مفاجآت قاتله....... (فضل شباله)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فضل شباله
    أديب وكاتب
    • 11-11-2007
    • 12

    مفاجآت قاتله....... (فضل شباله)

    كم يراود رغبته في التبسم ـ عبثا ـ ،


    والطيور هجرت أعشاشها،


    والشمس تشرق مطعونة بالأسى،


    ما عاد ينبغي له أن يكون هو ،، بعد أن ترك نفسه كالوطن المهجور.


    لا يرتقب في الأفق شيئاً غير حزنه ،


    ولا تحول نفسه المنكسرة بينه وبين استسلامه، تباً للضعف.


    ليوم جديدٍ (يأسه) الذي لا يجف من حناياه،


    وله الموت في كل لحظةٍ خلف ابتسامةٍ صفراء لا يجيد اصطناعها .


    تنوء اللحظات بنظرته المتسمرة على جدار النهار ،


    وتتبرأ من لعنة بؤسه الثواني ،


    ما كان لليل أن ينتزعه من عمق جرحٍ هو فيه ، ومنه .


    تذبل عند شفاهه الأماني ، وتتبخر الآمال من باطن كفيه .


    كم بخلت عليه بالظنون ذاكرة الوقت ، وكم منحته الأيام أحلاماً مزوره في انتظار ما لا
    يأتي .


    أعطى الفراغ كله ذات شك ، وهاهو يبحث عن الفراغ في زحمة الخيانات .


    ما كاد يتذكر أن له جزءاً نثره في دروب القادمين الذين رحلوا، لولا شعوره بالخواء
    المدوي في جوفه .


    وقوفه كتمثالٍ غبيٍ أمام نفسه في ذهولٍ يعطي الحق لعينيه الضجرتين بطرد بعض الدمعات التي طالما استعادها من أحداقه.


    تتمزق الذكريات أمام ناظريه، وشعوره بالخيبة يملك الحظ الأوفر من وجدانه.


    يالـ تزاحم الهموم عليه ، ويا لموته البطيء الذي لا يعرف الرحمة.


    كجنديٍ تعيسٍ من العصور الوسطى يحن إلى أبسط أساليب العيش ،


    ويفتش عن ذاته بين الضباب القاتم،


    ويستجدي نفسه من بين سراب الماضي .


    ليت أيامه التي لا تعرف التقادم تمنحه ليلة إنسان ليستلقي على فراشه فيستفيق.


    يرى الوجوه التي تعرفه جيداً ويستنكرها ،


    ويحاول فهم حركات شفاههم التي تتحدث بما لا يعرف ،


    ولكنه لا يسمع صوتاً غير سقوط بقايا الخراب داخله .


    ليس ميتاً ....... برغم حصوله على عدة مفاجآت قاتله

    فضل شباله
يعمل...
X