"الى الذي سألني عن وجهي المُترع
بالشّعر و الغموض "
على سطحٍ مِن طين الضّجرِ ..
تئُنُّ صٓبابتي
في كٓفينٍ مِن الحجرِ ..
أنادي و أنا في ظلامِ الغيابِ
سادنٓ الأمْواهِ
في حديث بلا خبرِ ..
طالت غُربةُ الأيّامِ
شحّ لحنُ الرّبابةِ .
والفكر قد ألفناها بلا فِكرِ ..
يجثُم بالقلب حزنٌ يغري ،
يُغري بالبكاءِ ..
أبدا تجْتبينا وِديانُ الرّمادِ ..
فلتعفّيني كما تشاء حماقاتُ الرّياحِ ..
أنا لا أُنكر مأساتي ،
و لا أبْني من الطّين قِلاعي
بديلا عن الحٓجرِ ..
لا أُنكر أنّني..
أظلّ رافِعا في الرّيح صوتّا تهدّجٓ
و تخدّشِ
بالضُّفْر و النّابِ ..
أرقص رِقصةٓ الجُنّازِ ..
حين أتناثر في صهيل الرّيحِ ،
كأوراق الشّجرِ ..
خديرُها الجراحُ .
و نحن في عزّ الظهيرةِ
كأنّنا نصْف عوْرة الشّمسِ .. حارقةٌ
و صوتنا بين النّداءِ و الصِّياحِ ..
كنت أمتصُّ حليبٓ الرّمقِ ..
أتطعّمه في مذاق تهْويمِ المساءِ ..
وجهي مغدورٌ بالنحيب و بالبكاءِ .
يظلّ حلمي بالصّباح الكٓمينِ
مثلٓ غيمةٍ ،
مثلٓ سراب يفرُّ من ثنايا الأصابعْ ..
كنتُ ساهمّا و حزينٓا ،
رضيت بغرْغرة الجٓلاجلِ ،
وإزْميليٓ المٓسكوب من صُلب المراره .
من مٓنجم الحقد المُصفّى ،
وقلبيٓ ملغمٌ بحب سادنِ الأرواحِ ..
بي عطشٌ ،
كعطش القبس للنّارِ ..
أحالتْ أضْلعي النّازفةٓ ،
حٓذْوةً ..
و وجْها لي كالدّخانِ ..
أغالب في خلل الرّيح و الأمطارِ وجعي ،
و أنْ أكون واضحًا كالنّهارِ ..
يحرّ في الجسد نصلي و ارتعاشٌ ،
يصبغ ريشٓه في دمي
مثقلا بالوحٓل و الذّكرياتِ ..
أمسح عن جبيني جوْسق الهذرِ المسكونِ
بالايماءِ ..
و هذا القلبُ طعنُه الآلاء ُ ..
تطبع على فمي نجمةً ،
تعيدني إلى سالف الأحزانِ ..
فدعيني أفتش عن بقايا فيّ
لم تلِكْها النّارُ ،
عن ضمّة سلمتْ
إلاّ مِن الأحضانِ ..
عسى أن أصِلٓ ليْلي بليلٍ طويلٍ
تفجّرٓ ،
تفجّر كالبُركانِ ...
2/7/2021