[frame="7 80"]صوتها
وكأني أسمعها تغني.. !
صدى صوتها يرسل إلى النفس طرب الأمل, وجمال الألوان.. جبت الشاطئ والحياة آلاف المرات.. لم أجدها, ولم أدر من أين يأتي صوتها..
من فوق سماء الجمال ؟ أم من باطن خضم بحر البهاء.. ؟
يتناغم صوتها مع صوت ارتطام الأمواج برمال الشاطئ..
تتراقص أحجار الجبل.. وتهتز بانتشاء أغصان شجرتي, وتشب الأمواج متطلعة تبحث معي عن مصدر هذا الصوت.. هذا الحب..
الحب.. ؟
أي سحر تحمله هذه المفردة.. ؟
لكنك نسيت الحب من زمن.. ألقيت به بين أفخاذ العاهرات, وأحضان المومسات..
نعم.. لكن هذا الشجن المعطر بسحر صوتها, يعود بي إلى زمن الطهر, والأماني التي بعثرتها الأيام..
يتهادى صوتها, وكأنه يخرج من تجويفي.. تهتز له كل المعاني الجميلة المتبقية من صفة الإنسان الذي يسكنني قهرا, ويتوارى من قسوة زمن واسع الخطوات.. يهرول نحو هاوية مجهولة الأعماق..
جلست أسفل الشجرة.. تناولت أحد أغصانها.. أريد أن أشكل هذا الصوت.. هذا الشدو الهامس, المحمل بدفء الليالي الساهرات بتجويف زهرة تحت سنا البدر..
صوتها, ودلالات اليقين, وشفافية النفس التي لم تلوثها المعتقدات البالية الآخذة بناصيتنا رغم أنوفنا..
أشكل صوتها بجنون قلب قتله اليأس وهو يبحث عن حب يخترق برودة صدره..
أشكله ليلا طويلا.. قد تضيق به النفس حينا.. لكنه السامر الوحيد لغربة قلب يئن ألمه, ويشتكي وجع لمسات ضوء القمر..
ليل, وظلام مقيت.. ولا مفر من الركون إليه والاسترخاء فيه, وانتظار أول بزوغ لأول شعاع من أول شمس..
صوتها ميلاد جديد..
وكأني أسمعها تغني.. وما رأيتها, وما عرفتها, وما وجدتها..
ولكني سمعتها تغني..
أسقط ساجدا في محراب لهوى مقدس.. أهمس لفضاء مقبل من أعلى الجبل, مسرعا يعتلي أمواج البحر, ويسترسل مع النظر إلى نهاية امتداد الأفق, ليرافق برعما وليد يغني للعشق لحن الصفاء.. أهمس..
- أحبك.. أ حـ بـ ك..........
يسخر مني الجبل, يلقي على وجهي ترابا مخلوط بمياه البحر الذي يقهقه من سذاجتي, ويشفق من مغبة خداعي..
أصطبغ بالطين, وينغمس في الوحل صدى همسي.. تواسيني شجرتي.. أتناول الناي.. أبثه وحدتي وشجني, ووجع غربة تسري في عروقي منذ زمن الأفول..
يتعالى شدوها, يسلبني ذكرى الأيام العفنة.. يرسم على الطين المصطبغ به وجهي قلبا مشطورا, بين شطريه قلب صغير ينمو على صوت الموسيقى, ويملأه أمل للشوق, ورغبة للنقاء والتطهر.. قلب صغير يتولد من رهبة الفناء..
يمتزج صوتها مع شدو الناي..
يجذبني صوت البحر, يحتويني زبده بدفء ليالي الوصال, وتأخذني أمواجه إلى مكامن لضوء وردي..
يلمح الجبل دموعا تتوق لحب صادق, فيوسدني أحجاره الناعمة, ويسكنني كهف الضياء, وتتصارع الأماني الجميلة مع ذكريات أمس غافلني, وفر إلى مجهول يترقبني دوما, ليسلب مني آخر أحلام الهوى..
ألمح ثوبا كضوء النهار, يشع وردا, وألوان طيف ربيعي الرائحة.. يحثني الجبل على الاقتراب منه.. تهديني الأمواج زهرة بلون القلب المحمل بمشاعر الحب الصادق..
تهمس شجرتي بالدعاء..
اقتربت, وبلهفة الاحتواء ضممتها..
لم أجد على صدري سوى خرقة بالية.. تلونت بصوت الناي, أرسلها النهار ساخرا.......[/frame]
وكأني أسمعها تغني.. !
صدى صوتها يرسل إلى النفس طرب الأمل, وجمال الألوان.. جبت الشاطئ والحياة آلاف المرات.. لم أجدها, ولم أدر من أين يأتي صوتها..
من فوق سماء الجمال ؟ أم من باطن خضم بحر البهاء.. ؟
يتناغم صوتها مع صوت ارتطام الأمواج برمال الشاطئ..
تتراقص أحجار الجبل.. وتهتز بانتشاء أغصان شجرتي, وتشب الأمواج متطلعة تبحث معي عن مصدر هذا الصوت.. هذا الحب..
الحب.. ؟
أي سحر تحمله هذه المفردة.. ؟
لكنك نسيت الحب من زمن.. ألقيت به بين أفخاذ العاهرات, وأحضان المومسات..
نعم.. لكن هذا الشجن المعطر بسحر صوتها, يعود بي إلى زمن الطهر, والأماني التي بعثرتها الأيام..
يتهادى صوتها, وكأنه يخرج من تجويفي.. تهتز له كل المعاني الجميلة المتبقية من صفة الإنسان الذي يسكنني قهرا, ويتوارى من قسوة زمن واسع الخطوات.. يهرول نحو هاوية مجهولة الأعماق..
جلست أسفل الشجرة.. تناولت أحد أغصانها.. أريد أن أشكل هذا الصوت.. هذا الشدو الهامس, المحمل بدفء الليالي الساهرات بتجويف زهرة تحت سنا البدر..
صوتها, ودلالات اليقين, وشفافية النفس التي لم تلوثها المعتقدات البالية الآخذة بناصيتنا رغم أنوفنا..
أشكل صوتها بجنون قلب قتله اليأس وهو يبحث عن حب يخترق برودة صدره..
أشكله ليلا طويلا.. قد تضيق به النفس حينا.. لكنه السامر الوحيد لغربة قلب يئن ألمه, ويشتكي وجع لمسات ضوء القمر..
ليل, وظلام مقيت.. ولا مفر من الركون إليه والاسترخاء فيه, وانتظار أول بزوغ لأول شعاع من أول شمس..
صوتها ميلاد جديد..
وكأني أسمعها تغني.. وما رأيتها, وما عرفتها, وما وجدتها..
ولكني سمعتها تغني..
أسقط ساجدا في محراب لهوى مقدس.. أهمس لفضاء مقبل من أعلى الجبل, مسرعا يعتلي أمواج البحر, ويسترسل مع النظر إلى نهاية امتداد الأفق, ليرافق برعما وليد يغني للعشق لحن الصفاء.. أهمس..
- أحبك.. أ حـ بـ ك..........
يسخر مني الجبل, يلقي على وجهي ترابا مخلوط بمياه البحر الذي يقهقه من سذاجتي, ويشفق من مغبة خداعي..
أصطبغ بالطين, وينغمس في الوحل صدى همسي.. تواسيني شجرتي.. أتناول الناي.. أبثه وحدتي وشجني, ووجع غربة تسري في عروقي منذ زمن الأفول..
يتعالى شدوها, يسلبني ذكرى الأيام العفنة.. يرسم على الطين المصطبغ به وجهي قلبا مشطورا, بين شطريه قلب صغير ينمو على صوت الموسيقى, ويملأه أمل للشوق, ورغبة للنقاء والتطهر.. قلب صغير يتولد من رهبة الفناء..
يمتزج صوتها مع شدو الناي..
يجذبني صوت البحر, يحتويني زبده بدفء ليالي الوصال, وتأخذني أمواجه إلى مكامن لضوء وردي..
يلمح الجبل دموعا تتوق لحب صادق, فيوسدني أحجاره الناعمة, ويسكنني كهف الضياء, وتتصارع الأماني الجميلة مع ذكريات أمس غافلني, وفر إلى مجهول يترقبني دوما, ليسلب مني آخر أحلام الهوى..
ألمح ثوبا كضوء النهار, يشع وردا, وألوان طيف ربيعي الرائحة.. يحثني الجبل على الاقتراب منه.. تهديني الأمواج زهرة بلون القلب المحمل بمشاعر الحب الصادق..
تهمس شجرتي بالدعاء..
اقتربت, وبلهفة الاحتواء ضممتها..
لم أجد على صدري سوى خرقة بالية.. تلونت بصوت الناي, أرسلها النهار ساخرا.......[/frame]
تعليق