تويت
صالح القاسم: موضوع الريادة محل خلاف والقصة القصيرة لم تمت
الدستور - عمر ابوالهيجاء
يرى القاص والمترجم صالح القاسم أن الأدب كله لم يعد يثير القارىء وباتت القراءة الورقية معرضة للانقراض ، وأكد ان الريادة في الأدب مسألة باتت محل خلاف ونقاش في وقتنا الحاضر. والقاص القاسم يكتب في مجالات مختلفة صدر له حديثا مجموعته القصصية "يا حبيبي" التي تأتي بعد مجموعاتة القصصية "بابا والبطيخ" ، "المعلمة ، "رأسي" ، وله في الدراسات: "الديمقراطية والحرب في الشرق الاوسط ، النظام السياسي ومشكلة الجنوب في السودان".
"الدستور" التقت القاص والكاتب صالح القاسم وحاورته حول منجزه الابداعي في مجال القصة القصيرة وقضايا اخرى في الابداع والترجمة.
ما الجديد ، والمختلف في مجموعتك القصصية الجديدة (يا حبيبي)؟
- لا أستطيع الادعاء أن هذه المجموعة تحمل في طياتها ما هو جديد ومختلف ، فجواب هذا السؤال بدقة من وجهة نظري يكون عند الناقد ، فهو الشخص المناط بالكشف عن أسرار وجماليات أي نص أدبي. ولكن اذا كان لا بد من اجابة تتعلق بالسؤال ، فلربما الجديد يكون في طريقة طرح الموضوعات من خلال السعي لسبر أغوار النفس البشرية ، وبخاصة الشابة ، لتعرية منابع حالة القلق الدائم الذي يعتري حتى أصغر اللحظات المعاشة ، فهي قصص قلق اللحظة الراهنة ، والقادمة التي تجعل النفس البشرية غير مستقرة في حياتها. وحاولت أن تكون القصص في لغة رفيعة رقيقة تلامس شغاف قلب القارئ ، ولكن كما ذكرت كل هذا يبت فيه الناقد الجاد.
صدرت لك أكثر من مجموعة قصصية ، كيف تنظر الى واقع القص في الأردن؟
- أنا أعتقد أن واقع القص في الأردن لا يختلف عن واقع أي شكل ابداعي آخر ، ولا توجد دراسات ببليومترية تؤكد - مثلا - أن حال الرواية أفضل ، أو حال الشعر أفضل ، وحتى وان كان عدد الروايات أو دواوين الشعر أكثر من عدد المجموعات القصصية الصادرة فهذا ليس علامة عافية لهذا الفن الابداعي أو ذاك ، فعدد المطبوع من كتاب ما لا يدل على عدد القراء. فهناك لامبالاة تجاه الأدب من القراء ومن المؤسسات الرسمية أيضا ، وعدوى اللامبالاة هذه أصابت الناشرين الذين أصبحوا لا ينشرون من الأدب الا ما هو مدفوع الثمن مسبقا من الأديب ، أو من الجهة الداعمة له ، وهذا ظلم للأدب أكثر مما هو ظلم للأديب.
واذا ما أضفت عامل الانترنت الذي يغتصب القراءة الورقية منا ، فانني أعتقد أن الأدب كله لم يعد يثير القارئ ، وليس الأدب القصصي فقط ، والقراءة الورقية كلها وبرمتها باتت معرضة للانقراض.
في مجال الترجمة لك اسهامات في ترجمة مجموعة من القصص لأشهر كتاب القصة في العالم ، ما هي المعايير التي تم اختيار القصص لترجمتها؟
- كما قلت أنت ، فهي أولا لأشهر كتاب القصة في العالم ، وهذا عامل مهم وجاذب للقارئ. من جهة ثانية ، أنتقي القصص الصغيرة الحجم نوعا ما ، فثمة قصص قصيرة تشغل أكثر من عشر صفحات مثل هذه القصص اتجنبها ، وأهم شيء أن تكون القصة رفيعة المستوى ، ولا تفقد من جماليتها بعد ترجمتها ، فأنت تعرف أن بعض النصوص اذا ترجمت تفقد بعض خصوصيتها.
يقال أن القصة القصيرة لم تكمل ما بدأه الرواد وأخذت بالتراجع؟
- أنت تعرف أنه سبق وقيل شيء عن موت الرواية ، وهناك من كتب عن موت الشعر. ومنذ عهد قريب ظهر مصطلح نهاية القصة القصيرة خلال مؤتمر القصة القصيرة الذي عقدته جمعية النقاد الأردنيين. ولكن أنا أعتقد أن هذا كله يمكن وضعه وتصنيفه في باب الدراسات النقدية ، وما يدور من تجاذبات في عالم النقد دلالة صحة وعافية ، أرجو أن تظل في حالة انتعاش ، فأنت تعرف أن ادموند ويلسون كتب عن احتضار الشعر عام 1934 ، ولكن الشعر لا يزال على قيد الحياة ولم يدخل بعد حتى غرفة الانعاش ، وفي عام 1988 كتب جوزف ابستاين مقالا: من قتل الشعر ، ولكن حتى الآن لم يظهر لا القاتل ولا القتيل ، وهكذا بالنسبة للفن القصصي القصير لا يزال يزاحم الفنون الابداعية الأخرى ، ولم يضعف بعد.
صحيح لم يظهر هناك رواد في هذا المجال كيوسف ادريس وزكريا تامر وغسان كنفاني ومحمد خضير ، ولكن اسمح لي أن أقول أن قضية الريادة مسألة باتت محل خلاف أو نقاش ، وبخاصة في وقتنا الحاضر ، فقد يشير الاعلام الى فلان على أنه رائد ، بينما آخرون لا يعتبرونه كذلك ، وقد تشير مجموعة من الكتاب الى فلان على أنه رائد بينما آخرون لا يعرفون عنه أي شيء. أصبحت الأمور نسبية ، ومتروكة للأجيال القادمة لكي تحسم من هو الرائد في وقتنا هذا. ولعل مراجعات نقدية جادة لكل ما كتب في مجال القصة القصيرة تحسم موضوع الريادة الراهنة.
Date : 26-04-2009
الدستور - عمر ابوالهيجاء
يرى القاص والمترجم صالح القاسم أن الأدب كله لم يعد يثير القارىء وباتت القراءة الورقية معرضة للانقراض ، وأكد ان الريادة في الأدب مسألة باتت محل خلاف ونقاش في وقتنا الحاضر. والقاص القاسم يكتب في مجالات مختلفة صدر له حديثا مجموعته القصصية "يا حبيبي" التي تأتي بعد مجموعاتة القصصية "بابا والبطيخ" ، "المعلمة ، "رأسي" ، وله في الدراسات: "الديمقراطية والحرب في الشرق الاوسط ، النظام السياسي ومشكلة الجنوب في السودان".
"الدستور" التقت القاص والكاتب صالح القاسم وحاورته حول منجزه الابداعي في مجال القصة القصيرة وقضايا اخرى في الابداع والترجمة.
ما الجديد ، والمختلف في مجموعتك القصصية الجديدة (يا حبيبي)؟
- لا أستطيع الادعاء أن هذه المجموعة تحمل في طياتها ما هو جديد ومختلف ، فجواب هذا السؤال بدقة من وجهة نظري يكون عند الناقد ، فهو الشخص المناط بالكشف عن أسرار وجماليات أي نص أدبي. ولكن اذا كان لا بد من اجابة تتعلق بالسؤال ، فلربما الجديد يكون في طريقة طرح الموضوعات من خلال السعي لسبر أغوار النفس البشرية ، وبخاصة الشابة ، لتعرية منابع حالة القلق الدائم الذي يعتري حتى أصغر اللحظات المعاشة ، فهي قصص قلق اللحظة الراهنة ، والقادمة التي تجعل النفس البشرية غير مستقرة في حياتها. وحاولت أن تكون القصص في لغة رفيعة رقيقة تلامس شغاف قلب القارئ ، ولكن كما ذكرت كل هذا يبت فيه الناقد الجاد.
صدرت لك أكثر من مجموعة قصصية ، كيف تنظر الى واقع القص في الأردن؟
- أنا أعتقد أن واقع القص في الأردن لا يختلف عن واقع أي شكل ابداعي آخر ، ولا توجد دراسات ببليومترية تؤكد - مثلا - أن حال الرواية أفضل ، أو حال الشعر أفضل ، وحتى وان كان عدد الروايات أو دواوين الشعر أكثر من عدد المجموعات القصصية الصادرة فهذا ليس علامة عافية لهذا الفن الابداعي أو ذاك ، فعدد المطبوع من كتاب ما لا يدل على عدد القراء. فهناك لامبالاة تجاه الأدب من القراء ومن المؤسسات الرسمية أيضا ، وعدوى اللامبالاة هذه أصابت الناشرين الذين أصبحوا لا ينشرون من الأدب الا ما هو مدفوع الثمن مسبقا من الأديب ، أو من الجهة الداعمة له ، وهذا ظلم للأدب أكثر مما هو ظلم للأديب.
واذا ما أضفت عامل الانترنت الذي يغتصب القراءة الورقية منا ، فانني أعتقد أن الأدب كله لم يعد يثير القارئ ، وليس الأدب القصصي فقط ، والقراءة الورقية كلها وبرمتها باتت معرضة للانقراض.
في مجال الترجمة لك اسهامات في ترجمة مجموعة من القصص لأشهر كتاب القصة في العالم ، ما هي المعايير التي تم اختيار القصص لترجمتها؟
- كما قلت أنت ، فهي أولا لأشهر كتاب القصة في العالم ، وهذا عامل مهم وجاذب للقارئ. من جهة ثانية ، أنتقي القصص الصغيرة الحجم نوعا ما ، فثمة قصص قصيرة تشغل أكثر من عشر صفحات مثل هذه القصص اتجنبها ، وأهم شيء أن تكون القصة رفيعة المستوى ، ولا تفقد من جماليتها بعد ترجمتها ، فأنت تعرف أن بعض النصوص اذا ترجمت تفقد بعض خصوصيتها.
يقال أن القصة القصيرة لم تكمل ما بدأه الرواد وأخذت بالتراجع؟
- أنت تعرف أنه سبق وقيل شيء عن موت الرواية ، وهناك من كتب عن موت الشعر. ومنذ عهد قريب ظهر مصطلح نهاية القصة القصيرة خلال مؤتمر القصة القصيرة الذي عقدته جمعية النقاد الأردنيين. ولكن أنا أعتقد أن هذا كله يمكن وضعه وتصنيفه في باب الدراسات النقدية ، وما يدور من تجاذبات في عالم النقد دلالة صحة وعافية ، أرجو أن تظل في حالة انتعاش ، فأنت تعرف أن ادموند ويلسون كتب عن احتضار الشعر عام 1934 ، ولكن الشعر لا يزال على قيد الحياة ولم يدخل بعد حتى غرفة الانعاش ، وفي عام 1988 كتب جوزف ابستاين مقالا: من قتل الشعر ، ولكن حتى الآن لم يظهر لا القاتل ولا القتيل ، وهكذا بالنسبة للفن القصصي القصير لا يزال يزاحم الفنون الابداعية الأخرى ، ولم يضعف بعد.
صحيح لم يظهر هناك رواد في هذا المجال كيوسف ادريس وزكريا تامر وغسان كنفاني ومحمد خضير ، ولكن اسمح لي أن أقول أن قضية الريادة مسألة باتت محل خلاف أو نقاش ، وبخاصة في وقتنا الحاضر ، فقد يشير الاعلام الى فلان على أنه رائد ، بينما آخرون لا يعتبرونه كذلك ، وقد تشير مجموعة من الكتاب الى فلان على أنه رائد بينما آخرون لا يعرفون عنه أي شيء. أصبحت الأمور نسبية ، ومتروكة للأجيال القادمة لكي تحسم من هو الرائد في وقتنا هذا. ولعل مراجعات نقدية جادة لكل ما كتب في مجال القصة القصيرة تحسم موضوع الريادة الراهنة.
Date : 26-04-2009