اقرأ ولو لم يعطك الدهر المنى
وانحتْ بظفرٍ يا فتى الأقْدُرا


يهدي الكتاب المرءَ ما طال الجلو
س النجمُ دلَّ العابرين الأصحرا


وادلف الى صنعٍ يكن في طيّه
يبقيك عمراً خالداً بالأذكرا


الناس كم ترنوا الى لبِّ السما
فوق الثريّا كنْ إذاً الأزهرا


ادرس خطى درْب المسير الشائكا
لن يرجع الوقت القديم المقبرا


واجعلْ لقلبٍ رافداً ماء الحيا
ة الماء يهديك السراط الأبهرا


ذقْ دجْلةً من ماءها تلقى خلو
داً دائماً في مرِّ سير الأعصُرا


إلبس من الأنْوار أثْواباً تكنْ
في مصحبٍ أهل الطريق الأخيرا


اللون يعطي ما رسمت الاسم ذا
والأسم للأنسان في ما قد يرى


فلينظر الانسان ممّا في الطعا
م الربُّ قد شار الحديث الأقْدَرا


إشرحْ فؤاد العقل بالفكرِ لا
تحجبْ عليه من سجافٍ أنكرا


واعلمْ سبيل الحرِّ في ايمانِهِ
من شكَّ بالخلّاق إلا مرى


قام الدليلُ الابلج المستنورا
لا بدَّ أن للكون من ربِّ الورى


حكّم صواب اللبِّ في دهرٍ حدى
بدر الدجى والشمس اثراً داورا


انظر الى تلك النجوم البيض في
وَسْطِ السما كالجيش فيها طائرا


بعض الرجال اليوم فيما تدّعي
قصراً مشيداً في رحاب الأنظرا


حولي بأعلى صوت عولٍ ناشزٍ
أن ترتقي بالعهر لا بالافخرا


بثّوا الى الناس الحرام المزدري
يرجون نحيا في المجون الانكرا


إغواءُهم بالناس يسري انَّهُ
كالنار في أكْل الهشيم الاصفرا


انكى من الشيطان افعالٌ لهم
تقطف بحدِّ السيف فيها الأنحرا


أما على أوضاعنا لا تعجبا
إذ لو ترى فينا الصغير الاكبرا


جاز الخروف التَّيس في توصيفنا
لم يعرفُ القدَّام لا حتى الورى


يمشي على حردٍ ويمشي القطي
ع الوخد للحتف الاخير الأجزرا


آهاتُ نفسي كثْرُ بي كمّن جوى
قلبي على شمس العراق الأسمرا


فكرٌ خرابٌ قد بقينا لا ذوا
تٍ في مسيرٍ حصرمٍ بلْ اعورا


في مَكْرُمِ المرء المهاب المأسدا
ضرْبٌ من التبجيل فيه قاصرا


يا إخوتي ليس الجبان الاجردُ
فيكم ولا فيكم خبيثاً اقذرا


يا إخوتي هبّوا الى هيجاءِكم
فالوقت لا يرحم كسولا أفترا


يا إخوتي والقلبُ بثَّ اللاعجا
يشدو كما يشدو هزارٌ شاعرا


آمالنا فيكم وفيكم مجدُّنا
إنّا دعوناكم بخير الاسطرا


10/ذي الحجة/1440 هــ
النجف الأشرف/حسين موفق الفتلاوي