تهنئة للدكتور أحمد الليثي بمناسبة انتهائه من ترجمة كتاب جورج سارتون

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • د/ أحمد الليثي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة رزان محمد مشاهدة المشاركة
    [align=right]ماشاء الله،

    نبارك للأستاذ الدكتور الليثي وللأستاذ الدكتور السليمان هذا النجاح والعطاء زادكم الله من فضله،
    فرحتنا لكم أساتذتنا الأفاضل كبيرة، أكثر الله من أمثالكم بين المسلمين...

    ملاحظة: لم أستطع أن أمنع نفسي أن أهنئ الدكتور السليمان، ربما لأن فرحته لكم تشع من بين الحروف.

    دمتم منارة للعلم والهدى ومثالا يحتذى.

    [/align]
    الأخت الفاضلة الدكتورة رزان
    شكر الله مرورك وتعليقك، وجعل لنا من دعائك نصيباً.
    دمت سالمـة.

    اترك تعليق:


  • فؤاد بوعلي
    رد
    الدكتور الفاضل أحمد
    تهانينا القلبية وغاية سعادتنا أن نرى أعلام الترجمة الأفاضل ينتقلون من نجاج إلى نجاح ... ولا تبخلوا على الملتقى بدرركم في الميدان
    محبتي

    اترك تعليق:


  • بنت الشهباء
    رد
    أقف جللا واحتراما لأستاذنا الفاضل
    والعالم المتعلّم الدكتور أحمد الليثي
    لهذا العمل الجليل الذي قام به من ترجمة لإسهامات العرب والمسلمين من كتاب مؤرخ العلم المعاصر جورج سارتون
    وفي هذا يذكرني بأعلام المترجمين العرب الذي كان لي معهم ترجمة متواضعة لهم في موضوع مستقل كنت قد نشرته في جمعية المترجمين واللغويين المصريين ... أمثال أبناء موسى بن شاكر وثابت بن قرة وغيرهم من المترجمين العرب ...
    أما ما جاء في مقدمة الكتاب
    لأستاذنا الفاضل عبد الرحمن السليمان
    فإن أكثر ما شدّني
    إذا كانت الحضارة البشرية عمارة من اثني عشر طابقًا، فإن أربعة منها -في تقديري- إن لم يكن أكثر، هي من بناء العرب والمسلمين...
    وفي هذا ليعلم هؤلاء المتنطعون للحضارة الأوربية أن الحضارة الإسلامية قد نشرت أضواءها عبر العالم -في زمن كانت أوربا تعيش في ظلام الجهل والخرافات -فازدهرت العلوم والآداب والفنون بكل أنواعها لم يكن ير العالم نظيرا لها من قبل لولا نهضتها وعلى كل المستويات ....
    مزيدا من الرفعة والنجاح أستاذنا الفاضل الدكتور أحمد الليثي
    ولك منا جزيل الشكر والتقدير أستاذنا الفاضل عبد الرحمن السليمان
    وجزاك الله خيرا على ما نثرته لنا لرائعة المقدمة التي تصدرت الكتاب
    ودمتما بألف خير

    اترك تعليق:


  • عبد الرحيم محمود
    رد
    مبروك أخي د. أحمد الليثي ، جعل الله جهدك مباركا
    ونفع به الأمة وأنار شمعة تبدد الظلام .
    ألف مبروك .

    اترك تعليق:


  • مها النجار
    رد
    أستاذنا الفاضل وشيخنا الجليل د. أحمد الليثى
    مبارك ألف مرة هذا الإنجاز العظيم
    بعض الناس تعمل فى صمت لتنير للبشرية طريق المعرفة ومد جسور التواصل بيننا وبين الآخر؛ لأنهم يحملون رسالة
    وهناك بعض الناس يلعنون العالم الأخرس، جعجعة ولا طحين
    لن تتساوى الأشياء فى قيمتها ..وإن اختلت كل الموازين
    لن يتساوى عمل يسكن التاريخ وينير الطريق للمعرفة .. وعمل يسكن صفحات الهواء
    اسمح لى أن أحييك إجلالا واحتراما وتقديرا ؛ لأنك تحمل شعلة المعرفة لنا وللأجيال القادمة
    ومبارك ألف مرة أخرى
    مهــا

    اترك تعليق:


  • أحمد السلاموني
    رد
    [frame="3 98"][frame="15 98"]أطيب التهانى القلبية للأستاذ الدكتور : أحمد الليثى على ترجمة هذا الكتاب ، والذى يعد شهادة إنصاف لدور الحضارة الإسلامية فى النهضة الإنسانية ولم يظلمها كما فعل " ديورانت " ، ولكنه اعترف بفضل علماء المسلمين : ابن الهيثم مؤسس علم الضوء بالمفهوم الحديث ، وإبطاله لعلم المناظر عند " إقليدس وبطليموس " ، وإثباته سرعة الضوء ، وحركة الكواكب ، وانتقال الضوء من الأجسام المضيئة بذاتها والأجسام الكثيفة ، وتفسير بعض الظواهر الطبيعية " قوس قزح " ، وانكسار الضوء وانعطافه ، وتحدث عن الخوارزمى والرازى وابن الهيثم وغيرهم . زادك الله من فضله ، وجزاك كل الخير على ترجمة هذا الكتاب والذى أتمنى أن يقرأه كل عربى ليكون دافعا إلى استنهاض الهمم واستعادة مجدنا التليد .وتقبل موفور مودتى وتقديرى [/frame][/frame]

    اترك تعليق:


  • سيد محمد حسين
    رد
    [align=center]مبارك لك هذا الإنجاز أستاذ أحمد[/align]

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة العربي الكحلي مشاهدة المشاركة
    [frame="1 98"] مبروك وألف مبروك عليك دكتور أحمد الليثي انجازك المهم، وعلينا الكتاب الجديد الذي سينير إن شاء الله عقولنا قبل مكتباتنا ويزيد في معرفتنا .
    ودمتم في خدمة العلم والمعرفة . وبهذه المناسبة نشكر د عبد الرحمان السليماني لإثارته هذا الموضوع .وجازاه الله عنا كل خير.[/frame]

    المشاركة الأصلية بواسطة العربي الكحلي مشاهدة المشاركة
    هل يمكننا أن نجد هذا الكتاب في مكتبات المغرب الأقصى ان شاء الله؟
    الأخ الفاضل الأستاذ العربي الكحلي
    شكر الله مرورك، وأسأل الله أن يفيد الكتب كل من يقرأه، فهذا ليس كتاباً ترفيهياً، وإنما كتاب يبسط أمام القارئ حقائق تاريخية لا جدال فيها تبين موقع العلم العربي الإسلامي في تاريخ العلم في العالم أجمع.
    آن الأوان أن نستيقظ، فلعل هذا الكتاب طرقة على أبواب النائمين.

    والكتاب في طور النشر، وإن شاء الله حين يتوفر نبلغك والمهتمين بكيفية الحصول عليه.

    دمت سالمــاً.

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة أ د .احمد عبد الله الحسو مشاهدة المشاركة
    ان ترجمة كتاب تاريخ العلم لجورج سارتون بطروحاته العلمية الرصينة وحياديته العلمية يسد فراغا كبيرا في المكتبة العربية وانني اذ اهنىء الدكتور الليثي على جهده الكريم هذا اتمنى ان تكون خطوته المباركة تحفيزا لتوجه واسع ومبرمج نحو ترجمة امهات الكتب المدونة بلغات اخرى الى العربية .
    ان الساحة العربية بامس الحاجة الى قيام حركة واسعة للترجمة تضع امام القاريء العربي ثمرات العلم والثقافة عند الشعوب الاخرى .
    تحية اكبار وتقدير للدكتور احمد الليثي

    الأخ الفاضل أ د .احمد عبد الله الحسو
    شكر الله مرورك وتهنئتك. وأسأل الله أن يعيننا جميعاً على ما يحب ويرضى، ويحقق لأمتنا ما نرجوه لها من الخير والرفعة بإذنه تعالى.
    دمت سالمــاً.

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة ركاد حسن خليل مشاهدة المشاركة
    تهانينا الحارة للأستاذ الدّكتور أحمد الليثي على هذا الإنجاز العظيم.
    و الشكر الجزيل للأستاذ عبدالرحمن السليمان لما زفّ لنا من بشرى.
    دمتما بخير
    تحيـّاتي وأكثر
    ركاد حسن خليل
    شكر الله لك أخي الفاضل الأستاذ ركاد حسن خليل تهنئتك. وأسأل الله أن يكتب أجرنا وأجركم.
    دمت سالمــاً.

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
    [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]من أعماق قلوبنا نهنىء استاذنا الجليل دكتور أحمد الليثي على هذا الإنجاز الأدبي ونتمنى من الله أن يظل دائما وأبدا منارة في عالم الترجمة والأدب والإبداع .. كما نتوجه بالشكر لأستاذنا الجليل الدكتور عبد الرحمن السليمان على كتابته هذه التوطئة التي تليق بالكتاب .. ونتوجه له بالشكر على إعلامنا وتبشيرنا بهذا الإنجاز الأدبي الكبير .[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
    شكر الله لك أستاذنا الموجي مرورك وتعليقك ودعاءك الطيب، وتقبل منا ومنكم.
    دمت سالمــاً.

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة رنا خطيب مشاهدة المشاركة
    هذا ما ننشده من كبار العلم و من سعيهم الطيب نحو أداء رسالة راقية في سبيل العلم و التنوير .
    نبارك للدكتور الفاضل الأستاذ أحمد الليثي على انتهائه من ترجمة هذا الكتاب الأكثر من رائع ... جعل ثوابه في ميزان أعمالك..
    و أشكر الدكتور الأستاذ الطيب / عبد الرحمن السليمان لهذه اللفتة الطيبة..
    بارك الله بكما
    و دمتم سالمين
    رنا خطيب
    شكر الله لك أختنا الفاضلة الأستاذة رنا، وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الدعاء، وأن يتقبل هذا العمل لوجهه الكريم.
    دمت سالمــة.

    اترك تعليق:


  • محمد برجيس
    رد
    أن اللغة العربية ـ إلى جانب الإغريقية واللاتينية والعبرية ـ واحدة من أربع لغات تشكل مصادر الحضارة الحديثة الأربعة، وأن دراستها ودراسة العلوم والمعارف والآداب المدونة فيها أمر لا بد منه في جميع الأحوال، حيث أن هذا هو التقليد العلمي الذي لم يتوقف في الغرب منذ العصور الوسطى حتى اليوم!

    شكرا لتلك اللقطة البسيطة التي وردت في توطئة الدكتور عبد الرحمن عن ترجمة الدكتور أحمد الليثي،
    و ليتنا نتفهم جيدا ما بين سطور تلك المقطوعة البسيطة
    نسأل الله أن ينفعنا بعلم الدكتور أحمد الليثي، في ترجمة الكثير والكثير دائما

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة دكتور مشاوير مشاهدة المشاركة
    [frame="13 98"]الف مبروك دكتور " أحمد الليثي "وتمنياتي لسعادتكم دائما بالتوفيق
    وإلى الأمام استاذنا العزيز ..
    والشكر موصول للدكتور "عبدالرحمن السليمان"[/frame]
    شكر الله لك أخي الدكتور مشاوير تمنياتكم الطيبة، وأسأل الله أن يجعل لنا وإياكم فيها نصيب.

    اترك تعليق:


  • د/ أحمد الليثي
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
    تهنئة رقيقة لأخينا الدكتور أحمد الليثي،
    بمناسبة انتهائه من ترجمة كتاب جورج سارتون:
    (مقدمة في تاريخ العلم).

    [align=justify]نهنئ أخانا الدكتور أحمد الليثي، رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية، على انتهائه من ترجمة الأجزاء المتعلقة بإسهامات العرب والمسلمين من كتاب مؤرخ العلوم الشهير جورج سارتون (مقدمة في تاريخ العلم). والكتاب الآن قيد الطبع بالعربية وسيصدر في المستقبل القريب إن شاء الله. فشكر الله أخانا الدكتور أحمد الليثي على هذه اليد الكريمة التي أسداها إلى العربية، والعقبى للمجلدات الأخرى إن شاء الله!

    وقد شرّفني أخي الدكتور أحمد وكلفني بكتابة توطئة للترجمة، وهذا شرف عظيم لي أن يقترن اسمي باسم أخي الدكتور أحمد في كتاب واحد، فما بالك بكتاب جورج سارتون وهو ((كتاب لم يكتب أحدٌ مثلَه في تاريخ العلم. وإذا ما استثنيا الكتب الدينية المقدسة فإن هذا الكتاب يأتي في المرتبة الأولى في العالم كله من حيث الاستشهاد به، والاقتباس منه، في المجالات العلمية عموماً، وتاريخ العلم - بشِقَّيْه التجريبي والنظري- خصوصاً. وندر أن تجد من بين أهل الاختصاص، أو الأكاديميين، أو الباحثين، أو المثقفين، أو طلاب العلم، من لم يستعن به، أو يعرفه، أو سمع به)) كما جاء في مقدمة المترجم.

    فمبارك للدكتور أحمد الليثي، ولنا، وللثقافة العربية هذا الإنجاز العظيم!

    وهذه توطئة الكتاب ننشرها تعريفا بالكتاب والترجمة وتمهيدا لصدورها قريبا إن شاء الله.

    [align=center]توطئة[/align]
    من دواعي غبطتي في التقديم لهذه الترجمة العربية من كتاب العالم البلجيكي جورج سارتُن: (مقدمة في تاريخ العلم)، أن هذا السفر جليل وأصيل؛ وأن الله -سبحانه- سخر لترجمة هذا الجزء المتعلق بإسهامات العرب والمسلمين مترجمًا جِهبذًا هو الدكتور أحمد الليثي، رئيس (الجمعية الدولية لمترجمي العربية)؛ فجاءت الترجمة من هذا السِّفر المرجعي في تاريخ العلوم والمعارف غاية في الجودة والإتقان. وذلك بعد أن كان الدارسون يتلهفون لرؤية هذا الكتاب مترجمًا إلى لغتنا العربية، كله أو بعضه. ولا أظن أن سبب القصوركان نتيجة لعدم اهتمام المؤسسات العربية العلمية بكتاب سارتُن ـ فهو من أهم الكتب في تاريخ العلم، إن لم يكن أهمها -بل لأن الإقبال على ترجمة كتاب مثل هذا الكتاب -الجامع في تاريخ العلم- لا يتأتى إلا لجهابذة المترجمين، وما أقلهم!

    ثم إن إقامتي لسنوات عديدة في مدينة غنت ـ مسقط رأس سارتُن ـ للدراسة في الجامعة التي درس هو فيها، باعث آخر على السعادة في كتابة هذه التوطئة، إذ كيف لك أن تقيم لسنوات في غنت، وتتنقل بين أروقة جامعتها العريقة ومكتباتها الغنية، ولا تلحظ أثر جورج سارتُن وظله الحاضر فيها، حتى بعد نصف قرن من وفاته؟ إن الحديث في أهمية الكتاب يطول، فضلاً عن أن المترجم عالج ذلك في مقدمته البحثية، فلا أثقل على هذه التوطئة، سوى أن أشير إلى أن أهمية كتاب جورج سارتُن عمومًا، و إلى دقته في معالجة المادة، وكذلك أشير إلى شموليته وموضوعيته فيها من جهة، وإلى أهمية هذه الترجمة من جهة أخرى.

    لا يعتمد تاريخ العلوم والمعارف على الحدود الزمنية التي تميز حقبة تاريخية عن حقبة تاريخية أخرى، ولا على الحدود الجغرافية التي تفصل ما بين الثقافات، ولا يمكن أن يعتمد تاريخ العلوم والمعارف على ذلك؛ إذ أن سير العلوم والمعارف الإنسانية وانتقالها من ثقافة لأخرى لا يتوقفان عند الحدود الزمانية والمكانية للحضارات والثقافات المتتابعة؛ فقد يكون سير تلك العلوم والمعارف من ثقافة لأخرى سريعًا تارة، بطيئًا تارة أخرى، ولكنه لا يتوقف. وكان سير العلوم والمعارف عارمًا في الفترة التي برزت فيها العلوم الإسلامية من القرن التاسع حتى القرن الثالث عشر الميلادي، إذ أنارت هذه العلوم دياجير كثيرة في العالم. لكن ثغرةً في تاريخ كتابة العلوم والمعارف نشأت مع بداية عصر التجديد الأوربي، الذي كان رواده يركزون على الإرث الكلاسيكي لأوربا (الإغريقي واللاتيني)، فقد اعتبروا عصور ما سواه اللاحقة "عصورًا مظلمة" (Dark Ages)، أدت، مع مرور الزمن، إلى التقليل من أهمية دور العرب والمسلمين وإسهامهم في تطوير العلوم والمعارف، بله تجاهل الكثير من إسهاماتهم، وذلك على الرغم من أن البحث العلمي في العصور الوسطى كان قائمًا بشكل رئيس على إسهامات العرب والمسلمين العلمية.

    من هنا أرى التدليل على أهمية كتاب جورج سارتُن، فلقد سد هذا الكتاب الثغرةَ الكبيرة في تاريخ العلوم والمعارف الانسانية، وعالج كل مصادر الحضارة القديمة والحديثة، وتوقف كثيرًا وبإنصاف على الفترة الإسلامية، فأوفى إسهامات العرب والمسلمين في تاريخ العلوم والمعارف الانسانية حقها بموضوعية مستحبة. وتتجلى نظرة سارتُن إلى تاريخ العلم في هذا السياق بنقض فكرة "المعجزة الإغريقية" التي نشأت في عصر التجديد الذي كان رواده يرون أن العلوم والمعارف الإنسانية ولدت ونشأت في اليونان، فيقول في هذا السياق في مقدمة كتابه: "من السخافة أن نؤكد على نشأة العلوم في اليونان في حين مهد لهذه "المعجزة الإغريقية" خلال عشرات الألوف من السنوات في مصر وبلاد ما بين النهرين [...]. لقد كانت العلوم اليونانية حركة نهضة أكثر منها إبداعًا واختراعًا". وعليه فإن سارتُن وضع فكرة "المعجزة الإغريقية" في سياقها الطبيعي، حيث أن الإسهامات المصرية والبابلية والشرقية القديمة كانت تمهيدًا للعلوم الإغريقية فيما بعد، وأن الحديث عن علوم اليونان دون الإشارة إلى ما سبقها في بابل ومصر إنما هو تزوير للتاريخ: "لا يعتبر التأريخ للعلوم القديمة دون تزويد القارئ بمعلومات كافية عن العلوم الشرقية ناقصًا فحسب، بل مزورًا أيضًا". وهذا النهج نفسه اتبعه في التأريخ لدور العرب والمسلمين وإسهامهم في تطوير العلوم والمعارف في العصور الوسطى، إذ رد الاعتبار لهم أسوة بالحضارات الشرقية التي ذكرتها.

    لقد أيقن سارتُن وغيره من مؤرخي العلوم والحضارات والمؤرخين بشكل عام، ولا يزالون يوقنون حتى اليوم، أن اللغة العربية ـ إلى جانب الإغريقية واللاتينية والعبرية ـ واحدة من أربع لغات تشكل مصادر الحضارة الحديثة الأربعة، وأن دراستها ودراسة العلوم والمعارف والآداب المدونة فيها أمر لا بد منه في جميع الأحوال، حيث أن هذا هو التقليد العلمي الذي لم يتوقف في الغرب منذ العصور الوسطى حتى اليوم!

    من جهة أخرى، لا تتجلى مقولة "الترجمة علم جامع للعلوم" في مقام مثلما تتجلى في هذا المقام. ولا تشكل ترجمة كتاب ما تحديًا لمترجم مثلما تشكل ترجمة هذا الكتاب، ذلك أن الإقبال على ترجمة كتاب يؤرخ لتاريخ العلوم والمعارف البشرية بما فيه من أسماء وتواريخ وحقب وسلالات ومصطلحات علمية وفنية كثيرة لعمل يتضمن دقة جانبية كثيرة، كالنظر في رسم الأسماء الأعجمية، والبحث والتدقيق في رسم الكلمات، وما إلى ذلك من أعمال بحثية ضرورية تقتضيها طبيعة الكتاب. ومن هنا أرى أن ترجمة بعض هذا الكتاب أو كله لا يقبل عليها إلا مترجم موسوعي مخضرم، ودليلي في ذلك يتجلى مما يلي:

    لقد كان سارتُن يجيد قرابة عشرين لغة اعتمد -في كتابة تأريخه للعلوم والمعارف- على مصادر مدونة بها، واستخدم في كتابه مصطلحات منها. وهذا يؤدي إلى "عقبة من العقبات الترجمية أثناء نقل هذا الكتاب إلى العربية"- كما يقول المترجم في مقدمته، ولا يمكن التغلب عليها إلا بالبحث المستمر في جميع المصادر المتاحة، وناهيك بذلك من عمل جبار، يتجاوز دور المترجم التقليدي إلى دور العالم الموسوعي المحقق الذي يسعى في ترجمته إلى تحقيق غايات علمية أخرى تصدر عن الترجمة، نحو:

    (أ) الالتزام بالتبويب الأصلي للكتاب لتسهيل عودة الباحثين العرب إلى الأصل الإنكليزي للكتاب؛
    (ب) القيمة التوثيقية، وتتجلى بثبت آلاف المصادر العلمية التي اعتمد عليها سارتُن في تأليف كتابه ووضعها -إلى جانب الكتاب- في متناول الباحثين العرب؛
    (ج) ضبط الأسماء الأعجمية بالأحرف اللاتينية وفقًا للنظام الذي أرساه المؤلف، ونقحرتها إلى العربية نقحرة علمية للإمعان في الضبط؛ وهذه إستراتيجية لا بد منها في ترجمة الكتب العلمية. (لا يلتفت في هذا السياق إلى الرأي القائل إن ذكر الأسماء بالأبجدية اللاتينية يثقل على القارئ)؛
    (د) تجنب التعليق الإضافي في الحواشي – الأمر الذي قد يثقل على القارئ، ويحول بينه وبين فهم الفكرة المحورية.

    ولكن المتعة الكبيرة التي تتيحها ترجمة الدكتور أحمد الليثي لهذا الجزء المخصوص بإسهامات العرب والمسلمين من كتاب سارتُن، تتمثل في نجاحه الكبير في "نقل الوقع" (كما يعرفه نيدا) الموجود في الأصل الإنكليزي للكتاب، وتقديمه ـ هو ومصادره وحواشيه ونتائجه ـ بديباجة عربية فصيحة، تخال معها وكأنك تقرأ في عيون كتب التراث، وليس في كتاب مترجم .. وهذا ـ لعمري ـ فيه من التميز والإبداع والروعة.

    كلمـة أخيـرة:

    إذا كانت الحضارة البشرية عمارة من اثني عشر طابقًا، فإن أربعة منها -في تقديري- إن لم يكن أكثر، هي من بناء العرب والمسلمين. وهذا ما وثق له سارتُن في سفره الجليل (مقدمة في تاريخ العلم). وعليه فإن ترجمة الجزء المتعلق بإسهامات العرب والمسلمين من كتابه هذا لخطوة فيها الإكبار والإجلال، في جميع الأحوال، مع أنها لا تشفي الغليل كله؛ إذ لا بد من ترجمة سائر كتاب (مقدمة في تاريخ العلم)- وكذلك سائر كتب جورج سارتُن وأبحاثه ـ إلى العربية في أقرب الآجال، ليس بسبب الفوائد العلمية العظيمة في كتبه وأبحاثه فقط، بل وفاءً لذكرى عالم كبير أنصف الأمم التي أسهمت في تاريخ الحضارة الانسانية، وفي مقدمتهم العرب والمسلمين- إنصافًا بيّنــًا ..

    فهنيئًا لنا وللثقافة العربية بهذه الترجمة، وبهذا الإنجاز النيّر الخيّر الذي نذر الدكتور أحمد عبدالفتاح الليثي له وقته، ليفيد شداة العلم والأدب بما يقودهم إلى أجواء الثقافة الأصيلة، وهو إذ يسير على هذه الجادة التي سلكها الأجداد، من العلماء الأمجاد، فإنه يتبع سنتهم من حيث الوفاء للعلم ، والعطاء لطلابه، والاقتداء بخلقهم في البحث عن الحكمة ضالة المؤمن.

    [align=center]يا أحمـدَ الليثـيّ فضلُك غامــر
    أسديتَ نفعًا في العلومِ وفي الهدى
    جوزيت خيـرًا من كـريمٍ زادنا
    علمـًا، وبالتأريخ فازَ من اقتدى.[/align]
    د. عبدالرحمن السليمان
    كلية ليسيوس – جامعة لوڤين- بلجيكا[/align]
    شكر الله لك أخي الحبيب الدكتور عبد الرحمن تهنئتك، وتوطئتك. فأنت أهل لكل سبق وخير.
    وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح العمل، وأن يكون هذا العمل من العلم الذي ينتفع به.

    اترك تعليق:

يعمل...
X