إصلاح النظام العربي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ركاد حسن خليل
    أديب وكاتب
    • 18-05-2008
    • 5145

    إصلاح النظام العربي

    [frame="10 10"]
    إصلاح النظام العربي
    المعوقات الداخلية القُطرية
    ( السياسية.. الثقافية..والاقتصادية )


    لم تعد تُجدي كل وسائل التلميع والتحسين لصورة الوطن العربي من محيطه إلى خليجه.. وأصبح جليـًّا وواضحـًا لكل ذي عقلٍ المستوى أو الحضيض الذي وصل إليه.. وإن بتفاوت بالسوء بين قطرٍ وآخر.. وأصبحنا كشعوب في مؤخرة الأمم مدعاة للاستهزاء والسخرية.. ولن ينفعنا التعامي.. أو التجاهل.. أو الادعاء بأن دنيانا لا زالت بخير.. بشيء.
    فقد اعتادت شعوبنا على ما لا يبشر بخيرٍ أبدًا . لا نستطيع أن نزدري على أنفسنا أو التغاضي عن المسبّبات التي أوصلتنا إلى هنا.. ونحن لا زلنا نجني الخيبة إثر الخيبة.. على كافة المستويات.. سواءٌ السياسية أو الثقافية والاقتصادية.. وأرى أن العامل السياسي هو من أحكم القيد على كل مـُقدّراتنا ومنعنا من النهوض ثقافيـًا واقتصاديــًّا
    واجبنا اليوم كمثقفين عرب أن نكون تعبويين وأكثر التصاقـًا بمصالح شعوبنا وأمتنا وأن نشير بالبنان على ما يعيق تقدمها ورقيـّها وأن نبين لها طريق خلاصها.. من ربق التقهقر والاندثار.
    العامل السياسي
    إن الجبروت الذي يمارسه الحاكم العربي على شعبه والاستئثار بالحكم مدى حياته.. ووسائل الإخضاع الغير إنسانية التي يمارسها.. والتي لا يماثلها في أي منطقة من العالم مثيل.. سوى منطقتنا.. وسيطرته على مقدّرات الدولة المادّية والمعنوية.. وجعل كل الخيوط معلـّقةً بأصابعه.. فلا ولاء إلاّ إليه.. ودون ذلك يغيب المعارض في غياهب لا يعلمها إلا الله.
    كل ذلك جعل من هذه الشعوب تخشى من ظلمه وتبتعد عن مجرد التفكير في الاعتراض على أي أمرٍ خاطئ يقدم عليه هذا الحاكم.. بل أكثر من ذلك.. تطبـّعت هذه الشعوب على هذا الحال دون أن تدري أن هناك أحوالاً أخرى للحياة الكريمة.. وأصبحنا نورّثُ أبناءنا الخنوع والخضوع للحاكم.. ما ورثناه عن آبائنا.. حتى غدت هذه الثقافة طبعٌ فينا لا يمكننا أن نتخيـّل مجرّد التـّخيـّل سواه.. وأصبح الحاكم هو المقدّس الذي لا يمكننا المساس بصورته مهما كانت بشاعته وبشاعة ولائه واستسلامه لأسياده حكام ما يـُطلق عليه المجتمع الدّولي الممسك بزمامه ودفّته الولايات المتحدة الأمريكية ومن ورائها الصهيونية العالمية.. ويعلم المتابع لتاريخ هذه الحركة.. أخطارها.. ومخطـّطاتها في السيطرة على مقدّرات شعوبنا.. معتمدة بذلك على خرافة دينيـّة جنـّدت لتمريرها.. العالم بأسره.. اقتصاديـًّا وإعلاميـًّا وثقافيـًّا وسياسيـًّا.. وما حكامنا من المحيط إلى الخليج سوى أحجار شطرنج في هذه المنظومة..
    نعم أيها السادة.. نحن نحكم بأدواتٍ على هيئة حكـّام ينفـّذون كل ما يرسم لنا لدحرنا كأمـّة.. لغة وكتاب ورسالة.. فهم ما انفكـّوا يتربّصون بنا الدّوائر.. ولا خلاص لنا إلا بـ
    1- خلع عباءة الخوف من الحاكم.. ولهذه لا بد من شروط ومقوماتٍ يجب أن تتوفر.. كي نطيح بكل ما هو عالق في أذهاننا من ثقافة الإذعان.
    2- الخروج عن عبودية الكرسي وجعل الأمر لِأُلي الكفاءة العلمية والثقافية والأخلاقية.. والملتزمين بدينهم .. يعني أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب كما يقال.
    3- التعامل مع باقي دول العالم معاملة النـّدّية وليس التبعية.. والتـّخلص من الخضوع لـِديدنهم والتباهي بجمالهم.. أقصد الإعجاب والاكتفاء بكل ما ينتجه هؤلاء.. دون الشعور بأدنى حاجة لإنتاج ما يصلح لنا ذاتيـًّا.. ولا يهدم ثقافتنا الدينية والأخلاقية والمعنويـّة.
    4- الإيمان بوحدة المصير واللغة والدّين والهدف لشعوبنا.
    5- الاعتماد الكلي على الذات.. وخلق وسائل الدفاع التي يحتاجها الوطن.. دون أي عوامل تأثيرٍ تُحكم بمصلحة الآخرين.. و جعل مصالحنا هدفـًا نسعى لتأمينه أولاً وتحت أيّ ظروف.. ومهما كانت العقبات.
    العامل الثقافي

    سبق أن أشرت أن العامل السياسي هو من أحكم القيد على العامل الثقافي فأنتج لنا أجواءً من الإحباط .. وثقافة الانهزام.. وأصبحنا نصنع مبرّرات لعدم إمكانية نهوضنا.. فأصبحنا اتكاليين .. لا يوجد من يبدأ بالتـّغيير.. الكل يلقي الأمر على الآخر .. وأصبحنا نقلل من قدراتنا وإمكانياتنا للرّيادة والنهوض من سواد ما نحن فيه.. فإذا بنا نرتع العمر كله.. وتذهب حياتنا سدى دون أن يرى الواحد منا يومًا يفخر به ويقول هذا يومُ عزٍّ انتصرت فيه الأمـّة على أعدائها.
    إن كل عوامل النهوض متوفرة لدينا وما ينقصنا فقط الإرادة للتغيير.. وإدراك هذه القدرة لتنفيذ ذلك يتم بخلق نظام بيروقراطي ضيق.. يعتمد على الكفاءة العلمية والتميـّز ينُفذ مشروع ثقافي نهضوي مرسوم.. وخطـّة محددة زمنيًا.. وماديًا.. يتبعها نظام تقييم ومحاسبة عالي الكفاءة يعتمد برنامج علمي محدد ومعلوم.. يحدد مسار رحلة النهوض.. ويؤشر على المعوقات للخلاص منها. وهذا النظام البيروقراطي الضـّيـّق لن يؤمنه إلا نظام سياسي عادل وسليم ولديه الكفاءة..
    إن أسوء ما نرزح فيه من غيٍّ وضلال.. ويُبقينا في مؤخرة الشعوب.. هو نظام المحسوبيات.. والواسطة.. ومنطق توريث الوظيفة والإدارة والحكم.. وبقاء ذوي العقول والكفاءات العلمية والقادرين على إحداث التغيير.. خارج حلبة الصراع نحو الأفضل.. وظنـّي أنه في أوطاننا العربية لم تُبنى بعد هذه الحلبة.. ولا زالت حكوماتنا لا تعتبر أن ما نحن فيه خطير.. حتى وإن بقي غيرنا يصنـّفنا بدول العالم الثالث.. فلا يُقلق هذا المسمى حكــّامنا أبدا.. طالما بقي لهؤلاء الحكام أفلاكهم.. وشعوبهم في فلكٍ آخر.
    ونهضة كنهضة سنغافورة.. على سبيل المثال لا الحصر.. على صغر جغرافيا هذه الدولة وانعدام كل المقدّرات المادّية الواجبة.. وقلة عدد السكان.. استطاعت وفي فترة زمنية بسيطة 1965-2000 أن تنتقل بتصنيفها من دول العالم الثالث إلى دول العالم الأول وبقيت إلى يومنا على هذا العرش.. وتحسب من دول النمور الآسيوية.. وهذه النهضة مع كل أسف لم تأخذها حكوماتنا العربية حافزًا لها للتغيير.. ولم يُثر لي كوان يو .. باني سنغافورة غيرة وحَسد أي حاكم عربي.
    لا بد من خلق أرضيـّة علميـّة واعتماد مناهج دراسية ووسائل تعليم جديدة ومتطوّرة.. واستقطاب كل الكفاءات العلمية العربية.. لتقديم كل ما باستطاعتها للإنطلاق نحو مصاف الدول المتقدمة. وعلينا استثمار كل مواردنا المادية لخدمة هذا المشروع النهضوي.

    العامل الاقتصادي

    قدر الله لنا أن نعيش في منطقة من العالم فيها مقدرّات مادية وبشرية هائلة.. وطاقة ممكن أن تستغل أفضل استغلال إذا ما توفر لنا ما سبق ذكره في العاملين السياسي والثقافي.
    فالاقتصاد داعمه وعماده الأساسي إضافةً للموارد المادّية.. النظام السياسي السليم.. وقوة البناء الفكري والثقافي والمعرفي لمجتمعاتنا.. وحرّيتها في أن تنطلق لإثبات ذاتها.. وهذه الحريـّة هي بيت القصيد.. فهي في يد الحاكم الذي يمثل اليوم حجر شطرنج تحركه أصابع الأعداء
    فخلاصنا بخلاصنا من مثل هؤلاء الحكام
    هذه هي النتيجة وخلاصة الكلام
    وإشارةٌ تكفي اللبيب

    مع تحيــّاتي
    ركاد
    [/frame]
    [read]بصمة
    لو ندري المسافة بين آخر لحظة حياة..وأول لحظة موت
    لما استكبر أو تجبـّر أحد
    ركاد[/read]
    التعديل الأخير تم بواسطة ركاد حسن خليل; الساعة 07-11-2009, 13:48.

يعمل...
X