طفلة.. حدّثتْ أباها عن أمنيتها في الذهاب إلى المريخ!






رحلة إلى المريخ!



عصفورةٌ
وثبتْ تغرّدُ:
يا أبي!

فتناثرتْ
أحزانُ قلبي المُتعبِ



قالتْ مداعبةً
وطيفُ طفولةٍ يَهوي عليَّ:
لكَمْ أحبّكَ يا أبي!



أبتاهُ
قدْ فكّرتُ في حُلُمِ الغدِ..

حُلُمي
بأن أعلو لذاكَ الكوكبِ!



****



وتبسّمتْ
كفراشةٍ ورديّةٍ

فتبعثرتْ بسماتُها
في خاطري



قلتُ:
اسمعي يا طفلتي..
لنْ تفلحي!

لا زلتِ بعدُ صغيرةً
لمْ تكبري!



****



في ليلةٍ قمريّةٍ
أخبرتُها

أني أحلّقُ عاليًا
كالطائرِ


وسألتُها:
أتحلّقينَ بجانبي..

يا زهرة الآمالِ
والعمرِ الطري؟



فتساءلت:
أينَ الرحيلُ
وأينَ سوفَ تطيرُ بي
يا فارسي المتغرّرِ؟!



فأجبتُها:
إنّا سنرحلُ للقمرْ

وهناكَ نرسمُ
أمنياتِ الحاضرِ..



قالت بخُبثٍ ناعمٍ:
لا يا أبي..

لا زلتُ بعدُ صغيرةً
لم أكبرِ!



****



وتساءلتْ في رقّةٍ وشقاوةٍ:

أَوَليسَ هذا قربَ ذلكَ
يا أبي؟



فضحكتُ
من فرطِ السُّرور بطفلتي

ثمَّ انحنتْ قسماتُ وجهي
الشاحبِ..



وضممتُها
في لهفةٍ أبديّةٍ

والدمعُ يغمُرُ
كلّ ما لثمتهُ بي!



قلتُ:
اسمعي يا طفلتي
وتفهّمي

ما ترتجيهِ خواطري..
لا تعجبي!


****


إني أحدّقُ في عيونكِ سابحًا
وأجولُ في أعماقها كالرائدِ

وأخطُّ فيها يا صغيرةُ مذهبي
فأرى فضاءًا لا يُكذّبُهُ غدي!

وأرى كواكبَ عزّةٍ وكرامةٍ
ومحبّةٍ نُسِجتْ بحبلِ تودُّدِ

إنّ النّجوم إذا أردتِ.. نزورها
إنْ رُمتِ أن تستلهمي الأملَ النّدي!



21.10.2009
شريف محمد جابر
www.sharefmg.wordpress.com