدت ثقتها في أجهزة الدّولة برمّتها. ولكن لم يحدث هناك شيئ على الإطلاق، بل وخرج علينا صاحب المحل، " التاجر المحترم "، كالطّاووس يتبختر في مشيه، بل وعاد ليقوم في اليوم الموالي بنفس الشيء الذي كان من المفروض معاقبته عليه بشدّة، ويمارس على الناس الغلابة الملهوفين نفس أساليب الاحتكار.
لمن لا يعرف كيف تمارس الأنظمة المستبدّة الفاشلة أساليبها، فهي تتعامل مع شعوبها من باب " جوّع كلبك يتبعك ". بتجويعها وتخويفها ومعاقبتها حتى تعيدها كلما تجرّأت على المطالبة بالعدالة و الحرية و الديمقراطية، إلى حظيرة الذلّ والطّاعة. ونحن نتكلّم عن بلد مثل الجزائر، غنيّ بثورته وتراثه، وشعبه العظيم الذي ضحّى بكل ما يملك من أجل حريّته وكرامته.
كل من يأتي إلى سدّة الحكم أو يُنتخب من طرف الشعب، لا يبحث سوى عن مصالحه الشخصية أو كيف يحافظ على الأقل، على تلك الامتيازات التي تُمنح له بمجرّد وصوله وتعيينه في المنصب أو الوظيفة، وليذهب الجميع إلى الجحيم. لسنا هنا لإثارة البلبلة وزرع الفتن، كما يحلو لبعض الرّموز ترويجه، ولكنّها الحقيقة المؤلمة.
" برستيج مشرعن، وظلم مقنّن ، " حلال عليّ حرام على غيري "، وتركة متوارثة، ولسان حال هؤلاء المنتفعين يقول: " دع الكلاب تنبح والقافلة تمر "، يتم تقنينه وشرعنته وتبنّيه من طرف أشخاص يتكلّمون للشعب وباسمه، ومنهم من يدّعي تمثيله ويرفع صوته داخل القاعة وخارجها ليوهم النّاس إنه يدافع عن مصالحهم، ولم نر يوما قد تنازل أحد منهم عن بعض من هذه الامتيازات الكثيرة والمتنوّعة والحصانات وبمحض إرادته، في ظلّ هذه الأزمات؛ أزمات متعدّدة و متكرّره وفساد أخلاقي أنهك البلاد، و أخرى غذائية خانقة، كأزمة مادّة الحليب الأساسيّة، في هذه الأيام العصيبة.
لذلك لا يريد هؤلاء المنتفعون عدالة ولا ديمقراطية و لا حريّة، ممّا يطالب به الشّعب ويخيفهم، من شفافية، أو استقلالية بعض المؤسّاسات التي يمارسون فيها الاحتكار، كما يمارسه بعض من التجّار المجرمين. ولأن ذلك سيحرمهم من البرستيج الذي ألفوه، والامتيازات التي لا تعد ولا تحصى؛ من الخدم والحشم والبروتوكولات الزائدة عن اللزوم، والمركبات الوفيرة والكثيرة التي يتم تسخيرها في كل حين، والأرصدة المزوّدة بالعملات الصّعبة، وجوازات السّفر الدبلوماسيّة، و بعض الوظائف المميّزة لأبنائهم وذويهم، والإقامات المحظية الموفورة، وأماكن الرّاحة والاستجمام التي لا يحقّ لغيرهم الجلوس فيها ..، ما يشكّل عبئا على الدّولة، ويزيد في متاعب ميزانيتها التي تعاني من الاختلالات عبر مختلف المواسم.
"سياستنا واضحة "، كما تعوّدنا سماعه من بعض المسؤولين، حتى صارت هذه العبارة مدعاة للسّخرية والتهكّم. و" جوّع كلبك يتبعك " المثل القديم الرّائج صار جزءا من هذا الواقع اللّئيم، والذي لا يريد أن يعترف به الإعلاميون من الأبواق التي ألفت التطبيل والتصفيق ليل نهار. ولا يريد أن يُقرّه الأدباء والشعراء وغيرهم من مثقّفو السّلطة الذين سقطوا في فخ الجوائز الرّخيصة. ولا يتجرأ كهنة الأنظمة على معارضته، والذين لا يستطيعون تجاوز الخطب التي تُملى عليهم بكرة وأصيلا ولو بكلمة حقٍّ واحدة.
لمن لا يعرف كيف تمارس الأنظمة المستبدّة الفاشلة أساليبها، فهي تتعامل مع شعوبها من باب " جوّع كلبك يتبعك ". بتجويعها وتخويفها ومعاقبتها حتى تعيدها كلما تجرّأت على المطالبة بالعدالة و الحرية و الديمقراطية، إلى حظيرة الذلّ والطّاعة. ونحن نتكلّم عن بلد مثل الجزائر، غنيّ بثورته وتراثه، وشعبه العظيم الذي ضحّى بكل ما يملك من أجل حريّته وكرامته.
كل من يأتي إلى سدّة الحكم أو يُنتخب من طرف الشعب، لا يبحث سوى عن مصالحه الشخصية أو كيف يحافظ على الأقل، على تلك الامتيازات التي تُمنح له بمجرّد وصوله وتعيينه في المنصب أو الوظيفة، وليذهب الجميع إلى الجحيم. لسنا هنا لإثارة البلبلة وزرع الفتن، كما يحلو لبعض الرّموز ترويجه، ولكنّها الحقيقة المؤلمة.
" برستيج مشرعن، وظلم مقنّن ، " حلال عليّ حرام على غيري "، وتركة متوارثة، ولسان حال هؤلاء المنتفعين يقول: " دع الكلاب تنبح والقافلة تمر "، يتم تقنينه وشرعنته وتبنّيه من طرف أشخاص يتكلّمون للشعب وباسمه، ومنهم من يدّعي تمثيله ويرفع صوته داخل القاعة وخارجها ليوهم النّاس إنه يدافع عن مصالحهم، ولم نر يوما قد تنازل أحد منهم عن بعض من هذه الامتيازات الكثيرة والمتنوّعة والحصانات وبمحض إرادته، في ظلّ هذه الأزمات؛ أزمات متعدّدة و متكرّره وفساد أخلاقي أنهك البلاد، و أخرى غذائية خانقة، كأزمة مادّة الحليب الأساسيّة، في هذه الأيام العصيبة.
لذلك لا يريد هؤلاء المنتفعون عدالة ولا ديمقراطية و لا حريّة، ممّا يطالب به الشّعب ويخيفهم، من شفافية، أو استقلالية بعض المؤسّاسات التي يمارسون فيها الاحتكار، كما يمارسه بعض من التجّار المجرمين. ولأن ذلك سيحرمهم من البرستيج الذي ألفوه، والامتيازات التي لا تعد ولا تحصى؛ من الخدم والحشم والبروتوكولات الزائدة عن اللزوم، والمركبات الوفيرة والكثيرة التي يتم تسخيرها في كل حين، والأرصدة المزوّدة بالعملات الصّعبة، وجوازات السّفر الدبلوماسيّة، و بعض الوظائف المميّزة لأبنائهم وذويهم، والإقامات المحظية الموفورة، وأماكن الرّاحة والاستجمام التي لا يحقّ لغيرهم الجلوس فيها ..، ما يشكّل عبئا على الدّولة، ويزيد في متاعب ميزانيتها التي تعاني من الاختلالات عبر مختلف المواسم.
"سياستنا واضحة "، كما تعوّدنا سماعه من بعض المسؤولين، حتى صارت هذه العبارة مدعاة للسّخرية والتهكّم. و" جوّع كلبك يتبعك " المثل القديم الرّائج صار جزءا من هذا الواقع اللّئيم، والذي لا يريد أن يعترف به الإعلاميون من الأبواق التي ألفت التطبيل والتصفيق ليل نهار. ولا يريد أن يُقرّه الأدباء والشعراء وغيرهم من مثقّفو السّلطة الذين سقطوا في فخ الجوائز الرّخيصة. ولا يتجرأ كهنة الأنظمة على معارضته، والذين لا يستطيعون تجاوز الخطب التي تُملى عليهم بكرة وأصيلا ولو بكلمة حقٍّ واحدة.