اقرأي كتابي
بهائي راغب شراب..
عندما تسافرين
وتأخذك المسافات بعيداً
تفصل بيننا محطاتٌ كثيرة .
وتجدين نفسك في بلاد الغربة
امرأة وحيدة
غريبة ..
تسيرين بمفردك في شوارع المدينة
بينما الباقون يسيرون أزواجاً أزواجاً
والطيور تطير أزواجاً أزواجاً
وعندما تراقبين الأطفال وهم يلعبون ويقهقهون ..
وينتابك الإحساس المهين أنك معزولة عن العالم
لا يربطك به شيء مما تَعَوَدْتِه ..
في بيتنا ، في شارعنا ، في مدينتنا ،
في بلدنا الذي عشقناه..
كبرنا فيه معاً ،
تعلمنا فيه الحب
وعشنا حياتنا لأول مرة معاً ..
حيث صدورنا تصهل بالزفير وبالشهيق .
وعندما تجدين نفسك تقبعين خائفة في غرفتك المظلمة المغلقة
في النُزلِ الذي يجرد زبائنه من أحاسيسهم الحميمية
يحاولون ارتدائها رغم أنها ليست أحاسيسهم الحقيقية .
وعندما تشعرين بالزمهرير في ذروة القيظ ..
يكاد يقطع أوصالك .
..
عندما تشعرين بكل ذلك جميعا وبأشياء أخرى كثيرة
اعلمي أنني أراودك في تلك اللحظة أن تعودي ..
إلى عُشِّنا الذي بنيناه سويا ،
فرشناه بالفرح ، بالحب ، بالدفء ..
بيتنا الآمن ..
المنقذ الوحيد في لحظات الخطر الآثمة .
تماماً مثل هذه اللحظة الغريبة التي تجتاحك الآن ..
أشعر بالأسى مثلك
أعيش الغربة في وطني..
أنت لست هنا
بعيدة جداً تمخرين عباب كوابيس هذه اللحظة
تجدفين بكل قوتك
تعودين إلى قلبي المنكسر ..
ترممين انهياراته الدامية.
عندما تتخيلين الموت يحاصرك
يكاد يخطفك من بين يدي ..
افتحي كتابي الذي تحملين
اقرئيه ..
أَسْمِعِيني كلماته السحرية
اثبتي مكانك ..
ولا تجزعي ..
عندما أقفز من بين السطور إليك
أستدعيك
أستعجلك العودة قبل فوات الأوان
إلى موعدنا تحت القمر
نصدح كبلبلين للصباح
نخلتين باسقتين
منارة وسط لُجَّةِ البحر العظيم
يتجه البحارة إلينا ..
ينقذون أنفسهم من الغرق .
لنقتل الغربة يا حبيبتي
ما زلنا حديقة ورد
نفوح بالعطر
ويجللنا الربيع .
*
الآن وليس غدا
وقبل أن تفجعنا زوبعة الهاربين .
هاك كتابي
في صدرك
اقرئيه …
اقرئيه
*
11/9/2000