دكان عم سعيد !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابراهيم محمود
    • 11-11-2008
    • 6

    دكان عم سعيد !!

    عم سعيد هذا هو شخصية حقيقية وليست من نسج خيالي , فعم سعيد هذا رجل رأيته في طفولتي من أعلام الحي الذي ولدت وعشت فيه سنوات عمري الأولي , وهو رجل عصبي الي أقصي درجات العصبية , يتمتع بلسان زالف فالت كم من مرات عديدة أوقعه في مشاكل لاحصر لها مع كل الناس , فهو مغرم باختلاق المشاكل مع الرائح والغادي , ويستمتع أيما متعة بتوجيه السباب والشتائم لكل الناس من منهم يحتك به بطريقة مباشرة وهم قلة نظرا لرغبة الناس في البعد عنه وعن زفارة لسانه , ومن منهم لا يحتك به من قريب أو بعيد , هو رجل لاتستطيع ان تحبه وأيضا ترفض أن تكرهه , ولكنك ان رأيته في أحد المواقف لاتملك الا أن تقف لتشاهد أفعاله ولكن حذار أن تخرج منك دونما قصد ضحكة عالية الصوت فعندها لاأضمن لك أن تنجو بفعلتك من عقاب عم سعيد , وكان عم سعيد ميسور الحال , فهو يمتلك عذة منازل في الحي يستطيع العيش في بحبوحة من دخل ايجاراتها وايجارات المحلات بها , الا أنه مع ذلك كان يحتفظ لنفسه بدكان صغير لا يؤجره لأي من كان وبأي مبلغ كان , لماذا ؟ لأنه كان دوما يفتح هذا الدكان ويجلس فيه ليجر شكل الجيران والمارة من الناس , وكم من مرة غير نشاط هذا المحل , فمن مطعم الي صالون حلاقة الي ترزي الي مقهي , الي تجارة مانيفاتورة الي غيره وغيره الكثير من الأنشطة التجارية , ويكفي أن يسمع عم سعيد أن هذا النشاط أو ذاك يدر ربحا علي صاحبه حتي تراه في خلال أيام قليلة قد غير نشاط دكانه الي النشاط سمع بفائدته حتي وان كان بعيدا عن مجال تخصصه الغير موجود أصلا , وأذكر وأنا كنت في أجازة في مدينتي وكان عم سعيد وقتها قد حول دكانه الي مقهي , وكنت معتادا علي اللقاء بأصدقائي علي مقهي مجاور لدكان عم سعيد ولكنه ماأن رأني أتوجه الي المقهي الأخر حتي دعاني للجلوس علي مقهاه , ففعلت من قبيل الاحراج , وجاء أصدقائي مستغربين ولكن واحد منهم لم يبد أي اعتراض خوفا من لسان عم سعيد فجلسنا جميعا علي قهوة عم سعيد , وبعد قليل جاء شاب للجلوس علي المقهي وكان يعمل سائقا وجلس ووضع ساقا علي ساق وبكل أدب طلب من عم سعيد كوب شاي وشيشة , وكان عم سعيد هو من يقوم بالتخديم علي الزبائن , فلم يرد عليه , فكرر الشاب طلبه فتوجه اليه عم سعيد وقد رسم ابتسامة عريضة علي وجهه ثم .... أطاح بيده في الهواء وهوي علي وجه الشاب بصفعة دوت في أرجاء المكان , وألجمت المفاجأة ألسنة الجميع بما فيهم الشاب وعاجلع عم سعيد بجملة كلما تذكرتها وقعت من الضحك , اذ قال له : " انت فاكرها قهوة يا روح أمك؟ ..... ده منتدي ثقافي ياحبيبي ... وعندما زال تأثير المفاجأة قام الشاب ليمسك بتلابيب الرجل وانهال عليه بالضرب ولم ينقذ عم سعيد من بين يدي الرجل سوي تدخلي أنا واصدقائي .
    راح عم سعيد يغير نشاطات دكانه مرات ومرات وكنت عندما أعود الي الحي القديم أسأل عنه فأعرف أنه مازال يمارس هوايته في تغيير أنشطته التجارية والأهم أنه يمارس هوايته القديمة في افتعال المشاجرات مع كل الناس علي الرغم من تقدمه في العمر , وعلي الرغم من تبوأ أبنائه مناصب مرموقة الا أنه لايضع اعتبارا لذلك وفي كل مرة يتشاجر ويخرج من مشاجراته مضروبا أو مهانا ويستمر الحال هكذا ...
    حقيقه لا اعلم لماذا تذكرت هذذه القصــه الان بعدما شعرت بالمراراه التى تضاعفت ملايين المرات داخل حلقى المسكن عند قرأتى لخبر فى الصحف المصريه تقول ان الحكومه العراقيه تريد ان تحاكم صديقى لانه ضرب عم سعيد بالجزمه !!!!!! ( والحدق يفهم ) !!
يعمل...
X