تتساقط صفحات ايامي وتتطاير اوراقها كاوراق اشجار الخريف لتترقرق قطرات من الدمع وتنساب حرى متتابعة على خدي فاغمض عيني قليلا لعلهما يبردان ظمـأ قلبي وصدى روحي باستعادة بعض ذكريات الايام الجميلةهناك عندما كنت في الشام وكانت تحتضنني قبل اكثر من ربع قرن من الزمان اعود اليها مستذكرا ذاك الفتى الذي لا يهدأ بحركته وهمته لاتذكر نظراته وابصر تطلعاته كان كتلة متحركة وشعلة متوقدة لافتح عيني فاذا انا لست هناك لاعود واغمضها من جديد محاولا استرجاع ذاكرة الايام لأرىذاك الفتى هناك حيث يعرفه اهل الحي كلهم يحتهم ويحبونه ويحترمهم ويقدرونه كان يافعا يانعا كغصن وقف عليه بلبل غريد رائعا بامنياته كالربيع صافيا كصفاء صفحة الماء على بركة عذبة اول النهار يعيش الحب ويحيا الإخاء قلبه ينساب بين محبيه وقلوبهم تسكب ارواحها فيه تخير الصحاب من الخيرة والصفوة كانوا كاصابع الكف في الراح ارواحهم متعانقه قلوبهم متلاصقة عيونهم تتبع النور وحديثهم يمتح السرور فشردت منتبها ليضيع مني الحلم وابصر واقعا مخالفا لما كنت غارقا فيه لاحاول مرة اخرى استعادة ما كان من ذكريات جميلة هناك في رمضان بنهاره ولياليه وكيف كانت مائدته ذات الطابع المميز وصاحبة الطول والعرض والكل حولها كانهم كواكب تتحلق حول مائدة الافطار الشهية مبتهجين مهللين بسماع دوي مدفع الافطار وما اوقع ما يحدثه في النفوس ما اروعك يا رمضان وما اعظمها لحظات الإفطار فالكل في استنفار كل يتمتم قبل تناول افطاره كانت والله اياما وليالي درية عبرت كالخبال ومرت مسرعة يا لروعتها وشفافيتها واشراقاتها كانت هناك في مسجد بني امية الكبير درة الشام وجوهرة دمشق وعروس الطهر وقلب الحق وروح المجد الاثيل لاتذكر واتذكر واذا بقارع بالباب قطع علي ذكراي الجميلة واذا بي في غربتي بعيد عن الاوطان اتجرع الاااااااااه لتتعالى وتتعالى ليعود صداها بالم الي واذا بقطرات تتدافع من جديد شوقا وحبا ووجدا وقربا لتنطق روحي وتصرخ جوارحي كلها قائلة احبك يا بلادي احبك يا شام احبك يا قاسيوووون تذكرت هنا ما قلته فيه وابوحه لكم في الختاااااااااام
من قسيون المجد ملتحفا.......بغوطة الشام والعشاق اقلام
تطوف فيها على امواج قافية....جمالها البكر ابداع والهام
وسفرها خطه بالنور كوكبة....لطالما سرج الاحرار إقدام
يموت جيل ويبقى العز يحضنها...روح الكرامة فيها انها الشام