شروط الأدب القصصى
[align=justify]1- صنع التضرع لله رب العالمين وتمجيده من بطل القصة نفسه ، ومنا نحن القراء0 [/align]
ويتحقق عند التعقيد الكامل فى القصة التى تكتب ، ولا يجد البطل من حل سوى اللجوء إلى الله ويتضرع ، ممن ولماذا وكيف ؟
من خلال الحدث المؤلم الذى يقع للبطل ؛ لأن الألم هو الخالق للشفقة الحاضة على الرفق والرقة ، والمخلصة من القسوة والجبروت 0 وهى الخالقة لرقة فى القلب والعذوبة فى المشاعر وتعبئة الروح بالرحمة والرأفة، واستنهاض الأحاسيس لتفعل ما يتوجب عليها فعله، من أن تشارك المتألم ألمه بأن تحمله عنه أو تشاركه فيه ولا تتركه يعانى ويتألم وهو لا يستحق الآلام ولا المعاناة ، بل يتوجب علينا مساعدته ، بأن تشاطره مصابه بالعواطف الصادقة المستجيشة والمستنهضة من الرأفة والرحمة جراء تلك الرقة التى تخلقها الشفقة ، بأن يحمل عنه ما هو فيه ليخفف عنه ما يلاقيه ، ولا يكون من سلاح فعال لتلك الرقة اللينة إلا بالتضرع والتذلل لله رب العالمين حتى ينقذ ويساعد البطل الذى استلب شفقتنا ومؤازرتنا وقد استجابت له عواطفنا ، ولكن ثمة مسافة طويلة تفصل بيننا وبينه وليس بوسعنا مساعدته إلا بالتضرع لله الذى حتما يستجيب لنا لأنه أرحم منا بعبده الذى يتألم وهو لا يستحق الألم ، لأن ما ارتكبه من غلطة لم تكن مقصودة ثمرة الشفقة الرفق والرأفة 0
الشفقة هى الرفق والرأفة على إنسان خير فاضل مثلنا تتهدد حياته الأخطار ، وتتهدد سعادته الأحزان والكروب والمصائب ، ويواجه ويصارع قوى أكبر منه لها من الغلبة والحظوة والقوة الكثير ، مما لا قبل للبطل على مواجهتها والتفوق عليها ودحرها الشفقة تخرج الظلم والقسوة والجبروت وتخلصها من قلوبنا نحن القراء لتجعلها سليمة معافاة من الأمراض ، وتهذب وتدرب الضمير على ما يريحه ، وهما نوعان من العلاج والتطهير من الأدران النفسية مثل الحقد والغل وغيره0
عادة تتولد الشفقة من الزلة غير المقصودة التى يرتكبها البطل المصدق بآيات الله والشاهدة على صدق نبيه مؤمن برحمة ربه ، فتناله الآلام والمعاناة التى يعانيها حتى يرفع عن كاهله آثار تلك الغلطة التى تكبده الكثير من الجهد والعناء 0
إن الزلة غير المقصودة هى المتسببة فى المعاناة والآلام ، وهى المعقدة لانطلاق فعل البطل نحو مسعاه ، وهنا أمر حتمي الوجوب أن يتضرع – البطل من زل - إلى الله ويندم ويطلب منه الغفران ؛ لأن ما يتبع الزلة هى العقدة ، والعقدة لا يحلها إلا الله لمن تضرع وأفرط فى التذلل له0 وهى تقودنا إلى سؤال مهم ، من المؤكد أن الجميع يسأله وربما يكون مأخذا علينا ، هل الله قاسم مشترك فى أى قصة وهو المحرك الفعلي لها ؟؟!! وكل شيء فيها يجرى بإرادته ؟!! أقول نعم 0 لن نقول قوى غيبية فقد عرفنا ما القوى الغيبية , إنه الله تبارك وتعالى وآمنا به وبرسله نخص منهم على سبيل التذكير موسى وعيسى ومحمد - صلى الله عليه وسلم- وجاء فعل الله نافذا وقاسما مشتركا ومحركا لجميع الأحداث 0
إذن الزلة الخالقة للمعاناة والناشئة للعقدة والدافعة للتضرع لله هما من ضمن ما يحققان عظم القصة المأسملهاة والملهاة وحتى المأساة ؛ لأن التضرع لله نوع من العبادة واعتراف منا بوحدانيته وقدرته حتى ولو كنا نقرأ عملا خياليا لا حقيقيا ، وما يتبقى منه من حقيقة – يود صانع القصة أن تكون واقعة محققة - من الحتمى أن تكون ذكر الله منا نحن القراء بغية المبدع للقصة - ونسبحه ونستغفره ونلجأ إليه ، كما تجبر أنت بطلك إلى الله هذا شرط لا رفاهية من أحد ؛ لأنه بذكر الله تطمئن القلوب ، واطمئنان القلب راحة له من العناء والآلام وهو علاج نفسي فعال مخلص من الكآبة واليأس والهم والحزن 0 أليس كذلك؟! وهو غاية ما تودون من صنع الأدب عموما
[align=justify]2- الحض على ذكر الأنبياء لنذكرهم نحن ونصلى عليهم0 [/align]
وذلك من حسن إبداعك للحدث المبهر المبنى على المستحيل الممكن الذي يخلق الإدهاش والإبهار 0
[align=justify]3- تقرير رأى عام :[/align]
أنت الذي تقرر هذا الرأي على لسان بطلك ، ويكون ذلك فلسفتك فى القضية التى طرحتها فى قصتك 0
[align=justify]4- تقرير حقيقة عامة :[/align]
ويفضل أن تستقيها من العقائد السماوية هذا أفضل ، ولك أن تقرر معتقدا أيضا ، فالقصة قصتك قرر فيها ما تريد فى ضوء السابق0
[align=center]أهداف الأدب القصصى[/align]
[align=justify]1- يحقق الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر [/align]0
وهو فرض كفاية وأنت أولى به من غيرك لعلمك وثقافتك وموهبتك وأدواتك المؤثرة المزينة بالزينات الكثيرة ، التى تتمكن من القلوب والعقول ، وتحقق لها الراحة النفسية والسعادة ، وهى نوع من العلاج0والكفاية فى الشرع ما يقوم به فرد يسقط عن الآخرين
[align=justify] 2- يحقق السعادة و الرضي التى تطهر من الخوف والحزن0[/align]
ونوع من العبادة التى أديناها من ذكر وإكبار الله والصلاة على رسوله - صلى الله عليه وسلم - وهما تطهير لنا من الخوف والحزن والذنوب والمعاصى ، نؤديها ونحن نتسلى ، فتكون التسلية نعمة وتعلم وعبادة0
3- تحقق الإمتاع والتسرية عن النفس وهى نوع من العلاج0
4- تحقق العظة 0
بالخوف من الله بإثارة وعيده ، والتمجيد لوعده وتحقيقه0
5- ينتج التعلم0
من خلال جملة ما يصوغه المؤلف ويحققه من خلال مفرداته اللغوية وثقافته الغزيرة الكلامية 0