حياة واحدة لا تكفيني !
تفصلني عنها عدة مدن,عقديين من الزمن ..وثلاث أطفال.
ما عهدني احدا صامتا ..اعتادوا ضحكي,جنوني , وطفولتي المتأخرة ..
بادلتهم بهذياني بك .
ورفضت كل تلك الكؤوس الساذجة الممدودة لي ,وصمت عنهم ..راغبا بعطشكِ المغري !
-أود لو أني أدخل عقلك .!
- أنت هناك ..تشعر بالوحدة ,يرافقك ثمانية وعشرين حرفا خائنا لوصفك !
شعرها الغجري ..لمحة البكاء المؤجل في عينها ,وانتقاء كلماتها النادرة
فريدة ومتفردة بي ..
لم يكن من المفترض أن نلتقي ..لكننا التقينا .!
- حياة واحدة لا تكفيني .!
- معصوم أنت من كرهي ونسياني في أي حياة سنعيشها .
لمستني دون أن تلمسني ..
أشيح بوجهي عنها وتعاندني عيني ,تسترق النظر .
قريبة مني ..تجلس بجانبي وبعيدة عني كل البعد ..!
تنظر ليدي بحزن , كأنها ترى شبح خاتم زواجي الذي لم أعد ارتديه.!
أخيط شارعا بأخر علني أصلها ..ولم أفعل.
-أأنت سعيدة !؟
أجفلها سؤالي كطالب درس الكتاب بأكمله عدا سؤال , فكان أول امتحانه .
لا اذكر حتى أني كيف التهمت الطريق بسرعتي ,ودعتها على مضض وقلبي قاصد المكوث,كادت أن تبتلعني كلماتي فابتلعتها !
فتحت صفحتها المترأسة بوصفها لي "شهي أنت كتفاحة ادم المحرمة "
تلمست شاشة هاتفي وازدادت انفاسي .
تلك الظهيرة .. لم أكن أعرف من كان منا عالقا بالازحام أنا أم قلقي ..وخوفي الدائم من فقدانها ..
اصل الى بيتي الذي يخلو من لمستها ,كل شي بعدها بات مختلفا,
حتى اطمئناني وعبثها المضطرب بأفكاري..لكنها تجد دائما طريقة في جعلي أبدو جيدا بالرغم من سوئي .!
احساسي بالذنب ..صار صديقي ,وندمي على سؤال لم ينبغي علي طرحه ما دمت لم أملك القدرة على تحمل أجابته !
كلماتها الغامضة ..أحرفها السوداوية ..أستفزت اعجابي وسخطي عليها ,
وتساؤلي الدائم ..
-أأنا المقصود بكتاباتك !؟
- ستكون دوما بين السطور مادمت قد أحبتك كاتبة !
منذ أن خذلتها صرت أبحث بين كتاباتها عني ..
أحرق كومة العبارات علني ,أجد تلك القشة التي تعنيني .!