فرانكنشتاين
السلام عليكم
فرانكنشتاين : والمسخ
الكائن المرعب أو إلاه النارالجديد الذي صممه الدكتور فرانكنشتاين :/ رواية الكاتبة الانجليزية /ماري شيلي / تدراستها الاقلام والمنابر السمعية / البصرية على حد سواء / كما شاع خطأ اسم الطبيب على أنه الوحش بينما هو من صنع إلاه النار الجديد
هو أيضا تقاربيا ـ المسخ الكافكاوي بطريقة مختلفة
فاذا كان بطل كافكا قد وجد نفسه وهو ينهض صباحا مسخا / فان الدكتور مع / ماري / يصنع هذا الوحش ولكن لسخرية الصورة يصبح هو نفسه في القراءات وفي التداول العام
لماذا فرانكنشتاين في هذا المقال ؟ وما علاقته بما ساكتب ؟
الحياة باتت على كف متصدعة ، تنقلب ما بين عشية وضحاها ،تاركة ندوبا كثيرة على من كان على الكف
وفي مواطن الحياة المتعددة بتمعدد مواطنها / يوجد هذا المسخ الكافكاوي والفرنكشتايني / بتفاوت قد يتقارب حتى الذوبان
فهناك المسخ فينا ومن ذواتنا يستفيق لحظات ، فنلغي إنساننا ونغدو ذلك المسخ في تجلياته السيئة دون إرادة
وهناك المسخ الفرنكشتايني / والذي نصنعه احيانا بإرادتنا كي نرى من خلاله الصورة من القفا
لانه يستحيل أن نرانا من خلفية الصورة / فنصنع ذلك الوحش / دعامة ؟ هروبا ؟ مطية وصولا؟وعيونا خلفية لترى وتتقصى
لم تعد الحياة مستقيمة ولم تكن يوما مستقيمة / لقد بدأت وجوديتها على بحر دم ومستمرة فيه قتالا إلى حد الساعة
المجال الإبداعي
في الإبداع : يوجد بطلان : البطل الورقي وفيه يتجسد الفرنكشتاني الذكي / يخلق مساحات تعبر عما في الداخل من خلال الحرف / فيتحمل الكائن الورقي نزوات وأحلام الكاتب كبطل حقيقي / يفرض عليه أحيانا ان يحقق تلك النزوات أو يكون مصيره ضربة ختام موجعة : قتله
البطل الحقيقي : وفيه النزعة الكافكاوية هروبا عبر تجسيد الخوف ؟ الحرمان ؟ مسخا يلبسه علانية ويمارس فيه طقوس البلاهة وتصدير القبح كمادة سامة
نحن لم نخرج من إطار المسخ في الصورة
الصورة بوجهها : البطل الحقيقي
وبقفاها : البطل الورقي
عود على بدء
الحرمة هي نقطة الفصل البانية لمسار آخر مختلف ونقي
الحرمة: دفاعا عن الشرف عن الناس وعن الحقوق
لكن هذه الحرمة تودرت في ضيق ما فرض بالقوة
فالناس اليوم سواء في مجال الإبداع أو في أي مجال آخر : يمشون على نهج :: أنا ومن بعدي الطوفان
حين تهان امرأة قدام الناس ولا أحد يدافع عنها وندعي الرجولة والفحولة ؟
حين يسرق أحد قدام الناس ولا أحد يمد يد العون وندعي التعاضد والاخوة؟
حين تشتبك الأيادي وتبدأ النزاعات و الكل يهرب
تحدث الجريمة يعود الجميع
يحوقل ويبسمل ويلعن ويتذمر ساخطا على الجميع وهو كان واحد ا من هذا الجميع
كما يحدث اليوم في السياسة ـ على وجه الخصوص ـ
الكل يسحب :: الزربية :: إلى اتجاهه والكل يضرب من وراء ظهر
و"" تسقط البقرة وتكثر عندها السكاكين ""
ولنسحب هذا على الإبداع ؟ الكتاب ؟ المثقفين ؟ المبدعين ؟ المفكرين ؟
فأين هي الحرمة؟ أين رحلت؟
وكيف لشخص يقول لك شيء
يخبرك شيئا عن شخص ما
ثم في اللحظة الثانية تجده يبجل ذلك الشخص ويمجده ويهلل له
في الوقت الذي أنت تكون قد قطعت الحبل / العلاقة / متكئا على النصيحة
في الإبداع
يحضرني شيء رهيب جدا لشخص ما في مكان ما مع جائزة ما
كتب نصا وتقدمك به إلى المسابقة
علم صاحب المسابقة بأن النص ليس لصاحبه
ولكنه لم يخبره ولم يقل له شيئا بل وعلى العكس جعله يامل في الفوز
وبالفعل فاز الرجل بالمرتبة الاولى
وفي اللحظة التي يعلن فيها عن الفائز / يعلن فيها عن السرقة للفائز/
ومشكلة هذا الرجل أنه نسي لمن يكون النص في زحمة ما يوجد على كراسه من منقولات مختلطة بكتابته
كانت الصدمة قوية للجميع.
هذا هو "" مسنوننا""كما تقول والدتي
والمَسْنون : الشيء الذي تعودناه بالقوة فصار فريضة
يحدث هذا لاننا لم نصاحب أنفسنا ولم نثق فيها إلا لماما / واهتدينا بالاخرين نبراسا
ثقتنا بالنفس هي محطة تزود لا تضاهيها أية محطة أخرى / فهي الخطوة / الركيزة / البداية العمق والصحبة الصدوقة الصادقة
الإبداع / الفكر / الأدب / هو الشيء النقي الذي يحارب البشاعة في العالم الحقيقي ويخرج بالبديل
وتصوروا معي أن يكون هذا المتكأ رهينة في يد هذه البشاعة
وأختم
بتوقيع محمود درويش
"" لا تكثروا من الفضفصة / فإنكم لا تدرون متى يخون المنصتون""
زهراء.
السلام عليكم
فرانكنشتاين : والمسخ
الكائن المرعب أو إلاه النارالجديد الذي صممه الدكتور فرانكنشتاين :/ رواية الكاتبة الانجليزية /ماري شيلي / تدراستها الاقلام والمنابر السمعية / البصرية على حد سواء / كما شاع خطأ اسم الطبيب على أنه الوحش بينما هو من صنع إلاه النار الجديد
هو أيضا تقاربيا ـ المسخ الكافكاوي بطريقة مختلفة
فاذا كان بطل كافكا قد وجد نفسه وهو ينهض صباحا مسخا / فان الدكتور مع / ماري / يصنع هذا الوحش ولكن لسخرية الصورة يصبح هو نفسه في القراءات وفي التداول العام
لماذا فرانكنشتاين في هذا المقال ؟ وما علاقته بما ساكتب ؟
الحياة باتت على كف متصدعة ، تنقلب ما بين عشية وضحاها ،تاركة ندوبا كثيرة على من كان على الكف
وفي مواطن الحياة المتعددة بتمعدد مواطنها / يوجد هذا المسخ الكافكاوي والفرنكشتايني / بتفاوت قد يتقارب حتى الذوبان
فهناك المسخ فينا ومن ذواتنا يستفيق لحظات ، فنلغي إنساننا ونغدو ذلك المسخ في تجلياته السيئة دون إرادة
وهناك المسخ الفرنكشتايني / والذي نصنعه احيانا بإرادتنا كي نرى من خلاله الصورة من القفا
لانه يستحيل أن نرانا من خلفية الصورة / فنصنع ذلك الوحش / دعامة ؟ هروبا ؟ مطية وصولا؟وعيونا خلفية لترى وتتقصى
لم تعد الحياة مستقيمة ولم تكن يوما مستقيمة / لقد بدأت وجوديتها على بحر دم ومستمرة فيه قتالا إلى حد الساعة
المجال الإبداعي
في الإبداع : يوجد بطلان : البطل الورقي وفيه يتجسد الفرنكشتاني الذكي / يخلق مساحات تعبر عما في الداخل من خلال الحرف / فيتحمل الكائن الورقي نزوات وأحلام الكاتب كبطل حقيقي / يفرض عليه أحيانا ان يحقق تلك النزوات أو يكون مصيره ضربة ختام موجعة : قتله
البطل الحقيقي : وفيه النزعة الكافكاوية هروبا عبر تجسيد الخوف ؟ الحرمان ؟ مسخا يلبسه علانية ويمارس فيه طقوس البلاهة وتصدير القبح كمادة سامة
نحن لم نخرج من إطار المسخ في الصورة
الصورة بوجهها : البطل الحقيقي
وبقفاها : البطل الورقي
عود على بدء
الحرمة هي نقطة الفصل البانية لمسار آخر مختلف ونقي
الحرمة: دفاعا عن الشرف عن الناس وعن الحقوق
لكن هذه الحرمة تودرت في ضيق ما فرض بالقوة
فالناس اليوم سواء في مجال الإبداع أو في أي مجال آخر : يمشون على نهج :: أنا ومن بعدي الطوفان
حين تهان امرأة قدام الناس ولا أحد يدافع عنها وندعي الرجولة والفحولة ؟
حين يسرق أحد قدام الناس ولا أحد يمد يد العون وندعي التعاضد والاخوة؟
حين تشتبك الأيادي وتبدأ النزاعات و الكل يهرب
تحدث الجريمة يعود الجميع
يحوقل ويبسمل ويلعن ويتذمر ساخطا على الجميع وهو كان واحد ا من هذا الجميع
كما يحدث اليوم في السياسة ـ على وجه الخصوص ـ
الكل يسحب :: الزربية :: إلى اتجاهه والكل يضرب من وراء ظهر
و"" تسقط البقرة وتكثر عندها السكاكين ""
ولنسحب هذا على الإبداع ؟ الكتاب ؟ المثقفين ؟ المبدعين ؟ المفكرين ؟
فأين هي الحرمة؟ أين رحلت؟
وكيف لشخص يقول لك شيء
يخبرك شيئا عن شخص ما
ثم في اللحظة الثانية تجده يبجل ذلك الشخص ويمجده ويهلل له
في الوقت الذي أنت تكون قد قطعت الحبل / العلاقة / متكئا على النصيحة
في الإبداع
يحضرني شيء رهيب جدا لشخص ما في مكان ما مع جائزة ما
كتب نصا وتقدمك به إلى المسابقة
علم صاحب المسابقة بأن النص ليس لصاحبه
ولكنه لم يخبره ولم يقل له شيئا بل وعلى العكس جعله يامل في الفوز
وبالفعل فاز الرجل بالمرتبة الاولى
وفي اللحظة التي يعلن فيها عن الفائز / يعلن فيها عن السرقة للفائز/
ومشكلة هذا الرجل أنه نسي لمن يكون النص في زحمة ما يوجد على كراسه من منقولات مختلطة بكتابته
كانت الصدمة قوية للجميع.
هذا هو "" مسنوننا""كما تقول والدتي
والمَسْنون : الشيء الذي تعودناه بالقوة فصار فريضة
يحدث هذا لاننا لم نصاحب أنفسنا ولم نثق فيها إلا لماما / واهتدينا بالاخرين نبراسا
ثقتنا بالنفس هي محطة تزود لا تضاهيها أية محطة أخرى / فهي الخطوة / الركيزة / البداية العمق والصحبة الصدوقة الصادقة
الإبداع / الفكر / الأدب / هو الشيء النقي الذي يحارب البشاعة في العالم الحقيقي ويخرج بالبديل
وتصوروا معي أن يكون هذا المتكأ رهينة في يد هذه البشاعة
وأختم
بتوقيع محمود درويش
"" لا تكثروا من الفضفصة / فإنكم لا تدرون متى يخون المنصتون""
زهراء.