كيف نقول عنه ابن مداوروش؟
.......................................
رشيد مصباح (فوزي)
***
مداوروش في:
الأحد 4 يوليو 2021
الموافق لـ
٢٤ ذو القعدة ١٤٤٢ هـ
.......................................
الذي لم يشاهد مسرحية السّلطان؛ مع (عمار) "فراكاس" بزيّه العثماني قفطان الحرير و الطربوش الأحمر، ومعه (الهادف فارح) ولد الحاج (زيدان) المكنّى بـ "كوميدي نخّال"؛ المسرحيّة التي كانت تقام في الهواء الطلق على بعد أمتار من "الشاطو دو"، خزّان المياه الذي لايزال صارية في وجه ريّاح العواصف والأعاصير. والذي لم يعاصر أيّام (مادور) الثقافية؛ وقد تكون أوّل توأمة في تاريخ السيّاحة الثّقافية في بلد مثل الجزائر، بين قرية صغيرة بعمرانها، كبيرة بتراثها، توجد في أقصى الحدود الجزائرية مع تونس تسمّى (مداوروش). وأخرى أجنبية، وحجّاج معتمرين جاؤوا من أقاصي الشمال، من إيطاليا وأوروبا... ومن كل فجٍّ عميق.
والذي لم يصلِّ وراء الشيخ (بلْحباسي)، ولم يمحُ الّلّوحة ولم يقرأ في الجامع، ولم يحفظ القرآن عند سي (محمد) وسي (عيّاد) وسي(حمد قجّوح).
والذي لم يقرأ لـ(اللطّاهر وطّار) ولم يسمع عن "اللاّز" و"كوري بوحو" ".
والذي لم يمضِ الأوقات في سوق الخضر والمواشي، ولم يسهر ليلة واحدة في الرّحبة مع "كوزا" و"عواج".
والذي لم يأكل الحمّص والفول في زنقة الحمامصة، عند "بوسكاية" و"البوهالي"، والشواء و"المرقاز" عند "فراجي".
والذي لم يلعب "الدومينو" و"الكارطة" في "قهوة سعّادة"، وعند رأسه واحد مثل (حميد)" لاتات" يعسّه كي لا يهرب.
والذي يمرّ أمام مقهى (أولاد سباع)، ولم ينصت ولم يلتفت ولم ينتبه لأم كلثوم وهي تغنّي ألف ليلة وليلة.
والذي لم ينصر "الماك"؛ الفريق المحلّي لكرة القدم، ولو بحفنة من الحصى و الحجر، لإلحاق الضّرر بالفريق الزّائر.
والذي لم يسرق قطار الحديد الخام و الفوسفاط ويبيت في الخلاء ولو مرّة في حياته.
والذي لم يغامر بالسّباحة في "الغلتة الزرقاء" وحمّام الشب"، ولم يشرب من "عين قوبع"، ولم يذهب إلى "الخزنة" و "عين وريدة".
والذي لم يلعب "البازغة" و"النّوفي" جنب "الصطاد"، الملعب القديم و الوحيد.
والذي لم يطارده "باشاغا" و"لاغار" و"إبراهيم"، ولم يتعرّض للضرب المبرح بالكرافاش من "الشامبيط".
والذي لم يذهب إلى سينما عمّي "البرشني" و"أرباعث" (بن مالك) ليشاهد فيلم "منغالا" و"دارا سانك".
والذي لم يحلق رأسه أو ذقنه عند (حيدر) و(بلّوط) و(عبدالله) "الحفّاف".
والذي لم يحتسِ "البيرة" و"الرّوج" عند "لغري" و "عوينة" ولد "بيغاطي"و(عمار) " الفرطاس"، ولم يبرم "غاروا كيف" أو "طرف زطلة" في حياته.
والذي لم يتعرّض للاعتداء والسّرقة من طرف "الشلوح" أو"عينة".
والذي لم يضع بصمته ويترك أثرا جميلا قبل الرّحيل ... كيف نقول عنه ابن مداوروش؟
.......................................
رشيد مصباح (فوزي)
***
مداوروش في:
الأحد 4 يوليو 2021
الموافق لـ
٢٤ ذو القعدة ١٤٤٢ هـ
.......................................
الذي لم يشاهد مسرحية السّلطان؛ مع (عمار) "فراكاس" بزيّه العثماني قفطان الحرير و الطربوش الأحمر، ومعه (الهادف فارح) ولد الحاج (زيدان) المكنّى بـ "كوميدي نخّال"؛ المسرحيّة التي كانت تقام في الهواء الطلق على بعد أمتار من "الشاطو دو"، خزّان المياه الذي لايزال صارية في وجه ريّاح العواصف والأعاصير. والذي لم يعاصر أيّام (مادور) الثقافية؛ وقد تكون أوّل توأمة في تاريخ السيّاحة الثّقافية في بلد مثل الجزائر، بين قرية صغيرة بعمرانها، كبيرة بتراثها، توجد في أقصى الحدود الجزائرية مع تونس تسمّى (مداوروش). وأخرى أجنبية، وحجّاج معتمرين جاؤوا من أقاصي الشمال، من إيطاليا وأوروبا... ومن كل فجٍّ عميق.
والذي لم يصلِّ وراء الشيخ (بلْحباسي)، ولم يمحُ الّلّوحة ولم يقرأ في الجامع، ولم يحفظ القرآن عند سي (محمد) وسي (عيّاد) وسي(حمد قجّوح).
والذي لم يقرأ لـ(اللطّاهر وطّار) ولم يسمع عن "اللاّز" و"كوري بوحو" ".
والذي لم يمضِ الأوقات في سوق الخضر والمواشي، ولم يسهر ليلة واحدة في الرّحبة مع "كوزا" و"عواج".
والذي لم يأكل الحمّص والفول في زنقة الحمامصة، عند "بوسكاية" و"البوهالي"، والشواء و"المرقاز" عند "فراجي".
والذي لم يلعب "الدومينو" و"الكارطة" في "قهوة سعّادة"، وعند رأسه واحد مثل (حميد)" لاتات" يعسّه كي لا يهرب.
والذي يمرّ أمام مقهى (أولاد سباع)، ولم ينصت ولم يلتفت ولم ينتبه لأم كلثوم وهي تغنّي ألف ليلة وليلة.
والذي لم ينصر "الماك"؛ الفريق المحلّي لكرة القدم، ولو بحفنة من الحصى و الحجر، لإلحاق الضّرر بالفريق الزّائر.
والذي لم يسرق قطار الحديد الخام و الفوسفاط ويبيت في الخلاء ولو مرّة في حياته.
والذي لم يغامر بالسّباحة في "الغلتة الزرقاء" وحمّام الشب"، ولم يشرب من "عين قوبع"، ولم يذهب إلى "الخزنة" و "عين وريدة".
والذي لم يلعب "البازغة" و"النّوفي" جنب "الصطاد"، الملعب القديم و الوحيد.
والذي لم يطارده "باشاغا" و"لاغار" و"إبراهيم"، ولم يتعرّض للضرب المبرح بالكرافاش من "الشامبيط".
والذي لم يذهب إلى سينما عمّي "البرشني" و"أرباعث" (بن مالك) ليشاهد فيلم "منغالا" و"دارا سانك".
والذي لم يحلق رأسه أو ذقنه عند (حيدر) و(بلّوط) و(عبدالله) "الحفّاف".
والذي لم يحتسِ "البيرة" و"الرّوج" عند "لغري" و "عوينة" ولد "بيغاطي"و(عمار) " الفرطاس"، ولم يبرم "غاروا كيف" أو "طرف زطلة" في حياته.
والذي لم يتعرّض للاعتداء والسّرقة من طرف "الشلوح" أو"عينة".
والذي لم يضع بصمته ويترك أثرا جميلا قبل الرّحيل ... كيف نقول عنه ابن مداوروش؟