بسم الله الرحمن الرحيم
نجمة البحر
في غفوة رأى النجمة تهوي ، فقام مهرولا نحوها ، حاول تلقفها لكنها سبقته إلى الماء ... هاهي تطفو هل تكون هي ؟ أم أنها صورة معكوسة لأختها في السماء ... رفع فرع شجرة وأخذ يقترب منها وأمله أن تعلق بطرفه ويخرجها ويضمها بين يديه إلى صدره ويحنو عليها ... ثم يطلقها لترحل إلى عالمها العلوي الذي اعتادت أن تومض منه برسائل غير مقروءة ... آه كم آنسني في ظلمتي خفقانها ، يضارع نبض عروقي ... ولسان حالها يقول : هكذا الطريق ، سهل وحزن ، هكذا الدهر مليء بالفتن ، فيه : نور وظلام ، نوره يعشي خفافيش الظلمة ... نجمتي ... كلما لامستها بالعود تزحلقت فسبحت بعيدا عن الساحل ... ثم تقترب رويدا رويدا تلاطفني بلمعانها ، تلاعبني : تعلو وتنزل على قباب الأمواج ... سمكتان مندهشتان تلاحقانها بنظرات مستغربة قالت الأولى : هذا جسم غريب ، جسم مضيء ، قالت الثانية : إنها سمكة من دول الجوار قذفت بها الأمواج ... مسكينة هي تجد أمها قلقة على إثر غيابها ... قالت الأولى : إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ...! هاهي تقترب من العود ... أو العود يقترب منها ... منيت النفس : هذه المرة سأصطادها أحررها من قبضة الموج العاتي ... سآخذها بكلتا يدي وأرفعها في الهواء عاليا وأطلق إسارها ، فترفرف كالحمامة البيضاء تعانق حريتها في الفضاء ... في الأعلى ... في الأعلى ... حيث سرمدية الحياة