زهرة في مهب الريح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسان داني
    ابو الجموح
    • 29-09-2008
    • 1029

    زهرة في مهب الريح

    لم يعد الكلام يجدي نفعا ، بعد ان استنفذت كل الوسائل لانصلاحه ، لم تفلح كل محاولاتها ليعود الى جادة الصواب . فبالرغم من تمسكها واستماتتها صبرا، والتمهل معه ليعود الى جادة صوابه ، لم تلق منه الا الاصرار في السفالة والانحطاط، تائها في في نزواته
    وهتراته الغريزية ، لم يدع لها مجالا لمساعدته ويدارك نفسه قبل فوات الاوان .
    لم يراعي حالة اسرته الصغيرة ، لم يكترث حتى من اجل زهرة رصعت عقد رباط حب الذي وحدهما.
    هي في حولها الثاني وبحاجة الى حنان الابوة وعطفها، كل ذلك معدوم في قاموس فهمه للحياة،
    ضرب بكل التقاليد والواجبات عرض الحائط ، انساق وراء سراب ابدعته الليالي الماجنة
    في بارات ماخورية فاحشة ، كان يقضي جل لياليه هناك حتى الشفق ، ينتقل من حانة الى اخرى صحبة مومس اقتتن بجمالها واصرفته عن رشده معتقدا أنه يحبها ، ولطالما الحت عليه ليقترن بها ، لكنه يبرر بالطفلة الصغيرة كحجة لتمسكه بزوجته ، مستمهلا اياها حتى بلوغ الفتاةسن الرشد.
    صمدت المراة تكافح لاجل ابنته وألم الخيانة يعصر قلبها ، عزمت أن تقاوم للحفاظ على زواجها ،أخذت تلين له في العتاب لعله يتعقل ويعترف بخطاه ، تتمنى ولو اشارة على ذلك لتحضنه بحرارة عساها تطفئ نار المهانة المتقدة في الاوصال ، تستعر كبركان تئط حممه للانفجار ، استطاعت ان تكتم عذابها مراعاة لأيام الحب التي كانت بينهما منذ سنوات خلت.
    لم تنسى ايام الشباب عندما جمعتهما جدوة عشق دامت سنتين قبل ان تتوج باحلى خاتمة وهي الزواج، كانا في الجامعة معا وتصادفت ظروفهما لينسجهما كحبيبين ، اذ تخرج هو وحصل على وظيفة ، اما هي فقد تخلت عن العمل عندما حملت بأول مولود ،
    كانت في وظيفة مهمة وبكامل ارادة دون تدخل أحد ضحت بكل ذلك ، من اجل رعاية أسرتها التي اعتبرتها أهم شيء في حياة المراة .
    بيد انه في ذلك اليوم المشهود ، وقبل أن يخرج الى عمله ، استغلت الفرصة لتجمع اغراصها
    وحاجيات ابنتها لتغادر البيت خلسة دون ان يشعر.
    وقبل ان تجتاز عتبة علقت على الباب صورة غرفة يلفها سواد ونقطة بيضاء في وسط
    الظلام الدامس، ثم طفلة عمياء تلوح بيدبها كانها تطلب النجدة ودموع حمراء تسيح من مقلتيها كجرح ينزف دما، فكتبت تحته
    هذه صلة الدم من الأجدى ان تروى بها التربة،والا فسدت في العروق وتحولت الى وباء ، ثم رسمت وردة ذبلت أوراقها وعودها آيل للسقوط ، وبعدها كتبت
    اذا اقحلت الارض واجذبت بالجفاف تنذر اهلها بالرحيل .
    فتناقلت ألسنة الاشاعة خبرهما ،و كل بما شاء يفسر سبب انفصالهما،
    فريق يعتقد ان ذلك راجع الى تمسك كل منهما بصداقاته القديمة مع كلا الجنسين ،لانه كما للزوج صداقة مع فتيات من أيام الدراسة فالزوجة لها أيضا اصدقائها من الشبان لكن دون اية نجازوات من الطرفين اذ لم تتناسى لهما أيام الدراسة .
    أما فريق آخر فيرجح بأن ذلك ناتج عن عدم التمسك بالمستلزمات التي تحث عليها العقيدة ، لان زواجهما كان عصريا.
    الاسم حسان داودي

    الوصل والحب والسلام اكسير جمال لا ينفصم

    [frame="7 98"]
    في الشعر ضالتي وضآلتي
    وظلي ومظللي
    وراحتي وعذابي
    وبه سلوى لنفسي[/frame]
يعمل...
X