وأراك
..
وأراك
جالسا على الكرسي القديم
المنسي في الطريق،
تلك التي مشيناها معا
ذات مرة.
وأراك
في اليقظة والمنام
كأني وأنت معا
نتبادل حديثا متلهفا
تنبعث منه شرارات صغيرة
تتجمع معا
تكون شمسا كبيرة
تضمنا إليها
دون مقاومة
ولا نحاول الهروب للمرة الأخيرة
من الاشتعال الشهي
يصهرنا معا
يطلقنا في الفضاء
نحلق فيه بلا نهاية.
وأراك
في ابتسامة طفلنا الوحيد
احلمنا به
أعطيناه أسمه السري
علمناه كلمة المرور الجريئة
للدخول
إلى حياتنا المتأهبة لولوج
الليلة المغلقة..
قبل انقشاع النهار الطويل.
وأراك
في كل حرف
يرقص بين سطور قصتنا الأثيرة
نكتبها بعيدا عن عسس الحاكم المخبول
يتصيد أحلامنا الفتية
تنهمر مطرا
يسقي الأرض المتشققة
شوقا لقبلة الحياة .
وأراك
في تفاصيل الوجوه العديدة
تحاصرني
تستخلص ملامحك الفريدة
المختبئة بين زهور الأشتال الوليدة
تبشر بالربيع الجديد
نعيش فيه أخيرا
بسلام.
وأراك
لا أحتاج لدليل حب أقدمه إليه
ولا أضحية انحرها لله شكرا
قد عرفت طريقي المتوج
بعلامات النحو
تشكل حروفك المهوسة
تشتاق لحضوري الأخير
بين شفتيك
تتلذان بطعم دمي الخرافي
ينبع من عينيك
تبكيان لحظات الفراق
والدموع تسيل نهرا..
يغرق الذكريات القاحلة،
يحمل زورقي الصغير،
يرسوا في ميناء قلبك المتوهج بالغضب
لا يرضيه اعتذاري
ويرضيه ان ارفع رايتي البيضاء
فوق شاطئك الأمين..
حين أحط رحالي
اكتب اسمينا في
العاشقين
**