لا أريدك أن تكون صديقي


أنا لا أذكر سبب ذلك اللقاء ولا حتى لماذا كان همي رؤيتك والحديث معك – وأنت الذي كنت تقول أنك من أدخل القوانين والشرائع إلى قبائل النساء – وأنك من أقنعت رجال الطوارق كي يلتثموا وابقاء نسائهم سافرات الوجوه – وأنك الذي أمرت بتثبيت تمثال فينوس في تلك الجزيرة
وتقول أشياء وأشياء .

ولا أدري لماذا أحببت ذلك اللقاء – هل لأنك لم تكن تريد الكلام إلا معي – وأنت المتهم بالحديث إلى كل النساء – هل لأنك كنت ترى النور يشع من وجهي وأنت المتهم بهذا الحديث مع كل بنات حواء .

هل لصفاء بشرتك البرونزيه – ولون الدماء في أوردة أناملك – وعطرك الذهبي – وصفاء لون عينيك الزمرديه – أحببت ذلك اللقاء .


بعدما عدت– وكعادتي وضعت مرآتي أمام وجهي – لأول مرة منذ سنين أراه شاحبا مائلا الى الإصفرار – عيناي غائرتان – شفتاي ترتجفان – سقطت على أريكتي تائهة بين مرآتي وجسمي الذي أصبح نحيلا بين الهذيان .

هل هي غباوة مني أم قهرا من الشعراء والمغنيات !! . لهذا وذاك اقول لك لا أريدك أن تكون صديقي فأنا اعتزلت الصداقة منذ وقت طويل من هذا الزمان – ولا أريدك أن تكون طبيبي لأن دواءك لا يفيدني بعد مماتي – وأنا الذي أرى نفسي تموت في مرآتي – حيث تتكسر الالوان .

نبضات قلبي تزداد سرعتها عن الخفقان – وأنا مازلت مصرة أن لا تكون صديقي بل أن تكون حبيبي حتى لا تتكسر المرايا وأسرار الالوان .

نشات حداد