سرقت لحظة جميلة عوقبت عليها العمر كله هي لحظة رؤية محبوبتي عرفت الثمن الذي سأدفعه ومع ذلك سرقت ماذا تظن الحياة نفسها أهي من يقرر دائماً خوفاً من إيقاع العقوبة ما هو الذنب الذي ارتكبته الذي يستدعي قيام مجلس شيوخ الحياة على عاشق جل همه أن يرى محبوبته لماذا تشكل الدنيا حمّى تكاد تقتل كل الذين لا يخضعون لأوامرها حتى المشاعر تدخل بها ميزان القوى أصبح العاشق يخاف أن ينطق بكلمة لمحبوبته خوفاً من زحف الجيوش التي تمنع هذا الكلام حتى الليل لم يعد ليلاً والهمس لم يعد شفافاً والقلب كان خفاقاً الآن عرفت السبب أنه في هذا الكون شديد الفظاظة عريق الذكريات لم يعد يحتمل وجود اثنين قادرين على المواجهة هم طفلين فلسطينيين قاموا من تحت الأنقاض ليثبتوا للعالم أن الحياة ستستمر أنه مهما كان هناك قوي وضعيف الحياة مستمرة وأن الطفلين سيكبرا وستشتد سواعدهما وتتحول البراعم إلى أشواك قادرة على الصمود ويصبحان في سن مواجهة الكون ويقولان نحن هنا, وأمسك يدها وقفزا قفزة العمر من حياة الطفولة تاركين كل ذكرياتهم ورائهم وكل لعبة تنده اسم صاحبها تناديهم تعالوا لكنهم قرروا الانتقال إلى حياة المواجهة وأمسكا سلاحين سلاح الحب وسلاح المواجهة وكان القرار هو إما الحياة مع كل ما تتمتع به من صفات وإما الموت السريع الذي لا يسمح لأحد بالتحكم بهما ولا بإرادتهم وظل هذين الثائرين محرومين من لحظة النظر في وجه بعضهما وهم عاشقين فما هذا الكون الذي يستعبد البشر كي لا يتعب نفسه في حل مشاكل أحدهم صدقوني لو أن السحر ينفع لكنت عرافاً يصطنع البخور ويضرب بالرمل ويقول خرافاتهم ويقول لا نريد منك أيها الكون شي فقط اتركنا وشأننا نحن عشاق وأنت المقرر اتركنا أستحلفك بكل مقدسات عبدتها الحب مثل الدم في العروق فمن بعيش بلا حب فكم نحب بعضنا وكم ستعطينا من وقتك يا زمن اللا حب فهل ستشهد مصرع حبنا أم تشهد تحرير فلسطين على يد العشاق لكن أنا أعرف شيء منذ صغري أنه لا شمس بعد الغروب ولا لقاء بعد الضياع في زمنٍ كهذا ولا حياة بعد الموت إذا كنت قد اقترفت ذنباً فسأقدم قرباناً للآلهة للصفح عني سأحول دون نزول اللعنة لكن أعطني ما أدنو إليه أنا والعاشق فكلانا يطالب بحبه ونعيش لأجله وأنت تحرمني منه لكن كل رجائي إلى زمن لم يعد يحترم الحب ولم يعد يشعر بالمحبين أن يتلاشى ويسلم مقاليد الحب لزمن آخر يتمنى للعاشقين كل السعادة وكل الحنان وليس هناك شيء أجمل من أن يغفي العاشق الذي لم تسنح له الفرصة أن ينظر في وجهها وينام ويتواصل النوم إلى أيام على ذراعها ويشتمم رائحتها فإن أجمل ما في الوجود هو أن يعود الطفل المحروم إلى حضن أمه فيجد ثديها دافئ ينتظر من غاب عنه ويشرب نخبها ويشعر أنه ثمل دون أن يتعاطى أي نوع من المسكرات .
فلسطــــــــــــين .سمير سامي العباس
تقليص
X
ما الذي يحدث
تقليص
الأعضاء المتواجدون الآن 194507. الأعضاء 3 والزوار 194504.
أكبر تواجد بالمنتدى كان 409,257, 10-12-2024 الساعة 06:12.