***** فلتعفّيني الرّياحْ *****

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فؤاد محمود
    أديب وكاتب
    • 10-12-2011
    • 517

    ***** فلتعفّيني الرّياحْ *****


    "الى الذي سألني عن وجهي المُترع
    بالشّعر و الغموض "

    على سطحٍ مِن طين الضّجرِ ..
    تئُنُّ صٓبابتي
    في كٓفينٍ مِن الحجرِ ..
    أنادي و أنا في ظلامِ الغيابِ
    سادنٓ الأمْواهِ
    في حديث بلا خبرِ ..
    طالت غُربةُ الأيّامِ
    شحّ لحنُ الرّبابةِ .
    والفكر قد ألفناها بلا فِكرِ ..
    يجثُم بالقلب حزنٌ يغري ،
    يُغري بالبكاءِ ..
    أبدا تجْتبينا وِديانُ الرّمادِ ..
    فلتعفّيني كما تشاء حماقاتُ الرّياحِ ..
    أنا لا أُنكر مأساتي ،
    و لا أبْني من الطّين قِلاعي
    بديلا عن الحٓجرِ ..
    لا أُنكر أنّني..
    أظلّ رافِعا في الرّيح صوتّا تهدّجٓ
    و تخدّشِ
    بالضُّفْر و النّابِ ..
    أرقص رِقصةٓ الجُنّازِ ..
    حين أتناثر في صهيل الرّيحِ ،
    كأوراق الشّجرِ ..
    خديرُها الجراحُ .
    و نحن في عزّ الظهيرةِ
    كأنّنا نصْف عوْرة الشّمسِ .. حارقةٌ
    و صوتنا بين النّداءِ و الصِّياحِ ..
    كنت أمتصُّ حليبٓ الرّمقِ ..
    أتطعّمه في مذاق تهْويمِ المساءِ ..
    وجهي مغدورٌ بالنحيب و بالبكاءِ .
    يظلّ حلمي بالصّباح الكٓمينِ
    مثلٓ غيمةٍ ،
    مثلٓ سراب يفرُّ من ثنايا الأصابعْ ..
    كنتُ ساهمّا و حزينٓا ،
    رضيت بغرْغرة الجٓلاجلِ ،
    وإزْميليٓ المٓسكوب من صُلب المراره .
    من مٓنجم الحقد المُصفّى ،
    وقلبيٓ ملغمٌ بحب سادنِ الأرواحِ ..
    بي عطشٌ ،
    كعطش القبس للنّارِ ..
    أحالتْ أضْلعي النّازفةٓ ،
    حٓذْوةً ..
    و وجْها لي كالدّخانِ ..
    أغالب في خلل الرّيح و الأمطارِ وجعي ،
    و أنْ أكون واضحًا كالنّهارِ ..
    يحرّ في الجسد نصلي و ارتعاشٌ ،
    يصبغ ريشٓه في دمي
    مثقلا بالوحٓل و الذّكرياتِ ..
    أمسح عن جبيني جوْسق الهذرِ المسكونِ
    بالايماءِ ..
    و هذا القلبُ طعنُه الآلاء ُ ..
    تطبع على فمي نجمةً ،
    تعيدني إلى سالف الأحزانِ ..
    فدعيني أفتش عن بقايا فيّ
    لم تلِكْها النّارُ ،
    عن ضمّة سلمتْ
    إلاّ مِن الأحضانِ ..
    عسى أن أصِلٓ ليْلي بليلٍ طويلٍ
    تفجّرٓ ،
    تفجّر كالبُركانِ ...

    2/7/2021
يعمل...
X